ملف العدد

الإرهاب الإلكتروني
إعداد: ريما سليم ضوميط

الإجرام ممتطيًا منجزات تكنولوجيا المعلومات
الإرهاب الإلكتروني أو cyber terrorism هو نوع من الإرهاب الذي يعتمد على التطور التكنولوجي والثورة المعلوماتية، باستغلال شبكة الإنترنت للهدم والتخريب.
ويمكن تعريفه بأنه استخدام التقنيات الرقمية واستغلال وسائل الاتصال والشبكات المعلوماتية من قبل دول أو جماعات أو أفراد بهدف العدوان أو التخويف أو التهديد المادي أو المعنوي وإلحاق الضرر بالآخرين ومحاولة إخضاعهم. وهو أيضًا القيام بمهاجمة نظم المعلومات على خلفية دوافع سياسية أو عرقية أو دينية.

 

أشكال الإرهاب الإلكتروني
وفق اللجنة الأميركية لحماية البنية التحتية، يستهدف الإرهاب الإلكتروني الصناعة المصرفية، والمنشآت العسكرية، ومحطات الطاقة، ومراكز مراقبة الحركة الجوية، وأنظمة المياه.
ومن أشكاله، التجسس الإلكتروني، والاختراقات، أو القرصنة على المواقع الحيوية للمنشآت، والمؤسسات الرسمية في المجتمعات المختلفة. وتستهدف هذه الهجمات شبكات الكمبيوتر والإنترنت سواء كانت عسكرية أو إقتصادية أو أمنية وغيرها، بهدف تهديد الأمن القومي أو العسكري أو الإقتصادي لدولة ما أو لعدة دول. فمن الممكن على سبيل المثال اختراق صفحة إلكترونية لمستشفى وتهديد حياة المرضى فيه عن طريق التلاعب بأنظمة العلاج، كما يمكن أن تتسبب الهجمات الإلكترونية في إلحاق الشلل بأنظمة القيادة والسيطرة والاتصالات أو قطع شبكات الاتصال بين الوحدات والقيادة أو تعطيل أنظمة الدفاع الجوي أو إخراج الصواريخ عن مسارها أو اختراق النظام المصرفي أو إرباك حركة الطيران المدني أو شل محطات الطاقة الحرارية والنووية. فاختراق موقع البورصة العالمية يهدد الإقتصاد الدولي، أو اختراق موقع مطار دولي والتلاعب ببرامج الإتصالات يهدد سلامة الطائرات ووصولها. ومثال ذلك ما حدث في الولايات المتحدة الأميركية حين تمكن أحد القراصنة من السيطرة على نظام الكمبيوتر في مطار أميركي صغير، وأطفأ مصابيح إضاءة ممرات الهبوط، مما هدد بحصول كارثة. والأخطر من ذلك التسلل الإلكتروني إلى الأنظمة الأمنية في دولة ما وشلها لصالح جماعات إرهابية.
ومن أشكال الإرهاب الإلكتروني أيضًا، التلقين الإلكتروني الذي يقوم على حشد المؤيدين والمتعاطفين مع الإرهابيين الذين يستغلّون المنابر الإلكترونية للتواصل مع أعوانهم ومموليهم، وبث مبادئهم وطرقهم ووسائلهم في محاولة لتجنيد إرهابيين جدد. حيث وجدت لبعض المنظمات الإرهابية آلاف المواقع لنشر أفكارها ومعتقداتها والتخطيط والتجهيز للعمليات الإرهابية، وتنسيق الخبرات الميدانية العملية وتبادلها بين الإرهابيين. فثمة مواقع لتعليم صناعة المتفجرات والألغام والأسلحة الكيماوية الفتاكة، وأخرى توضح آلية اختراق المواقع والبيانات والنظم المعلوماتية وتدميرها واختراق البريد الإلكتروني، وكيفية الدخول إلى المواقع المحجوبة، والتجسس الإلكتروني وطريقة نشر الفيروسات.

 

وصفات إرهابية جاهزة
بعض الأمثلة عن الإرهاب الإلكتروني، تقديم الوصفات الجاهزة لصناعة القنابل والمفرقعات، ومهاجمة نظم التحكّم الوطني في الطيران والقطارات لإحداث تصادم بين الطائرات، ومهاجمة وقطارات السكك الحديد، وتعطيل البنوك وعمليَات التحويل المالي، مما يلحِق الأذى بالاستثمار الأجنبي وبالثقة بالاستثمار عامة، وإلحاق الأذى بالاقتصاد الوطني بشكل عام، وتعديل كل من ضغط الغاز عن بعد في أنابيب الغاز لتفجيرها، ونظم السلامة في المصانع الكيماوية لإحداث أضرار بالآخرين.
ويذكر من نماذج عمليات الإرهاب الإلكتروني، تمكّن بعض القراصنة من اختراق مجموعة «سيتي غروب» الأميركية، وسرقة عشرات الملايين من الدولارات، مما أدى إلى خسائر فادحة في النظام الاقتصادي الأميركي، وقد تم هذا العمل بالتنسيق بين مجموعة من القراصنة الأميركيين وعصابة روسية من خلال شبكة الإنترنت.
ومن أخطر قضايا القرصنة المعلوماتية في القرن الحالي، ما عُرف بإعصار ويكيليكس (Wikileaks Storm) الذي حدث العام 2010، حيث تم استغلال شبكة الإنترنت العالمية في تسريب وثائق تحوي معلومات سرية للغاية متداولة بين الإدارة الأميركية وقنصلياتها الخارجية في دول العالم.