تخريج

الأركان الجدد تسلّموا شهاداتهم
إعداد: ندين البلعة

رئيس الأركان: معارفكم ليست ملكاً لكم... فعمّموها

 

بمناسبة تخريج دورة الأركان الرابعة والعشرين، أقيم في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان احتفال حضره اللواء الركن شوقي المصري رئيس الأركان ممثلاً العماد قائد الجيش وضباط من القيادة، بالإضافة الى السفير الفرنسي في لبنان وعدد من السفراء العرب والملحقين العسكريين، الى جانب قائد الكلية العميد الركن علي الحاج سليمان وضباط الكلية. كما حضر ضباط ملاك الكلية والأساتذة المحاضرون فيها، الى الضباط المتخرجين وعائلاتهم.
تخللت الاحتفال كلمات لكل من رئيس الأركان وقائد الكلية وطليع الدورة والأول بين الضباط العرب.

 

في سجل الشرف
النشيد الوطني اللبناني افتتاحا،ً ثم تلا العميد الركن غابي القاعي قائد لفيف التدريب في الكلية، قرار منح ضباط الدورة لقب ركن، بدءاً بتهنئة قائد الجيش لطليع الدورة الرائد اميل نخلة، والعقيد الياس طعوم الذي صُنّف بحثه في المرتبة الأولى بين البحوث الفردية التي أعدها ضباط الدورة.
بعدها وجّه العميد الركن القاعي تهنئة قائد الكلية للمقدم خالد عبد الرحمن محمد عويضة من الجيش المصري، والذي صُنّف بالمرتبة الأولى بين الضباط الأشقاء العرب. وتهنئة أخرى للمقدم محمود محمد سلامة الحويات من الجيش الأردني والذي صُنّف بحثه الأول بين الضباط الأشقاء العرب. وتهنئة أخيرة من قائد الكلية للعقيد نمر أبي ناصيف المصنّف بالمرتبة الثانية وللرائد طوني أنطون في المرتبة الثالثة بتقدير ممتاز.
كما أُدرجت أسماء الضباط المصنّفين في الربع الأول من الدورة على سجل الشرف في الكلية.

 

رئيس الأركان
اللواء الركن شوقي المصري الذي ألقى كلمة قائد الجيش استهل كلمته بالقول:
في كل عام، تحتفل كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان، بتخريج دورة أركان، فترفد الجيش بنخبة من الضباط القادة المميّزين، مضيفة الى بنيانه الشامخ دعامة جديدة، ليصبح هذا البنيان، أكثر صموداً ومنعة في مواجهة رياح التجارب والتحوّلات.
بالإيمان والإرادة والإنتصار على الذات، استطعتم تذليل الصعاب، والتخفيف من أعباء الدورة ومتطلباتها الكثيرة، وصولاً الى تحقيق النجاح المنشود، فكان الحصاد زاداً وفيراً من المعرفة، وكانت المعرفة جواز عبور لكم الى عالم المسؤولية، أركاناً في قيادة الوحدات الكبرى، تشاركون في إدارة هذه الوحدات وفي توحيد جهودها واستثمار طاقاتها، كما في صنع القرار الصائب، الذي بناءً عليه، يرتسم الأداء الصحيح وتتحقّق النتائج المرجوة.
وأضاف:
لقد أولت قيادة الجيش وما تزال، اهتماماً خاصاً بالتعليم العسكري العالي، كونه يشكّل من جهة، الركيزة الأساسية لتنفيذ المهمات العملانية بصورة فاعلة ومنتجة، ومن جهة أخرى، يمثّل أحد وجوه الجيش، الأكثر تعبيراً عن المستوى العسكري والفكري والثقافي للضابط، وعن إرادة التطوير لدى المؤسسة، من خلال مواكبة المستجدات العلمية والعسكرية، الى جانب الإطلاع على التجارب والخبرات الحديثة للجيوش المعاصرة.
انطلاقاً من كل ذلك، عمدت القيادة الى إنشاء هذه الكلية قبل سنوات، وفق الشروط الأكاديمية المعمول بها في أرقى جيوش العالم، كما عمدت لاحقاً وقدر المستطاع الى تجهيزها بالوسائل والمختبرات والكوادر التدريبية، وهي ستستمر في تعزيز إمكاناتها خلال المراحل المقبلة، مع الحرص على إغناء برامج التعليم بالندوات والمحاضرات المتنوعة، وتبادل الزيارات مع عدد من الجيوش الشقيقة والصديقة.
وأخيراً وليس آخراً، باشرت القيادة هذا العام تطبيق معايير جديدة لمتابعة دورة ركن، بحيث بات يخضع المرشحون لاختبارات نموذجية، يتم بنتيجتها اختيار الأكثر كفاءة من بينهم، الأمر الذي سيسهل في المستقبل، عملية انتقاء الضباط لتسلّم وظائف قيادية عليا بصورة أكثر دقة وموضوعية وشفافية.
وإذ تطرّق الى المخاطر والتحديات التي يواجهها لبنان، قال: من هنا يتجلّى دور الضباط القادة في إعداد الوحدات قتالياً ولوجستياً وإدارياً، تنظيماً وتخطيطاً وتنفيذاً، وهذا الدور المنوط بكم، لا يكتمل إلا بتدريب العسكريين وفق أسس منهجية وعلمية، وصولاً الى درجة الإتقان والإحتراف، الى جانب حثّهم على تحمّل المسؤولية، والعمل بروح الفريق.
لذا عليكم وضع كل ما اكتسبتموه في الكلية بتصرّف وحداتكم والسعي للإرتقاء بأدائها على مختلف الأصعدة. واعلموا أن مسيرة تطوير الذات لا تقف عند مرحلة مهما بلغ شأنها، وأن ما تزوّدتموه من معارف وخبرات جديدة هي ليست ملكاً لكم فحسب، بل ايضاً هي ملك المؤسسة ولأبنائها جميعاً، ومن أولى واجباتكم تعميمها على الرفاق والمرؤوسين، فالمعرفة المكبوتة في النفوس والقابعة طيّ الجدران، هي شجرة عاقر لا تلد ولا تثمر، وهي كالسيف وإن كان مسنوناً، سوف يتآكله الصدأ يوماً بعد يوم، إذا بقي مغموداً ولم يصقل.
سنة بعد سنة والمخزون العلمي لهذه الكلية يتراكم ويزداد، وذلك بفضل جهود قادة الكلية ومدرّبيها المتعاقبين، إضافة الى جدية المتدرّبين وخبرات الضباط الأشقاء العرب الذين يتابعون دورات الأركان في لبنان، ومن بينهم هذا العام، ضباط من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، تميّزوا جميعاً بروح المناقبية والإنضباط، ودماثة الأخلاق، والرغبة في التحصيل العلمي في أثناء مراحل الدورة كافة.
فتحية لكم أيها الرفاق، وتحية لدولكم على تعاونها وثقتها الغالية بالجيش اللبناني، وإننا نرحب بكم دائماً بيننا إخوة أعزاء ورفاق سلاح.
وفي الختام هنّأ المتخرّجين وشكر قيادة الكلية ومدرّبيها  وملاكها...

 

قائد الكلية
العميد الركن علي الحاج سليمان قائد الكلية الذي حيّا في مستهل كلمته جهود الضباط وعائلاتهم التي آزرتهم، شكر القيادات السعودية والأردنية والمصرية التي أرسلت الى الكلية ضباطاً كانت مشاركتهم فاعلة.
وقال إن المعرفة تحتاج الى التطوّر على أن تتجنّب الجهل، والتطوّر يحتاج الى مزيد من التجاوب وصولاً الى النجاح الذي لا يسمو إلا بالمعرفة والمثابرة.
وتوجّه الى الضباط المتخرّجين بالقول: اتخذتم من الوقت والتعلّم سلاحاً لكم، ومن الصبر ذخيرة، ومن العقل والمعرفة ميداناً، وقد كان عدوكم كل ما تجهلون. معركتكم امتدت لعشرة أشهر ونيّف فخضتموها بنجاح، لذا أوصيكم بالسرعة في استثمار الزمن وحسن إدارة العمر.
إنكم تضعون اليوم على أكتافكم خطوطاً حمراء، إنها جسر عبور نحو القيادة والأركان، إنها الخط الأحمر للقائد وأركانه في السلم والحرب، إنها رمز الأمانة في المسؤولية فلا تهملوها. قادة الغد تزوّدوا، فإن خير الزاد بعد التقوى العلم، وأنا على يقين بأن ما تعلّمتموه ليس نهاية الطريق. اتبعوا وصايا العلم إنها أقصر الطرق الى النجاح وأسلمها، احترموا عملكم وأتقنوه فمنه تستمدّون احترام الآخرين، التزموا النهج الثابت في عملكم، تجرّدوا وابتعدوا عن كل المؤثرات، اعدلوا ففي العدل تؤسسون حكمكم...
كما دعاهم الى نبذ الطائفية والمذهبية، والى مقاومة العدو بقوة وعيهم لأحقاده وأطماعه وبقوة إيمانهم بأهل الوطن وأجياله.
وختم العميد الركن علي الحاج سليمان بالقول:
«قاوموا لتسودوا على أنفسكم فيسود الوطن على أعدائه ويشمخ بكم».

 

طليع الدورة
طليع دورة الأركان الرابعة والعشرين الرائد الركن إميل نخلة عبّر بإسم زملائه عن الشعور بالفخر والإعتزاز بالوقوف في هذه المناسبة بعد أشهر من الدرس والسهر والتعب والمثابرة لنيل اللقب، مؤكداً أن لقب الركن هو تشريف كما هو تكليف «يجعلنا نبذل جهداً أكبر ونثابر أكثر في خدمتنا للجيش الذي أجمع الجميع على أنه مؤسسة الوحدة الوطنية... مسؤولية أُلقيت على أكتافنا وتستوجب منا البقاء في جهوزية تامة لتلبية النداء».
ثم استذكر الرائد نخلة قولاً كان يوجّهه اليهم قائد كلية القيادة والأركان: «أنتم قادة المستقبل وعليكم يقع عبء التخطيط والتنظيم والتنفيذ...»، متقدّماً بإسمه وبإسم زملائه بالشكر لقائد الجيش الذي يولي التدريب أهمية قصوى لرفع مستوى الضباط والرتباء والأفراد.
كما وجّه الشكر لقائد الكلية وفريق عمله، «فهو أب وأخ ومعلّم، يتابع التفاصيل لرفع المستويات». كما شكر «كل الضباط المدرّبين والأساتذة المحاضرين لتعبهم وسهرهم ومتابعتهم لنا، وقد كان لعطائهم الفضل في ما وصلنا اليه».
واختتم كلمته شاكراً «زوجاتنا اللواتي تحمّلن غيابنا عن المنزل وساهمن في تعبيد الطريق أمامنا».

 

الضباط العرب
كلمة الضباط الأشقاء العرب ألقاها العقيد الركن الطيار علي الهشيان من المملكة العربية السعودية منوّهاً بكلية القيادة والأركان التي هي «معقل من معاقل الأبطال ومنارة من منارات العلم. هذه الكلية التي كان لنا شرف الإلتحاق بها وحصلنا فيها على كمّ وافر من العلوم المتقدّمة والزيارات الميدانية التي كان لها مرود إيجابي في توسيع قدراتنا وخبراتنا العسكرية على أيدي ضباط لبنانيين نكنّ لهم كل تقدير واحترام، ويدعمهم في ذلك المتابعة الدائمة والتوجيه المستمر من قائد الكلية الذي لا نستطيع أن نوفيه حقّه من التقدير على متابعته الدائمة لنا».  
وشكر في الختام «الزملاء ضباط دورة الأركان الرابعة والعشرين على كل ما بدر منهم من دعم وحفاوة وترحيب».

 

في الختام... نخب ودروع
بعد الكلمات، تمّ تبادل الدروع بين قائد الكلية وطليع الدورة، وتوجّه اللواء الركن شوقي المصري الى المنصة مسلّماً كل ضابط شهادته، ومن ثم وقّع السجل الذهبي الخاص بالكلية.
وختاماً صورة تذكارية وكوكتيل وتبادل أنخاب للمناسبة.