إنتخابات ٢٠٢٢

الإشارة: التحدي كان كبيرًا
إعداد: تريز منصور

الاتصالات هي من العناصر الأساسية في منظومة القيادة والسيطرة وأهمها في غرف العمليات الأساسية والفرعية. والجيوش تتميز عادة بفعالية منظومة الاتصالات فيها والتي يصح تشبيهها بالشرايين بالنسبة للجسم. منظومة الاتصالات في الجيش اللبناني عملت بكفاءة وفاعلية في أثناء تنفيذ المهمة الكبيرة التي اضطلع بها الجيش، وكان ذلك نتيجة للتحضير المسبق والجهود المبذولة.

 

يشير قائد فوج الإشارة العقيد الركن ياسر جمعة إلى أنّ مدير الإشارة العميد المهندس روبير منصور ترأس اجتماعًا تنسيقيًا في المديرية وُضِع خلاله مخطّط لتوفير كل ما هو ضروري لإنجاز المهمة الكبرى. وكان التوجّه الأساسي يقضي بتنفيذ المهمات المطلوبة باستخدام الطاقة القصوى والاتكال على المعدات المتوافرة لدى فوج الإشارة.

 

تجارب مسبقة

انطلقت التجارب العملية قبل أسبوعين من بدء العملية الانتخابية، بهدف تقييم جهوزية الفوج لناحية العتاد والعديد. وتوزّعت المهمات وفق المخطط، فبينما كُلّف ثلث عناصر الفوج بتأمين أمن المراكز الإنتخابية في منطقة بعلبك – الهرمل، تولّى الباقون تأمين الاتصالات من خلال استخدام شبكة TETRA كوسيلة تواصل بين الوحدات المنفّذة وغرف العمليات وقيادة الجيش، من مركز التحكم الموجود في قيـادة الفـوج Network Operation Center وذلك من خلال 78 مركز اتصالات موزّعة على المناطق اللبنانية كافة.

 

من مميزات هذه الشبكة أنّها تخدم 12 ألف جهاز موتورولا موزّعة على الوحدات الثابتة كافة، وقد تمّ تجهيز غرف العمليات الرئيسة في المناطق بهذا النوع من الأجهزة، بالإضافة إلى أجهزة تكتية Harris وخطوط لاسلكية مدنية (أوجيرو) وعسكرية.

 

يؤكّد العقيد الركن جمعة أنّ تحدّي إنجاح الاتصالات وأمن الانتخابات بواسطة TETRA كان كبيرًا، لأنه لم يتمّ استخدام هذه الشبكة على صعيد رقعة جغرافية واسعة بحجم مساحة لبنان في السابق. وقد تجاوزنا التحدي بنجاح.

 

لتحقيق الجهوزية الكاملة تم تشكيل 14 رهطًا توزعوا في جميع المناطق قبل 48 ساعة لصيانة أي عطل قد يطرأ على أي مركز من الاتصالات الجذعية. كما تمّ سحب نحو 2150 جهازًا يدويًا من القطع خلال الأسبوعين التحضيريَّين، وأعيدت برمجتها بخاصية البرمجة عن بعد Dynamic Group Number Assignment في مشغل الفوج، ومن ثم أعيد توزيعها على المراكز في المناطق الإنتخابية.

 

في السنترالات المدنية

تمّ تركيز أرهاط في السنترالات المدنية التابعة لأوجيرو، مهمتها تأمين أمن الخطوط وصيانتها خلال العملية الانتخابية، كما تمّ رفع عدد العناصر في الموزّعات العسكرية التابعة للجيش للحفاظ على الربط الداخلي بين الألوية والأفواج وقيادة الجيش بواسطة تقنية نقل الملفات FTP.

 

تسببت العاصفة الرملية التي هبّت في ليل الرابع عشر من أيار بحدوث نحو 18 عطلًا، لكن الفوج استطاع تصليح الأعطال بالكامل، فحال دون تأثير أي معوقات على أدائه خلال العملية الانتخابية.