وقاية وصحة

الأطفال أيضاً قد يصابون به
إعداد: ريما سلبم ضومط

الكوليسترول  ما هي مؤشرات الخطر


عندما يختار الأهل وجبات الطعام لأولادهم، نادراً ما يفكرون في كمية الكوليسترول التي تحويها، ذلك أن معدل الكوليسترول لدى الأطفال ليس بالأمر الذي يشغل بال الأهل في العادة. إلا أنّ بعض الحالات يوجب علينا التنبّه الى حال أولادنا الصحية، واستشارة الطبيب المختص في هذا الشأن.

 

متى يجب إجراء الفحص؟
حول هذا الموضوع يؤكد الخبراء أن معظم الأطفال لا يحتاجون الى فحص معدل الكوليسترول، إلا أنهم يوضحون في الوقت نفسه أن هناك بعض الحالات التي تفرض إجراء هذا الفحص بعد تجاوز الطفل عامه الثاني، وهم يحددونها على الشكل الآتي:

 

• إذا كان أحد الوالدين يعاني ارتفاعاً في معدل الكوليسترول (240 ملغ / دسل أو أكثر).

 

• إذا كان الوالد أو أحد الجدين ممن عانوا مرض تصلّب الشرايين قبل عمر الخامسة والخمسين، أو إذا كانت الوالدة أو إحدى الجدتين ممن أصبن بالمرض نفسه قبل سن الخامسة والستين.

 

• في حال كان الطفل مصاباً بمرض السكري.

 

• في حال السمنة الزائدة.
ويؤكد الأطباء أن المشاكل الصحية الناتجة عن ارتفاع معدل الكوليسترول في الدم لا تظهر إلا بعد عدة سنوات، لذلك فهم يشددون على أهمية الفحص المذكور لا سيما أن عدداً متزايداً من الأطفال بات يعاني إرتفاع نسبة الكوليسترول السيء (LDL) في السنوات الأخيرة، خصوصاً مع ارتفاع معدل السمنة لدى صغار السن.

 

كيف يقاس معدل الكوليسترول؟
تشير الجمعية الأميركية لأمراض القلب الى أن معدل الكوليسترول لدى الأطفال لا يقاس بالمعيار المعتمد للأشخاص البالغين. فالنتيجة المقبولة لمعدل الكوليسترول الإجمالي عند الأطفال هي أقل من 170 ملغ/ دسل، أما الخط الأحمر فيراوح بين 170 و199 ملغ/ دسل، وتبدأ مرحلة الخطر الشديد عندما تبلغ النتيجة الـ200 ملغ/ دسل أو ما يتجاوزها.
على صعيد الكوليسترول السيء (LDL) فالنتيجة المرغوبة هي أقل من 110 ملغ/ دسل، ويراوح الخط الأحمر ما بين 110 و129 ملغ/ دسل. أما ناقوس الخطر فيدق عندما تبلغ النتيجة 130 ملغ/ دسل وما يتجاوزها.
يتم علاج الكوليسترول عند الأطفال وفقاً لتعليمات الطبيب المعالج، وهو يقوم إجمالاً على نظام غذائي صحي يتفادى الدهون لا سيما المشبعة منها. كما يعتمد على التمارين الرياضية التي تساهم في إذابة الشحم وتخفيض الوزن.
أما بالنسبة الى الأدوية الخاصة بتخفيض معدل الكوليسترول فلا يصفها الأطباء عادة قبل سن العاشرة، إلا في حالة الخطر الشديد.

 

تخفيض معدل الكوليسترول
يؤكد الخبراء والأطباء أن اعتماد العادات الغذائية الصحية ضمن العائلة يحول دون ارتفاع معدل الكوليسترول لدى جميع أفرادها، ويساهم في تخفيض المعدلات المرتفعة في حال وجودها. وهم يقدمون بعض النصائح والإرشادات في هذا الشأن، أبرزها ما يلي:

 

• الحد من الوجبات السريعة الجاهزة.

 

• تخفيض عدد الوجبات المؤلفة من اللحم الأحمر، واستبدالها بالدجاج، والسمك، والفاصولياء، والبازيلا، والعدس، واللوبياء، ومنتجات الصويا.

 

• إختيار الأنواع الصحية من الوجبات الخفيفة كتلك التي تحتوي على كمية ضئيلة من الدهون والكوليسترول بما فيها الفاكهة والخضار النيئة، والبوشار غير المملّح، واللبن قليل الدسم والجلاتين النباتي.

 

• عدم استخدام الزبدة أو السمنة في الطبخ، واستبدالهما بالزيت النباتي.

 

• تجنّب المشروبات الغازية والعصير المحلّى بسبب تحوّل السكر الزائد الى دهون.

 

• تحضير الوجبات الصحية، وتدريب الأولاد على اختيار المأكولات الصحية من كافيتريا المدرسة.
يجدر بالإشارة أن النظام الغذائي المذكور لا يطبّق على الأطفال ما دون الرابعة من العمر الذين يتمتعون بصحة جيدة. ففي سنوات الطفولة الأولى تعتبر الدهون والكوليسترول مصدراً هاماً للنمو الصحيح، ولذلك يجب تزويد الأطفال الكميات اللازمة منها عبر الوجبات الصحية.

 

ما هو الكوليسترول؟
الكوليسترول هو مادة شبيهة بالدهن، يساعد الجسم في بعض الوظائف الحيوية كبناء خلايا جديدة وإنتاج بعض أنواع الهرمونات، إضافة الى مساهمته في عملية الهضم. إلا أنه في المقابل يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والذبحة الصدرية وإنسداد الشرايين التاجية لدى ارتفاع نسبة النوع السيء منه (LDL) في الدم.
يقسم الكوليسترول الى نوعين هما «HDL» و«LDL».
الـ«HDL» هو ما يعرف بالكوليسترول الجيد وذلك أن نسبة البروتينات فيه أكثر كثافة من نسبة الدهنيات.
الـ«LDL» وهو ما يعرف بالكوليسترول السيء بسبب انخفاض كثافة البروتينات فيه (Low Density Lipoprotein).
يقوم الكبد عادة بتوزيع كمية الكوليسترول التي يحتاجها الجسم البشري، بيد أن النظام الغذائي هو المسؤول عن الفائض من هذه المادة في جسم الإنسان، فالكوليسترول موجود بكثرة في المشتقات الحيوانية في حين أن المشتقات النباتية تخلو منه، إلا أنها تحتوي على دهون مشبعة وبالتالي فإن الإكثار منها يمكن أن يؤدي الى إرتفاع في معدل الكوليسترول في الجسم، لا سيما إذا كانت الظروف الوراثية ملائمة لذلك.
يمتص الدم كمية الكوليسترول والدهنيات الموجودة في الطعام عبر المعدة والأمعاء. بعدها تتحول معظم الدهون الى خلايا دهنية، في حين يوزّع الكوليسترول الجيد (HDL) على الأماكن التي يحتاجها الجسم. أما البقايا التي لا يحتاجها الجسم فيمتصها الكبد، وهي إما أن تستخدم لاحقاً وإما أن تبقى جانباً لتتحوّل الى ما يعرف بالكوليسترول السيء (LDL) في الدم يهدد بالإصابة بأمراض شرايين القلب، ذلك أن النوع المذكور يتجمّع على جدار الشرايين محدثاً ما يعرف بتصلب الشرايين، ما يجعل المرء عرضة للإصابة بأمراض قلبية مختلفة.