دورة

استراتيجية تواصل وثقافة إعلامية
إعداد: ندين البلعة خيرالله

يعيش لبنان على فوهة بركان، يتخبّط بالأزمات وتتسارع فيه الأحداث. ومع ثورة وسائل التواصل، دخلنا في دوامة الإعلام المفتوح الذي بات أمرًا واقعًا لا مفرّ منه. أصبحت ثقافة التواصل ومهارات التعاطي مع الإعلام أمرًا بالغ الأهمية، لما له من تأثير في الجماهير على صورة المؤسسات والأفراد.
من المواطن الذي يحمل هاتفًا على الطريق، إلى الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، فالوسائل التقليدية... كل فرد بات مراسلًا، ينقل خبرًا وينشر معلومات. وبالتالي، فإنّ كل كلمة، أو فعل أو صورة قد تكون موضوعًا إعلاميًا يعلي الشأن تارةً ويدمّر طورًا، والأهم من قول الحقيقة أو إرسال المعلومات، هو كيفية تقديمها وتلقّي الجمهور لها.
الجيش الذي تُلقى على عاتقه أنواع المهمات شتى، هو الأكثر حاجةً إلى استراتيجية تواصل وثقافة إعلامية تُعمَّم على ضباطه وعسكرييه. وبالفعل تحرص قيادة الجيش على صورة المؤسسة كحرصها على شعارها، وتبذل كل جهد لمدّ عناصرها بهذه الثقافة الإعلامية التي تساعد على إرسال الرسائل الصحيحة في الوقت المناسب، وضحد الشائعات المضلّلة للرأي العام.
من هنا، واستتباعًا لورشة العمل حول «العمليات الإعلامية المتقدمة»، ونظرًا لأهمية تعميم هذه الثقافة على مختلف العناصر، استعانت القيادة بضباط مدرّبين من الفريق البريطاني المختص بأنشطة المعلومات المشتركة Joint Information Activities Team - JIAC. هؤلاء درّبوا ضباطًا ومدنيين من مديريتَي المخابرات والتوجيه، ليصبحوا بدورهم قادرين على التدريب ونقل المعلومات والمعرفة في مجال التوعية والتوجيه الإعلامي ومهارات إجراء المقابلات، لمختلف العسكريين من مختلف الرتب.

 

فهم الإعلام
ترتكز التوعية والتوجيه الإعلامي على بناء فهم ووعي حول أهمية الإعلام وقوة وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التقليدية وتأثيرها، لدى جميع العسكريين من أصغر جندي إلى أعلى الرتب.
الفهم الصحيح والواعي للعملية الإعلامية، وكيفية نقل الرسائل الصحيحة بالطرق المناسبة، يتضمّن عدة خطوات وأسس، أبرزها:
- فهم تأثير الإعلام وانعكاسه على الرأي العام سلبًا وإيجابًا.
- فهم الجمهور المُستهدف وتقسيمه وتحديده لتأثير أكثر فاعلية.
- فهم الرسالة وتحليلها مع دراسة نقاط القوة والضعف فيها، التهديدات والفرص المُتاحة.
- فهم مختلف أنواع وسائل الإعلام وتحديد الوسيلة المناسبة بحسب الجمهور المستهدف والرسالة المرجوة.
- التخطيط لعملية التواصل والتأكد من تناسق الكلمات مع الأفعال والصور.

 

مهارات المقابلة
تدرّب هذه الدورة أيضًا على مهارات إجراء المقابلات لأداء أكثر تفاعلية مع الإعلام، فلا يكون الظهور الإعلامي كردة فعلٍ على أزمة معينة فحسب، بل أيضًا كخطوة سابقة لأداء معين أو مهمات محددة لشرح السبب المؤدّي لتنفيذها واكتساب الدعم الشعبي. وفي هذه العملية، يجب أن يكون العسكري قادرًا كما رؤساؤه، على إرسال الرسائل المتناسقة مع خطة القيادة، قد لا يكون ذلك على المستوى نفسه للمهارة الكلامية، ولكن المهم نقل الرسالة نفسها وبالمشاعر المناسبة.
يتطلب إجراء المقابلة مجموعة مهارات ومتطلبات للنجاح بإرسال الرسالة المرجوة للصحافي ومن خلاله للجمهور. أسوةً بجيوش الدول المتطورة، تسعى قيادة الجيش إلى صقل مهارات عناصرها في مختلف المجالات، وبخاصة متطلبات العصر، مستعينةً بخبرات هذه الجيوش الصديقة التي لا توفر فرصةً للتعاون مع الجيش اللبناني ودعمه. وتغادر فرقها التدريبية في كل مرة أكثر انبهارًا بقدرات المتدرّبين ومهاراتهم ومستواهم الثقافي المتقدم وجديتهم والتزامهم.