عبارة

الألغام: القاتل الخفي
إعداد: العميد علي قانصو
مدير التوجيه

إذا كان لبنان ينعم منذ عدة سنوات بفترة من الهدوء والاستقرار، بخاصة في المناطق الحدودية، فإنه ما زال يعاني خطرَ قاتلٍ خفيّ يهدّد حياة قسم من اللبنانيين، ويشل حركتهم اليومية ويحرمهم من استثمار أراضيهم، ذلك هو خطر الألغام والقنابل العنقودية والذخائر غير المنفجرة، التي خلّفتْها الحروب الماضية والأعمال العدائية من جانب العدو الإسرائيلي، وزرعتْها المجموعات الإرهابية قبل اندحارها.
وقد أخذت قيادة الجيش على عاتقها المساهمة الفاعلة في تطهير أرضنا من هذا الشر المميت، لأن إزالة الألغام جزء رئيس من مهمة الجيش المتمثلة بحماية أرواح المواطنين.
في هذا الإطار، تقوم الوحدات المختصة، لا سيما المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام وفوج الهندسة، بتنفيذ مهمات تنظيف الأراضي المشبوهة أو الملوثة بالتعاون مع المنظمات الدولية والمحلية، إلى جانب نشاطات التدريب والتوعية ومساعدة الضحايا عبر التأهيل الجسدي والنفسي والمعنوي.
وهنا لا بد من أن نتوقف عند التضحيات الكبرى التي قدمها مصابو الألغام والقنابل العنقودية، ونستذكر أرواح الشهداء الذين قضوا بسببها، ونثمّن دور النساء والرجال العاملين في هذا المجال، مظهرين شجاعة فائقة وإخلاصًا ثابتًا تجاه وطنهم؛ فهؤلاء جميعًا يستحقون منا كل عرفان وتقدير. وإن إتمام هذه المهمة والتوصل إلى تطهير كامل أرضنا، لا يكون إلا بتجاوب اللبنانيين مع نشاطات التوعية بشكلٍ فعال، ونقل مفاهيمها إلى أبنائهم ومحيطهم، فيساهمون بذلك في إنقاذ العديد من الأبرياء.
في المحصلة، المعركة مستمرة إنما بوجهٍ آخر، وإن الجيش عازم على التصدي لخطر الألغام كما تصدّى لكل أنواع الاعتداء ووقى المواطنين من شرورها.