مناورات وتمارين

الإستجابة للكوارث ومعالجة تداعياتها
إعداد: باسكال معوض بو مارون


تمرين حول مواجهة تسونامي في جبيل
نفّذت وحدة إدارة مخاطر الكوارث لدى رئاسة مجلس الوزراء بالتعاون مع لجنة التنسيق الوطنية لمواجهة الكوارث والأزمات تمرينًا ميدانيًا في مدينة جبيل، وذلك في سياق الإطار العام لخطة الاستجابة الوطنية خلال الكوارث والأزمات على أنواعها، وخطة استجابة قضاء جبيل التي طوّرت عبر لجنة تشّكلت على صعيد القضاء.
شارك في التمرين إضافة إلى لجنة التنسيق برئاسة الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء الركن محمد خير، وأعضاء اللجنة التقنية في رئاسة مجلس الوزراء، الأجهزة الأمنية وإدارات القضاء والدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني ومستشفى سيدة المعونات.


لقاء تحضيري
قبيل التمرين، عقد لقاء في قاعة أنطش مار يوحنا مرقس في جبيل، حضره اللواء الركن محمد خير ممثلاً كلاً من رئيس الحكومة تمام سلام ووزير الدفاع سمير مقبل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، والسفيرة السويسرية في لبنان روث فلينت، ومنسّق الشؤون الإنسانية والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي روس ماونتن، ومدير عام النقل البرّي والبحري عبد الحفيظ قيسي، وقائمقام جبيل نجوى سويدان، ورئيس بلدية جبيل زياد الحوّاط، ورئيس الصليب الأحمر اللبناني جورج كتّانه، ورئيس مركز الدفاع المدني في جبيل شكيب غانم، إضافة إلى عمليات قيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي والدفاع المدني، والصليب الأحمر اللبناني.
 

جهوزية تامة
بداية وجّه اللواء خير كلمة أكد فيها أن «الهدف من وراء هذه الخطط أن تصبح البلديات والمحافظات جاهزة من الناحية الفنية والتقنية والبشرية للتدخّل في معالجة تداعيات الكوارث والأزمات على الصعيد المحلي، وبناء القدرات المحلية في مختلف مراحل إدارة الكوارث والأزمات، ما يساهم بشكل كبير في الحد من الآثار السلبية للكوارث».
وذكّر أنه «تمّ تشكيل لجنة وطنية بقرار من رئيس مجلس الوزراء برئاسة الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع، ومشاركة ممثلين عن مختلف الأجهزة والإدارات المعنية بإدارة الكوارث والأزمات في لبنان، وحدد القرار مهمات اللجنة بوضع الإطار العام لخطة الاستجابة خلال الكوارث على أنواعها، وأعدّ خططًا مفصّلة لكل كارثة وخططًا للمحافظات، مع الآلية اللازمة لإدارة الكوارث في حال حصولها».
وأشار اللواء خير «إلى أن اللجنة الوطنية المكلّفة إعداد الإطار العام لخطة الاستجابة الوطنية خلال الكوارث والأزمات، قد دأبت بالتعاون مع ممثلي المحافظات على تطوير الخطوط العريضة لخطط الاستجابة المناطقية على صعيد المحافظات، والتي تنسجم مع الإطار العام للخطة الوطنية ومع واقع المحافظات الحالي وفق الموارد والتجهيزات المتوافرة حاليًا أو التي ستؤمن في المستقبل». ولفت إلى أنّه «منذ مطلع العام 2013 بدأ العمل على تطوير خطة استجابة خاصة بقضاء جبيل».
 

تنويه وجهود دولية
من جهتها نوّهت السفيرة السويسرية روث فلينت بفكرة «التدريب على مواجهة الكوارث والحوادث المحتمل وقوعها مؤكدة أن مدينة جبيل تستحق أن تحظى بهذا الاهتمام والتميز من قبل المسؤولين والهيئات التي ترعاها»، مشيرة إلى أن «الأكلاف الباهظة للتعافي من الكوارث توضح الحكمة من الاستثمار في المرونة للتكيّف مع الأوضاع الطارئة، مع العلم أن الدولة السويسرية قامت حتى اليوم بالمساهمة بمبلغ 4،5 مليون فرنك سويسري لمشاريع خاصة بتخفيض مخاطر الكوارث في لبنان».
وأشارت إلى أن «هذا التمرين خير دليل على التزام الحكومة اللبنانية في إدارة مخاطر الكوارث وتعاضد قدرات مختلف الوزارات والإدارات والمنظمات والمجتمعات المدنية حول هذا الموضوع، والأهم أنه تعبير عن ردة فعل منظمّة موحّدة ومنسّقة بين الجميع».

 

غرفة عمليات وطنية
وأعلن المنسّق روس ماونتن بدوره «التحضير لإنشاء غرفة العمليات الوطنية والخط الساخن على أن يكون مقرّهما في السرايا الحكومي الذي سيجمع ممثلين عن الحكومة والمجتمع المدني على مدار 24 ساعة لدعم الاستجابة الفورية والمنسّقة لأي كارثة، مضيفًا أنّه «على الرغم من تأثّر لبنان بشكل كبير بالأزمة السورية فقد تمكّن من الحفاظ على المضي قدمًا في مواجهة الشدائد، ومع وجود أكثر من مليون لاجئ سوري».
كما أعلن إطلاق «برنامج استقرار لبنان وإنعاشه كجزء من جهود المجتمع الدولي للمساعدة في تعزيز الصمود الوطني والمجتمعي ضد العديد من الآثار الناجمة عن الازمة السورية».

 

خطط مستقبلية
بدوره أعلن رئيس بلدية جبيل «البدء بوضع خطة لمستقبل مدينة جبيل بعد 30 عاما» موضحًا أنه «منذ الآن علينا العمل لحمايتها ولتكون ليس فقط أكثر جمالاً وتألقًا بل أكثر أمانًا وقوة وما نحن نقوم به اليوم ليس سوى الخطوات الأولى لبداية الطريق الصحيح الذي سنمشي عليه. وهذه المناورة علينا أخذها بجدية واهتمام وتقييم نقاط القوة والضعف فيها لكي تكون أكثر فعالية وشمولية عند التطبيق الفعلي».

 

أهداف التمرين
ثم عرض كل من العميد الركن الطيار خليل أبو سليمان والعميد جان ناصيف ملخصًا عن أهداف التمرين وأولها التدريب على تفعيل خلية إدارة الكوارث والأزمات، والتنسيق بين غرفة العمليات الوطنية والخلية والغرفة الميدانية المشتركة، وبين مختلف الأجهزة الميدانية لتنظيم عملية الاستجابة خلال عمليات البحث والإنقاذ برًا وبحرًا وجوًا.
ولفتا إلى أن تنفيذ هذا التمرين، وخطة استجابة قضاء جبيل، التي تم تطويرها عبر لجنة تشكّلت على صعيد القضاء بمشاركة قائمقام جبيل وبلدية جبيل والأجهزة الأمنية ومختلف الإدارات والوزارات الموجودة في القضاء، بالإضافة إلى المديرية العامة للدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني، يأتيان ضمن سياق الإطار العام لخطة الإستجابة الوطنية خلال الكوارث والأزمات على أنواعها.

 

مناورة إنقاذية
بعدها انتقل الجميع لحضور المناورة التي جرت أحداثها بداية في عملية إخلاء لمدرسة راهبات القلبين الأقدسين في جبيل، ثم توجّه الحضور إلى منطقة الميناء لمشاهدة تنفيذ العمليات ميدانيًا، فيما تمركز أعضاء خلية إدارة أزمات قضاء جبيل في الغرفة المجهّزة لتنسيق العمليات.
وبدأت العملية الإنقاذية التي كان السيناريو الخاص بها يقول بأن هـزّة أرضية بقوة 7 درجات على مقياس ريختر في البحر الأبيض المتوسط على بعد 200 كلم من الشــاطئ اللـبناني، تبعتها موجات التسونامي التي وصلت إلى شاطئ مدينة جبيل بعد 20 حوالى دقيقة، ونتج عنها خسائر بشريّة كبيرة وأضرار في ميناء جبيل الأثري لا سيما في المراكب والمرافق السياحية والبنى التحتية والإتصالات والمواصلات والكهرباء وغيرها.


الوحدات المشاركة
شاركت وحدات مدنية وعسكرية في المناورة حيث نفّذت التمارين الميدانية الآتي ذكرها:
• وحدات الجيش: عزل وتطويق، إنشاء وإدارة غرفة العمليات الميدانية المشتركة، إستطلاع وإنقاذ بحري.
قوى الأمن: ضبط المسالك ووضع خطة سير للآليات والأجهزة المشاركة في التمرين.
• الدفاع المدني: المساعدة في إخلاء مدرسة قبل وصول التسونامي ومسح أولي للمصابين بعد انحسار الموجة، تنفيذ عملية إنقاذ مصابين محتجزين في سيارة محطمة، بحث وإنقاذ من تحت الأنقاض وتنفيذ عمليات إنقاذ بحري.
• الصليب الأحمر اللبناني: المساعدة في إخلاء مدرسة قبل وصول التسونامي، مسح أولي للإصابات بعد انحسار الموجة، نصب مستشفى ميداني، مساعفة مصابين محتجزين في سيارة محطمة، إستقبال المصابين من مختلف الأجهزة المشاركة ونقلها إلى المستشفيات.
• بلدية جبيل: تحذير المواطنين قبل وصول موجة التسونامي، توجيه المواطنين إلى الأماكن الآمنة، تأمين المسالك والطرقات، فتح الطرقات، تأمين الدعم اللوجستي للأجهزة الميدانية.
• مستشفى سيدة المعونات الجامعي: إستقبال الإصابات التي يتم إخلاؤها باستخدام الطوافــات وتقديم الإســعافات اللازمــة لهم.