في الميدان

اطمأن إلى العسكريين المقاتلين في ساحة المعركة والجرحى في المستشفيات وعزّى أهالي الشهداء

العماد سليمان
دماء الشهداء وتضحيات العسكريين أمانة في أعناقنا ولن نتراجع قبل القضاء على فلول الارهابيين


قرب رجاله في ساحة المعركة، يشدّ على اياديهم واحداً واحداً، يعانقهم، يمسح عرقاً عن جبين متعب، ويحيّي صلابة رجال يعتمرون الشرف والتضحية والوفاء.
قائد الجيش العماد ميشال سليمان كان مع عسكره عقلاً وقلباً وجسداً.
في حمأة المعارك زارهم متفقداً، لم تفلح جهود ضباط مكتبه في جعله يعدل عن الوصول إلى المراكز الأمامية المتقدمة، خرق «قانون حيطة القادة»، وعاش ساعات قرب العسكريين مشاركاً إياهم الخطر والتعب والغبار والنار.
وكما تفقد عسكرييه في الجبهة أكثر من مرة، قدم التعازي لأهالي الضباط الشهداء، والتقى في الشمال أهالي العسكريين الشهداء، وعاد الجرحى.
هنا جولات العماد سليمان الميدانية التي اعلـن خلالها إصرار القيادة على «توقيف القتلـة»، مؤكداً أن دمـاء الشهداء أمانة في أعنـاق الجيش الذي لن يستكيـن قبـل تحقيق العدالـة، داعيـاً الاخـوة الفلسطينيين إلى «التصدي للقتلة المجرمين الغرباء عن نسيج الشعب الفلسطـيني وقضيتـه العادلة».

 

في محيط نهر البارد
على أثر امتداد يد الغدر والإجرام إلى مجموعة من العسكريين في منطقة الشمال، ما أدى إلى وقوع عدد من الشهداء، وبدء الجيش عمليات عسكرية واسعة، قام قائد الجيش العماد ميشال سليمان بزيارة تفقدية إلى الوحدات العسكرية المنتشرة في مدينة طرابلس ومخيم نهر البارد والقطع البحرية المنتشرة قبالة هذه المنطقة، حيث جال على المراكز المتقدمة واطلع على التدابير والإجراءات الميدانية المتخذة واعطى توجيهاته اللازمة.
وأكد العماد سليمان في أثناء اجتماعه بالضباط القادة، التصميم على توقيف القتلة الذين اعتدوا على الجيش والمدنيين اللبنانيين والفلسطينيين الأبرياء، وسوقهم إلى العدالة. وأشار إلى أن هذه العصابة المجرمة لا تمتّ بأي صلة إلى حضارة مجتمعنا العربي وتقاليده العريقة، ولا إلى القضية الفلسطينية العادلة، وقد تبيّن أن معظم الذين أوقفهم الجيش من هؤلاء المجرمين لا ينتمون إلى الشعب الفلسطيني الشقيق، بل هم عبارة عن مرتزقة يتبعون لجنسيات مختلفة ويخدمون مخطّطات إرهابية بحتة، مذكّراً بوقوف الشعب اللبناني إلى جانب الشعب الفلسطيني طوال مراحل الصراع المرير مع العدو الإسرائيلي، والتضحيات التي قدّمها الجيش في مواجهته وليس آخرها تقديمه 50 شهيداً خلال عدوان تموز الفائت، لافتاً إلى أن ما عجز عن تحقيقه العدو باستهدافه مراكز الجيش وتحديداً في منطقة العبدة، حاولت هذه العصابة استكماله بتعديها على المراكز نفسها، متلاقية معه على هدف مشترك وهو النيل من وحدة الجيش وتماسكه.
كما التقى قائد الجيش اهالي العسكريين الشهداء من أبناء منطقة الشمال الذين سقطوا خلال الاحداث الاخيرة، مؤكداً اعتزار الجيش بهذه المنطقة الغالية من لبنان، والتي شكلت وما تزال الرافد البشري الأساسي للجيش، والدم الدافق في عروقه وقد قدمت خيرة ابنائها قرابين طاهرة على مذبح سيادة الوطن وحريته.
واضاف العماد قائد الجيش:
«إن دمـاء الشهـداء هي أمانـة في اعناق الجيـش الذي لـن يستكيـن قبل تحقيـق العدالـة التي باتـت ملكاً للإرادة الوطنيـة الجامعة للشعـب اللبناني، الملتف حول الجيش بكل فئاته وانتماءاته، ولا يمكن التنازل عنها أو إخضاعها للمساومات والتجاذبات السياسية، كونها تنبع من صلب مفاهيم السيادة الوطنية وحق المواطن اللبناني».
وعاهد قائد الجيش ذوي الشهداء على «بقاء الجيش على قدر ثقتهم الغالية، وفياً لدماء شهدائه الأبرار الذين صنعوا بتضحياتهم عنفوان الوطن وعزته وكرامته».

 

... وفي ساحة المعركة
وفي وقـت لاحق، جـال قائـد الجيـش العماد سليمـان على الوحدات العسكريـة المنتشـرة في نهر البارد، واشرف على سير العمليات والإجراءات الميدانية المتخذة، حيث كانت الوحدات قد احكمت سيطرتها على معظم المراكز الرئيسـة التي كانت تشغلهـا عصابة ما يسمى بـ «فتح الإسلام»، واطلع على اعمال إزالة العوائق والافخاخ والالغام وتدميـر الأنفاق التي كانت تستخدمها العصابة المذكورة.
وقد أكد العماد سليمان امام الضباط والعسكريين، أن قرار القضاء على فلول الإرهابيين هو نهائي ولا رجوع عنه، وإن لا مفر أمام هؤلاء إلا إلقـاء السلاح وتسليم أنفسهم للعـدالة قبل فوات الأوان، داعياً الاخـوة الفلسطينيين إلى اتخاذ موقف شجاع ومسؤول بالتصدي للقتلة المجرمين، الغرباء عن نسيج الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وإقناعهم بالخضوع للنظام والقانون، وعدم السماح لهم بالتسلل إلى صفوفهم والعمل على طردهم، الأمر الذي سيسهم بكل تأكيد في إنهاء هذه الظاهرة الشاذة، ورفع الأذى الجسدي والمادي عن المدنيين الأبرياء والإسراع في عودة النازحين منهم إلى منازلهم والشروع بإعادة إعمار ما تهدّم.

 

مع الجرحى
كذلك، عاد العماد ميشال سليمان الجرحى العسكريين في المستشفيات واطلع على اوضاعهم الصحية وحاجاتهم، وتمنى لهم الشفاء العاجل داعياً الجهات المعنية إلى بذل أقصى الجهود لتوفير العناية الصحية اللائقة لهم. ونوه قائد الجيش بتضحيات العسكريين الشهداء والجرحى، وشجاعتهم الفائقة واندفاعهم في أداء الواجب، لافتاً إلى انهم الخميرة الصالحة التي يستمد منها الجيش قوته ومناعته.
وأضاف العماد سليمان، ان دماء الشهداء العسكريين والمدنيين وجراحهم وآلامهم هي عامل وحدة للوطن، تسمو على أي توظيف سياسي، لترتقي إلى مصاف الإرادة الوطنية الجامعة، مؤكداً أن الجيش لن يفرط ابداً بهذه التضحيات التي لا يمكن ان نفيها حقها إلا من خلال تقديم القتلة المجرمين للمحاكمة أمام القضاء، وترفّع الجميع عن الحسابات الفئوية والشخصية الضيّقة لمصلحة وحدة الوطن وخلاص أبنائه.
وشدّد العماد سليمان على ان دماء الشهداء والجرحى الذين خضبت تراب الوطن من اقصاه الى اقصاه لم تهرق من اجل الدفاع عن لبنان فحسب، انما ايضاً دفاعاً عن الشعب الفلسطيني الشقيق، الذي يحاول الإرهاب عبثاً من خلال التسلل الى جسمه نشر الفوضى وزرع بذور التقاتل بين الأخوة وصرفه عن قضيته الاساسية في تحرير الأرض ودعم حق العودة، وان الجيش اللبناني الذي قدم قوافل الشهداء دفاعاً عن القضية الفلسطينية العادلة منذ نشوء الكيان الاسرائيلي الغاصب على ارض فلسطين، يؤكد ان بندقيته ستبقى مصوّبة في اتجاهها الصحيح نحو العدو الاسرائيلي والارهاب المتلاقيين معاً على سياسة الشرذمة وتهديد اسس المجتمعات المناضلة. ولن يسمح هذا الجيش لأحد بتشويه العلاقة التاريخية بين الشعبين الشقيقين اللبناني والفلسطيني، والانزلاق نحو مشاريع مشبوهة تصب اولاً واخيراً في خدمة اعداء الوطن.

 

... ومع عائلات الضباط الشهداء
من جهة أخرى، توجه قائد الجيش العماد ميشال سليمان، إلى بلدة نيحا - الشوف، حيث قدم التعازي لعائلة الرائد الشهيد خالد مرشاد، الذي استشهد خلال احداث نهر البارد.
وقد عبّر والد الشهيد الشيخ فؤاد مرشاد، عن فخره واعتزازه بالجيش، مطالباً القيادة بالاقتصاص الشديد من القتلة المجرمين الذين غدروا بعسكرييه، واعتبر ان شهاده نجلّه هي فداء للبنان الذي تهون أمامه كل التضحيات.
ثمّ تقبل العماد سليمان التعازي مع افراد العائلة، ونوّه في أثناء لقائه بهم بمناقبية الشهيد وشجاعته مؤكداً ان دماء الشهداء الأبرار هي أمانة في ضمير الجيش الذي لن يستكيـن قبل توقيف القتلة والمجرمين وسوقهم إلى العدالة.
وفي بلدة شحيم، قدّم قائد الجيش على رأس وفد من الضباط، التعازي لعائلة الرائد الشهيد فادي عبدالله، وقد اثنى على مناقبية الشهيد وشجاعته الفائقة واندفاعه في أداء الواجب، كما عاهدهم بمواصلة السير على درب الشهداء حتى القضاء على دابر الإرهاب أينما وُجِد.
وفي كنيسة مار مطانيوس - جديدة المتن، شارك العماد قائد الجيش في القداس الذي أقيم على راحة نفس النقيب الشهيد روي ابو غزالة الذي استشهد على أثر اعتداء تعرض له مركزه في محيط مخيم نهر البارد.
وقد ألقت شقيقة الشهيد رشا كلمة عبرت فيها عن اعتزازها بالجيش معتبرة ان شهادة شقيقها هي فداء للبنان. وقد تقبّل العماد سليمان التعازي مع افراد العائلة ونوّه أيضاً خلال لقائه بهم بشجاعة الشهيد وبمناقبيته واندفاعه في أداء واجبه.
كذلك، قدّم العماد قائد الجيش يرافقه عدد من كبار الضباط، التعازي لعائلة النقيب الشهيد مارون الليطاني في الحدث، منوهاً بمناقبية الضابط الشهيد وتفانيه في أداء واجبه العسكري.