عبارة

الأمانة
إعداد: العميد علي قانصو
مدير التوجيه

هذا علم الجيش يزدهي وهو ينشر عطره بين الأيادي الأمينة، ويشدّ أزر خيوطه، ويزيد في ترسيخ المعاني التي ضمّها الأهل والأجداد في قماشه وعند حدود ألوانه. حدود تلك الألوان هي حدود لبنان، وفي مساحتها مساحته، بمؤسّساته ومواطنيه وجنوده وعتاد جيشه في البرّ والجوّ والبحر.
تسليم وتسلّم. مهمّات وواجبات وأعباء لا حصر لها، وشعور بالشّموخ والاعتزاز والفخر في الحالين، يدٌ تسلّم يغمرها الاطمئنان إلى ما قامت به ونفّذته على مدى سنوات من الجهد والبذل والعطاء، ويدٌ تتسلّم يشدّ أزرها إحساس بالمسؤولية، وفيض من الثّقة والاستعداد للخطو في طريق اعتادت على الخطوات الكبيرة، في الطّليعة، طليعة مؤسّسة لم ترضَ بغير الشّرف عنوانًا، والتّضحية وسيلةً ، والوفاء طبعًا وأسلوبًا.
والآن، حيث يكون القائد الجديد بين وحدات جيشه، من شمال الوطن إلى جنوبه، سوف يلتقي السّواعد التي اعتاد على تنظيمها والعمل معها، وسوف يقف أمام الدّفاعات المنيعة التي رفعها الجنود لصدّ اعتداءات العدو الإسرائيلي، ويتلمّس الدريئات المرتفعة الّتي أقاموها في سبيل إبعاد ألسنة النّار الملتهبة في الجوار قبالة جبالنا، ويرى بأمّ العين ويتأكّد بنفسه من الاستعدادات لمواجهة الإرهاب، تلك الاستعدادات الّتي خبرها وتابعها، وأبلى فيها البلاء الحسن، وهو متابع لها طالما استمرّ هذا الخطر يتهدّد بلادنا في استقرارها ووحدتها وعيشها المشترك، وسعيها إلى تجاوز الأزمات والنهوض والتقدّم.
إنّها أمانة تنتقل من يد أمينة إلى يد أمينة، ولعلَّ الأمن هو من حروفها، أو لعلّها هي من حروف الأمن، إلاّ أنّ حملها في كلّ حال يتخطّى الأحمال، والتّعب معها كثير.