تقنيات متطورة

الإنقاذ والإسعاف الطبي الطائر ما هي مهامه وكيف يعمل وما هي عوامل نجاحه؟
إعداد: النقيب الطيار شادي فرحات

في الحالات الحرجة التي تتوقف فيها حياة الإنسان على سرعة إنقاذه يكون الزمن عنصراً حيوياً في سباق إنقاذ الحياة، وفي أحوال كثيرة لا يجري فقط نقل المريض الى أقرب مركز طبي لتقديم العلاج المناسب أو إجراء الجراحة التي يحتاجها، بل يتم اسعافه وانقاذ حياته داخل سيارة الاسعاف الأرضية أو طائرات الإسعاف المجهزة طبياً للتعامل مع مثل هذه الحالات الطارئة. وقد استخدمت الطائرات في أعمال الإسعاف والإخلاء الطبي والإنقاذ أول الأمر للأغراض العسكرية فقط. وكانت هذه الخدمة مقتصرة على القادة أولاً، ومن ثم باتت تشمل باقي الجنود عند توفرها وانتشارها. وفي ما بعد دخلت القطاعات المدنية عند حصول حوادث الطرقات وأثناء الكوارث والحرائق وللبحث عن المفقودين وإنقاذهم.

 

 عوامل نجاح الإسعاف الطائر

 لا بد لطائرات الإسعاف والإنقاذ ان تتوافر فيها مجموعة من العوامل التي تؤمن لها النجاح في أداء مهمتها:

- ­ العامل الأول: أن تكـون هـذه الطائـرات ممتازة فنياً ومستعدة لتلبية اي طلـب طارىء ليلاً أو نهاراً على مدار الساعة.

- ­ العامل الثاني: يجب على طاقم الإسعاف المتخصص ان يكون مستعداً للإنطلاق وتقديم العون الطبي المطلوب.

- ­ العـامل الثالث: هو التجهيز المناسب للمعدات والأدوات والأدوية حسب نوع وحدة الأسعاف او الإنقاذ الطائر وأماكن وأغراض إستخدامها.

 

مهام البحث والإنقاذ

تعـتبر السـاعة الأولى التي تلـي وقـوع الحادث الوقـت الأمثل لإنقاذ الحالات الخـطرة، وكلما مرت الساعـات يتضاءل الأمل في إمكانيـة إنقـاذ حياة المصـابين إصابـات خـطرة. وتنـقسم عملـيات ومـهام البحث والإنقاذ الى قسمين أساسيين: الأول هو البحث وإنـقاذ المفقودين أو المـصابين نتـيجة لحـوادث غير معلومة أو مؤكدة المـوقع كـحوادث الطائرات والسفن والتائهين في الصحراء والجبال، أو حوادث معـلومة المـوقع مثل الحرائق وحـوادث الطرقات والأعاصير والزلازل. أما القسم الثاني فتنحصر مسؤولياته في اخلاء المصـاب من موقع الحادث مع تقديم الاسعافات الأولية التي يحتاجها لإنقاذ حياته وتقدير سريع لإصابته لإخبار المستشفى بها.

 

مهام الإسعاف الطائر

الاسعاف الطائر بالطائرات الثابتة الجناح ليس مجرد إخلاء وإنقاذ حياة المصاب فقط، مثلما هو الحال في الإنقاذ والإخلاء بالطوافات، بل انه يقدم خدمة علاجية فورية عاجلة وأكثر عمقاً للمصابين والمرضى. ولذلك فإن هذه الطائرات مجهزة بأجهزة تشخيصية تساعد الأطقم الطبية للوصول الى تشخيص مبدئي دقيق لمدى إصابة المريض؛ ويمكن لأطباء الاسعاف الطائر القيام ببعض العمليات الصغرى الضرورية، إما بناء على القرار الفوري للطبيب المسؤول أو بالتعاون مع المركز الطبي الأساسي الذي يكون مرتبطاً مع الطائرة كمبيوترياً، ويقوم الإستشاري بإملاء رأيه وإعطاء مشورته طوال فترة الرحلة الجوية حتى المركز. وتستطيع أطقم الاسعاف الطائر القيام بالكثير من الإجراءات العلاجية العاجلة مثـل نقـل الدم لتعويض النـزيف وإجراء التنـشيط الكهربائي للقلب وفتح القصبة الهوائيـة وشفط الدماء وأي سوائل من الرئة.

 

الطاقم الطبي الطائر

يتكون الطاقم الطبي الطائر من مجموعة من المتخصصين على رأسهم طبيب متخصص في علاج الحالات الطارئة للحوادث، وهو تخصص تزداد مسؤولياته ودراساته يوماً بعد يوم، بالاضافة الى اختصاصي علاج طبيعي وكسور واختصاصي علاج الصدر والجهاز التنفسي وممرضين قانونيين للحالات الحرجة، ويكون الجميع قادرين على العمل كفريق طبي طائر.

 

المعدات الطبية المحمولة

تتنوع المعدات الطبية المحمولة حسب طبيعة عمل الطائرة وهي:

1­- أجهزة اولية متنقلة مع الطاقم: وهي عبارة عن أجهزة قياس الضغط وفحص العيون وقياسات النبض والصدمات الكهربائية لتنشيط القلب، ومعدات امتصاص الافرازات من القصبة الهوائية وتوسيعها مع مجموعة من الادوات الجراحية.

2­ - الاجهزة الثابتة في طائرات الاسعاف: يحتاج المريض الذي سينقل ويجري اسعافه وعلاجه بالطائرة الى تشخيص سريع لحالته وتحديد اصابته بواسطة أجهزة الاشعة الطيفية الكمبيوترية التي تستطيع اجراء فحص الاشعة على اي جزء للمريض، وتحدد مدى اصابة انسجة وخلايا الجسم في احوال الجلطات، اضافة الى اجهزة التحاليل السريعة لمعرفة سيولة ولزوجة الدم ومعرفة نسبة السكر وأي حساسية محتملة للمصاب.

3­ - أدات مساعدة: وتتضمن أنابيب الأوكسيجين المتنقلة والثابتة في الطائرة مع الحمالات والرافعات.

4 - أدوية ومواد طبية: والمقصود هنا الادوية المنشطة للقلب والرئة ووسائل حقنها، وأدوية سريعة الاستجابة لايقاف سيولة الدم أو تجلطه، مع بعض الادوية المخدرة والمهدئة والمطهرات والمنظفات والأربطة وأقمشة علاج الحرائق والجلود الحساسة، الى وسائل لحفظ الأدوية السريعة التلف.

 

أنواع الطائرات المستخدمة

الطائرات المستخدمة في الإنقاذ والإسعاف الطائر هي طائرات عادية يتم تجهيزها بسهولة حتى تؤدي هذا الواجب، وتبدأ بالطوافات الخفيفة من طرازات "بل" أو العمودية مثل "ماكدونيل ­ دوغلاس"، ثم الطوافات الأثقل مثل "سوبر بوما" وطرازات الطائرة "بيل" الأثقل. أما الطائرات الثابتة الجناح فتوجد منها طرازات كبيرة مجهزة لأغراض خاصة كمستشفيات متكاملة وقد تحتوي على غرفة عمليات متكاملة ميدانية متنقلة مثل "˜سيسنا ­ -421،340".

 

ماذا عن الإسعاف الطائر؟

إن الكلفة العالية للإسعاف الطائر هي العنصر الأساسي الذي يقف عقبة أمام الإستفادة منه على نطاق واسع، فهو للخاصة فقط وكلفته أغلى بالطبع من الإنقاذ والإخلاء الأرضي. أما بالنسبة للإنقاذ العسكري والإخلاء الطبي للجرحى في ميادين القتال فهو متوفر بصورة واسعة ولكثير من الدول النامية، ويقدم هذا الإنقاذ العسكري يد العون للجهات المدنية عند حدوث كوارث أو حوادث كبيرة لا يمكن للسلطات المدنية إستيعابها بمفردها. لقد أنقذت وحدات الإنقاذ والإسعاف الطائر الكثير من الأرواح وقدمت لها يد العون الإنساني، والعاملون في هذه الوحدات هم جنود مجهولون لا تخلو مهنتهم من الأخطار ولا بد لهم من التحلي بالشجاعة والتضحية والجرأة، ولولا تجهيز طائراتهم بالمعدات المصممة خصيصاً لأغراض الإسعاف والإنقاذ الطائر لما أمكنهم أداء واجبهم بكفاية. أخيراً نتطلع جميعاً الى اليوم الذي تمتد فيه مظلة. التأمين الصحي بالإنقاذ والإسعاف الطائر لتشمل فئات عريضة من شعوب العالم.

 

المراجع:

- U.S Air force flight regulation

- International civil aviation organization publications

- Internet data information net