عبارة

الاستقلال بحلّة جديدة
إعداد: العميد علي قانصو
مدير التوجيه

يكتسي عيد الاستقلال هذا العام حلّةً جديدة مع انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية – العماد ميشال عون، وهو ابن المؤسسة العسكرية وأحد قادتها السابقين، الذي ترك بصمات واضحة في مسيرة نهوضها وتطوّرها، وإرساء مكانتها الوطنية خلال مرحلة مفصليّة من تاريخ لبنان الحديث.
ومع هذا الانتخاب الحدث، عادت المؤسسات الدستورية وفي مقدّمها رئاسة الجمهورية إلى ممارسة دورها الطبيعي في إدارة شؤون البلاد، محليًا ودوليًا، وتنفّس اللبنانيون الصعداء بمستقبل واعدٍ على كلّ صعيد، كما عاد الاحتفال المركزي بالعيد في وسط بيروت، والذي ينظّمه الجيش، بعد غياب هذا الاحتفال عن المشهد الوطني لسنتين متتاليتين بسبب الشغور الرئاسي.
للجيش في وجدان المواطنين دائمًا حصةٌ وازنة من هذا العيد، كيف لا، وهو الذي يمثّل ببنيته ودوره وتضحياته الجسام رمزًا لوحدة الشعب وسيادته على أرضه، والعين التي لا تنام دفاعًا عن كلّ شبر من تراب الوطن، وحفاظًا على كرامة أبنائه التي كفلها الدستور والقانون.
لا بدّ للمواطن اللبناني أن يشكو المصاعب التي تعترض سبيله بين الحين والآخر، لكنّه في الوقت نفسه بات يطمئنّ إلى أنّ دعائم وطنه قائمة، وأنّ غده مصون في ظلّ دولة اكتمل عقد مؤسساتها الدستورية، وجيشٍ قويّ يحافظ على الأمن في داخل البلاد وعند حدودها ويضرب بيدٍ من حديد أوكار الإرهابيين، جماعاتٍ وأفرادًا. الرأي العام في العالم يعلن ذلك ويؤكّده، لا بل يعتبر أنّ لبنان هو في طليعة المشاركين في الحرب على الإرهاب الذي يتهدّد العالم بأسره، والذي ترتبط خلاياه في ما بينها في أكثر من مكان، بحيث لو تمّ ضربه في مكان، اهتزّ في مكان آخر أيضًا، ولو تمّ كشف مجرميه في جهة، أزيحت الأقنعة عنه في أكثر من جهة؛ أليست بلادنا في الموقع المميّز من الكرة الأرضيّة، تاريخيًا وجغرافيًا وحضارةً وتطلّعات؟