كبارنا

الأب حنا الفاخوري

الجديد في الأدب القديم

بين الدين والأدب خيط متين، لا بل مرساة لا تقوى عليها الريح الهوجاء. يقتضي الإثنان ترهباً، ويفرضان إقلاعاً عن شؤون الدنيا، فلا الصلاة تنتهي ولا الكتابة تزول. تكرّ حبات السبحة من يد الى يد، ومن إصبع الى إصبع، والقلم فوق الدواة يعلو ويهبط كالفلاح الظمآن يرد السواقي في منحنيات الجبال.
لا أعتقد أن أحدهما ­ الدين والأدب ­ قد غلب على الآخر لدى كبيرنا في هذا العدد من مجلة "الجيش". لقد صلّى ويصلي ما فـيه الرضا، كما أنه بحث ونقب وفتش وناقش وقابل ملء العين ووسع اليد لاقياً النجاح من ربه ومن نفسه ومـن قرائـه وتلامذته... وهذه سعادة.
عرف من اللغات الكثير إضافة الى لغته الأم، وعرفتـه من اللغـات اثنـتان إضافة الى تلك: الفارسيـة والروسية. بلغت كتبـه العشـرات، في بعضها صفحات آلاف، وفي واحدها، وهو الأول ماضياً سنة 1940، سبع فقط. وهب نفسه للإيمان أولاً، وللبحث الأدبي ثانياً، وللأدباء ثالثاً، وللفلسفة رابعاً، وللصرف والنحو خامساً، ولا تـزال ذاكرتـه حيث هي جاهزة متوقدة، كما لا تزال عافيته محفوظـة محافظـة. لم يزده الارتجاف البسيط في يديه إلا حركـة وسرعة في بلوغ القرطـاس. يعرف مجاوروه قيمته، يستشهدون به، ويشهدون له، ويشاهدونـه بعين المحبة، ويقولـون: الأب حـنا الفاخـوري؟ أطال الـله عمره.

ارتبطنا به منذ الصغر عبر السلسلة الجميلة من كتبه حول الأدب العربي تاريخاً وتعليقاً ونماذج ومختارات، وكنا نراه مرة قديماً سابقاً ماضياً عاش في عصر امرئ القيس ومن الصعب رؤيته أو مقابلته والتحدث إليه، كما كنا نقترب منه مرات ونتمنى أن نتعرف إليه وأن نطلب منه بعض التوضيحات حول هذه المسألة أو تلك من مسائل الأدب واللسان، وذلك حين كانت كتاباته تحدثنا عن مارون عبود وأمين نخلة وصلاح لبكي وفؤاد سليمان في تعريفات سريعة موجزة باقية في أذهاننا لا تمحى، تعريفات تنطبق على أصحابها "حفراً وتنزيلاً"، إنصافاً واتقاناً وحسن صياغة. فالفاخوري هذا لا يعجن فخّار جرته كيفما اتفق، ولا يوزع عباراته إلا في مناسباتها ووفقاً لمقاييسها ومعاييرها، فالاسم منتشر معروف ولا بد للناقد أن يُنقد، ويجب حسبان الحساب وتسوية الموازين. فجبران لديه هو أديب لبناني كان في الشرق والأدب ثورة فكر وأسلوب وإجتماع، دعا الى الحرية التي تمد الجناحين في سمو وانطلاق. وميخائيل نعيمة هو أديب لبناني أذاب حياته في معالجة الفكر والأدب والفن، كان مقره المفضّل عزلة على كتف وادي الشخروب، وكان رجل الواقع والأمل. وأمين الريحاني رائد في الفكر الحر والنقد الإجتماعي الحديث، كان مؤرخاً صادقاً وكاتباً اجتماعياً دقيق الوصف والتحليل. وأمين تقي الدين هو الأرومة التي نبتت عليها فروع أسرة أدبية ذات فضل جم على الثقافة. وأبو القاسم الشابي شاعر تونسي مجدّد، شاعر تمرّد وبؤس وتقدمية عنيفة. وإسحق موسى الحسيني أديب فلسطيني من مؤلفاته "مذكرات دجاجة" الكتاب صاحب الأثر الجليل في نفوس القرّاء لما تضمن من طرافة وابتكار وعذوبة. وطه حسين أديب مصري فقد البصر في حداثة سنّه، كان الأزهر منطلق ثورته الفكرية وبدا ذلك في كتابه "الأيام"، وكانت الجامعة المصرية والجامعة الفرنسية منطلق ثورته الأدبية وبدا ذلك في كتابه "نقد الشعر الجاهلي".
قال مارون عبود في كتابه "في المختبر" عن كتابه "تاريخ الأدب العربي": "أما كتاب الأب فاخوري الحديث فمعمول على أحدث طراز، يجمع الى رصانة التعبير دقة التفكير والتحليل، وجمال التصنيف والتبويب، يعطيك في أول كل موضوع خلاصة ما ستقرأ، وهي تكاد تكون ما يسمونه (خطّة)، ثم يمضي تواً في التفصيل فلا يتنكّب ولا يضل، كأن نصب عينيه تلك الكتب التي كثرت في أوروبا فطبع كتبه على غرارها: زي فرنجي من قماش عربي مفصّل على القدّ".


سيرة حياة

 - ولد الأب حنا الفاخوري سنة 1916 في زحلة، وكان ذووه قد نزحوا إليها من قرية مجدلون قرب بعلبك في أوائل الحرب العالمية الأولى، تلقى دروسه الإبتدائية في زحلة وفي حوش حالا بريّاق.
 -سنة 1927 انتقل الى القدس حيث أنهى دروسه المتوسطة والثانوية، وسنة 1936، وبعدما أنهى الدراسة الفلسفية، انضم الى جمعية المرسلين البولسيين وانتقل الى حريصا. كلّف التدريس في الإكليريكية التي أنشأتها الجمعية البولسية إذ ذاك، وبدأ منذ تلك الفترة نشاطه الثقافي، فكان يتابع دراسته اللاهوتية، وفي الوقت عينه يدرّس ويضع الكتب المدرسية وغيرها من الكتب الأدبية.
- كتـب أكثـر من مئـة كـتاب في اللغة والأصول والإنشاء والأدب والفلسفـة والدين، واشتـهر في كتابه "تاريـخ الأدب العربي" الذي ظهرت الطبعة الأولى منه سنـة 1951 وأصبـح مقرونـاً باسمه في كل أنحـاء العالم العربـي، وترجمـه الى اللغة الفارسية سنة 1958 والى اللغة الروسية سنة 1959. سنة 1958 كتب "تاريخ الفلسفة العربية" وقد ترجم أيضاً الى اللغة الفارسية.
- وضع سلاسل مدرسية عديدة حول الأدب واللغة، كما حقق في الكثير من مؤلفات التراث شارحاً معلّقاً.
- محاضر في جامعات أوروبية عدة وفي مؤسسات تونسية ومغربية.
- يحمل أوسمة مختلفة من وطنه لبنان ومن إيران ومن البرازيل.

 

حفل تكريمي للفنانين التشكيليين

أقامت مديرية التوجيه حفل غداء تكريماً للفنانين التشكيليين اللبنانيين الذين شاركوا في المعرض الفني التشكيلي الثامن عشر بمناسبة ذكرى حرب تشرين 1973، والذي جرى في قاعة المتحف الحربي بدمشق في مطلع تشرين الأول المنصرم. حضر الحفل العميد الركن الياس فرحات مدير التوجيه والعميد الركن أحمد قرقش من الإدارة السياسية في الجيش العربي السوري الشقيق، كما حضر الدكتور عادل قديح رئيس جمعية الفنانين التشكيليين اللبنانيين، والدكتور حيدر اليازجي نقيب الفنانين التشكيليين السوريين، إضافة الى حوالى عشرين فناناً لبنانياً وعدد من ضباط مديرية التوجيه.
وللمناسبة، ألقى العميد الركن فرحات كلمة ترحيبية، كما ألقى العميد الركن قرقش كلمة أكد فيها على أهمية الفن والثقافة في تواصل الجيشين الشقيقين.

 

الجيش يشارك في اللقاء التثقيفي المهني

اشتركت لجـنة المحاضرات الثانية في اللقاء التثقيفـي المهنـي 2003- ­ 2004 الذي أقامتـه مديريـة التوجيه المهني في مؤسسة الحريري بالقاعـة الكـبرى في معـرض بيـال في بيروت.
ضمت اللجنة العقيد أسعد مخول من مديرية التوجيه، العقيد علي الدقدوقي من قسم الشؤون في منطقة بيروت، العقيد عثمان الفتى من مخابرات منطقة بيروت، المقدم هادي الخوري من أركان الجيش للعمليات، والنقيب طوني سمعان من المدرسة الحربية.
شارك في اللقاء عدد كبير من المؤسسات التعليمية الثانوية في لبنان، رسمية وخاصة، وبلغ عدد التلامذة الوافدين حوالى ثمانية آلاف، ركزوا في أسئلتهم خلال زيارة جناح الجيش على شروط الإنتساب الى المدرسة الحربية وأسلوب الحياة العسكرية وظروف عمل المرأة في الجيش وخدمة العلم.