- En
- Fr
- عربي
عبارة
من عادة الجندي أن يواصل السهر وأن يستمر في الحيطة والحذر، وأن يُبقي اليد على الزناد ويستبق الأمور. وليس من حكمته أن يستدعي جهوزيته في صباح يوم المعركة، ولا أن ينتظر حلول الأزمة حتى يستجمع قواه ويتهيّأ للردّ والمواجهة.
أما الذي يحصل فهو أنّ الجندي يظلّ على أهبة الاستعداد لأي طارئ، جاهزًا لكل الاحتمالات، وهذا ما قامت به وحداتنا العسكرية في الآونة الأخيرة حين هبّت لتطويق الأزمات من كل اتجاه، فأمّنت للمحتجّين حرية التعبير عن الرأي، وعملت على حماية المؤسسات والأملاك العامة والخاصة من المخلّين بالأمن وبخاصة أولئك الذين أصرّوا على إلحاق الأضرار بتلك الأملاك، وأطلقت حملة توعية من خطر وباء كورونا، وساهمت في تطبيق إجراءات التعبئة التي أقرّتها الحكومة.
لكن هذا كله لا يعني أنّ الجيش وحده يتحمل مسؤولية الأمن والاستقرار والسلم الأهلي، وإذا كان للجيش النصيب الأكبر من هذه المسؤولية فهي تبقى جماعية يتشارك فيها كل أبناء المجتمع من الشرائح والمناطق كافة.
ينبغي ألا يَغيب هذا الأمر عن ذهن المواطن، الذي يقع عليه واجب الانضباط الاجتماعي كما يقع على الجندي واجب الانضباط العسكري. وبالتالي، من أُسُس المواطنة الصالحة التمنّع عن كل ما يضرّ بالوطن أو يسيء إلى صورته. فلا مكان عند اللبناني الصالح للاستهتار بإجراءات الوقاية الصحية، أو للإقدام على أعمال مخلّة بالأمن أو الاعتداء على حقوق الآخرين وممتلكاتهم، أو للمشاركة في نشر الشائعات المختلفة.
يعلّمنا التاريخ أنَّ الاتحاد قوة، وأنّ القوة بناء متماسك يختلّ بأكمله إذا ضعُف أحد أجزائه، وفي المقابل، فإنّ المجتمع المتّحد المتضافر يشكل وحدة صلبة لا تنكسر مهما طال زمن الأزمات.
كلنـا مسؤول تجـاه الوطـن، فلنحمـل همـه في قلوبنـا، حتـى نصنـع لأولادنـا مستقبلًا أفضل.