ذكراهم خالدة

الأهل والرفاق والوطن في وداع الأبطال
إعداد: نينا عقل خليل

الهامات انحنت أمام عظمة العطاء

 

في وداعهم: حضر الأهل والأقارب، حضرت البلدات والقرى، حضر الرفاق والرؤساء، حضر الوطن، وحيّا شهادتهم بإكبار، فانحنت الهامات أمام عظمة العطاء.
الرقيب أول الشهيد وليد محمود فريج، والرقيب الشهيد باسم موسى موسى، والعريف الشهيد عباس كمال جعـفر، والعريف الشهيد عارف ديب، والجندي الشهيد إيلي ابراهيم فريجة، والجندي الشهيد عـثمان محمود الشديد، والمجنّد الشهيد ياسر حيدر أحمد: شهداء معركة «فجر الجرود»، شهداء لبنان، شيّعوا تباعًا يحتضنهم العَلَم وترافقهم الصلوات.


مراسم تكريم شهداء «فجر الجرود»
أُقيمت مراسم تكريم الرقيب أول الشهيد وليد فريج، والرقيب الشهيد باسم موسى، والعريف الشهيد عباس كمال جعـفر، والجندي الشهيد عـثمان الشديد، أمام المستشفى العسكري المركزي – بدارو. وأُقيمت مراسم مماثلة تكريمًا للعريف الشهيد عارف ديب أمام المستشفى الحكومي في طرابلس، وللجندي الشهيد إيلي فريجه أمام مستشفى دار الأمل الجامعي - بعلبك، وللمجنّد الشهيد ياسر أحمد أمام مستشفى دار الحكمة – بعلبك.
ثلّة من الشرطة العسكرية وموسيقى الجيش أدّت التحيّة للشـهداء الذيــن قلّدهـم ممثّلو وزير الدفـاع الوطني والعماد قائد الجيش أوسمة الحرب والجرحى والتقدير العسكري من الدرجة البرونزية، ثمّ نُقلت الجثامين إلى القرى والبلدات التي كانت بانتظار أبنائها.


سعدنايل - البقاع
موكب الرقيب أول الشهيد وليد محمود فريج نُقل إلى بلدة سعدنايل - البقاع، بينما كانت قوّة من رفاق السلاح عائدة من أرض المعركة منتصرة. وبعد وصول الجثمان إلى البلدة أقيم استقبال حاشد تقدّمته الزفّة، فنُثرت الورود وأُطلقت المفرقعات النّارية، وحمل أصدقاء الشهيد ورفاقه النعش الملفوف بالعلم اللبناني على الأكفّ وسط زغاريد النسوة.
حضر التشييع النائب عاصم عراجي ممثّلًا رئيس الحكومة سعد الحريري، والعميد عطية حنّا ممثّلًا وزير الدفاع الوطني والعماد قائد الجيش، وممثّلو قادة الأجهزة الأمنية وعدد من الضباط ورفاق السلاح، وأهالي البلدة والجوار. وألقى العميد حنا كلمة نوّه فيها بشجاعة الشهيد وبإخلاصه لرسالته، فقال: اليوم يزفّ الجيش إلى الوطن واحدًا من خيرة أبطاله الرقيب أول الشهيد وليد فريج، أحد رجال الهندسة. لقد أراد أن ينزع أشواك الإرهاب من دروب رفاقه، شبرًا شبرًا، حتى لو كلّفه ذلك الاستشهاد على مذبح الوطن، فكان له ما أراد ومضى إلى حيث مضى، شامخ الرأس عالي الجبين...


برقايل - عكار
شيّعت بلدة برقايل - عكار بحزنٍ شديد ابنها الرقيب الشهيد باسم موسى في مسيرة حاشدة تقدّمها رفاق السلاح وحملة الأكاليل، في حضور ممثّل وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش العقيد توفيق يزبك، وبمشاركة شخصيات من المنطقة. في دارة الشهيد كان اللقاء مع العائلة مؤثّرًا امتزجت فيه الزغاريد بالدموع.
وبعد الصلاة لراحة نفس الشهيد، ألقى ممثّل العماد قائد الجيش كلمة اعتبر فيها أنّ «فجر الجرود» هي ملحمة أخرى، يخوض فيها أبطالنا الحرب بلا هوادة على الإرهاب المتربّص شرًا بأهلنا، والذي ما انفكّ يظهر وجهه البشع، بالإجرام والعدوان والتنصّل من المبادىء الإنسانية والأخلاق... وإذ حيّا مناقبية الشهيد واندفاعه وحماسته، أكّد أنّ الجيش ماضٍ في اجتثاث جذور الإرهاب.
 

صور
الحزن نفسه لفّ مدينة صور، حيث شيّعت القيادة والأهالي العريف الشهيد عباس جعفر بمأتمٍ مهيب، حضره ممثّل وزير الدفاع الوطني والعماد قائد الجيش العميد الركن علي مكّة وشخصيات روحية واجتماعية.
وقبيل انطلاق موكب التشييع من أمام منزل العائلة أُدّيت له التحيّة وعزفت الموسيقى لحن الموتى، ثمّ ألقى العميد الركن مكّة كلمة ذكّر في مستهلّها بمناقبية الشهيد وتضحياته في خدمة الوطن. وقال: ما كان رفيقنا في السلاح العريف الشهيد عباس، باندفاعه وشجاعته وبسالته، وهو يواجه مع رفاقه الميامين ذلك الشرّ الأسود المتمثّل بالإرهاب على حدود بلاده، إلّا محتسبًا مفترضًا أن يأتيه قدر الشهادة في أيّ لحظة، لأنّه قدر الأبطال المخلصين، الذين إن أقسموا وفوا، وإن عاهدوا صدقوا، وإن ناداهم الواجب سبقوا صوت النفير إلى ساحات المجد والبطولة...


بيت الفقس - الضنّية
بلدة بيت الفقس - الضنّية، خرجت إلى ملاقاة جثمان العريف الشهيد عارف ديب باستقبال حاشد، فزيّنت الشوارع بالشرائط البيض وبصورٍ للشهيد، ورافقت جثمانه إلى منزل ذويه، ومن ثمّ إلى المسجد حيث أُقيمت الصلاة لراحة نفسه.
وقد أُقيم حفل تأبيني في باحة المسجد شارك فيه النائب قاسم عبد العزيز ممثّلًا رئيس الحكومة، العميد الركن وليد الحاج ممثّلًا وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش، وشخصيات سياسية ودينية وعسكرية ورؤساء بلديات ومخاتير وحشد من أهالي البلدة والجوار ورفاق الشهيد.
وألقى العميد الركن الحاج كلمة حيّا فيها الشهيد ورفاقه الذين حققوا انتصارًا كبيرًا على الإرهاب الذي كان خطره يهدد لبنان، وسطّروا إنجازًا تاريخيًا، مثنيًا على وقوف اللبنانيين خلف الجيش في معاركه دفاعًا عن وحدة لبنان واستقراره.
وممّا جاء في الكلمة: بمشاعر الإكبار والإجلال، يزفّ الجيش إلى الوطن واحدًا من خيرة رجاله، العريف الشهيد ديب الذي أبى أن يرتفع من هذه الحياة الدنيا، قبل أن يخطّ بحبر آلامه وجراحه صفحة مشرقة من ملاحم التضحية في سبيل لبنان...
كذلك، ألقى السيّد عبد الكريم ديب كلمة باسم العائلة أكّد فيها «وقوف بيت الفقس التي باتت تُعرف ببلدة الشهداء، إلى جانب الجيش دفاعًا عن الوطن».


رعيت - زحلة
بعرس انتشرت زينته في شوارعها، شيّعت بلدة رعيت بدورها الجندي الشهيد إيلي ابراهيم فريجة الذي استُقبل عند مدخل البلدة بنثر الورود والأرز.
أُقيمت الصلاة لراحة نفس الشهيد في كنيسة الصليب في البلدة، وترأسها راعي أبرشية زحلة وبعلبك للروم الأورثوذكس المتروبوليت أنطونيوس الصوري، في حضور النائب عاصم عراجي ممثّلًا رئيس الحكومة، والعقيد الركن ياسر جمعة ممثّلًا وزير الدفاع الوطني والعماد قائد الجيش، وممثّلين عن قادة الأجهزة الأمنيّة، وشخصيات، وعدد من الضباط ورفاق الشهيد وعائلته والأهالي.
وقد توجّه المتروبوليت الصوري في عظته بكلمة تعزية إلى أهل الشهيد ورفاقه، فقال: نتألّم ونتوجّع على هؤلاء الشباب الذين يحاربون لأجل الوطن، لكننا أبناء الرجاء... ودعا إلى الصلاة لراحة أنفـس كلّ الذين استشهدوا ويستشهدون من أجل لبنان...
وألقى العقيد الركن جمعة كلمة نوّه فيها بالمزايا العسكرية والأخلاقية للشهيد وبوفائه لقسمه، وممّا قاله: بينما تنتابنا مشاعر الحزن والألم على فقدان واحد من خيرة جنودنا الشهيد البار إيلي، نشعر أيضًا بالفخر والاعتزاز بجرأة الشهيد وإقدامه وبالمآثر البطولية التي سطّرها في المعركة، دفاعًا عن تراب الوطن وسيادته وكرامة شعبه...

الكويخات - عكار
بموكب مهيب وفي حضور رسمي وشعبي حاشد، وصل جثمان الجندي الشهيد عثمان الشديد إلى بلدة الكويخات - عكار، وسارت خلفه مواكب المشيّعيين، من مدخل البلدة إلى منزله، حيث استُقبل بالورود والزغاريد.
انطلق الموكب من منزل الشهيد يتقدّمه حملة الأكاليل والأوسمة، ثمّ أُقيمت الصلاة لراحة نفسه، في حضور العقيد الركن جان عبد الساتر ممثّلًا وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش، وعدد من الشخصيات، إلى الرفاق والأهل.
وقد نوّه العقيد الركن عبد الساتر بمسيرة الجندي الشديد وبإخلاصه لمؤسسته ووطنه، وممّا قاله: «كنتم ترون في الجندي الشهيد الشديد مقدار تضامنه مع رفاق السلاح، تمامًا كما كان رفاق السلاح يتلمّسون فيه، مقدار إخلاصه للبلدة التي نشأ في ظلالها، والتي غاب عنها في خلال خدمته العسكرية، ليعود بطلًا يستريح في أحضانها، وفي حمى مشاعركم، ووفاء مؤسسته التي أخلص لمبادئها النبيلة حتى الشهادة».


جديدة يابوس
كذلك، شيّعت قيادة الجيش المجنّد الممدّدة خدماته ياسر حيدر أحمد، فبعد إقامة مراسم التكريم أمام مستشفى دار الحكمة – بعلبك، وتأدية التحيّة والتشريفات اللّازمة من قبل ثلّة من الشرطة العسكرية وموسيقى الجيش، نُقل الجثمان إلى محلّة المصنع على الحدود اللبنانية – السورية. وكان في استقباله العميد أنطوان استنبوللي ممثّلًا وزير الدفاع الوطني وقائد الجيش وحشد من الأهل والضباط والعسكريين. وقد ألقى العميد استنبوللي كلمة نوّه فيها بمناقبية الشهيد وتفانيه في أداء الواجب العسكري، وبإرادة القتال التي أثبتها جنودنا الميامين في ميدان المعركة، والدماء الزكية التي قدّمها شهداؤنا وجرحانا الأبطال، وبالالتفاف الرسمي والشعبي العارم حول الجيش، ما شكّل جسر عبور لتحقيق الانتصار على الإرهاب. ولفت إلى أنّ نتائج هذا الانتصار على المستويين الوطني والعسكري، ستؤسّس لمرحلة جديدة...
بعد ذلك تمّ تسليم الجثمان إلى أفراد عائلة الشهيد لنقله إلى بلدة جديدة يابوس داخل الأراضي السورية.