وقاية

الأشعة فوق البنفسجية ومضارها على البصر
إعداد: المؤهل فادي عنبر

إحموا عيونكم حتى في الشتاء

 

الأشعة فوق البنفسجية هي جزء من الطيف الضوئي الذي يصل إلى الأرض من الشمس. وتشير بعض الدراسات إلى أنها واحدة من أسباب تدهور قوّة النظر مع تقدّم السن (الضمور البقعي).
وقد يسبّب التعرّض للشمس ولفترات طويلة مشاكل أخرى للعيون، منها إعتام عدسة العين (الماء الزرقاء)، إذ تعود حالة واحدة من كل خمس حالات إصابة بهذا المرض إلى التلف الناشئ عن الشمس.

 

الحماية ضرورية
يمكن تجنّب الكثير من تأثيرات أشعّة الشمس على العيون بالحماية الجيدة من الأشعة فوق البنفسجية، وذللك باستعمال النظارات الشمسية المزوّدة حماية من هذه الاشعة (UV protection). لكن لا بد من الإشارة إلى أن النظارات الشمسية الباهظة الثمن ليست بالضرورة كفيلة بتأمين هذه الحماية، فالنظارات التي توفّر أفضل حماية يجب أن تحمل إشارة UV4000.
لقد توصّلت الأبحاث التي أجرتها الرابطة الأميركية لقياس النظر ،إلى أن زيادة التعرّض للأشعة فوق البنفسجية يؤدي إلى العديد من الاضطرابات والمشاكل في العين. وهي تشمل تكوّن الماء الأبيض في عدسة العين، والتلف الذي يطال غلاف القرنيّة، والنمو غير الطبيعي للأنسجة على سطح العين، وحتى حصول حروق فيها. وهذه الحالات تؤدي إلى مشاكل مثل: تشويش صفاء وحدة الرؤية، تهييج أنسجة العين، الاحمرار، زيادة إفراز الدمع، فقدان البصر مؤقتًا، وفي بعض الأحيان قد يصل الأمر إلى الإصابة بالعمى.
ويؤكّد الباحثون أهمية ارتداء الأطفال الصغار والمراهقين النظارات الشمسية الواقية من الأشعة الضارة، فهؤلاء يقضون أوقاتًا طويلة تحت أشعّة الشمس، ما يتطلــب حمايــة عيونهــم مــن مخاطــر أضرارها.

 

عوامل ترفع احتمال الضرر
تشير الدراسات إلى عدّة عوامل يمكن أن ترفع من احتمال حصول الضرر في العينين بسبب التعرّض لأشعّة الشمس. ومن هذه العوامل، البيئة، فالأشعة فوق البنفسجية تصل إلى العين بكمية أكبر حين يكون الإنسان أمام الثلوج أو المسطحات المائية أو الرملية أو الأرضيات المكسوة بالبلاط. والارتفاع عن سطح البحر يؤثر أيضًا، فكمية الأشعّة فوق البنفسجية تزداد في المناطق المرتفعة، كالجبال.
ومن العوامل المؤثّرة، الموقع بالنسبة إلى خط الاستواء، فنسبة الأشعّة فوق البنفسجية أعلى في المناطق القريبة من هذا الخط، وهي تقلّ كلما ابتعدنا عنه.
وعلى الرغم من أن ذوي البشرة الفاتحة والعيون الملوّنة أكثر عُرضة لتلقي كميات أكبر من الأشعّة فوق البنفسجية، فإن ذوي البشرة الغامقة هم عُرضة لهذه الأشعة بما يكفي للتسبب بأذى عيونهم. وكلما طالت مدّة التعرّض لأشعّة الشمس، وخصوصًا بين العاشرة صباحًا والرابعة بعد الظهر، كلما زاد التعرّض لتلك النوعيّة من الأشعّة. إلى ذلك، على الرغم من أنّ الأشعة فوق البنفسجية أعلى في فصلي الصيف والربيع، فإن من الضروري حماية العيون منها في فصلي الشتاء والخريف، إذ أن نسبة كبيرة من الأشعّة فوق البنفسجية (ثلثا الكمية) تستطيع اختراق الغيوم والضباب وطبقات الغبار.
أخيرًا، خلال كسوف الشمس، تتعرض العين لكميات عالية جدًا من الأشعة الحرارية، وليس الأشعّة فوق البنفسجية، وفي حال النظر إلى قرص الشمس المكسوف يجب استخدام نظارات خاصة، فالنظّارات الشمسية لا تومّن الحماية.?

 

انتقاء النظارة الشمسية
هناك عدة عناصر مهمة، بمعرفتها والبحث عنها، يتمكن أحدنا من انتقاء نظارة شمسية تُحقق الحماية الأفضل لعينية، وتُعطي للوجه مزيدا من الأناقة والجمال. وهذه العناصر تشمل غلاف الحماية من الأشعة فوق البنفسجية، وغلاف المرآة للطبقة الخارجية للعدسة، ونوع لون العدسة ودرجة الغمق في اللون، ومدى الاستقطاب في العدسة، والقدرة على حجب الأشعة الزرقاء، وتدرج اللون على طول العدسة، وقدرة زيادة غمق اللون مع طول التعرض لأشعة الشمس، وغيرها من العوامل التي يتحدث عنها صانع النظارة الشمسية مع منْ يود الحصول على نوعية جيدة منها. وبداية، يُفضل انتقاء النظارات ذات الإطار الواسع، لكي تُبعد أكبر كمية من الأشعة عن العين وما حولها. وبطبيعة الحال، يرجع شأن لون الإطار والموديل إلى ذوق الشخص وشكل الوجه ولون البشرة.

 

حماية أعين الأطفال من أشعة الشمس
تقول رابطة طب العيون الأميركية، إنّ أعين الأطفال الرضع والأطفال عمومًا أكثر عُرضة للتلف الذي تتسبب به الأشعة فوق البنفسجية، لأنّ عدسة العين لديهم أكثر صفاءً، وبالتالي تتمكّن تلك الأشعة الضارة من الوصول إلى داخل العين بكمية أكبر. وترجو الرابطة عموم الآباء والأمهات اتباع الخطوات التالية حينما يوجد الأطفال في خارج المنزل:
• علّم طفلك أن لا ينظر مطلقًا بشكل مباشر إلى قرص الشمس، أو أن يُحدّق فيها.
• للمساعدة على ضمان ارتداء الطفل النظارة الشمسية، أعطه الفرصة لكي ينتقي الموديل الذي يُحبه. وكثير من شركات إنتاج نظارات الأطفال الشمسية تُوفر إطارات مزينة بشخصيات أفلام الكارتون أو ذات ألوان متعددة.
• إذا لم يتقبل طفلك ارتداء النظارة الشمسية، أو لم يُحضرها معه، تأكد من أنّه يضــع قبعــة ذات مظلــة واسعــة.
• ذكّر الأطفال بضرورة ارتداء القبعة والنظارة الشمسية حتى في الأيام التي تتلبد السماء فيها بالغيوم أو في أيام الشتاء، فأكثر من ثُلثي الأشعة فوق البنفسجية قادرة على اختراق الغيوم.
• اهتمّ بتجنيب الأطفال التعرض لأشعة الشمس في الفترة ما بين العاشرة صباحًا والرابعة من بعد الظهر. والسبب أن الأشعة فوق البنفسجية في هذه الفترة تكون أعلى بالمقارنة مع بقية ساعات النهار.
• احفظ الأطفال ما دون سن ستة أشهر بعيدًا عن التعرض المباشر لأشعة الشمس، واختر لهم أماكن الظل، وأنواع العربات التي لها مظلّة واقية، وزوّد الأطفال عموما مظلة صغيرة أثناء المشي تحت أشعة الشمس.
• احرص أنت على ارتداء النظارة الشمسية، لأن الطفل حينما يراك كذلك سيحرص على ارتدائها والإقتداء بك.

 

هل تعلم؟
لماذا استعمال النظارات الشمسية المزيفة يسبب ضررًا على العين أكثر من عدم استعمالها؟
للإجابة على هذا السؤال يجب توضيح ما يأتي: إنّ النظارات الشمسية المزيفة هي عبارة عن زجاج ملوّن فقط وغير مزود طبقة الحماية من الأشعة فوق البنفسجية (UV Protection)، ما يؤدّي الى دخول الأشعة مباشرة إلى العين؛ أضف إلى ذلك أنّ اللون القاتم للزجاج يسبب توسّعًا في حدقة العين (Mydriase) (من المعروف ان الحدقة تتوسع في الظلمة وتتقلص اثناء التعرض للضوء) ما يؤدي الى دخول كمية أكبر من الضوء ومن الأشعة فوق البنفسجية, من هنا نستنتج أنّ استخدام النظارات الشمسية المزيّفة يسبّب ضررًا للعين أكثر من عدم استعمالها.