إنتخابات ٢٠٢٢

استراتيجية تواصل خاصة بانتخابات 2022
إعداد: ندين البلعة خيرالله

العمليات العسكرية التي نفّذها الجيش اللبناني على الأرض لحفظ أمن الانتخابات النيابية في شهر أيار 2022، رافقتها عمليات معلومات (أي أنشطة إعلامية) منسقة وفاعلة، هي على القدر نفسه من الأهمية. لماذا؟ لأنّ المعلومات هي الأساس لإطلاع الرأي العام اللبناني وإشراكه في نجاح مهمة الجيش والإجراءات المُتخذة لمواكبة هذا الاستحقاق الوطني وحفظ أمنهم. فما هي استراتيجية التواصل التي اعتمدتها المؤسسة العسكرية لهذه المهمة، وعلى ماذا ارتكزت الأنشطة الإعلامية؟

 

الجمهور: المواطن اللبناني.

 

الرسائل:

- الجيش يقوم بمهمته لحماية المواطنين وطمأنتهم ليلتزموا واجبهم وحقهم الديموقراطي المتمثل بالانتخاب بحرية من دون خوف، وردع المخلين بالأمن.

- إظهار مشاركة الجيش بقطعه ووحداته كافة (الثابتة والعملانية) في مهمة حماية العملية الانتخابية، وتعاطيه بحزم مع أي حدث يحصل.

- التأكيد على حيادية المؤسسة في هذا الاستحقاق وأنها على مسافة واحدة من الجميع.

 

الوسيلة: مواقع التواصل الاجتماعي والموقع الخاص بالجيش.

قبل انطلاق الانتخابات، اجتمعت هيئة تنسيق عمليات المعلومات برئاسة مدير التخطيط للتواصل الاستراتيجي العقيد الركن الياس عاد، لوضع خارطة طريق تشكل استراتيجية تواصل تواكب إعلاميًّا هذه المرحلة المهمة من مسار البلاد، وتضمن سلامة تنفيذها. وكان الركن الأساسي لهذه الاستراتيجية تزويد المواطن المعلومات اللازمة وبالسرعة المناسبة من أجل طمأنته وردع المخلّين بأمنه. وفي موازاة ذلك، استهدفت الاستراتيجية أيضًا الوحدات العسكرية المولجة تأمين العملية الانتخابية ومواكبتها، برسائل من توجيهات العماد قائد الجيش خلال لقائه أركان القيادة وقادة الألوية والأفواج.

 

الحملة الإعلامية

لتنفيذ استراتيجية التواصل المعتمدة، خطّطت الهيئة المعنية، وبالتعاون مع مديرية التوجيه، لحملة إعلامية منسقة تواكب المهمات المنفّذة من قبل المؤسسة العسكرية، وتُشعر المواطن بمسؤولية مشاركة الجيش بنجاح هذا الاستحقاق، على أن تبدأ عشية الاستحقاق اعتبارًا من نهار السبت 14 أيار، وتستمر حتى الانتهاء من إعلان النتائج.

 

عشية الانتخابات، ولمواكبة التحضيرات للمهمة، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أخبار مُرفقة بفيديو وصور (غرف العمليات، تجهيز القوى، الآليات...)، تظهر استعداد الوحدات العسكرية، على كامل الأراضي اللبنانية، للبدء بتنفيذ المهمة المطلوبة. فشددت الأخبار على بدء انتشار الوحدات لضمان سلامة إجراء العملية الانتخابية، والعمل على إقامة الحواجز وتسيير الدوريات، مع دعوة المواطنين إلى التعاون والتزام تعليمات القوى الأمنية لإنجاح هذا الاستحقاق.

 

وخلال هذا النهار، توالت البيانات والمادة الإعلامية لإظهار مباشرة القوى الانتشار في قطاعات المسؤولية، مع بيان رسمي عن انتهاء عملية الانتشار والتمركز، إضافة إلى مواكبة الدوريات التي تسيّرها الوحدات العملانية والوحدات الخاصة وإظهار قوامها وزخمها.

 

الاستحقاق

يوم الانتخابات، كانت الوحدات جاهزة وكذلك هيئة تنسيق عمليات المعلومات، لتواكب جهودها وتنقلها إلى الرأي العام فتبقيه على اطلاع بكل ما يبذله الجيش من أجله. فتوالت البيانات والفيديوهات القصيرة على وسائل التواصل الاجتماعي طوال هذا اليـوم ونقلـت تدابيـر الجيـش المتخـذة في النقـاط الحساسـة مع ذكـر المناطـق اسميًّـا.

 

كذلك، وضعت الهيئة خطة لسيناريوهات مُحتملة في حال وقوع حدث معيّن، للعمل على تغطيته وفق أهميته مع توخّي السرعة والدقة وتوجيهات القيادة في الإعلان عنه من خلال الإجابة على الأسئلة الآتية: ماذا يحصل؟ متى وأين؟ ماهي ردة فعل القوى العسكرية؟ ما هو المطلوب من المواطنين (إذا تطلّب الأمر)؟

 

وفي اليوم التالي، عملت الهيئة على تحضير خلاصة عن كامل المهمة ومجرياتها وعن الأحداث التي تخلّلتها، بهدف إظهار مساهمة الجيش الأساسية والفاعلة في إنجاح هذا الاستحقاق الوطني، وما له من أهمية على الوطن ككل، وكذلك التركيز على دور المؤسسة العسكرية في حماية الديمقراطية التي تتجلّى في ممارسة المواطنين حقهم في الاقتراع بكل حرية وأمان. «أُنجزت المهمة بنجاح» هو عنوان الفيديو الذي انتشر ليُظهر وجود الجيش إلى جانب المواطنين في مختلف الأقضية والمناطق، برًّا وجوًّا وبحرًا، مع توثيق العديد الذي كُرس لهذه المهمة، وعدد الإشكالات التي تم فضّها بالأرقام.

 

الصورة والكلمة والفعل

بهدف خدمة الهدف الأساس لاستراتيجية التواصل التي خُصصت لانتخابات 2022، تم التشديد على مختلف الوحدات العسكرية المنتشرة والمشاركة بحفظ أمن العملية الانتخابية على ضرورة التقاط الصور أو الفيديوهات لأي حدث، للمواءمة بين الصورة، والكلمة والفعل وبالتالي إظهار الحقيقة كاملة وبكل شفافية. فالتغطية الإعلامية المنسّقة تعكس الصورة الاحترافية والمنهجية التي تتعاطى بها المؤسسة العسكرية لإدارة وتنظيم كل حدث وطني، قد تؤدي عرقلته إلى انعكاسات كارثية على مستقبل لبنان.

 

تجدر الإشارة إلى أنّ إظهار حجم العمل والجهد الذي قامت به مختلف الوحدات العسكرية لإنجاح هذا الاستحقاق الوطني، يرفع من معنويات العسكريين لناحية تبيان أهمية دورهم في الأحداث المفصلية والتي يعتمد عليها مستقبل الوطن ككل.

 

نُفِّذت الاستراتيجية بنجاح... وتم تقييم تنفيذها لناحية قياس الفاعلية والأداء وذلك عبر رصد تفاعل من الرأي العام مع الأخبار، والصور والفيديوهات التي تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى الموقع الرسمي للجيش، والتي أتت إيجابية بمجملها مؤكدةً دور الجيش المحوري لنجاح الاستحقاق الانتخابي، وعاكسةً النظرة الإيجابية وثقة المواطنين بالمؤسسة والتدابير المتخذة.