وداع الابطال

استشهاد مدير العمليات

لبنان جيشاً وشعباً وأرضاً وسماء يبكي اللواء الركن البطل فرنسوا الحاج ومرافقه

يوم الوداع عرس وطني جوّال ومأتم عزّ نظيره
قيادة الجيش اعتبرت استهدافه استهدافاً للمؤسسة:مصممون أكثر من أي وقت مضى على بذل الغالي حفاظاً على الوطن

 

وودّعه لبنان...
إبن الشرف والتضحية، سليل الوفاء ودّعه لبنان بكل ما أوتي من وفاء لهذا اللواء الركن الفارس الأصيل النبيل...
اللواء الركن فرنسوا الحاج مدير العمليات في الجيش اللبناني، وقبلها شاغل الكثير من الوظائف الكبيرة، أسلم للوطن عمره ولله روحه، شهيداً بطلاً، متمماً موجبات قسمه بالاستشهاد.
هو الذي وهب الجيش والوطن كل ما أوتي من عزم وشجاعة ونبل وتواضع.
هو الذي شهدت له ساحات التضحية ورايات الفخر والمواقف الحرجة والمنعطفات الخطرة.
اللواء الركن الذي كان ركناً أساسياً في بنيان المؤسسة العسكرية، والضابط القائد اللامع في كل مراحل حياته، الناجح في كل المسؤوليات الملقاة على عاتقه، قتلته يد الغدر صباح الثاني عشر من الشهر الثاني عشر 2007، عبر تفجير سيارة مفخخة استهدفه عند ساحة بعبدا، فيما كان ينتقل من منزله الى مركز عمله في اليرزة، وكان يرافقه المعاون خيرالله علي هدوان، فاستشهدا معاً.
استشهاده كان أكبر من صدمة، هزّت كيان الوطن المتكئ منذ سنوات الى الجيش، المتطلع الى المؤسسة العسكرية ضمانة.
استشهاده كان زلزالاً من الحزن والغضب في كل ناحية من أنحاء الوطن.
معالم الحزن والحداد سبقت أي إعلان رسمي، إنه الوجع الكبير في قلب كل لبناني، الوجع كان من تلقاء نفسه كفيلاً باتخاذ كل الاجراءات: طوف من المعزين تدفق الى وزارة الدفاع والى ذوي الشهيد.
فرح الأعياد الآتية انسحب وارتفعت رايات الحداد، صور الشهيد، العلم اللبناني، أعلام الجيش واليافطات، إنه حزن عام يخص كل لبناني، واللبنانيون جميعاً شهروا حزنهم وعبّروا عنه.
أمّا التشييع فكان عرساً وطنياً لم يشهد له لبنان مثيلاً إلا عرس النصر مطلع أيلول الفائت.
من المستشفى العسكري المركزي الى رميش مسقط رأس البطل، مروراً بمحطات بعبدا وحريصا، المسيرة استمرت 13 ساعة. شيّعه اللبنانيون جميعاً، وشاركتهم الأرض والسماء، فمَن كان بطلاً في هذه الأرض ارتقى الى السماء...
وداعاً أيها اللواء الركن، وداعاً يا مَن جسّدت قدسية الرسالة، يا مَن سكن الوطن ضلوعه ودمه وأحلامه. في آخر مقابلة لك مع «الجيش» قلت: «لبنان أمانة في أعناقنا... وسننجح».
نستعيد كلامك ونعيده، لرفاقك وللبنانيين عموماً، فلترتح نفسك بسلام أيها القائد النبيل... فالأمانة في أيدٍ أمينة.

 

 

التحرير