معارض

استعادة لمسيرة غنية بالتجارب مارون الحكيم
إعداد: تريز منصور

في سرايا الفن: أقصى ما أصبو إليه أن يشاركني الآخرون بَوْحي

 

استضافت «سرايا الفن» في بكفيا معرضًا  استعاديًا للرسام والنحات مارون الحكيم اختصر مسيرة فنيَّة عمرها 35 عامًا، عبرّ خلالها بالريشة والإزميل عن أجمل ما وهبه الله من وزنتي الرسم والنحت, وضمّ 184 عملاً من منحوتات ورسوم وأعمال تركيب وتجميع، تمثّل مراحل تطور هذا الفنان المميَّزة طوال 35 عامًا، وتتحدث عن فرادته وتوهّجه، وتفشي حكايات عشقه لمحترفه وأدواته، وحال الخلق والإبداع لديه.   
في مسيرة مارون الحكيم الكثير من المعارض الفردية والمشاركات في أخرى جماعية. والأعمال التي أنجزها، سواء التقليدية منها أو تلك التي تبنَّاها حديثًا، تكشف عن طاقته وحيويته. جمع المعرض توازيات العمل على مادتي الرسم والنحت، واستحضر جميع المراحل التي عبرها مارون الفنان، وشغله الدائم على تقنياته ومواضيعه واستخدامه الألوان والجماليات التعبيرية.
الأعمال المعروضة متعدِّدة النبرة والأنفاس والألوان والأصوات، مواضيعها تراوح بين الشوق والرغبات والشهوات والعري والرؤى وظلال الأمومة وأنصاب الانعتاق والحرية والسخرية والتهكم وأنغام الجسد وبراعم الحب...
يعتبر الرسام مارون الحكيم أن «الفن رسمًا ونحتًا، هو في البداية سيطرة على الأدوات والمواد والتقنيات، وهو علم بهذا المعنى ويجوز وصفه بالمهنة، لأن الفنان غير المقتدر وغير المتمكِّن من تقنياته وأساليبه هو فنان فطري فاشل. إذًا تبدأ عملية الفن بالسيطرة على المهنة ومن ثم يصبح التعبير الفني رسالة معيشة تستعمل أدوات المهنة ومهاراتها الفنية للتمكُّن من إيصال رسالة الفنان المستوحاة من حياته وأحاسيسه، وتأثر بالحوادث والمشاهدات اليومية. هذا الوصل ضروري بين ما نسميه مهنة وما هو حاجة لا يستغنى عنها عند كل فنان أصيل ومتمكن. إذًا الفن هو مهنة ورسالة».
ليس من الضروري أن يكون الفنان الملون نحاتًا أو العكس يقول الحكيم، لأن لكل نوع من هذين الفنين أدواته ومواده وتقنياته المختلفة. ويضيف: «سعيت خلال مسيرتي الفنية الطويلة إلى الجمع بينهما وإيجاد لغة جديدة تقوم على مزج خصائصهما في عمل واحد سميته «اللوحة المنحوتة»، هي تجربة بنيتها على استعمال الحجم النافر للوحات ومن ثم تلوينها. كما أن هذا التزاوج الطبيعي ما بين الحجم واللون أنجب مولودًا آخر هو المنحوتة الملونة».
وختم بالقول: «حين أعمل في مجالي الفن رسمًا ونحتًا، أمارسهما للتعبير عن مكنوناتي الداخلية ومشاهداتي ومعايشتي الحوادث والتجارب الشخصية.  أبوح لذاتي عن ذاتي وإن شاركني الآخرون في هذا البوح فهذا أقصى ما أصبو إليه وأبتغيه، لأن العمل الفني حين ينتهي يصبح كائنًا مستقلاً عن مبدعه، وبالتالي يصبح ملكًا لكل الناس الذين يشاهدونه».