موضوع الغلاف

الأمن للجميع: من طرابلس إلى البقاع «والحبل على الجرار»...
إعداد: الهام نصر تابت

قطع الجيش الشك باليقين، قال كلمته ميدانيًا: انتهت اللعبة، الأمن لطرابلس وللبقاع والحبل على الجرار...
بعض «الأمراء» المزعومين فهم الرسالة وودع محاور القتل، البعض الذي لم يستوعب أن لعبة الموت في ساحات الفقراء وبيوتهم انتهت، تمّ التعامل معه بما يلائم، ففهم.
الرؤوس الكبيرة في عصابات التكفير والتفخيخ والخطف والسرقة باتت مكشوفة، بعضها في قبضة الجيش حيًا أو ميتًا، والبعض الآخر له دور يأتي، ويوم قريب.

 

بالدم والحزم والحكمة
أهالي طرابلس الذين سمعوا أن ثمة خطة أمنية سوف تفرج عن مدينتهم المعتقلة في سجن العنف، ساورتهم شكوك ولم يصدقوا سريعًا أنهم سوف يبيتون في منازل آمنة ويودعون الرقاد على الجمر. لكن الآتي كان قريبًا. وها قد وصل وأوضح، بالدم والحزم والحكمة، أنه سيحمي أمن المواطنين، ويعيد الحياة إلى مدينتهم.
في البقاع، كان الكابوس مختلفًا، سيارات مفخخة، صواريخ، خطف، سرقات مخدرات... واحتقان يكاد يصل إلى الإقتتال.
بضعة أيام عقب انطلاقها في طرابلس، بدأت الخطة الأمنية في البقاع، بعد أن ضرب الجيش بيد من حديد من حاولوا إعاقته...
هنا وهناك المشهد واحد تقريبًا: مواطنون يهللون ويعتصمون بالدعاء لكي يكون ما يرونه بأم العين حقيقة الأيام الآتية، لا حلمًا يتبخر... وفي خلفية المشهد، قلة من محترفي العنف والقتل تؤازرهم قلة أخرى من المنتفعين أو المخدوعين، لكنهم لم يعودوا قادرين على الظهور.
لماذا اليوم وليس بالأمس؟ ألم يكن الجيش جاهزًا، وكيف تعثرت كل الخطط التي رسمت وأقرت خلال السنوات الماضية؟
بالطبع كان الجيش جاهزًا وجادًا، ودماء شهدائه وجرحاه تحمل الجواب الشافي.
لم يتأخر يومًا، ولم يتردد لحظة، ولم يسئ التقدير أو التصرف، إنما ما كان لإجراءاته وحدها أن تنفع ما زال ثمة من يحرّض المتقاتلين ويمولهم بملايين الدولارات، ويؤمن لهم الغطاء. إذًا سحب الفتيل السياسي، فبات بمقدور الجيش أن يعطل الصواعق الأمنية، ويفكك الألغام والعقد، وهذا ما يتقن فعله، مدفوعًا بمناقبية عالية وباستعداد للتضحية غير محدود.

 

آخر أيام الاقتتال في طرابلس
خلال الأسبوع الأخير من آذار الماضي كانت طرابلس ما تزال أسيرة العنف والاقتتال، وفيما كانت وحدات الجيش تنفذ إجراءاتها الهادفة إلى ضبط الوضع وإسكات مصادر النيران وأعمال القنص، أصيب أربعة عسكريين بجروح مختلفة. الجيش دهم أماكن مطلقي النار في القبة وشارع الأميركان – جبل محسن، وشارعي البقّار والريفا، وضبطت وحداته ذخائر وأعتدة عسكرية متنوعة. خلال تلك الفترة برزت اتهامات في حق الجيش تدّعي التعرض لكرامة الموقوفين عمر الأطرش وعمر جوانية من خلال حلق ذقنيهما، لكن قيادة الجيش ردت موضحة أن الأول كان حليق الذقن عندما ألقى القبض عليه والثاني ليس رجل دين، وتنطبق عليه قوانين السجون. في الوقت عينه كانت وحدة من الجيش تفكك عبوة في حرم كلية العلوم – الجامعة اللبنانية، في محلة القبة – طرابلس (24/3/2014).

 

رسائل وردود
صباح 27 آذار أقدم ملثمان يستقلان دراجة نارية في محلة البولفار – طرابلس، على إطلاق النار من مسدس حربي باتجاه المؤهل فادي جبيلي خلال توجهه إلى مركز عمله، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة ما لبث أن استشهد متأثرًا بها. بدا هذا الاعتداء بمثابة رسالة إلى الجيش الذي باشرت وحداته استعدادها للانتشار الواسع في طرابلس والبقاع.
المتضررون من توقف الاقتتال ووأد الفتنة، حاولوا من جديد توجيه رسائل القتل. ففي حين اغتيل المؤهل في قوى الأمن الداخلي بطرس البايع في طرابلس، (28/3/2014)، فجر إرهابي نفسه بحاجز للجيش في عرسال، ما أدى إلى استشهاد ثلاثة عسكريين وإصابة آخرين بجروح مختلفة (29/3/2014).
قيادة الجيش التي ربطت بين اغتيال المؤهل أول في الجيش فادي الجبيلي والمؤهل في قوى الأمن الداخلي بطرس البايع والعملية الإرهابية التي استهدفت الحاجز في عرسال، قالت في بيان أصدرته، إنها «تعرف أنها اليوم وأكثر من أي وقت مضى، ستكون عرضة للإرهاب لمنع الجيش من بسط سلطة الدولة ووأد الفتنة، لكنها تؤكد في المقابل، استمرارها في مكافحته وفي ملاحقة الإرهابيين». وأكدت في البيان نفسه عزمها على تنفيذ الخطة الأمنية مهما واجه الجيش من صعوبات، ومهما كلفه ذلك من تضحيات وشهداء... وشددت على أن جميع محاولات الإرهابيين والعابثين بالأمن لعرقلة إجراءات الجيش لن تنجح...

 

الأول من نيسان:لا كذب بل حقيقة ساطعة
المواطنون من جهتهم، باتوا عشية البدء بتطبيق الخطة الأمنية على جمر وأسئلة كثيرة. كان البعض يشيع أخبارًا عن معركة قاسية. مسلحو الشوارع يشعرون أنهم كانوا أدوات وقد تخلى الجميع عنهم. قادة المحاور الذين هددوا بالويل والثبور غابوا عن السمع والنظر. في المقابل أكدت قيادة الجيش أن الخطة التي بدأت في الأول من نيسان باتت واقعًا ميدانيًا. فاستنادًا إلى قرار مجلس الوزراء بدأ الجيش تنفيذ الخطة الأمنية في طرابلس، وشملت الإجراءات تسيير دوريات وإقامة حواجز ودهم أماكن تواجد المطلوبين بموجب استنابات قضائية، حيث أوقفت وحداته عددًا منهم. وقد بلغ عدد الموقوفين في التاريخ نفسه (1/4/2014) 75 موقوفًا بينهم 27 شخصًا من التابعية السورية والفلسطينية، كما تمّ ضبط 91 دراجة نارية إلى عدد من السيارات المخالفة، وكميات من الأسلحة والذخائر الحربية والأعتدة العسكرية المتنوعة. في اليوم التالي بلغ عدد الموقوفين 33 بينهم 14 من السوريين، وتمّ ضبط أسلحة وذخائر وأعتدة، إلى سيارات ودراجات نارية.
الإجراءات نفسها أسفرت عن توقيف 17 شخصًا في اليوم الثالث لبدء تنفيذ الخطة الأمنية في طرابلس، بالإضافة إلى ضبط أسلحة. الجيش تابع انتشاره ليشمل أحياء المدينة حيث أزال الدشم والمتاريس التي كانت تقطع الطريق بين ضفتي شارع سوريا طوال أكثر من سنتين.
سقطت التحصينات الكبيرة والمتاريس أمام الآليات العسكرية وناقلات الجند والجرافات التي تقدمت تواكبها المروحيات وتؤمن لها التغطية. وأكد الجيش مرة جديدة أنه المرجعية التي يلتقي عندها المواطنون. أهالي الأحياء الفقيرة في طرابلس وجبل محسن على السواء تنفسوا أخيرًا، وشعروا أن الكابوس الذي أمسك بخناق المدينة وحاول تغيير وجهها، بات من الماضي.
قرب الحواجز العسكرية أناس يعودون إلى الحياة، يلقون التحية على العسكريين، وعلى آخرين كانوا قبل أيام قليلة، «الأعداء» القاطنين في الجهة الأخرى. تهاوت المتاريس والتقى أهل الجبل وأهل التبانة برعاية الجيش. مشهد مؤثر لم يكن الكثيرون قادرين على تخيله يحلّ بهذه السرعة، بل أن البعض ظل يحاول إعادة عقارب الساعة إلى الوراء. ففي 7/4/2014 أوقف الجيش المدعو عمار علي عبد الرحمن «المسؤول عما يعرف بمحور جبل محسن – الريفا، والمدعو جلال حسن حجي المسؤول عمّا يعرف بمحور البرانية – جبل محسن، ودهمت وحداته مخزني أسلحة في جبل محسن وحارة البرانية. صباح اليوم التالي، أقدم بعض الأشخاص على قطع عدد من الطرقات في محلة الزاهرية وسوقي الخضار والقمح في طرابلس بالإطارات المشتعلة، احتجاجًا على عمليات الدهم. تدخلت قوة من الجيش وعملت على تفريق المحتشدين وإعادة فتح الطرقات، وقد أوقفت خلال ذلك شخصين لحيازتهما ثلاث بنادق حربية ومسدسين وذخائر، وقيادتهما سيارتين من دون أوراق قانونية. في الوقت عينه استمرت المداهمات التي شملت مخزنًا للأسلحة في محلة سقي البداوي ومنازل عدد من المطلوبين في حارة البرانية، كما تم توقيف واحد منهم وصودرت كمية من الأعتدة العسكرية.
الإرهابيون ردوا في عكار، فمساء 8/4/2014، «تعرضت آلية تابعة للجيش في منطقة القموعة – عكار لكمين من قبل مسلحين، أقدموا على إطلاق النار من أسلحة حربية باتجاهها، ما أدى إلى استشهاد ضابط ورقيب، وإصابة رتيب آخر بجروح».
خلال ساعات (9/4/2014) تمكنت قوى الجيش بعد سلسلة عمليات دهم ومطاردة من توقيف المدعو براء الكك أحد المتورطين في الاعتداء، فيما عثر على المدعو علي طالب وهو مطلق النار على عناصر الجيش، جثة هامدة بعد إقدامه على الانتحار...».

 

المدينة تلفظ جلّاديها
بينما كانت قيادة الجيش تشيّع شهيديها اللذين سقطا في القموعة، فتح عدد من المطلوبين في طرابلس النار على الجيش واستهدفوا إحدى ملالاته بقذيفة صاروخية. ردّ الجيش بحزم شديد وتابع إجراءاته، فأوقف مطلوبًا بجرم إطلاق النار على دورية للجيش في محلة البرانية وآخرين في القبة قاما باعتداءات ذات طابع مذهبي، ودهم صالة عرض ومستودعًا للأسلحة والمتفجرات وأوقف صاحبهما. تابعت القوات العسكرية تدابيرها وسط الإرتياح التام لأبناء المدينة الذين خذلوا المحرضين وردوا باحتضان المؤسسة العسكرية. وبينما أوقف الجيش في الحارة البرانية شخصًا بسبب قيامه بتهديد أصحاب محلات في التبانة على خلفية طائفية، ومطلوبًا في جبل محسن (9/4/2014)، أقدم المدعو حسام دايخ بالإشتراك مع آخرين على إلقاء رمانات يدوية في التبانة، فتم رصده وتوقيفه. وقد تعرضت الدورية خلال عملية التوقيف لإطلاق نار، فاشتبكت مع المسلحين وضبطت أسلحة وأعتدة عسكرية، كما تمّ توقيف المطلوب محمود قاسم وفي حوزته عدد من قذائف الهاون (10/4/2014). ظل البعض يحاول إثارة الفوضى والعودة إلى الوراء، أطلقت دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي للمشاركة في مسيرات بعد صلاة يوم الجمعة في 11/4/2014. سرت شائعات كثيرة، ظن البعض أن طرابلس ستشهد «يوم غضب» وأن الفوضى ستعود إلى شوارعها. المواطنون لم يلبوا الدعوة، فخيبوا آمال أصحابها، والجيش أبلغ من يعنيهم الأمر أن الخطة ستنفذ ومن يحاول عرقلتها فليتحمل المسؤولية. أعقب ذلك تسليم المدعو عمر أريش المطلوب بعدة مذكرات توقيف وأحد أبرز وأخطر قادة المحاور، نفسه إلى مخابرات الجيش (14/4/2014). وهكذا توارى المسلحون والمحرّضون والمطلوبون عن الأنظار، وأكدت المدينة أنها تلفظ جلاديها خارجًا، وتعيد صنع حياتها كما تستحق أن تكون. بيان موقع من أنباء باب التبانة، قال: بعدما تحولت المنطقة إلى ما يشبه مدينة الأشباح... بسبب قلة لم تعمل يومًا إلا لمصلحة زعمائها... فإننا نخيّر المطلوبين بين تسليم أنفسهم أو الرحيل.
وفي معرض رشيد كرامي الدولي، كان المعرض السنوي للكتاب بنسخته الأربعين، يعيد إلى الأذهان صورة طرابلس الحقيقية، مدينة العلم والثقافة والتعايش... وإن كانت أيضًا مدينة الفقراء، «وأم الفقراء».

 

إلى البقاع:مجرمون خطرون في قبضة العدالة
في طرابلس أوقف الجيش الاشتباكات وأزال المتاريس والدشم ونفذ عمليات دهم. في البقاع كانت المهمة أمنية بدرجة أولى هدفها القضاء على التعديات وأعمال الخطف والسرقة، وإلقاء القبض على «رؤوس كبيرة» أصحابها متورطون في تفخيخ سيارات وإطلاق صواريخ وفي تعديات على المواطنين والجيش والقوى الأمنية.
في 18 آذار كانت قيادة الجيش قد أعلنت أن الوحدات العسكرية ستعزز انتشارها في مناطق البقاع الشمالي الحدودية وخصوصًا منطقتي عرسال واللبوة وفي داخلها، وأنها ستعمل على فتح جميع الطرقات (التي قطعت عدة مرات) بين هاتين البلدتين لتأمين مرور المواطنين، والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة. وهذا ما حصل.
بعد أيام (27/3/2014) تمكنت مديرية المخابرات من تحديد مكان الإرهابي الخطير سامي الأطرش في بلدة عرسال. الأطرش أطلق النار على دورية الجيش التي دهمت مكان وجوده في البلدة، فردت عليه بالمثل حيث توفي لاحقًا متأثرًا بجروح أصيب بها. بيان قيادة الجيش حول الحادثة أوضح أن الإرهابي القتيل مطلوب بجرم تجهيز سيارات مفخخة، وإطلاق صواريخ وقذائف هاون على قرى وبلدات لبنانية، واحتجاز مواطنين، والمشاركة بقتل أربعة مدنيين في وادي رافع وقتل عسكريين في وادي حميد (عرسال)، والتخطيط لاستهداف أحد الضباط بعبوة ناسفة.
وفي 7/4/2014 أوقفت قوة من الجيش في منطقة الهرمل كلاً من: زكريا حسين ناصر الدين محمد جهاد شمص، وعباس عبد الله دندش، المطلوبين بموجب عدة مذكرات توقيف، والذين أقدموا بتاريخ 4/4/2014 على إطلاق النار باتجاه دورية للجيش ومخفر لقوى الأمن الداخلي في الهرمل. وقد ضبطت بحوزتهم كمية من الأسلحة والذخائر والأعتدة العسكرية وكمية من حشيشة الكيف. في اليوم نفسه أوقفت مديرية المخابرات كلاً من: حسين فؤاد شمص، وحسن علي علام وأمجد حسين دندش، لإقدامهم بتاريخ 5/4/2014 على رمي قنبلتين يدويتين باتجاه مركز تابع لقوى الأمن الداخلي في مبنى سرايا الهرمل، بهدف تحرير موقوفين.
وقد بادر الأشخاص المذكورون إلى إطلاق النار على الدورية ما أدى إلى إصابة أربعة عسكريين بجروح. ولاحقًا تم توقيف خمسة أشخاص آخرين يشكلون مع الموقوفين الثلاثة عصابة قامت بعمليات سلب بقوة السلاح وإطلاق نار على القوى الأمنية، وصدرت بحق أفرادها عدة مذكرات توقيف.
عمليات الدهم هذه كانت نموذجًا لتلك التي حصلت في الأيام اللاحقة، وسط ارتياح البقاعيين الذين كانوا طوال الأشهر الماضية عرضة للخطر والخطف والسرقة وسواهما من الجرائم.
ففي عرسال (9/4/2014) أوقفت قوة من الجيش محمد عبد الحميد قاسم وهو أحد المطلوبين الخطرين و7 مسلحين آخرين من التابعية السورية كانوا موجودين معه في مكان توقيفه. وقاسم من أخطر المطلوبين في جرائم تفخيخ السيارات. كما أوقف الجيش (10/4/2014) مطلوبًا في بريتال وآخر في حور تعلا. ودهم منازل عدد من المطلوبين حيث ضبط أسلحة وأعتدة وسيارتين مسروقتين، ليوقف في اليوم التالي مطلوبًا في مجدلون.
توقيفات الجيش والتدابير التي اتخذها أرخت جوًا من الأمان والاطمئنان، ولاقاها الأهالي بالترحيب.
في 12 نيسان نفذت وحدات الجيش حملة في محلة الشراونة أسفرت عن توقيف أخطر المطلوبين هناك، وهو علي خضر العبدي، السوري الأصل وحامل الجنسية اللبنانية وهو معروف بعلي الشاعر، ومطلوب بأكثر من 200 مذكرة توقيف. وقد ارتبط اسمه بخطف لبنانيين وخليجيين لقاء فدية مالية، إضافة إلى ارتكابه أعمال سلب واعتداء على الجيش.
مديرية التوجيه أوضحت في البيان الذي أصدرته حول توقيف الشعار، أن اسمه «ارتبط بالكثير من أعمال الخطف والإعتداء على القوى الأمنية». وهو اشترك مع «عصابتي الموقوفين عباس جعفر وعلي المصري في خطف لبنانيين وخليجيين بقوة السلاح، والإفراج عنهم مقابل فدية مالية». وأضاف البيان أن الشعار شارك عصابة عباس جعفر في الإعتداء على دورية للجيش في رباق (13/4/2014)، والذي أدى إلى استشهاد 4 عسكريين وإصابة ضابط بجروح بالغة. كما شارك في اعتداءين استهدفا دوريات لقوى الأمن الداخلي في بعلبك حيث استشهد بنتيجتهما عدد من العسكريين...».
ولاحظت وسائل الإعلام أنها المرة الأولى التي تنفذ فيها أعمال دهم في هذه المحلة من دون سماع أصوات عيارات نارية وقذائف «آر. بي. جي».
وشملت أعمال الدهم منازل مطلوبين والمدرسة الرسمية في الشراونة حيث عثر الجيش على حمولة شاحنة من الحبوب المخدرة.
وفي الوقت الذي تم فيه دهم الشراونة، دهمت بلدة دار الواسعة (غرب بعلبك). كما أوقفت دورية للمخابرات، المطلوب أحمد الأطرش على حاجز وادي حميد المشتبه بتورطه في تفخيخ سيارات. بعد يومين من ذلك كان الجيش يوقف 12 مسلحًا سوريًا في جرود عرسال.
المهمة مستمرة و«الحبل على الجرار».

 

أسبوع... اسبوعان
في منتصف نيسان كانت الخطة الأمنية قد دخلت أسبوعها الثالث في طرابلس وأسبوعها الثاني في البقاع، والحصيلة: في طرابلس ارتياح تام وخروج جماعي لقادة المحاور من مناطقهم، بينما المدينة تستعيد حياتها ووجهها. في البقاع الناس يعبرون عن تحررهم من الخوف والإرهاب، فأيام الخطف والسرقة والتعديات باتت من الماضي. عدد الموقوفين قارب المئة وبينهم أكثر المطلوبين خطورة. الطرقات التي انعدمت عليها حركة المرور ليلاً مدة أشهر استعادت حركتها، وكذلك المؤسسات التجارية وسواها من مرافق. أكثر من 20 سيارة مسروقة تمت استعادتها نتيجة الإجراءات التي يضطلع بها الجيش ومختلف القوى الأمنية بتنسيق وتعاون تامين...
إنها الحياة تسير إلى الأمام، فهنيئًا للآمنين، والقصاص للمجرمين، ولجيشنا العافية والتقدير.