تربية ومراهقة

الابن الثرثار يختصر كلامه والفتاة المرحة تغيرت تصرفاتها...
إعداد: ريما سليم ضومط

ماذا يعني ذلك

حين يلاحظ الأبوان أن ابنهـما «الثـرثار» بات يكتـفي بالإجابة عن أسئلتهما بـ«نعم» أو «كلا» ، بفظاظة وباختصار شديد... وأن ابنتهما المرحة باتت ترفـض مرافقتـهما للتسوّق أو لزيـارة الأقارب والأصدقـاء، لا بد وأن يتسـاءلا عمّـا يعنـي ذلك!
يجيب خبراء التربية أن هذه المؤشرات تدل بوضوح على بلوغ الابن أو الابنة سن المراهقة، وأن حالة التمرّد هي من طبيعة المراهقين في كل زمان ومكان. فمن البديهي، بل من المهم أن يسعى المراهقون للانفصال عاطفياً عن ذويهم لكي يتمكنوا من الانتقال إلى سن النضوج بشخصية مستقلة.
إلا أن مرحلة الانتقال هذه تبقى محفوفة بالأخطار في مجتمعات باتت تزداد فيها موجات العنف والانحراف والانفلات الأخلاقي، مما يفرض عناية خاصة من الأهل لمساعدة أولادهم على اجتياز مرحلة المراهقة من دون الوقوع في أفخاخ خطرة.
خبراء التربية يساعدون الوالدين في مهمتهما عبر تقديمهم عشر نصائح يمكن الاستعانة بها لتنشئة المراهق.
 

{ امنحا المراهق فسحة من الحرية، فمن الضروري إعطاء المراهقين الفرصة لتكوين هويتهم الخاصة، ومنحهم بعض الاستقلالية من أجل مساعدتهم على إيجاد مكان لهم في العالم الفسيح. ولكن ذلك لا يعني إهمالهم، بل يجب مراقبة أعمالهم ونشاطاتهم اليومية من دون التدخل المباشر إلا حين يستدعي الأمر ذلك.
{ اختارا بحكمة الأمور التي يجب التدخل فيها، فإذا رغب المراهق مثلاً في تغيير قصة شعره أو لونه مسايرة للموضة، فذلك ليس بمشكلة. أما في حال أراد وضع وشم دائم فعليكما تحذيره من المخاطر الصحية للإبر المستخدمة، إضافة إلى تنبيهه إلى امكانية الندم لاحقاً حين بلوغه سن النضوج.
{ حافظا على باب الحوار مفتوحاً بين الطرفين، وليس المقصود بذلك «فتح تحقيق» مع ابنكما المراهق، وإنما الإصغاء إليه واظهار الاهتمام به، إضافة إلى تشجيعه على مناقشة مختلف الأمور التي تزعجه، والتعبير عن تعاطفكما مع مشاكله، حتى ولو كانت تافهة بنظركما.
{ شجعاه على دعوة أصدقائه للعشاء في المنزل، فمن خلال هذه الطريقة يمكن التعرّف إليهم عن كثب والتأكد من أنهم الرفاق المناسبون لابنكما.
{ ناقشا معه المخاطر التي يمكن أن تعترض مسيرته خلال المراهقة، كالمخدرات، والقيادة المتهورة، والعلاقات الجنسية ما قبل الزواج، الخ... وذلك لحمايته من هذه الأخطار وتفاديه الوقوع فيها.
{ شجعاه على اللجوء إليكما عند الوقوع في مأزق ما، ولكن لقّناه أولاً كيفية معالجة المواقف الصعبة بمفرده والتصرّف بحكمة وروية أثناء مواجهتها.
{ افسحا له المجال بالشعور بالذنب في حال أخطأ تجاه أحدهم مسبباً له الأذى أو جرح مشاعره، فالإحساس بالذنب شعور صحّي يسمح للمرء باكتشاف أخطائه ومحاولة عدم تكرارها.
{ اسمحا له بالسهر مع رفاقه بين الحين والآخر، ولكن يجب معرفة مكان السهر ونوعية الأصدقاء، إضافة إلى تحديد موعد العودة إلى المنزل، والطلب منه الاتصال بكما هاتفياً أثناء السهرة لطمأنتكما عنه.
{ اتفقا معاً كوالدين على المسموح والممنوع، فإذا منعه والده مثلاً من قيادة السيارة لمدة أسبوع على سبيل القصاص، من الضروري أن تدعم الوالدة هذا القرار كي لا تتعارض التوجيهات في ما بينكما.
{ أبعداه عن الانخراط في أي من أعمال العنف من خلال تشجيعه على ممارسة النشاطات الرياضية لتفجير طاقاته الزائدة، إضافة إلى مراقبة ما يشاهده على شاشتي التلفزيون والكمبيوتر من أعمال عنف، مع التشديد مجدداً على نوعية الأصدقاء الذين يقضي معهم أوقات فراغه، لأن التفاحة المهترئة تفسد صندوق التفاح بأسره.
وأخيراً، يؤكد الخبراء أن النصائح المذكورة لن تؤتي ثمارها ما لم يكن الأبوان مثالاً يحتذى به، إذ إن المراهقين يميلون إلى تقليد ذويهم قولاً وفعلاً، فكونا القدوة الصالحة لأولادكما كي يتعلموا منكما القيم السامية والأخلاق الحميدة، ويتفادوا اتخاذ مواقف متطرفة وقرارات خاطئة أثناء مراهقتهم الثائرة.