موضوع الغلاف

استقبال حار للأسد في مطار بيروت

القمــــة اللبـــنــــانـــــيـــــة السوريـــــة:
إلتزام أسس السلام العادل وتمسّك سوريا بوحدة لبنان وسيادته ودعم إقتصاده
في ظل تطورات إقليمية وعربية ودولية متسارعة وأوضاع ميدانية خطيرة تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة، أتت زيارة الرئيس بشار الأسد الى لبنان لتشكل محطة بارزة على صعيد التعاون الوثيق بين البلدين في مواجهة الإستحقاقات والأخطار وأولها العدوان الإسرائيلي.
وقد اعتبرت الزيارة وهي الأولى لرئيس سوري الى بيروت منذ زارها الرئيس نور الدين الأتاسي عام 1970، تاريخية ولافتة بتوقيتها وطابعها ومضمونها.
فإلى تناولها تطورات الصراع العربي - الإسرائيلي، تميّزت زيارة الرئيس الأسد للبنان بتركيزها على العلاقات الثنائية بين البلدين، لا سيما الإقتصادية منها.
في ما يتعلق بموقف البلدين من تطورات الصراع العربي - الإسرائيلي، أكد البيان الختامي المشترك للقمة، الثوابت الإستراتيجية للبلدين والمتمثلة بالتمسك بأسس السلام العادل والشامل وفقاً لمرجعية مدريد، ودعم صمود الفلسطينيين وإنتفاضتهم، الى إدانة الإرهاب ورفض محاولات إسرائيل إستغلال أحداث 11 أيلول من أجل المساواة بين الإرهاب وحق الشعوب في مقاومة الإحتلال.
أما على صعيد العلاقات الثنائية بين البلدين، فقد أشار البيان الى تمسك سوريا بوحدة لبنان وأمنه وسيادته وعروبته، كما برز عبر القمة الإتجاه الى تفعيل عمل المجلس الأعلى اللبناني - السوري، بما يدعم العمل المشترك بين البلدين وتنفيذ الإتفاقات الموقّعة بينهما.
وفي الجانـب الإقتصادي للعلاقات اللبنانية - السورية والذي تناولته القمـة كأولوية، تمت إزالة العقبات والقيـود أمام تسهيل عملية تبادل المنتجات الوطنية وإعـادة جدولة ديون الكهرباء مع إعفاء لبنان مـن نسبة 50 في المئة من قيمتها، الى إعادة النظر في سعـر الغاز وجملة تدابيـر ومشاريع إنمـائية، تهدف الى مساعدة لبنـان في مواجهة مشاكله الإقتصادية.


وقائع الزيارة
في 3 آذار المنصرم وقبل 24 يوماً من إنعقاد القمة العربية في بيروت، زار الرئيس السوري بشّار الأسد لبنان، وعقد إجتماعاً مع رئيس الجمهورية اللبنانية العماد إميل لحود في قصر بعبدا، أعقبه إجتماع للمجلس الأعلى اللبناني - السوري برئاسة لحود والأسد.
وكان الرئيس الأسد وصل الى لبنان عبر مطار بيروت الدولي على رأس وفد رسمي ضم رئيس مجلس الشعب عبد القادر قدورة ورئيس الحكومة محمد مصطفى ميرو ونائب رئيس الحكومة وزير الخارجية فاروق الشرع ورئيس جهاز الأمن والإستطلاع للقوات العربية السورية العاملة في لبنان اللواء الركن غازي كنعان. وأطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة تحية لحظة نزول الأسد من الطائرة. وكان في استقباله على سلم الطائرة الرئيس لحود يحوطه الرئيسان بري والحريري، ونائب رئيس مجلس النواب ونائب رئيس مجلس الوزراء.
وبعدما صافح الرئيس الأسد مستقبليه، قدّم له طفلان يرتديان الزي الفولكلوري باقتي ورد ترحيباً. ثم توجه والرئيس لحود لمصافحة مستقبليه، الوزراء: خليل الهراوي، الياس المر، فؤاد السنيورة، غازي العريضي، محمود حمود، نجيب ميقاتي، غسان سلامة، باسل فليحان، بيار حلو، مروان حمادة، ميشال فرعون، أسعد دياب، جان لوي قرداحي، عبد الرحيم مراد، سمير الجسر، فؤاد السعد، سليمان فرنجية، جورج أفرام، علي عبدالله، محمد عبد الحميد بيضون، كرم كرم، بهيج طبارة وميشال موسى، سفراء الدول العربية، الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني - السوري نصري الخوري، عدد من النواب، قائد الجيش العماد ميشال سليمان، رئيس المجلس الدستوري القاضي أمين نصار، رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي نصري لحود، رئيس مجلس مكتب شورى الدولة القاضي غالب غانم، المدعي العام التمييزي القاضي عدنان عضوم، رئيس ديوان المحاسبة القاضي رشيد حطيط، المدعي العام لديوان المحاسبة القاضي سليمان الطرابلسي، مفوض الحكومة في مجلس شورى الدولة القاضي حسن الحاج، المدير العام لرئاسة الجمهورية العميد سالم أبو ضاهر، الأمين العام لرئاسة مجلس النواب عدنان ضاهر، الأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء الدكتور محمد سهيل بوجي، الأمين العام لوزارة الخارجية بالوكالة السفير ناجي ابي عاصي، المدير العام للأمن العام اللواء الركن جميل السيد، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء مروان زين، المدير العام لأمن الدولة اللواء الركن ادوار منصور، مدير المخابرات في الجيش العميد ريمون عازار، رئيس جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير، رئيس مطار بيروت الدولي خالد صعب.
وتوجه الرئيسان الى منصة الشرف، وبعدما عزفت الموسيقى النشيدين السوري واللبناني، عرض الرئيس الأسد حرس الشرف على موسيقى لواء الحرس الجمهوري الذي قدّم عرضاً أمام منصة الشرف الرئيسية في المطار.
وفي الساعة الحادية عشرة إلا ربعاً،غادر الرئيسان لحود والأسد في السيارة الرئاسية التي حملت في مقدمها العلمين اللبناني والسوري في موكب رسمي تقدمته دراجات نارية الى قصر بعبدا، وسط تدابير أمنية مشددة في حرم المطار وعلى الطرق المؤدية اليه والطرق التي سلكها الموكب.


إجتماعان في بعبدا
وصل الرئيسان لحود والأسد الى قصر بعبدا قبيل الحادية عشرة قبل الظهر في موكب رسمي واكبته الطوافات العسكرية من المطار وصولاً الى القصر الجمهوري، وذلك عبر الشوارع التي رفعت فيها الأعلام اللبنانية والسورية وصور الرئيسين ولافتات الترحيب. وعند مدخل بعبدا، سار الرئيسان على سجادة حمراء وسط ثلة من الحرس الجمهوري أدت مراسم التكريم، واتجها الى صالة السفراء حيث التقطت لهما الصورة الرسمية. وعقد على الفور إجتماع ثنائي مغلق استمر أكثر من ساعة ونصف ساعة. في هذه الأثناء كان أعضاء الوفدين اللبناني والسوري مجتمعين في قاعة مجلس الوزراء السابقة.
وفي الثانية عشرة والنصف، إنضم الرئيسان لحود والأسد الى الوفدين، وترأسا الإجتماع الأول للمجلس الأعلى اللبناني - السوري في بيروت.
وشارك في الإجتماع عن الجانب السوري رئيس مجلس الشعب عبد القادر قدورة، ورئيس الحكومة محمد مصطفى ميرو، ونائب رئيس الحكومة وزير الخارجية فاروق الشرع، وعن الجانب اللبناني شارك رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء رفيق الحريري ونائب رئيس الوزراء عصام فارس والأمين العام للمجلس نصري خوري.
في مستهل الإجتماع، طلب الرئيس لحود الوقوف دقيقة صمت "إجلالاً وإحتراماً لذكرى الرئيس الراحل حافظ الأسد، الذي كان له الفضل في تأسيس المجلس الأعلى وتنظيمه وإطلاق عمله".
ووقّع الرئيسان في نهاية الإجتماع قرارات المجلس الأعلى، وأذاع الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني - السوري البيان الختامي.
البيان الختامي
"تلبية لدعوة من فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد إميل لحود، قام سيادة رئيس الجمهورية العربية السورية الشقيقة بشّار الأسد اليوم الاحد 3 آذار 2002، بزيارة رسمية للجمهورية اللبنانية على رأس وفد رسمي، حيث أجرى الرئيسان محادثات تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها وتطويرها، وتعميقها في مختلف المجالات، كما أجريا جولة من المحادثات تناولت الأوضاع الراهنة على الصعيدين العربي والإقليمي، في ضوء التطورات الأخيرة، ثم ترأسا إجتماع المجلس الأعلى اللبناني - السوري، في دورته الرابعة.
وقد رحّب فخامة الرئيس لحود بأخيه سيادة الرئيس الأسد في بلده الثاني لبنان، معتبراً أن هذه الزيارة، تعبّر عن التواصل الأخوي الدائم بين البلدين الشقيقين، وتمسّك سوريا بوحدة لبنان وأمنه وسيادته وعروبته، ووحدة الموقف المصيري في مواجهة مختلف الإستحقاقات والأخطار، وفي مقدمها العدوان الإسرائيلي.
وقال فخامة الرئيس لحود، أن اللبنانيين والسوريين أخوة تجمعهم على الدوام روابط القربى والتاريخ، وأن السياسة الحكيمة التي أرسى قواعدها سيادة القائد الراحل حافظ الأسد ستبقى المنارة التي يهتدى بها في سبيل حماية تلك العلاقة وتطويرها لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين.
وأكد فخامته أن وقوف سوريا بجانب لبنان في تحرير أرضه من الإحتلال الإسرائيلي ودعم جيشه الوطني ومقاومته، كان من الركائز الأولى والرئيسية التي ارغمت إسرائيل على الإنسحاب من معظم الأراضي اللبنانية. كما أثبتت الأحداث التي توالت في الأعوام الماضية على صعيد النزاع العربي - الإسرائيلي، صحة الخيارات الإستراتيجية المشتركة التي اعتمدها البلدان الشقيقان.
وشدد فخامة الرئيس لحود على أهمية زيارة أخيه سيادة الرئيس الأسد في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به المنطقة، وعشية انعقاد القمة العربية في بيروت نهاية الشهر الجاري، معتبراً أن ذلك سيساعد في تقويم مشترك للتطورات، وفي وضع رؤية مشتركة لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة.
كذلك تأتي هذه الزيارة، مناسبة لدرس سبل تعزيز التعاون بين البلدين والإرتقاء به الى المستوى الذي يطمح إليه الشعبان الشقيقان من خلال تطبيق ما نصّت عليه معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق، إستناداً الى الرؤية الأخوية المميزة التي تربط بين البلدين والتي تستمد قوتها من جذور القربى والتاريخ والإنتماء الواحد والمصير المشترك والمصالح المشتركة.
وردّ سيادة الرئيس بشّار الأسد، شاكراً لفخامة الرئيس لحود ما عبّر عنه من مواقف ومشاعر، مؤكداً ضرورة العمل من أجل تطوير العلاقات السورية - اللبنانية المميزة وتعميقها في ظل معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق وما انبثق منها من اتفاقات، وأهمية التمسك بالثوابت الإستراتيجية المشتركة، في مواجهة التحديات المصيرية والمستندة الى وحدة المصير السوري اللبناني، مشيداً بما تحقق في ظل هذا التعاون من إنجازات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والإجتماعية والثقافية.
وفي هذا السياق، أكد سيادة الرئيس أن الإنتصار الذي تمثل بإندحار قوات الإحتلال الإسرائيلي من معظم الأراضي اللبنانية بفضل صمود الشعب اللبناني ومقاومته الباسلة، إنما هو تجسيد لأحد أهم إنجازات التعاون بين سوريا ولبنان.
وأضاف سيادة الرئيس أن سوريا المؤيدة لإنتفاضة الشعب الفلسطيني الباسل، ترى أن الظروف تستدعي مواقف عربية متضامنة وفاعلة وموحدة تتناسب وحجم الأخطار والتحديات الراهنة، الأمر الذي يستوجب تعاوناً وثيقاً وصادقاً سوف تسعى سوريا مع لبنان والدول العربية الشقيقة الى بذل كل جهد ممكن لتحقيقه، بما يتفق والمصالح المشتركة للدول العربية ويصون أمنها وحقوقها ويحفظ كرامتها، مشدداً على أن سوريا ستظل متمسكة بتحقيق السلام العادل والشامل، والمستند الى قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، والى مرجعية مدريد ومبدأ الأرض في مقابل السلام الذي يحقق إنسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة عام 1967 بما فيها القدس، وإزالة جميع المستوطنات، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وكذلك الإنسحاب من الجولان المحتل حتى خط الرابع من حزيران، ومن الأجزاء التي ما زالت تحت الإحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، والتمسك بحق العودة وفق قرار الأمم المتحدة رقم 194.
وإنطلاقاً من إيمان سوريا بأهمية تعميق العلاقات السورية - اللبنانية المميزة وتحويلها الى نموذج يحتذى به بين الدول العربية، أعلن سيادة الرئيس بشّار الأسد بأن سوريا قررت:
1.    إزالة جميع الصعوبات والقيود التي سبق للجانب اللبناني أن طرحها من أجل تسهيل عملية تبادل المنتجات الوطنية المنشأ بين البلدين وتطويرها.
2.    الموافقة على إقتراح الجانب اللبناني القاضي بإقامة سد على نهر العاصي في الموقع المناسب وعلى المشروع المتفق عليه لإقامة سد مشترك على النهر الكبير الشمالي.
3.    إعادة درس موضوع جدولة الديون المترتبة على كهرباء لبنان إبتداءً من 1/1/2003 وإعفاء لبنان من نسبة 50% في المئة من قيمتها الإجمالية.
4.    إعادة النظر في سعر بيع الغاز السوري الى لبنان على ضوء الإقتراحات المقدمة من الجانب اللبناني.
5.    التعاون مع الحكومة اللبنانية في مجال تشجيع الزراعة بصفة عامة وزراعة القطن في البقاع وعكار، واتخاذ جميع الإجراءات المطلوبة من أجل ذلك.
6.    درس إمكان إقامة مصنع مشترك للغزل والنسيج في عكار ومصنع مشترك للتبغ والتنباك في البقاع ومصفاتين مشتركتين لتكرير النفط في طرابلس والجنوب.
وقد تداول الرئيسان الأوضاع الراهنة على الساحة العربية، وتطورات الصراع العربي - الإسرائيلي، والإعتداءات الإسرائيلية المتصاعدة ضد الشعب الفلسطيني، والتهديدات ضد لبنان وسوريا.
وكان الرأي متفقاً على أن نهج إسرائيل وسياستها العدوانية والدموية، تستهدف فرض واقع جديد يؤدي الى ضرب احتمالات وفرص تحقيق السلام العادل والشامل والدائم، وفق المعادلة التي أرسى قواعدها مؤتمر مدريد والمستندة الى القرارات الدولية وبخاصة منها القرار 194 و242 و338 و425.
واعتبر الرئيسان الأسد ولحود أن أي مسعى لوضع حد للصراع العربي - الإسرائيلي، لا بد أن يقوم على هذه الأسس التي تؤمن تحرير الأراضي العربية المحتلة كاملة وتضمن حق العودة للشعب الفلسطيني الى أرضه وقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
واتفق الرئيسان على أن القمة العربية المقرر عقدها في بيروت في 27 آذار الجاري و28منه، ستكون مناسبة للبحث في كل المواضيع المطروحة على أمل الخروج بمواقف تعزز التضامن العربي وصمود الشعب الفلسطيني وانتفاضته، وتعبر بأمانة عن تطلعات الشعوب العربية التوّاقة الى توصل القادة العرب الى وضع أسس لعمل عربي مشترك وفاعل في مواجهة التحديات المصيرية الراهنة.
وشدد الرئيسان الأسد ولحود على موقف كل من البلدين الشقيقين الرافض بقوة للإرهاب بكل وجوهه، والمدين في الوقت نفسه لمحاولات إسرائيل استغلال ما حصل في 11 أيلول الماضي، من أجل مساواة الإرهاب بحق المقاومة في تحرير الأرض من الإحتلال. وعلى ضوء مداولات المجلس الأعلى، تم تأكيد ما ورد في كلمتي الرئيسين الأسد ولحود، والتشديد على وحدة المسار والمصير بين البلدين الشقيقين في مواجهة التهديدات الإسرائيلية، والتمسك بثوابت السياسة اللبنانية والسورية القائمة على مفهوم السلام العادل والشامل.
كما أكدا دعم صمود الشعب الفلسطيني وانتفاضته في وجه السياسة العدوانية الإسرائيلية، ونضاله لتحرير أرضه وإقامة دولته المستقلة.
كذلك تمت مناقشة واقع العلاقات الثنائية في ضوء التقرير الذي قدمه الأمين العام للمجلس، والذي لحظ تطويرها وآفاقها المستقبلية.
وجرى البحث في سبل تفعيل الأجهزة المشتركة المنصوص عليها في معاهدة الأخوة والتعاون والتنسيق، وتأكيد عقد الإجتماع الدوري للمجلس الأعلى، وعقد إجتماعات استثنائية عند الضرورة لمناقشة تطور العلاقات، ووضع السياسة العامة للتعاون والطلب من جميع الأجهزة واللجان الوزارية المشتركة المنصوص عليها في المعاهدة عقد إجتماعاتها بشكل دوري، وتكليف اللجنة الإقتصادية - الإجتماعية وضع خطة مرحلية لتحقيق السوق المشتركة والتكامل الإقتصادي بين البلدين وفق ما نص عليه إتفاق التعاون الإقتصادي والإجتماعي الموقّع عام 1993. كما تقرر الطلب من اللجنة المشتركة للنقل العمل على وضع الحجر الأساس لمشروعي إعادة تأهيل خطي السكة الحديد: طرابلس - العبودية ورياق - سرغايا خلال مهلة شهرين من تاريخه.
كذلك تقرر تكليف الأمين العام وضع مشروع تعديل بعض مواد النظام الداخلي والمالي للأمانة العامة بهدف تطويره وتحديثه ورفعه الى المجلس الأعلى لإقراره. كما وقّع الرئيسان الأسد ولحود سلسلة من القرارات التنظيمية والإدارية المتعلقة بالأمانة العامة للمجلس الأعلى اللبناني - السوري.
وفي نهاية الإجتماع، توجّه فخامة الرئيس العماد إميل لحود بالشكر الى سيادة الرئيس بشّار الأسد على القرارات التي اتخذها الجانب السوري لتعزيز التعاون وتعميق العلاقات وتطويرها بين البلدين الشقيقين.


تبادل الأوسمة ومأدبة غداء سبقا الوداع الرسمي
في صالون السفراء، تبادل الرئيسان الأوسمة في حضور أعضاء الوفدين اللبناني والسوري. ومنح الرئيس لحود الرئيس الأسد وسام الإستحقاق اللبناني من الدرجة الإستثنائية، الذي يمنح للملوك والرؤساء وقادة الدول، فيما منح الزائر مضيفه وسام أمية الوطني ذا الوشاح الأكبر.
وانتقل الرئيسان الى الباحة الداخلية للقصر حيث وقّع الرئيس الأسد السجل الذهبي مدوناً فيه العبارة الآتية:
"يسعـدني خلال زيارتي لقصـر بعبـدا لمناسبة انعقاد المجلس الأعلى السوري - اللبناني، أن أوجه تحية أخويـة الى أخي الرئيس العماد إميل لحود والى الشعب اللبناني الشقيق، متمنيـاً لشعب لبنان إستمـرار الإزدهار والتوفيـق في مواجهـة التحديات الراهنة.
وإني أعتز بزيارتي الأولى للبلـد الشقيـق منـذ توليّ منصـب رئاسة الجمهورية العربيـة السورية، وأنا واثـق أن التواصـل بين سوريـا ولبنـان سيستمر على كل الصعد لما فيه خير شعبيهما الشقيقـين".
إثر ذلك أقام الرئيس لحود مأدبة غداء على شرف الضيف الكبير والوفد المرافق في الجناح الرئاسي الخاص برئيس الجمهورية. شارك في المأدبة أعضاء الوفد اللبناني واستمرت حتى الثالثة والنصف، غادر بعدها الرئيسان لحود والأسد في سيارة الرئاسة اللبنانية بإتجاه الحدود اللبنانية - السورية.
وفي الرابعة والنصـف بعد الظهر غادر الرئيــس السوري والوفد المرافق لبنـان عبر نقطـة المصنع، وكان في وداعـه الى الرئيــس العماد اميل لحود الرئيسـان نبيه بري ورفيق الحريـري ونائـب رئيس مجلس الوزراء عصام فارس.