وجهة نظر

الاندماج.. وليلة رأس السنة!
إعداد: جورج علم

مطلع تسعينيات القرن الماضي تلقّيت دعوة من الحكومة السويديّة (وزارة الخارجية- مديرية الهجرة)، للمشاركة في سلسلة نشاطات حول «التنوع الثقافي... والمخزون الحضاري»، وكان التركيز يومها على سلسلة من البرامج التثقيفيّة تحت عنوان: «إنفتاح... وتنوّع».
فوجئت في المطار بشاب وسيم نحيل، طويل القامة، يتقن العربيّة جيدًا، يتقدّم نحوي مرحّبًا، وبعد أن عرّفني عن اسمه قال: «أنا سويدي، من أصول فلسطينيّة، أتولّى حاليًّا رئاسة قسم الدائرة الإعلاميّة – الشرق أوسطيّة في وزارة الخارجية السويديّة، ومكلّف بمرافقتكم طوال فترة الزيارة».
أمضيت أيامًا عشرة، كانت غنيّة بالدروس، والعبر، والمكتسبات المهنيّة. كان البرنامج مكثّفًا، ما بين المحاضرات، وزيارات الأماكن الأثريّة، والمتاحف، والحفلات الموسيقيّة (كونسرفاتوار) وزيارتين للريف السويدي. وسمحت لي هذه الإقامة الطويلة نسبيًّا أن أتعرف أكثر على «ثقافة الاندماج» ما بين الجاليات الوافدة، والمجتمع السويدي.


التأهيل أولاً
حدّثني مضيفي عن تجربة والده الذي دخل إلى السويد آتيًا من رام الله بعد رحلة طويلة مع القدر، والمعاناة، كما تفعل الألوف المؤلّفة من النازحين هذه الأيام طلبًا للأمن والاستقرار، والعدالة الاجتماعيّة...
في هذه البلاد، يضيف، كان الأفراد والعائلات يصلون غالبًا بصورة غير شرعيّة، وكانت تتلقّفهم فورًا السلطات الأمنيّة المختصّة، الفحوصات الطبيّة أولاً، ثم استجوابات مدقّقة، وتفصيليّة على مدى يومين، أو ثلاثة أيام، بحيث يكون لكل فرد ملف يحوي أدق التفاصيل.
بعدها يُنقل الجميع إلى «كمب» كبير في الأرياف، بعيدًا من العاصمة، والمدن الكبرى. إنه أشبه بقرية صغيرة، تتوافر فيها مقومات السكن، والدراسة، والترفيه، والرياضة، وكلّ نشاط أو تحرّك يتمّ تحت إشراف اختصاصييّن، مهمتهم تأهيل «المجتمع الوافد»، بما يتلاءم وثقافة المضيف، وتقاليده، وخصائص شعبه.
تتسلّم سلطات الـ«كمب» مسبقًا لوائح إسميّة بالوافدين الجدد، من مفارز التحقيق في العاصمة، وتبادر على الفور إلى فرز العائلات عن الأفراد. وتحصل كلّ عائلة على منزل من الخشب المقوّى (المدعّم)، يتوافق وحجم أفرادها، في حين يحصل الأفراد (كلّ فتاة أو شاب) على غرفة، لكن مع «منتفعات» مشتركة (المطبخ، قاعة الطعام، الحمامات). وفي المقابل، قواعد صارمة في ما يتعلق بالآداب العامة، والنظافة، والتقيّد بالمواعيد، والبرامج التأهيليّة المعدّة بإتقان.
ينصبّ التركيز والاهتمام أكثر على جيل الأطفال، والأولاد، وعنصر الشباب، مع مغريات كثيرة تشجع على تعلّم اللغة أولاً، وأسلوب الحياة، والقواعد الاجتماعيّة، والأعراف، والتقاليد، وكيفيّة التصرّف في الأماكن العامة. ويرافق ذلك إفساح المجال وسيعًا أمام متابعة الاختصاصات، كلّ وفق ميوله، وقدراته العقليّة، وتقديم الكثير من المحفّزات التي تحثّ على التعمّق في الدراسات العليا.
بعد فترة التأهيل التي تراوح ما بين العشرة أشهر والسنتين، يتم الفرز «الاختياري» من جديد. الشباب إلى الجامعات، أو إلى أسواق العمل، كلّ وفق اختصاصه. العائلات، وفق مؤهلاتها، إلى مناطق زراعيّة، أو صناعيّة، وكلّ من هو قادر على العمل عليه أن ينتج، بما في ذلك النساء أيضًا. ويستثنى المريض، أو المعوّق، أو من تجاوز السنّ القانونيّة، هؤلاء يستفيدون من تقديمات عديدة توفّرها الدوائر الرسميّة بما يتوافق والحياة الكريمة واللائقة بالمواطن – الإنسان.
ولا تنتهي الأمور عند هذه المناحي فقط، ذلك أنّ أحد المحاضرين، قال يومها، وردًّا على سؤال، إنّ بعض الدول الاسكندينافيّة، لا تكتفي فقط بالتحقيقات المعمّقة، والمكثّفة التي تجريها دوائر التحرّي مع الوافدين الجدد، بل يصار إلى الاستفادة من البعثات الدبلوماسيّة المنتشرة في العديد من عواصم دول العالم، خصوصًا في الشرق الأوسط، أو الدول التي «ينبع» منها النزوح، للتأكد من الأصول والفروع للعائلات التي اختارت السويد وجهتها، أو الدول الاسكندينافيّة المماثلة.

 

الازدواجيّة.. خطيئة مميتة
كانت «الكيمياء الشخصيّة» متطابقة المواصفات مع «الدليل السياحي»، وهذا ما شجّعه على دعوتي إلى عشاء خاص في أحد المطاعم الراقية، وكانت الدعوة محصورة ببعض السفراء العرب، إلى جانب دبلوماسيّين سويديّين. وصودف يومها أن السفير الفلسطيني كان «عميد» السفراء العرب، كونه الأقدم تعيينًا بين أترابه، في السويد.
فهمت خلال العشاء أن الجالية الفلسطينيّة هي الأكبر (آنذاك)، والأكثر تنوعًا، خرج من صفوفها السياسي، والمحامي، والطبيب، والصحافي، وأستاذ الجامعة، والموظّف، وسائق التكسي. وفهمت أيضًا أن «ازدواجيّة الولاء»، خطيئة مميتة في السويد. أن تحمل الجنسيّة يعني أنك سويدي قلبًا وقالبًا، طبعًا وتطبّعًا، ولا مجال للمواربة، أو التصنّع، أو المراوغة، لأنّ أسلوب الحياة هنا مختلف، القانون هو السيّد، والانتظام العام يفرضه القانون، وأيضًا المصلحة الشخصيّة، والعامة. «هنا تكتسب ولاءً فطريًّا للوطن، للمجتمع، للدولة، للمؤسسات، للانتظام العام، أما الحريّة الشخصيّة، فهي محصّنة بمقدار احترامها للحريات العامّة؟!».
قال لي أحد السفراء يومها: إنّ الجاليات العربيّة لم تأتِ إلى هذه البلاد للاستثمار أو الاسترزاق، بقدر ما جاءت للاندماج، وبالتالي فهي لا تمثّل حالة اجتماعيّة مؤقتة، وليست بجالية عابرة تبحث عن ثروة، أو فرص عمل، كما هي الحال في الخليج مثلاً. بل انّهم تحوّلوا بغالبيتهم إلى مواطنين سويديّين من أصول عربيّة، والآن هم سويديّون أولًا، وأخيرًا، وتهمّهم مصلحة السويد في كلّ الميادين، والمجالات، وعلى جميع المستويات. وهذا الكلام لا هو للدعاية، ولا لذرّ الرماد في العيون، بل إقرار بحقيقة وواقع نابع من خبرة وتجربة وقناعة. تعنينا نحن هنا، كسفراء عرب، قضيّة فلسطين، لكن الغالبيّة المتحدّرة من أصول عربيّة وفلسطينيّة ليست كذلك، قد تعني لهم فلسطين شيئًا من الماضي، لكنّ ولاءهم للسويد أولًا، وهذا ما اختبره السويديّون من أصول جرمانيّة أصيلة، قبل إبرام اتفاق «أوسلو»، وخلاله، وبعده... وليس في الأمر مراوغة، أو محاباة!
يضيف: «الاندماج هنا، لا يقتصر على حالة نفسيّة - سيكولوجيّة، بل انّه وليد قناعة، وكفاية، وإرادة، وانعتاق كلّي من الماضي، ورواسبه، والإقدام بشغف وحماسة على المستقبل بقوالبه الجديدة، وأنماطه، وخصائصه، وسلوكياته الاجتماعيّة، وقوانينه، وأنظمته، حيث الانفتاح، والصدق، والشفافية، والعدل، والثقافة، والمنافسة الشريفة المتكئة على المبادرة الشخصيّة والمؤهلات والقدرات. فلا مكان هنا للمذهبيّة، والطائفيّة، والفئويّة، والوساطة، والرشوة، و«التفشيخ»، و«التشبيح»، والفوضى. في السويد كلّ مواطن خفير، وكل مواطن يحظى بأنواع شتى من الخدمات، مقابل الواجبات والالتزامات...».

 

أوروبا اليوم
وأنا أسترجع ذكريات تلك الرحلة – التي لا تنسى – ودروسها، ومواعظها، دبّت في مفاصلي النخوة، وقصدت سفارة إحدى الدول الاسكاندينافيّة المعتمدة في بيروت، لأطرح بعض الأسئلة الاستضاحيّة حول الواقع اليوم، وهل تغيّرت «قواعد الاندماج»، فجاء الجواب مخيّبًا، وعلى كثير من الإحباط. يقول محدّثي: «لقد تغيّرت المفاهيم والمقاربات لأسباب أستطيع أن أوجزها بالآتي:
أولًا: لم يكن في الدول الاسكاندينافيّة ما بات يعرف اليوم بـ«الجريمة المنظّمة». إنّ هذا النوع من الجرائم دخيل على ثقافتنا ومعتقداتنا، وتقاليد مجتمعاتنا. لقد دخلت مع الوافد سواء من دول شرق أوسطيّة، أو من أفريقيا، وهذا ما شكّل جرس إنذار للحدّ من ظاهرة اللجوء.
ثانيًا: إن الوافد يحمل معه كمًّا من الأهداف والتطلّعات المغايرة تمامًا لما كان عليه الوضع في السابق. غالبيّة الوافدين تسعى إلى الاقتران والزواج بهدف الحصول على الجنسيّة لا حبًّا بالاندماج وفق مقتضيات القوانين، بل للتمتع بأوسع شبكة من الحريّة والأمان للقيام بأعمال غالبًا ما تكون احتياليّة، بهدف الكسب السريع على حساب القانون، والدستور، والسلوك العام، ومثل هذه الحالات لم تعد فرديّة، لكثرة المروّجين، والمدمنين على سلوكياتها الفوضويّة.
ثالثًا: إنّ موجة النزوح التي تجتاح أوروبا تحولت إلى «تسونامي» يطال رذاذه العديد من الدول، لكن مع شحنات إضافية من «ثقافة التوحش»، وهذا ما أدى إلى اضطراب في المجتمع الأوروبي قد يكون بداية لتحوّلات أمنية، وسياسيّة، واقتصاديّة، واجتماعيّة مختلفة لا نعرف شيئًا عن تداعياتها المستقبليّة. والدليل أنه حتى الأمس القريب لم نسمع أنّ مواطنًا اسكاندينافيًا من أصول عربيّة أو أفريقيّة قد قام بخلل أمني كبير. كانت تحصل بعض الحوادث الفرديّة، ولكن لم تحمل إلينا المستجدات السابقة خبرًا عن حزام ناسف، أو انتحاري، أو «داعشي»، أو «شارلي إيبدو!». الآن، الوضع مختلف – بكل صراحة – هناك قلق، هناك رعب، ونظرات مغايرة إلى الآخر إن كانت سحنته سمراء، أو كانت ملامحه شرق أوسطيّة، إنها نظرات لم تكن شائعة من ذي قبل!».

 

ليلة رأس السنة
لقد هزّت أحداث ليلة رأس السنة في مدينة كولونيا الألمانيّة، أوروبا في الصميم، عندما اتهمت الشرطة عددًا من المهاجرين بالتحرّش والسرقة والاغتصاب. والمؤسف أن ردود الفعل العربيّة كانت نوعًا من قلب الشفاه، وعدم الاكتراث، فيما نشطت الصحافة العربيّة للبحث عن جذور «المؤامرة» ضد المهاجرين في دائرة الشرطة!.
إحتضنت ألمانيا في العام الماضي 1.2 مليون لاجىء. بعض المدافعين عن إجراميات رأس السنة قال: المتحرّشون والنشّالون في كولونيا نسبة ضئيلة لا تستحق كل هذا الضجيج. كان ينقص القول أن بنات كولونيا سبايا وهنّ المخطئات، فلماذا خرجن إلى الاحتفال؟!.
على أي حال، لم تغض المستشارة الألمانيّة آنجيلا ميركيل الطرف، لم يهنأ لها بال ليلة رأس السنة، عندما دخل عليها مستشارها الخاص، ليبلّغها ما حصل في كولونيا؛ صبيحة اليوم التالي دعت كبار مساعديها إلى اجتماع مغلق، وكان السؤال، ما العمل «لتدجين الوافدين»، وحتى لا تتكرر ليلة كولونيا في مناطق ألمانيّة أخرى؟!...
مفوضيّة الاتحاد الأوروبي دقّت ناقوس الخطر، النزوح لم يعد يعني الإرهاب فقط في قاموس الرأي العام الأوروبي، إنما الإجرام بكل صنوفه وألوانه. ما العمل؟ طرح الصوت على الدول الاسكاندينافيّة، المطلوب التعاون لتأهيل الوافدين قبل الحديث عن الاندماج.


تحدّيات أمام الاتحاد
تتعاطى دول الاتحاد الأوروبي راهنًا مع تحديات ثلاثة:

الأول: تبحث أوروبا عمومًا اليوم عن سياسة اندماجيّة كتلك التي اعتمدتها السويد، ومنذ عقود طويلة، ولكنها لغاية الآن لم تهتد إلى سبيل لذلك، لأنّ الأنظمة الأوروبيّة استثمرت طويلاً في الإرهاب المتفاقم في الشرق الأوسط، في حين أن السويد ماضيًا وحاضرًا، (وربما مستقبلًا) استثمرت في القانون، ولا شيء غير القانون والعدالة الاجتماعيّة. خرجت هذه الدولة الأوروبية، أو تلك، إلى أموال الخليج تبحث عن صفقات بمئات المليارات من الدولارات لتشغّل مصانع أسلحتها، حجتها في ذلك أنّها تدعم الانتفاضات في هذه الدولة العربيّة أو تلك كي تدرك شعوبها الحريّة والديموقراطيّة والبحبوحة الاقتصادية؟! وقد خرجت تلك الدولة الأوروبيّة، أو مثيلاتها، لتستثمر في أنهر الدماء والدموع، ودائمًا تحت مظلّة من الشعارات البرّاقة المخادعة المتلوّنة، منها على سبيل الذكر لا الحصر، دعم المعارضات الوطنيّة المعتدلة في هذه الدولة المنتفضة، أو تلك، فيما السلاح يتدفق، والعنف يستشري، والحقد يتمادى، والدمار تتّسع دائرته...
يدعو البابا فرنسيس أوروبا لفتح الحدود، والمزيد من الأبواب والنوافذ أمام ألوف النازحين الوافدين من العراق، من سوريا، ولبنان، واليمن، وليبيا... فيما تلهث الدوائر الأمنية والسياسيّة، والاستخباراتيّة، والاقتصاديّة لإقفال الأبواب، والنوافذ، حتى الانغلاق، لأنّ «الموجود راهنًا يكفي»، ولا تحتاج أوروبا المزيد من ملايين النازحين الهائمين على وجوههم. تبحث أوروبا اليوم عن الأحزمة الناسفة، والسيارات المفخخة، والمتفجرات الموزعة كحبات الملبس في حاويات القطارات، وأماكن التجمع. الاندماج عندها يشكّل تحديًّا جديًّا، هناك مجتمع جديد وافد، قد أصبح واقعًا، ما العمل؟!

الثاني: كانت أوروبا مشغولة بأدب شكسبير، ومبادىء الثورة الفرنسيّة، ونظريات مونتيسكيو، وعمالقة القرن التاسع عشر، ومطلع القرن العشرين... إنها منشغلة اليوم بروائع «أبو حثالة»، و«أبو الجماجم»... ذهب شارل ديغول يومًا إلى ألمانيا ليُرسي مع قادتها أساسات أوروبا العظيمة، فيما ذهب فرنسوا هولاند إلى الجامع الكبير ليحيي الذكرى السنوية لـ«مجزرة شارلي إيبدو!»...
المستشرقون في جامعات باريس، وبروكسيل، وبون، ولندن، وجنيف يبحثون عن عوامل الفصل بين مكوّنين: الأصيل والدخيل، وعن عوازل التفرقة بين حضارتين، الأولى انفتاحيّة على الآخر، والثانية انغلاقيّة ضد الآخر... هناك منطق عنصري بدأ يجتاح المجتمعات الأوروبيّة «لا مكان لهؤلاء في صفوفنا؟!»، كيف السبيل لتخطي ذلك؟!... إنه التحدّي الفارض نفسه على الاجتماعات، والندوات، والخلوات، والمؤتمرات التي تملأ أوروبا بحثًا عن أجوبة مقنعة، وجوامع مشتركة!

الثالث: إكتشفت أوروبا، ولو متأخرة، بأنّ الإرهاب لم يعد آفة أمنيّة فقط، إنه آفة أمنيّة، وثقافيّة، وسياسيّة، واجتماعيّة، واقتصاديّة، وأخلاقيّة، ومجتمعيّة.
حاولت أن تمكّن أذرعتها، وأن تطوّر العصا، والهراوة، ومدفع المياه، والقنبلة المسيلة للدموع، لكن تبيّن لها بأنّ الاستقرار لا يمكن فرضه فقط عن طريق القمع، ولا بدّ من خطّة متكاملة تشارك الدول الأوروبيّة مجتمعة في وضعها موضع التنفيذ، وبصورة متكافئة.
أرادت آنجيلا ميركيل إحياء اقتصاديات الريف الألماني عن طريق استقدام السواعد الفتية الشابة من النازحين، ونجحت في ذلك إلى حدّ بعيد، لكن تبيّن لها في ما بعد، واستنادًا إلى تقارير استخباراتيّة، بأن في ألمانيا «قنابل بشريّة موقوتة» قد تنفجر في أي ظرف مؤاتٍ، وأنّ الطبع ما زال أقوى من التطبع، والمجتمع الوافد بدأ يفرض ثقافته على المجتمع المقيم، وبدأت الحوادث التي «تشغل البال»، أحداث ليلة رأس السنة في مدينة كولونيا، كانت أخطر من مزحة سمجة!.
يبحث الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في مضامين التقارير السريّة، فيقرأ أن «شارلي إيبدو» لن تنتهي فصولًا بعد، وما عند الإرهابيين من مخططات معدّة للتنفيذ هو أدهى، هنالك حالة دائمة من الهلع، من الخوف من الآخر. كيس من الورق موضوع على مقعد في الدرجة الأولى، أعاد قطار نيس السريع إلى قاعدته بعد نصف ساعة من الانطلاق، ليكتشف المحققون بأنه كان فارغًا إلاّ من أوراق السندويش!.
كيف السبيل للاندماج؟ السويد وجدت الحل قبل نصف قرن من الزمن، الآن لديها البدائل الحديثة الكفيلة بإحداث اندماج سلس مأمون الجوانب. أوروبا لا تنقصها الحيلة، و«لا الفتيلة»، بل الإرادة. في أوروبا حاليًّا صراع محموم حول أفضليتين: بين من يريد الاستمرار في الاستثمار بالإرهاب على الرغم من النزوح وتداعياته، وبين من يقول: «الباب يلّلي بيجي منّو ريح... سدّو وستريح؟!».
في أوروبا اليوم بابا فاتيكاني يطالب باستقبال المزيد من النازحين، وفي أوروبا اليوم من يجيبه متسائلًا: لأيّ فائدة؟ وأين هي قواعد الاندماج؟!...
إسألوا السويد!...