ملف العدد

الإرهاب في مفهومه وتداعياته من تحديدات اللغة إلى تباين وجهات النظر
إعداد: د. أحمد علو
عميد متقاعد

لعلّ الإرهاب هو أخطر التحديات التي تواجهها المجتمعات في عصرنا. وفي ظل تعقيدات الأزمات وتشابك المصالح، لا تبدو دولة أو ساحة بمنأى كامل عن مخاطر الأعمال الإرهابية وتداعياتها، وإن تفاوتت المخاطر بين بلد وآخر ومرحلة وأخرى. في هذا العدد ملف يقارب الإرهاب من عدة زوايا.

 

الإرهاب في اللغة
تشتق كلمة «إرهاب» من الفعل المزيد (أرهَبَ)؛ ويقال أرهب فلانًا: أي خوَّفه وفزَّعه، وهو المعنى نفسه الذي يدل عليه الفعل المضعف (رَهّبَ). أما الفعل المجرد من المادة نفسها وهو (رَهِبَ)، يَرْهبُ رَهْبَةً ورَهْبًا ورَهَبًا فيعني خاف، فيقال: رَهِبَ الشيء رهبًا ورهبة أي خافه. أما الفعل المزيد بالتاء وهو (تَرَهَّبَ) فيعني انقطع للعبادة في صومعته، ويشتق منه الراهب والراهبة والرهبنة والرهبانية... إلخ، وكذلك يستعمل الفعل ترَهَّبَ بمعنى توعد إذا كان متعديًا فيقال ترهب فلانًا: أي توعده وأرهَبَه ورهَّبَه واستَرْهَبَه: أخافَه وفزَّعه.
في المعجم الوسيط والمنجد، الإرهابي، من يلجأ إلى الإرهاب لإقامة سلطته، وتحقيق اهدافه السياسية. والحكم الإرهابي هو نوع من الحكم يقوم على الإرهاب والعنف تعمد إليه حكومات أو جماعات ثورية. وفي معجم الرائد، الإرهاب هو رعب تحدثه أعمال عنف كالقتل وإلقاء المتفجرات أو التخريب. والإرهابي هو مَنْ يلجأ إلى الإرهاب بالقتل أو إلقاء المتفجرات أو التخريب لإقامة سلطة أو تقويض أخرى. أما الحكم الإرهابي فهو نوع من الحكم الاستبدادي الذي يقوم على سياسة معاملة الشعب بالشدة والعنف بغية القضاء على النزعات والحركات التحررية والاستقلالية. ويجدر بالإشارة أن المعاجم العربية القديمة قد خلت من كلمتي الإرهاب والإرهابي لأنهما من الكلمات الحديثة الاستعمال، ولم تعرفهما الأزمنة القديمة.

 

ثقافة الخوف
هو تعبير يطلقه بعض العلماء والكتّاب والمفكرين والصحفيين والسياسيين الذين يعتقدون أن بعض الأفراد يبثون الخوف في نفوس العامة لأهداف سياسية.
يقول مستشار الأمن القومي الأميركي السابق زبغنيو بريجينسكي، إن استخدام تعبير الحرب على الإرهاب كان بهدف خلق ثقافة الخوف عن عمد لأنها «تحجب العقل، وتزيد من حدة المشاعر، وتجعل من الأسهل على السياسيين الغوغائيين تعبئة الجمهور بالسياسات التي يرغبون في تمريرها».
ويشير فرانك فوريدي، أستاذ علم الاجتماع في جامعة كنت وهو أيضًا كاتب في مجلة سبايكد (Spiked)، إلى أن ثقافة الخوف السائدة اليوم لم تبدأ بانهيار مركز التجارة العالمي، وإن حالات الذعر العامة انتشرت قبل 11 أيلول العام 2001 بكثير، لتشمل الخوف من كل شيء - بدءًا من المحاصيل الزراعية المعدلة وراثيًا الى الهواتف المحمولة إلى الاحتباس الحراري والحمى القلاعية...
كما ترى الكاتبة جيني بريستو في المجلة نفسها أن ثقافة الخوف التي ظهرت في أعقاب 11 أيلول وهجمات الجمرة الخبيثة المتتالية لم تكن مخاوف طبيعية ناشئة، ولكنها مخاوف مصنعة من أعلى إلى أسفل، أي من السياسيين إلى الجماهير ويتم ترويجها من قبل الإعلام.
ويقول الأكاديميان البريطانيان غابي مايتن وساندرا ووكليت، إنه في أعقاب الهجمات الإرهابية في نيويورك والبنتاغون ثم في مدريد ولندن، طورت الوكالات الحكومية خطابًا «للإرهاب الجديد» في مناخ ثقافي يتميز بالخوف وعدم اليقين.

 

الإرهاب بين التعريف والمفهوم
كلمة الإرهاب بحد ذاتها هي كلمة مثيرة للجدل إذ أن لها معانٍ متعددة قد تختلف بين إطار ثقافي وآخر ديني. فلهذه الكلمة معانٍ مقبولة في العقيدة الإسلامية حيث تشير إلى تخويف الأعداء استنادًا إلى النص القرآني «وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم».
ولكن مفهوم الكلمة الحالي والذي تستعمله وكالات الأنباء الغربية يختلف تمامًا، بحيث يشير إلى أي عمل يستخدم العنف والقوة ضد المدنيين ويهدف إلى إضعاف الروح المعنوية للعدو عن طريق إرهاب المدنيين بالوسائل شتى.
إن تعريف الإرهاب هو من المشاكل الكبرى في العصر الحديث ناهيك عن المشاكل في تعريف كلمات مثل الحرب أو المقاومة أو الغزو أو التحرير، التي تختلف معانيها وأسلوب استخدامها حسب الاتجاهات السياسية والعقائدية للشخص.
قبل إعلان الحرب على الإرهاب كانت الحرب تعرف بأنها صراع مسلح بين القوات المسلحة لدولتين ضمن حدود واضحة المعالم، كالحرب العالمية الأولى أو الحرب العالمية الثانية أو حرب الخليج الأولى او الثانية، ولكن الحرب على الإرهاب غيرت كليًا المفاهيم القديمة في تعريف الحروب. لا يوجد في هذا النوع من الحرب بقعة جغرافية معينة يمكن أن تعتبر جبهة القتال الرئيسة، وحتى إذا تم تحديد حدود الصراع فإن مجرد محاولة إطلاق تسمية على الحملة يكون موضوعًا مثيرًا للجدل، فعلى سبيل المثال يطلق البعض تسمية غزو العراق 2003 على الحملة العسكرية التي أطاحت بحكم صدام حسين في العراق، بينما يسميها البعض الآخر «عملية تحرير العراق». ويطلق البعض تسمية المقاومة العراقية على العمليات المسلّحة التي كانت تشن على قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة والسلطات التي تشكلت عقب الحملة في العراق منذ 2003، بينما يطلق البعض الآخر عليها تسمية «العمليات الإرهابية». وهناك تباينات حتى بين المتفقين حول استعمال مصطلح معين مثل «المقاومة»، فالبعض يقسمها إلى تقسيمات ثانوية مثل المشروعة أو الشريفة وغير المشروعة، أو حتى إذا تم الإتفاق على تسمية الحرب على الإرهاب فإنّ هناك اختلافًا في طريقة شن هذه الحرب.
في تموز العام 2005 تخلت الإدارة الأميركية عن استعمال مصطلح الحرب على الإرهاب وبدأت باستعمال مصطلح «الصراع الدولي ضد التطرف العنيف» Global Struggle Against Violent Extremism. ولكن بغض النظر عن التسميات فإن هذا النوع من الحرب ما زال مثيرًا للجدل.
ويعتقد البعض أن هناك خلطًا في مفهوم كلمة الإرهاب يرجع إلى ترجمة لغوية ليست غير دقيقة فحسب بل غير صحيحة مطلقًا لكلمة Terror الإنكليزية ذات الأصل اللاتيني، والمعبّر عنها اليوم بالإرهاب، وهو ما استُخدِم للتعبير عنه في اللغة العربية كلمة «الحرابة». وفي فترة لاحقة توسّع فقهاء الإسلام في توسيع دلالات هذا التعبير، لينطبق على مخالفة أولي الأمر. وقد استغل الخلفاء الأمويون والعباسيون هذا المفهوم، ومن بعدهم السلاطين والأمراء ليشمل من يخالفهم الرأي في الحكم، أو ما يعرف بالمعارضين السياسيين في عصرنا الحاضر. لذلك يعتقد البعض أنه من الضروري البحث عن مصطلح أكثر دقة يعبر عن الترويع وفق الفهم الإسلامي.

 

عنف منظم!؟
يشير الإرهاب (terrorisme)، بحسب معناه الاشتقاقي، إما إلى منهج حُكم وإما إلى طريقة عمل مباشر ترمي إلى إثارة «الرهبة» la terreur، أي إلى إيجاد مناخ من الخوف والرعب والهلع بين السكان، كما يشير الإرهاب، إلى تقنية عمل عنفية تستعملها مجموعةٌ سرِّيةٌ ضد مدنيين بهدف تسليط الضوء على مطالب سياسية معينة.
أدى اختلاف الدول في نظرتها إلى الإرهاب من حيث مفهومه ومعناه، إلى صعوبة اتفاقها على المستوى الدولي بشأن التعاون لمكافحة هذه الظاهرة. ويمكن تجسيد هذا الاختلاف في العبارة المختصرة التي تقول: «إن من هو إرهابي في نظر البعض، هو محارب من أجل الحرية في نظر البعض الآخر». وقد أدى ذلك إلى فشل معظم الجهود الدولية للوصول إلى تحديد دقيق ومشترك لحقيقة الإرهاب، وهذا ما حال دون الاتفاق على درجة من التعاون الدولي لمكافحته. والمؤتمر الدولي الذي عقد العام 1973 لبحث الإرهاب والجريمة السياسية، انتهى إلى أن «عدم وجود مفهوم واضح للأسباب التي تؤدي إلى ممارسة النشاطات التي تنشىء حالة الإرهاب هو العقبة التي تحول دون اقتلاع الإرهاب واجتثاث جذوره».
وقد حاولت المنظمات الدولية كالأمم المتحدة تحديد مفهوم الفعل الإرهابي من منطلق أن «الإرهاب» هو شكل من أشكال العنف المنظم، بحيث أصبح هناك اتفاق عالمي على كثير من صور الأعمال الإرهابية مثل الاغتيال والتعذيب واختطاف الرهائن واحتجازهم، وبث القنابل والعبوات المتفجرة واختطاف وسائل النقل كالسيارات والأتوبيسات والطائرات أو تفجيرها، وتلغيم الرسائل وإرسالها إلى الأهداف التي خطط الإرهابيون للإضرار بها.

 

تاريخ الإرهاب
يرى بعض الباحثين أن تاريخ العمل الإرهابي يعود إلى ثقافة الإنسان وحبه للسيطرة وزجر الناس وتخويفهم بغية الحصول على مبتغاه، بشكل يتعارض مع المفاهيم الاجتماعية الثابتة. وقد تم توصيف كلمة الإرهاب على أنها العنف المتعمد الذي تقوم به  جماعات غير حكومية أو عملاء سريون بدافع سياسي ضد اهداف غير مقاتلة، ويهدف عادة إلى التأثير على الجمهور.
كما يرون أن العمل الإرهابي عمل قديم يعود الى مئات السنين وليس حدثًا طارئًا في تاريخنا المعاصر. ففي القرن الأول الميلادي، قامت جماعة من المتعصبين اليهود بترويع وقتل اليهود من الأغنياء الذين تعاونوا مع المحتل الروماني في بعض مناطق فلسطين. وقد عرف هؤلاء في التاريخ باسم رجال الخناجر (Sicarii Zealots). كذلك فقد ظهرت في القرن الحادي عشر فرقة الحشاشين التي بثت الرعب بين بعض الحكام عن طريق القتل، وعلى مدى قرنين، قاوم الحشاشون الجهود المبذولة من الدولة لقمعهم وتحييد إرهابهم وبرعوا في تحقيق أهدافهم السياسية عن طريق الإرهاب.
استخدم مصطلح terrorism لأول مرة العام 1795 وكانت الكلمة فرنسية مشتقة من كلمة لاتينية terrere أي «التخويف»، واستعملت الكلمة لوصف الأساليب التي استخدمتها المجموعة السياسية الفرنسية Jacobin Club بعد الثورة الفرنسية خلال الفترة التي عرفت باسم Reign of Terror. وكانت هذه الأساليب تشمل إسكات واعتقال المعارضين لهذه المجموعة السياسية التي كان لها دور بارز في الثورة الفرنسية، حيث كانت توجهاتها معتدلة في البداية ولكنها بدأت تنحو منحى يساريًا بعد الثورة.
في بدايات القرن العشرين كانت كلمة الإرهابي تستخدم بصورة عامة لوصف الأشخاص أو الجهات الذين لايلتزمون قوانين الحرب عند نشوب صراع معين، مثل تجنب الاستهداف المتعمد لأهداف مدنية أو أشخاص مدنيين ورعاية الأسرى والعناية بالجرحى. وكان التعبير يستخدم أيضًا لوصف المعارضين السياسيين لحكومة معينة وكانت كلمة إرهابي ذات معاني ايجابية من قبل المعارضين، وأقدم ذكر لهذه الكلمة مدون في سيرة فيرا زاسوليج Vera Zasulich التي كانت كاتبة ماركسية من روسيا وقامت باغتيال الحاكم العسكري لمدينة سانت بطرسبرغ العام 1878 لأسباب سياسية. وقامت راسوليج بعد الاغتيال بإلقاء مسدسها وتسليم نفسها قائلة «أنا إرهابية ولست بقاتلة»، وكانت عضوة في مجموعة معارضة لحكومة روسيا القيصرية سميت لاسلطوية» (Anarchism).
في الأربعينيات من القرن الماضي استعملت سلطات الانتداب البريطاني في فلسطين تعبير الحرب على الارهاب لأول مرة، وذلك في أثناء الحملة الواسعة التي قامت بها للقضاء على سلسلة من الضربات التي استهدفت مدنيين فلسطينيين، والتي كانت تقوم بها منظمتا أرجون وشتيرن الصهيونيتان، وقامت القوات البريطانية بحملة دعائية واسعة في الجرائد قبيل الحملة واطلقت عليها تسمية الحرب على الإرهاب.
إن الانتشار الأوسع للتعبير حدث في نهاية السبعينيات من القرن العشرين حيث كان التعبير War on Terrorism عنوانًا على غلاف مجلة «التايم» (Time magazine) العام 1977، وكان عنوانًا لمقال رئيس عن المعارضين أو ما أسماهم المقال اللاسلطويين الذين كانوا من المعارضين السياسيين لحكومات الإتحاد السوفياتي وبعض الحكومات الأوروبية.
 بعد أحداث 11 سبتمبر - ايلول 2001، حدثت تغييرات في المعنى الدقيق لكلمة الإرهابي وتم استعمال تعبير الحرب على الإرهاب لوصف حملات متعددة الأوجه على الأصعدة الإعلامية والاقتصادية والأمنية والحملات العسكرية التي استهدفت دولًا ذات سيادة وحكومات، وكان هذا الانعطاف في معاني كلمة إرهابي وتعبير الحرب على الإرهاب، مصحوبًا في معظم الأحوال بإضافة وصف الشخص أو الجهة بكونه يستعمل الدين في الشؤون السياسية أو يقوم بتطبيق الدين بصورة متطرفة.

 

أنواع الإرهاب
حددت بعض اللجان الاميركية القانونية العام 1975 الارهاب في عدة أنواع منها:
- الإرهاب السياسي.
- الفوضى المدنية.
- الإرهاب غير السياسي.
- الارهاب السياسي المحدود.
- الإرهاب الرسمي أو إرهاب الدولة.
 أما وكالة المخابرات المركزية الأميركية فقد حددت الإ رهاب العام 1980كما يأتي:
«الإرهاب هو التهديد باستعمال العنف أو استعمال العنف لأغراض سياسية من قبل أفراد أو جماعات، سواء كانت تعمل لمصلحة سلطة حكومية قائمة أو ضدها، وعندما يكون القصد من تلك الأعمال إحداث صدمة، أو فزع، أو ذهول، أو رُعْب لدى المجموعة المُسْتَهدَفَة والتي تكون عادة أوسع من دائرة الضحايا المباشرين للعمل الإرهابي».
أما لجنة الخبراء العرب التي اجتمعت في تونس، في الفترة من 22 الى 24 آب 1989 لوضع تصور عربي أولي عن مفهوم الإرهاب والإرهاب الدولي والتمييز بينه وبين نضال الشعوب من أجل التحرر، فقد وضعت تعريفًا يعد أكثر الصيغ شمولية ووضوحًا. حيث ينص هذا التعريف على أن الإرهاب هو فعل منظم من أفعال العنف أو التهديد به يسبب فزعًا أو رعبًا من خلال أعمال القتل أو الاغتيال أو حجز الرهائن أو اختطاف الطائرات أو تفجير المفرقعات وغيرها، مما يخلق حالة من الرعب والفوضى والاضطراب، بهدف تحقيق أهداف سياسية، وذلك سواء قامت به دولة أو مجموعة من الأفراد ضد دولة أخرى أو مجموعة أخرى من الأفراد، في غير حالات الكفاح المسلح الوطني المشروع من أجل التحرير والوصول إلى حق تقرير المصير في مواجهة جميع أشكال الهيمنة أو قوات استعمارية أو محتلة أو عنصرية أو غيرها، وبصفة خاصة حركات التحرير المعترف بها من الأمم المتحدة ومن المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية بحيث تنحصر أعمالها في الأهداف العسكرية أو الاقتصادية للمستعمر أو المحتل أو العدو، ولا تكون مخالفة لمبادئ حقوق الإنسان». وأوضح التعريف أن نضال الحركات التحررية يجب أن يكون منسجمًا مع أغراض ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وسواه من قرارات أجهزتها ذات الصلة بالموضوع.

 

الإرهاب لا يُنسب لدين
أكد المجمع الفقهي الإسلامي في اجتماعه الذي عُقِدَ في 10 كانون الثاني العام 2002 في رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة في دورته السادسة عشرة، أن التطرف والعنف والإرهاب ليست من الإسلام في شيء، وأنها أعمال خطيرة لها آثار فاحشة، وفيها اعتداء على الإنسان وظلم له، ومن تأمل مصدري الشريعة الإسلامية، كتابَ الله الكريم وسنةَ نبيه، فلن يجد فيها شيئًا من معاني التطرف والعنف والإرهاب، الذي يعني الاعتداء على الآخرين دون وجه حق.
وفي البيان الذي أصدره المجمع في ختام هذه الدورة، تم تعريف الإرهاب بأنه «ظاهرة عالمية، لا ينسب لدين، ولا يختص بقوم، وهو ناتج عن التطرف الذي لا يكاد يخلو منه مجتمع من المجتمعات المعاصرة... وهو العدوان الذي يمارسه أفراد أو جماعات أو دول بغيًا على الإنسان (دينه ودمه وعقله وماله وعرضه) ويشمل صنوف التخويف والأذى والتهديد والقتل بغير حق، وما يتصل بصور الحرابة، وإخافة السبيل، وقطع الطريق، وكل فعل من أفعال العنف أو التهديد، يقع تنفيذًا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي، ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم أو أحوالهم للخطر. ومن أنواعه إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق والأمـلاك العامة أو الخاصة، أو تعريض أحد المـوارد الوطنيـة أو الطبـيعية للخطر.
وأكد المجمع الفقهي الإسلامي «أن من أصناف الإرهاب إرهاب الدولة، ومن أوضح صوره وأشدها بشاعة، الإرهاب الذي يمارسه اليهود في فلسطين، وما مارسه الصرب في كل من البوسنة والهرسك وكوسوفو». ورأى المجمع أن هذا النوع مِن الإرهاب «من أشد أنواع الإرهاب خطرًا على الأمن والسلام في العالم، وجعل مواجهته من قبيل الدفاع عن النفس والجهاد في سبيل الله».
 كما أكد البيان أنه لا يمكن التسوية بين إرهاب الطغاة الذين يغتصبون الأوطان ويهدرون كرامة الإنسان، ويدنسون المقدسات وينهبون الثروات، وبين ممارسة حق الدفاع المشروع الذي يجاهد به المستضعفون لاستخلاص حقوقهم المشروعة في تقرير المصير.

 

وجهات نظر في معنى الإرهاب
ترى كثرة من المفكرين والسياسيين وقادة الدول، أن مفهوم الإ رهاب في عالم اليوم اصبح وجهة نظر، ذلك أن هناك عددًا من الدول الكبرى تتعامل معه بمعايير مزدوجة انطلاقًا من مصالحها أو وفق استراتيجياتها الوطنية او الدولية. حتى أن هناك من يتهم بعض الدول برعايتها للإرهاب وتمويله وتدريب عناصره ومن ثم استخدامه للوصول الى أهداف سياسية واقتصادية أو إثارة النعرات الطائفية والمذهبية في مجتمعات ودول أخرى، لتغيير أنظمة الحكم المعادية لها وتمكين انظمة جديدة موالية من الوصول الى الحكم.
كما يرى البعض أن إلصاق صفة الإرهاب ببعض الدول والحركات التحررية والأحزاب الوطنية أو المنظمات السياسية، إنما يتم وفق رأي منظومة العالم الجديد ما بعد سقوط الإتحاد السوفياتي، وتفرد الولايات المتحدة الاميركية والغرب الأوروبي بقيادة العالم وإدارته استنادًا الى موالاتها لهذه القيادة أو ممانعتها لها، وأن الإرهاب بالنسبة لهذا البعض هو كل ما كان استقلالًا في الإرادة عن هذه الإدارة، أو بمعنى آخر من ليس معنا فهو ضدنا، وبالتالي فالإرهاب هو كل خروج وتميز عن النظام العالمي الآحادي ونموذجه وثقافته.

 

المراجع:
http://en.wikipedia.org/wiki/Terrorism
 http://ar.wikipedia.org/wiki
http://dictionary.reference.com/browse/terrorism