مديريات

افتتاح قسم إقليمي في الشمال بتمويل من مملكة هولندا
إعداد: باسكال معوض بو مارون

أقيم في معسكر عرمان للتدريب، احتفال افتتاح القسم الإقليمي لمديرية التعاون العسكري – المدني في الجيش اللبناني، والذي تمّ إنشاؤه بتمويل من مملكة هولندا.


الحضور والوقائع
حضر الاحتفال العميد الركن محمد جانبيه ممثلًا العماد قائد الجيش، والقائم بأعمال السفارة الهولندية السفير Han Mauruts Schaapveld، والملحق العسكري الهولندي Lc Jan Willem Mezger ونائب السفيرة الأميركية Danny Hall، والعقيد كيفن تايلر من فريق التدريب الكندي، والعقيد بيار ديجو  من الاتحاد الأوروبي، وممثّلون عن النواب وقادة الأجهزة الأمنية، وشخصيات رسمية وروحية واجتماعية.
بعد النشيدين اللبناني والهولندي رحّب مسيّر أعمال مديرية التعاون العسكري – المدني في الجيش اللبناني العميد إيلي أبي راشد بالحضور شاكرًا الدول الصديقة وفي طليعتها هولندا، والجمعيات المحلية والمنظّمات الدولية غير الحكومية، والشخصيات الوطنية والاجتماعية على الدعم السخي المقدّم للبرنامج... ثم تعاقب على الكلام كلٌ من ممثّل قائد الجيش والسفير الهولندي.

 

السفير الهولندي
أكّد السفير الهولندي في كلمته استمرار بلاده في دعم لبنان وجيشه، واستمرار مشاركتها الفاعلة في البرنامج المذكور، خصوصًا في المناطق التي تحتاج إلى المساعدة وخلق بيئة آمنة ومثمرة فيها. ولفت إلى أنّ افتتاح هذا المركز الإقليمي شكّل أرضية ودعامة للتنسيق والتعاون الوثيق بين الجيش والبلديات، ما يشجّع الجهات المانحة الدولية على تقديم الهبات، نظرًا للنتائج الواضحة التي أسفرت عنها المشاريع التي تنفّذ حاليًا.

 

كلمة ممثل القائد
أعرب العميد الركن جانبيه عن مشاعر الفخر والاعتزاز بافتتاح القسم الإقليمي التابع لمديرية التعاون العسكري – المدني CIMIC في منطقة الشمال، بعد أن تمّ تشييده بتمويل من مملكة هولندا، وأكّد أنّ أهمية هذه المبادرة التي تُضاف إلى سلسلة من المبادرات المماثلة، لا تقتصر على قيمتها المادية فحسب، بل تتعدّاها إلى القيمة المعنوية التي تعبّر عن تمسّك هولندا بصداقتها التاريخية مع لبنان، وإيمانها القوي بدور الجيش اللبناني الضامن لسيادة الوطن وحريته واستقلاله. كما أنّها تشير في دلالاتها إلى القيم الإنسانية والثقافية المشتركة التي تجمع الشعبين اللبناني والهولندي، والثقة المتبادلة التي أرسى دعائمها، التعاون البنّاء والمثمر على مختلف الصعد.
وأضاف قائلًا: لقد وضعت مديرية التعاون العسكري – المدني برنامجًا شاملًا لنشاطاتها، وبدأت بتنفيذه على مراحل، وتوزّعت هذه النشاطات بين المجالات التربوية والطبية والبيئية والاجتماعية والإنسانية وإدارة الكوارث، بحيث استفادت منها شريحة واسعة من السكان في مختلف المناطق، ما أسهم في تعزيز ثقة المواطنين بالجيش، ليس كمدافعٍ عنهم فحسب، بل أيضًا كسندٍ لهم، يشعر بمعاناتهم، يخفّف من مصاعبهم الحياتية والاجتماعية قدر الإمكان. وهنا لا بدّ من التنويه بالدول الصديقة، والمؤسسات المحلية والأجنبية التي ساعدت المديرية، ماديًا ومعنويًا.
وأشار العميد الركن جانبيه إلى أنّ افتتاح المركز في منطقة الشمال بالتحديد ينطوي على رمزيّة هامة، فهذه المنطقة العزيزة من خارطة الوطن كانت ولا تزال سبّاقة في الارتباط بالجيش ورفده بخيرة رجالها الشجعان الذين أخلصوا له وتفانوا في خدمته، ولم يبخلوا في تقديم أغلى التضحيات في ساحاته، تمامًا كما شكّلت على الدوام قلعة وطنية في التمسّك بإرادة العيش المشترك والعطاء الوطني على كل صعيد، وبالتالي فهي تستحق أكثر من لفتة وفاء وعرفان، للإسهام قدر الإمكان في رفع المعاناة الحياتية والاجتماعية التي ترزح تحتها، وللتأكيد أنها موضع اهتمام مؤسسات الدولة، وفي مقدمها مؤسسة الجيش اللبناني.
وختم متوجّهًا باسم قائد الجيش بالشكر والامتنان للسلطات الهولندية ممثّلة بسفارتها في لبنان، وللقائمين على برنامج التعاون العسكري – المدني CIMIC، وكلّ من أسهم في إنشاء هذا المركز. كما توجّه بالتهنئة إلى جميع أهالي منطقة الشمال، معاهدًا بأن هذه المنطقة العزيزة ستبقى دائمًا في قلب الجيش، مثلما كان هو دائمًا في ضمير أبنائها ووجــدان شبابهــا الأبطــال، الذيــن سطّروا بتضحياتهم الجسام صفحــات مشرقــة في مسيــرة الشــرف والتضحيــة والوفــاء.


على هامش الاحتفال
في دردشة مع العميد أبي راشد، لفت إلى أنّه بعد سنوات من العمل المثمر في برنامج التعاون العسكري – المدني CIMIC، الذي شملت نشاطاته وخدماته الإنسانية والاجتماعية الكثير من المناطق اللبنانية، خصوصًا تلك التي عانت أحداثًا أمنية، أو تلك التي تعاني بطبيعة موقعها الجغرافي ظروفًا حياتية وإنمائية صعبة، افتتحت المديرية القسم الإقليمي لمديرية التعاون العسكري – المدني في منطقة الشمال. وأوضح أنّ القسم يتألّف من 4 غرف مجهّزة إداريًا ولوجستيًا، مؤكّدًا أنّ الجيش كان وسيبقى دائمًا إلى جانب أهلنا في الشمال، وسوف نعيد يدًا بيد مدنيين وعسكريين سويًا الازدهار لإنهاض هذه المنطقة، ولدعم كل المناطق اللبنانية المهملة والمنسية، وإنعاشها.
كذلك، أشار العميد أبي راشد إلى أنّ المديرية بصدد التحضير لافتتاح قسم إقليمي ثانٍ في منطقة رياق في البقاع، وثالث في صور جنوبًا، وذلك بهدف الاطّلاع عن قرب على حاجات الأهالي، وبالتالي التدخّل بصورة أكثر فعالية لتقديم المساعدات الممكنة لهم.