أخبار ثقافية

افتتاح المؤتمر العالمي للجامعة الثقافية في العالم
إعداد: جان دارك ابي ياغي

كلمات تطالب بإنشاء وزارة خاصة بالمغتربين

برعاية فخامة الرئيس العماد إميل لحود ممثلاً بوزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ، افتتح المؤتمر العالمي الثاني عشر للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم بتاريخ 28 تموز واستمرّ لغاية 30 منه. جرى الافتتاح في قصر الأونيسكو بحضور ممثل رئيس مجلس النواب نبيه بري النائب علي بزي وممثل رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة وزير الشباب والرياضة الدكتور أحمد فتفت، وحشد كبير من الفاعليات السياسية والدينية والاقتصادية والثقافية والنقابية والإعلامية.
بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني، ثم دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء وفي مقدمهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ثم كلمة عريف الاحتفال الأمين العام المساعد للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم فاروق أبو جودة، بعد ذلك كلمة ترحيب من الرئيس العالمي للجامعة جورج انطوان، ثم كلمة النائب الأول لرئيس الجامعة أحمد ناصر، وجاء فيها: ... شعارنا كان وسيبقى وحدة الجامعة، ووحدة الاغتراب، والحوار مع الجميع للم الشمل، والاصرار على الثوابت في مؤسستنا هذه، وفنّد سلسلة اقتراحات لدعم عمل الجامعة منها تفعيل وتكثيف البعثات الديبلوماسية، وإنشاء سفارات حيث يتواجد المنتشرون بكثافة، وتعزيز الروابط الاقتصادية والثقافية مع تلك البلدان والتنسيق الكامل مع المجالس الوطنية والقارية للجامعة الثقافية ومن خلال مشروع البطاقة الاغترابية، وتشكيل لجنة مشتركة من الخبراء لتأمين شروط نجاحها، ممّا يساهم بشكل فعّال  في جذب العديد من المغتربين والمنتشرين والمتحدرين لزيارة وطنهم.
كلمة المغتربين ألقاها الدكتور فيليب سالم، ومما جاء فيها: هناك وعلى وجه التقدير نحو 15 مليون شخص، من أصل لبناني في العالم، وعدد كبير منهم يتبوأ مراكز مهمة وقيادية في عالم العلم والطلب والسياسة والمال والتجارة والفن والرياضة...
وقال: السؤال المحوري اليوم هو كيف نستعمل هذه الطاقة ونوظفها في خلق لبنان جديد؟
من هنا، جئنا نقترح  إنشاء وزارة خاصة ومستقلة للانتشار اللبناني، مهمتها تحديد وتفعيل العلاقة بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر، ومن واجبات هذه الوزارة تحديد الحقوق والواجبات لهؤلاء اللبنانيين، وتحديد من منهم يستحق الجنسية اللبنانية، ومن منهم يستحق بطاقة اغترابية، وهنا أود أن أشدد على أهمية اعطاء الحق لجميع الذين يحملون الجنسية اللبنانية، وللذين يحق لهم حملها، بأن يساهموا في العملية السياسية اللبنانية، وأن يكون لهم الحق في انتخاب ممثليهم في البرلمان اللبناني، كما يكون لهم الحق بأن يتمثلوا في الحكم.
وفي الختام ألقى الأمين العام المساعد للجامعة فاروق أبوجوده مقتطفات من كلمة راعي المؤتمر رئيس الجمهورية العماد إميل لحود ومما جاء فيها:
تلتقون اليوم على أرض لبنان بمناسبة انعقاد المؤتمر العالمي الثاني عشر للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، وقد شئتم أن تؤكدوا من خلاله أن لبنان يبقى، بارادته وفعله، عنوان تحرككم الأصيل والثابت.
إنني إذ أحيي إصراركم هذا وهو ليس بغريب عليكم وعلى جامعتكم، أتوجه اليكم فرداً فرداً وانتم على تنوعكم الخلاق صورة حية للبنان، وطن الرسالة والدور، وفق المبادئ التي نشأتم عليها. فأنتم تحت اي سماء كنتم، إبقوا لوطنكم رسل حضارة تؤكد أن ثقافة الحوار والتنوّع والاغتناء بالآخر، هي حقيقة لبنان وقناعته التي يحملها للعالم. كونوا ثابتين في حقكم وحق وطنكم. دافعوا عنه، بوجه منطق القوة الطاغي على العلاقات  الدولية المعاصرة، والضاغط بشتى الوسائل على إرادة أهلكم وأرضكم.
إنني إذ أذكركم دوماً بقدرة أبناء وطنكم على تحدي الإرادات المعادية والتغلّب عليها، انما لأؤكد أن الزخم الفاعل هو ما يحتاجه لبنان لبناء مستقبله، وقد انتصر على الضغوط كما انتصر في السابق بفعل تضامن شعبه وجيشه الوطني ومقاومته في دحر أقوى قوة عاتية في التاريخ الحديث، في منطقة الشرق الأوسط، القائمة على نقيض ما تأسس عليه لبنان عبر آلاف السنوات من تاريخه الطويل، من قيم ونبل وعزم.


ديوان أهل القلم احتفل بكتاب "خمس سنوات من العطاء"

لمناسبة صدور كتاب "ديوان أهل القلم ­ خمس سنوات من العطاء" نظمت الهيئة الادارية للديوان وأعضاء مجلس الأمناء حفل توقيع للكتاب، يعود ريعه لتأمين مقر الديوان.
حضر الحفل ممثل رئيس الجمهورية الدكتور جورج ديب، وممثل رئيس مجلس النواب الدكتور أحمد اللقيس، وممثل رئيس مجلس الوزراء المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسان فلحة وعدد كبير من الشخصيات السياسية والثقافية والروحية والاعلامية.

بعد النشيد الوطني، كلمة ترحيبية لرئيسة "ديوان أهل القلم" الدكتورة سلوى الأمين قالت فيها إن "الإحتفال بتوثيق خمس سنوات من العمل لمسيرة الديوان، يؤرخ لحقبة مهمة في العمل الثقافي" لافتة الى أن "ريع الكتاب يعود لتأمين مقر للديوان".
ثم ألقى فريدريك نجيم كلمة "ديوان أهل القلم" وقال فيها:
"سبعة أعوام من عمر الديوان  نفخر بأن نعلن على قلتها، ولا تبجح في الإعلان، أنها شلال من الاغداق نعمت به تربة الوطن في مهرجانات التكريم التي أقامها للبنانيين البررة المتفوقين نبوغاً في ديار الاغتراب، سياسة وعلماً وأدباً،  تقديراً لمواهبهم...".
ثم كانت كلمة نقيب الصحافة محمد بعلبكي، وقال فيها:
"كانت لديوان أهل القلم إنطلاقة سريعة، فبادر الى تكريم شلة من العباقرة كل في مجال اختصاصه. فأقام لهم الحفلات ومنحهم الدروع، الى أوسمة من المسؤولين زيّنت صدورهم. وحسبي هنا ان تشرف هذه الكلمة بتعداد اسمائهم اللامعة: الشاعر جوزف الصايغ، العالم الدكتور غسان قانصو طيّب الله فتواه، السفير الدكتور عادل اسماعيل، السفير الدكتور كلوفيس مقصود، ورجل الاقتصاد حكمت قصير، الطبيب البروفسور فيليب سالم، عازف البيانو عبد الرحمن الباشا، وزيرة الصناعة في جمهورية الاكوادور السيدة ايفون عبد الباقي، وعضو مجلس الشيوخ الكندي بيار دبانة".
ثم ألقى الدكتور فيليب سالم كلمة المحتفى بهم وقال:
"إن الكلام عن الابداع اللبناني يقودنا الى السؤال المحوري والأساسي: لماذا يتمكن اللبناني من الابداع في بلاد الانتشار أكثر مما يتمكن منه في الوطن الأم؟ والجواب على هذا السؤال، هو أن الابداع يحتاج الى مناخ حضاري مميز، مميز أولاً بالحرية. فالحرية هي "البوابة" للإبداع، والبداية الى الحضارة، كما هي البوابة الى العالم...".
ثم قدّم النقيب جوزف الرعيدي شهادة أشار فيها الى الدور المميز للدكتورة سلوى الأمين في سفينة ديوان "أهل القلم" وقال:
"كل هذا التنوع يعود وينصهر في قرارة كل لبناني مقيم ومغترب، ليخلق تلك الفرادة اللبنانية، التي هي رصيدنا الثمين والتي تمنح وطننا دوره التفاضلي في العالم العربي".


"في البال يا بيروت" كتاب جديد يؤرّخ لتراث قديم

"في البال يا بيروت" كتاب جديد يؤرّخ لتراث قديم، وضعه الكاتب والمخرج محمد كريّم.
صحيح أن الكتاب لا يعود بالذاكرة لأكثر من نصف قرن، إلا أن تسارع الأحداث، وتقدّم العلم، وازدياد الاختراعات، وتطور الحضارات، وتغير التقاليد، و"تضخم محادل" العولمة، كل ذلك يلقي بالماضي بعيداً نائياً حتى وإن كان على مرمى حجر من أي واحد منا.
ففي الخمسين سنة المنصرمة تغيّر ما تغير، من أساليب الحرب الى عدد المباني الى وسع الشوارع، الى عادات الأفراح والأتراح، الى أزياء الناس، الى أساليب التسلية، الى وسائل الانتقال، الى أنواع الطعام... الى علاقات البشر بين بعضهم البعض، وهذا هو الأهم.
ويثبت الكاتب ذلك بالشواهد الإخبارية المقنعة والمسلية التي بناها على الحقائق والأمثلة، والتي أضفى عليها الكثير من الزيادات اللطيفة المقبولة، خصوصاً وأنه مسرحي يحسن الحديث، ويتقن الوصف، ويجيد الحوار والتشويق. وهذا ما يظهر عندما يسترجع روايات والده عن المآثر والمخاطر التي تعرّض لها خلال مشاركته في الحرب العالمية الأولى مقاتلاً بحرياً مع أحد الطرفين المتحاربين. كما أنه يظهر حين يتكلم عن الجن والسحرة والعفاريت، وما كان لها، ولا يزال، من أثر بين الناس.
ويعرض محمد كريّم بشكل وافٍ للوئام الذي كان يربط أبناء العاصمة، وللّقاء على الإيمان بالله الواحد من دون تفرقة أو تباعد، وتلك خالته خير دليلة على ذلك، إذ أنها نذرت حفيدها لمار الياس طلباً لشفائه من مرض ألمّ به. شفي الطفل، وذهبت الخالة لإيفاء النذر، سيراً، وعند عودتها، تعرّضت لكسر في إحدى يديها، وحضر الكاتب للاطمئنان اليها، حيث قال ممازحاً: هل رأيت يا خالتي ما فعل مار الياس بك؟ ف "تغيّرت ملامح وجهها، وظهرت عليها ملامح الجد، وبان في عينيها خوف عليّ من عقاب الأولياء. إياك أن تعيد هذا الكلام، وإلا غضبت منك في الدنيا وفي الآخرة!"،
"في البال يا بيروت" رحلة مفرحة أحياناً، ومحزنة أحياناً أخرى، من عصر الغناء المباشر، الى عصر جرعات الطرب الخالص من نحاس الفونوغراف، الى عصر ال "فيديو كليب" حيث تغني الموهوبة في برج حمود، وتصوّر أغنيتها تحت أشجار الكرز في حدائق طوكيو!

أ. م.