محاضرة

الإنفاق العسكري الخليجي على التسلّح
إعداد: باسكال معوض بو مارون

السعوديّة الأولى عربيًا والتاسعة عالميًا
«الإنفاق العسكري الخليجي على التسلّح في السنوات الخمس الأخيرة - السعودية مدخلاً»، عنوان المحاضرة التي ألقاها العميد المتقاعد ناجي ملاعب في كليّة فؤاد شهاب للقيادة والأركان بحضور ضباط دورة الأركان الـ28 يتقدّمهم ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي قائد الكليّة العميد الركن علي مكّي.


بعد النشيد الوطني تولّى المقدّم إيلي نجم مزهر تقديم المحاضر الذي استهل كلامه بالحديث عن «مؤسسة الشرق الأدنى والخليج للتحاليل» التي أُنشئت بداية في دبي ثم أصبح لها موقع في لبنان (العام 2009). وتحدّث عن الوضع العام في السعودية التي يشكّل دخلها القومي نسبة 20 بالمئة من الدخل القومي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي عضو في مجموعة العشرين، والدولة الأولى في العالم في مجال تصدير النفط، والثالثة من حيث احتياطها النقدي البالغ 850 مليار دولار.
وفي الإطار نفسه أشار إلى أنّه بحسب تقرير «معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام» زادت مشتريات السعودية والإمارات من السلاح بقوّة في السنوات الخمس الأخيرة التي نما خلالها سوق بيع السلاح نموًا كبيرًا ناهز الـ14 بالمئة؛ فيما ارتفعت واردات دول الخليج العربية من الأسلحة في الفترة 2008-2013 بنسبة 23 في المئة مقارنة بما كانت عليه في الفترة 2004-2008. وتمثّل هذه المشتريات 52 في المئة من إجمالي مشتريات دول الشرق الأوسط مجتمعة. وأوضح أنّه بحسب الدراسة فإن العديد من دول الخليج استثمرت أموالاً ضخمة في أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ، لافتًا إلى أن «طلبيات ضخمة لطائرات مقاتلة» من بريطانيا والولايات المتحدة اللتين اختزلتا لوحدهما 45 في المئة من إجمالي ما استوردته دول الخليج من السلاح، وهي نسبة يُتوقَّع أن تبقى على حالها في السنوات المقبلة.
وفي السياق عينه، أوضح العميد ملاعب أن السعودية احتلّت المركز الأول عربيًا وحلّت تاسعة على المستوى الدولي، حيث بلغت ميزانيتها العسكرية 42,858 مليون دولار أميركي، بينما صنّفت إسرائيل في المركز التاسع عشر، تلتها الجزائر في المركز العشرين، ملقيًا الضوء على خطوات تعزيز البحرية الملكية (مفاوضات لشراء خمس غواصات ألمانية و30 زورقًا أميركيًا «مارك 5») والقوات الجويّة (7 مليار دولار لضمان التفوّق الدفاعي الجوي) والبريّة (صواريخ TOW المضادة للدروع).
ثم تطرّق لأهمية الحرس الوطني الذي يعتبر أحد القطاعات العسكرية في السعودية، ونظرًا إلى طبيعة عمله ومهماته التي تقضي بمساندة القوات المسلّحة في وزارة الدفاع، فقد أصدر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز العام الماضي، أمرًا ملكيًا يقضي بتحويل رئاسة الحرس الوطني إلى وزارة باسم «الحرس الوطني» وإنشاء منظومة دفاع جويّ له، مع العلم أنه يساهم أيضًا في النشاطات الثقافية والإنسانية ويعمل من ضمن منظومة مؤسسات الدولة.
والجدير بالذكر أن الصناعة العسكرية السعودية ناشطة جدًا حيث يتم تدريب كوادر الشباب السعودي على صيانة وتصنيع الطائرات العسكرية وتصنيعها ومن بينها الطائرات من دون طيار.
وتطرّق العميد ملاعب في نهاية محاضرته إلى قوات درع الجزيرة ذات القيادة العسكرية الموحّدة لمجلس تعاون دول الخليج والمؤلّفة من حوالى 100 ألف عنصر، مشيرًا إلى المناورات القتالية المشتركة، وأهمّها مناورات «سيف عبد الله» التي شاركت فيها عربة تحمل صاروخين صينيين من طراز DF-3, ومناورات «جسر 14» بالاشتراك مع البحريّة البحرينية و«تمرين جبل 13 البحري» مع قوات عُمانية، و«تبوك 3» مع الجيش المصري، ومع السودان في البحر الأحمر، ومع الجيشين الباكستاني والتركي في السعودية، ومناورات «نسر الأناضول» في تركيا، و «التمساح الأحمر 3» مع القوات البريطانية، بالإضافة إلى مناورات مع الفرنسيين حول العمليات الحربية الخاصّة الليلية والنهارية.