دراسات وأبحاث

الإتحاد الأوروبي قوة الإقتصاد لا تترجمها السياسة
إعداد: د. أحمد علو
عميد متقاعد


الإتحاد الأوروبي منظمة دولية وليس إتحاداً فدرالياً كالولايات المتحدة. فهو يشبه منظمة الأمم المتحدة الأميركية، كونه يتميز بنظام سياسي فريد من نوعه في العالم، له سوق اقتصادية واحدة (السوق الأوروبية المشتركة) وعملة موحدة (اليورو). وهو يتمتع بمقدار من السلطات والصلاحيات التي منحتها دوله لمؤسسات الاتحاد المشتركة، لكن هذه الدول لم تصل في ذلك إلى حد تخليها عن سيادتها لمصلحة الإتحاد، بل تنازلت عن بعض مصالحها بهدف تحقيق المصالح المشتركة في إتحاد يوفر لها القوة والتأثير في العالم.


في التاريخ
خاضت أوروبا منذ القدم تجارب ومحاولات شتى بهدف تحقيق وحدتها، وقد تكررت هذه المحاولات في تاريخ القارة الأوروبية منذ الإمبراطورية الرومانية التي كانت تنتشر حول البحر الأبيض المتوسط، مروراً بإمبراطورية شارلمان، ثم الإمبراطورية الرومانية المقدسة، التي وحدت تحت إدارتها مساحات شاسعة. وقد تتابعت المحاولات لتوحيد أوروبا في ما بعد، لكنها لم تتعدَّ الطابع الشكلي والمرحلي، والذي اتسم بالقهر والإخضاع أو السيطرة بالقوة. فحتى المحاولة التي قام بها نابوليون بونابرت في القرن التاسع عشر، وتلك التي حصلت في أربعينيات القرن العشرين على يدي هتلر، لم تتمكنا من الاستمرار إلا لفترات قصيرة وانتقالية، وذلك بسبب تباين اللغات والثقافات، والإرادات، والقوميات الأوروبية. ولعل أولى أفكار التوحيد السلمي من خلال التعاون والمساواة في العضوية كان قد قدمها المفكر والأديب الفرنسي فيكتور هيجو العام 1851، من دون أن تحظى بفرصة جادة في التطبيق. ولكن بعد كوارث الحربين العالميتين الأولى والثانية، ازدادت الحاجة والضرورة لتأسيس ما عرف في ما بعد باسم الإتحاد الأوروبي، انطلاقًا من الرغبة في إعادة بناء أوروبا التي دمرتها الحروب، ومن أجل القضاء على احتمال وقوع حرب شاملة أخرى.
 كان لمشروع مارشال (1947) والشروط الأميركية للمساعدة، الفضل الأكبر في خلق ضرورة التعاون الإقتصادي بين الدول الأوروبية، وقد أدى هذا الواقع في ما بعد إلى تشكيل الجماعة الأوروبية للفحم والصلب العام 1951 (مشروع شومان ) على أيادي كل من فرنسا وألمانيا (الغربية)،  وإيطاليا ودول بينيلوكس (benelux) (بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ). وهي أول وحدة جمركية عرفت  في الأساس باسم الجماعة الاقتصادية الأوروبية (European Economic Community)، وتعرف بـ «السوق المشتركة»، والتي تطورت في اتفاقية روما العام 1957، وطبقت في اول كانون الثاني من العام 1958. وهذا التغيير اللاحق بالمؤسسة الأوروبية المشتركة شكَّل الحجر الأول في مدماك الإتحاد الأوروبي. وبذلك تطور الإتحاد الأوروبي من مؤسسة تبادل تجاري إلى شراكة اقتصادية وسياسية.
وفي السابع من شباط العام 1993 تم توقيع معاهدة «ماستريخت» في هولندا، وقد تمت فيها الموافقة على تجميع الهيئات الأوروبية المختلفة  ضمن إطار واحد هو الاتحاد الأوروبي (European Union) والذي أصبح الإسم الرسمي للمجموعة.

 

الدول الأعضاء
بدأ الاتحاد الأوروبي  العام 1951 بست دول مؤسِّسة هي فرنسا وألمانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ وهولندا وإيطاليا، شكَّلت نواة هذا الإتحاد.
وفي مطلع العام 1973 التحقت بها كل من المملكة المتحدة (بريطانيا) والدانمارك، وإيرلندا، ثم لحقتها اليونان (1981)، وإسبانيا والبرتغال (1986)،  فالسويد وفنلندا والنمسا (1995)، ووقعت إتفاقية «شنغن» (Schengen) - اسم قرية في اللوكسمبورغ - التي سمحت لمواطني هذه الدول بحرية الإنتقال في ما بينها للعمل والدراسة وغيرها بدون الحاجة إلى الموافقة المسبقة على السفر(فيزا).
كذلك فقد عقد العام 1995 (تشرين الثاني) مؤتمر ليشبونة الذي أكد الشراكة بين الاتحاد الاوروبي ودول حوض المتوسط  (12 دولة) حيث تم وضع إطار الشراكة ما بين الاتحاد وهذه الدول كمجموعة اقتصادية تتكامل معه لتحقيق مكتسبات اقتصادية، واجتماعية، وسياسية.
وابتداءً من العام 2004، امتد الاتحاد الأوروبي نحو دول أوروبا الشرقية بعد انهيار الاتحاد السوفياتي العام 1991، عندما انضمت دول جديدة هي: أستونيا وبولندا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا وسلوفينيا و لاتفيا وليتوانيا والمجر، كما انضمت الى الاتحاد كل من قبرص ومالطا في السنة نفسها.
العام 2007 انضمت إليه  كل من رومانيا وبلغاريا ليصبح عدد أعضاء الاتحاد الأوروبي 27 دولة، وهو عددها الحالي.
 

المقر الرسمي للإتحاد ورئاسته ومؤسساته
يتخذ الاتحاد الأوروبي من العاصمة البلجيكية بروكسل مقراً دائماً لأمانته العامة والمفوضية الأوروبية، ومن مدينة ستراسبورغ الفرنسية مقرا لبرلمانه الأوروبي.
يخضع الاتحاد الأوروبي لنظام الرئاسة الدورية حيث تتعاقب الدول الأعضاء على رئاسته لمدة ستة أشهر.
وقد أنشأ الاتحاد الأوروبي خمس مؤسسات أساسية لتسيير أعماله، وهي:
- البرلمان الأوروبي (European Parliament): يتم انتخاب أعضائه مباشرة من قبل ناخبي الدول الأعضاء ولمدة 5 سنوات، وله دور تشريعي.
- المفوضية الأوروبية (European Commission): هي الجهاز التنفيذي للاتحاد وتعتبر أهم جهاز فيه، وتتشكل من 27 شخصية تقترحها الدول الأعضاء، ولكنها تعمل مستقلة عن السلطات الوطنية لكل منها. تعتبر هذة المفوضية محرك الآلة الاتحادية، وتتحمل مسؤولية تقديم مقترحات تشريعية إضافة إلى مباشرة الوظيفة التنفيذية والدفاع عن المصالح العامة للاتحاد الأوروبي والقيام بدور الحارس الساهر على احترام المعاهدات وعلى تطبيق قانون الاتحاد الأوروبي، تحت رقابة محكمة العدل في هذا الاتحاد. وبموجب التجديدات التي ادخلتها معاهدة لشبونة، يصبح الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية وسياسة الأمن عضواً في المفوضية حيث يتمتع بوظائف نائب رئيس المفوضية.
- مجلس الاتحاد الأوروبي (Council of European Union): هو الجهاز التشريعي للاتحاد ويضم الوزراء حسب التخصص من كل الدول الأعضاء، يدرس القوانين، وينسق السياسات العامة بين هذه الدول والخارج.
- محكمة العدل (court of justice): هي جهاز قضائي يشرف على احترام التشريعات والقوانين الخاصة بالاتحاد.
- ديوان المحاسبات (Court of Auditions): هو جهاز رقابي يشرف على مراقبة ميزانية الاتحاد ونشاطاته المالية.
كما أنشأ الاتحاد أجهزة أخرى متخصصة، على غرار المجلس الأوروبي الذي يتكون من رؤساء الدول الأعضاء ورؤساء حكوماتها، واللجنة الاقتصادية والاجتماعية والبنك المركزي الأوروبي وبنك الاستثمار الأوروبي، غيرها من المؤسسات لتسهيل العمل بين دول الإتحاد ومواطنيه، أو غيرها من دول العالم.

 

علم الإتحاد الأوروبي
هو عبارة عن دائرة من إثنتي عشرة نجمة ذهبية فوق صفحة زرقاء اللون. وهذا العلم ليس شعارًا فحسب للإتحاد الأوروبي، وإنما هو أيضًا شعار الوحدة والهوية الأوروبية في اتجاه أوسع، فدائرة النجوم الذهبية تمثل تماسك الأوروبيين وتناغمهم، أما عدد النجوم  فلا  يمت بصلة إلى عدد الدول الأعضاء. فهناك إثنتا عشرة نجمة لأن الرقم 12 هو تقليديًا رمز للإتقان والكمال والوحدة. لذلك لم يتغير العلم بعد أن ازداد عدد الدول المنتمية إلى الإتحاد الأوروبي.

 

السكان والمقدرات
يقدر عدد سكان دول الإتحاد بحوالى 500 مليون نسمة (تقديرات العام 2008)، وهو ثالث مجموعة بشرية بعد الصين والهند.
تقدر مساحة دول الإتحاد بما يزيد قليلا عن أربعة ملايين كلم2 وهذه المساحة هي أقل من2\7 من مساحة العالم العربي، وأقل من 1\4 من مساحة روسيا، وأقل من 1\2 من مساحة كل من الولايات المتحدة، والصين.
ويقدر الناتج المحلي الإجمالي لمجموع دول الاتحاد بحوالى 15 ألف مليار دولار (تقديرات 2007).
وبذلك يتفوق (نظرياً) على الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة الاميركية للعام نفسه (14،5)، والصين (8 الاف مليار دولار)، تعتبر الولايات المتحدة الشريك التجاري الأول للإتحاد وتليها الصين، كثاني اكبر شريك في التجارة العالمية البينية.
 

الاتحاد الأوروبي وعلاقاته الدولية
سعى الاتحاد الاوروبي منذ إنشائه الى بلورة موقف متميز عن غيره من القوى السياسية والإقتصادية العالمية، ويحاول احتلال مكانة خاصة في علاقاته مع الدول الأخرى الغربية منها أو الشرقية، من الصين شرقًا وحتى أميركا اللاتينية غربا مرورًا بدول آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط.
 

• العلاقة مع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا:
إن محاولة أوروبا ايجاد دور مميز ومنفصل خاص بها في منطقة الشرق الأوسط ليست جديدة، فكثيراً ما تمتعت أوروبا بعلاقة خاصة مع هذه المنطقة والعالم العربي بالتحديد، وعملت على تدعيمها في المجالات المختلفة وفي مناسبات متعددة. إلى ذلك فقد كان انعقاد مؤتمر برشلونة العام 1995 تعبيرًا عن محاولة وضع أسس جديدة للعلاقة والشراكة الأورومتوسطية، وامتدادًا للحوار العربي - الأوروبي الذي ظل يتأرجح بين القوة والضعف بحكم الضعف العربي العام، وتذبذب أسعار البترول فضلاً عن المتغيرات الدولية الأخرى في العالم.    
كذلك تتميز دول الشمال الأفريقي بعلاقاتها الخاصة مع دول الإتحاد الأوربي بسبب ما تمثله من أهمية للجانب الأوروبي بعد انتهاء الحرب الباردة. وقد دخلت هذه البلدان دائرة الاهتمام الأوروبي في إطار الاستجابة الأوروبية للتحديات الجديدة في العالم ما بعد اقامة الاتحاد الاوروبي. ويعتبر إعلان برشلونة والاتحاد من أجل المتوسط من أهم إطارات التعاون بين الجانبين.
 

 • إعلان برشلونة:
عقد في برشلونة في تاريخ 27 و28 تشرين الثاني 1995 مؤتمر لوزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ونظرائهم من دول جنوب المتوسط وشرقه، وقد تم خلاله الاتفاق على الشراكة الأورومتوسطية، وهذه المبادرة المشتركة التي جمعت 27 دولة كانت تهدف الى «خلق مجال مشترك للسلم والاستقرار»، وهذا ما لم تنجح هذه الشراكة في بلورته كما كان متوقعًا؛ فبدخول مفاوضات السلام بين العرب وإسرائيل المراحل الصعبة، كان على الأوروبيين إدراك العلاقة الوطيدة بين برشلونة ومدريد (مؤتمر السلام). ولذلك لم يكن من الممكن الفصل بين عملية السلام العربي الإسرائيلي والشراكة الأورومتوسطية، ومع توقف عملية السلام العربي الإسرائيلي وتعثرها  بدا جليًا عجز الشراكة الأورومتوسطية عن إحراز أي تقدم وبخاصة على الصعيدين الأمني أو السياسي.
كان مؤتمر برشلونة تعبيرًا عن محاولة لوضع أساس جديد للعلاقات بين دول الاتحاد الأوروبي والدول الجنوبية بما فيها دول شمال إفريقيا، وقد صدر عن هذا المؤتمر ما عرف بـ«إعلان برشلونة» الذي يؤسس لتجمع سياسي اقتصادي يشكل إحدى دعامات النظام الدولي المرتكز على توازن المصالح، وقد اكد إعلان برشلونة ان هدفه هو تحقيق التعاون في المجالات الآتية:
- المجال السياسي والأمني: يشمل خمسة مكونات أكدها الإعلان وهي:
- التزام ميثاق الأمم المتحدة وحل النزاعات بالطرق السلمية.
- التزام الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والحريات الأساسية.
- العمل من أجل نزع الأسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية، وهنا تمّ التأكيد بالأساس على دعوة دول الشرق الأوسط إلى الانضمام الى معاهدة منع انتشار هذه الأسلحة.
- تجنب تطوير قدرات عسكرية تتجاوز متطلبات الدفاع المشروع ومكافحة الإرهاب ومكافحة الجريمة المنظمة وتجارة المخدرات.
- احترام مبدأ المساواة في السيادة، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها.
- المجال الاقتصادي والاجتماعي: أكد الإعلان ضرورة تحقيق تعاون اقتصادي بهدف الوصول إلى منطقة للتجارة الحرة، ومضاعفة حجم المساعدات المالية وتدعيم القدرات الوطنية وتنمية التبادل التجاري والتعاون في مجالات التعليم والصحة والعلاقات الثقافية والاجتماعية والبحوث ونقل التكنولوجيا، وإدارة حوار الحضارات ومكافحة الجريمة وتنمية الموارد البشرية والبيئية، وتحسين وضع المرأة وإسهامها في المجتمع، وهو ما شكل بوابة للتدخل في مجمل الشؤون الداخلية لهذه الدول.
 يلاحظ إذًا أن سلّم الأولويات المتعلق بالقضايا المطروحة في مؤتمر برشلونة كان يركز بالترتيب على الاقتصادية منها ثم السياسية والأمنية وأخيرًا القضايا الاجتماعية، وقد بدأت منذ برشلونة سلسلة من الآليات المتمثلة في المؤتمرات الوزارية لهذه الدول.
 

 • ما بعد برشلونة:
لقد أظهر إعلان برشلونة أن الشراكة الاورومتوسطية باتت تعبيراً عن مستوى معين من  المنافسة في دائرة حوض المتوسط بين الولايات المتحدة التي كانت تسعى إلى الهيمنة العالمية، والاتحاد الاوروبي، وبخاصة بعد إنتهاء الحرب الباردة، ومشروع الولايات المتحدة لإقامة الشرق الاوسط الكبير والذي يضم دول الشمال الأفريقي.
كما ان محاولات سلخ منطقة الشمال الإفريقي واجتزائها وتركيز تفاعلاتها شمالا مع القطب الأوروبي قد يكون على حساب التفاعلات مع الجنوب أي مع دول القارة الإفريقية، حيث يحول هذا الوضع إفريقيا إلى أجزاء جغرافية منفصلة.
كذلك فإن الدور الأمني المتزايد للإتحاد الأوروبي في البحر المتوسط والشمال الأفريقي يتيح له مواجهة التهديدات الأمنية الجنوبية، كما يضمن له مصالحه المتمثلة في تأمين تدفق الموارد البترولية والغاز وسلامة خطوط المواصلات البحرية والجوية والحدِّ من تدفق المهاجرين غير الشرعيين.
ونظرًا إلى عدم تحقيق إعلان برشلونة أهدافه كافة، فقد كانت فرنسا – باعتبارها من أكثر الدول الأوروبية نفوذاً في إفريقيا وبخاصة في شمال القارة – من أول الداعين إلى توطيد التعاون الأورومتوسطي ولكن في إطار جديد سمي في ما بعد  بـ«الإتحاد من أجل المتوسط»، (فرنسا والمانيا هما أقوى دول الاتحاد إقتصادياً وسياسياً وأكثرهما تأثيراً).
• الاتحاد من أجل المتوسط:
أعلنت ولادة «الاتحاد من أجل المتوسط رسميًا» يوم 13/07/2008 في باريس، وبعضوية 43 دولة، ولم تحضر ليبيا بسبب رفضها الفكرة واعتبارها تقسيماً لصف الدول العربية، واستهدافًا لمواردها، ووسيلة لإجبارها على التفاوض مع إسرائيل.
إن الهدف الرئيس المعلن لهذا الإتحاد هو إقامة منطقة تجارة حرة في المتوسط، أو ما معناه فتح جنوب المتوسط وشرقه بلا حدود أمام المنتجات والاحتكارات الأوروبية، الأمر الذي أثر وبشكل سلبي على اقتصاد الدول العربية بخاصة في مجالات الصناعة والتجارة، والزراعة. لكن بعض المحللين يرى أن هناك اعتبارات أخرى حكمت إنشاء الإتحاد، وأن في المشروع محاولة لترضية تركيا (بسبب رفض الاتحاد إنضمامها إليه)، ووضعها في منزلة بين المنزلتين. من جهة أخرى، شكل الاتحاد من أجل المتوسط في حقيقة الأمر درع وقاية لحماية أوروبا من الهجرة غير الشرعية من دول الشمال الأفريقي، ومن الإرهاب، كما شكل سوقًا لتصريف فائض الإنتاج، والاستثمار في القطاعات التي تدر أرباحا سريعة، ولا تتطلب تكنولوجيا عالية.
كما كان من أهداف هذا الإتحاد البعيدة، دفع الدول العربية إلى انتهاج سياسة التطبيع مع إسرائيل، قبل حل القضية الفلسطينية.

 

الحقيقة المرّة
يرى البعض في الإتحاد الأوروبي «عملاقًا إقتصاديًا، ولكنه قزم سياسي»، فهو لم يستطع أن يعترض على سياسات الولايات المتحدة في أي مكان في العالم إلا بخجل وتواضع، حتى أن بعض المحللين يرى فيه تابعًا بقدر ما للهيمنة الأميركية، وبخاصة أن معظم دوله أعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي تقوده الولايات المتحدة، وأن الخلاف بينهما هو على حدود المصالح والحصص في أي مشكلة في العالم.
بل أكثر من ذلك فهـذا الخلاف ليس إلا مجرّد تـوزيع أدوار لتـأمين استمرار ازدهار الإقتصادات الغربية، وتدفق الطاقة وتأمين الأسواق التجارية الضرورية لبيع منتجات العالم الصناعي المتطور وبخاصة الى الدول النامية والمتخلفة. ولذلك يجد الإتحاد الأوروبي نفسه اليوم حائرًا ما بين «الأورَبَة السلمية»، و«الأطلسَة العسكرية»، وبخاصة بعد زوال الخطر الشيوعي وحلف وارسو. ففي حين يقضي مفهوم الأوربة السلمية بتخفيض النفقات العسكرية لمصلحة الحلف الأطلسي وزيادة النفقات الإجتماعية، تعارض الولايات المتحدة الأميركية قائدة الحلف هذا التوجه.
 وعلى الرغم من هذا فلا بد من الإعتراف بالحقيقة الجيوبوليتكية العالمية المرّة وبوجود عالمين: شمال غني وجنوب فقير، عالم مستغِلّ وعالم مستغَََلّ (بفتح الغين)، عالم متطور وعالم متخلف، وما هذه الإتحادات والأحلاف إلا ليزداد القوي قوة والضعيف ضعفًا، وإن زُيَِّّنت بشعارات نشر الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، أو بالتدخل الإنساني لحماية الشعوب هنا وهناك.

 


العملة الموحدة «اليورو»

بدأ التعامـــل باليـــورو بين المصارف منذ العــام 1999، وأصبح هو العملة الرسميـــة المتداولة بين الدول المنضمّــَة لإتـــفــاقــية اليـــورو منذ مطلــع العام  2002، غــيـــر أنــه لم يصبــح بعد العمـلــة الوحيــدة لدولــه كلّهــا (تعتمــده 17 دولــة في الإتــحاد).
ويعتبــر اليورو اليوم ثاني أقوى العمــلات المتداولة على الصعيد العالمي بعد الـدولار الأميركي.


الدول الأوروبية

يصنف الإتحاد الأوروبي الدول الأوروبية في ثلاثة تصنيفات:
- دول أعضاء.
- دول مرشحة.
- دول أوروبية أخرى.
  • الدول الأعضاء:
27 دولة ذكرناها في سياق النص.
 • الدول المرشحة للإنضمام:
هي الدول التي تسعى إلى الإنضمام الى الاتحاد الأوروبي وتحاول تلبية شروطه وهي: جمهورية كرواتيا - جمهورية مقدونيا - الجمهورية التركية.
• دول أوروبية أخرى لا تسعى إلى الإنضمام :
يبلغ عددها 19 دولة  وهي:  روسيا -  سويسرا -  البانيا  -  إندورا - بيلاروسيا  -  البوسنة والهرسك  -  إيسلاندا  -  النروج  - ليختينشتاين - مولدافيا - موناكو  -  الجبل الاسود - سان مارينو - صربيا -  أوكرانيا - الفاتيكان - ارمينيا - أذربيجان -  جورجيا.

 


المراجع:
• EUROPA-the official website  of the European Union
• www.wikipedia-European Union
• الإتحاد الأوروبي –الجزيرة نت.
• CIA-World fact book-European Union vs United States vs China .compare features.