بحث وإنقاذ

الباخرة Danny FII مأساة خفّف من وقعها إنقاذ 40 بحاراً بجهود إستثنائية
إعداد: روجينا خليل

مأساة غرق الباخرة Danny FII بسبب العاصفة الهوجاء التي ضربت لبنان (17 كانون الأول المنصرم)، خفّفت من وقعها الجهود الكبيرة التي بذلها المنقذون وفي طليعتهم عناصر القوات البحرية اللبنانية، بحيث تمّ إنقاذ 40 بحاراً من أصل الطاقم المؤلف من 83، وانتشلت 16 جثة.
مركز دير الناطور البحري تلقّى نداء الإستغاثة من الباخرة التي كانت ترفع علم بنما وعلى متنها 83 بحاراً من جنسيات مختلفة، وهي محمّلة بنحو 50 ألف رأس ماشية.
مراكب القوات البحرية وزوارقها تحرّكت فور تلقيها نداء إستغاثة الباخرة التي تعرّضت للغرق على بعد 11 ميلاً غرب جزر الرمكين.
ونظراً الى شدة العاصفة وارتفاع مستوى الموج وبُعد الباخرة عن الشاطئ كانت عملية الانقاذ صعبة ومعقّدة للغاية، ما اقتضى إنشاء غرفة عمليات بحرية لإدارة الكوارث، الأمر الذي نفّذ فوراً إذ أقيمت الغرفة برئاسة مسيّر أعمال القوات البحرية العميد البحري نزيه بارودي. وكانت مهمة هذه الغرفة إدارة وتنسيق ومتابعة مختلف عمليات الإغاثة والإنقاذ المنفّذة من قبل الجهات المعنية، والتي تمثّلت بالقوات البحرية اللبنانية ومديرية النقل البحري (رئاسة مرفأ طرابلس) والدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني والمديرية العامة للأمن العام وفرع مخابرات منطقة الشمال.
على الرغم من الظروف البالغة الصعوبة استمرت عمليات البحث والإنقاذ التي شاركت فيها مراكب القوات البحرية وأخرى تابعة لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان الى طوافتي إنقاذ بريطانيتين تابعتين للمركز الدولي للبحث والإنقاذ، وبعض السفن التجارية التي كانت موجودة في المنطقة.
وكانت حصيلة هذه العمليات إنقاذ 40 شخصاً يعود الفضل الأول في إنقاذهم الى اندفاع عسكريي القوات البحرية من ضباط ورتباء وأفراد، بالرغم من قِدَم العتاد المتوافر وتواضعه. كما وأن إنشاء غرفة عمليات بحرية بصورة فورية وطارئة بقيادة رأس الهرم في القوات البحرية، كان له الأثر الأكبر والدور الحاسم في إنقاذ أكبر عدد ممكن من الغرقى ونقلهم الى أماكن معالجتهم.
وقد أبدى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان أسفه للضحايا التي غرقت على متن الباخرة «Danny FII» مقدّماً تعازيه الى الدول التي تنتمي اليها هذه الضحايا، وشاكراً القوات الدولية والبحرية الألمانية والبريطانية مؤازرتها الجيش اللبناني والصليب الأحمر والدفاع المدني في عمليات الإنقاذ، منوّهاً بالجهود التي بُذلت في هذا المجال.