من هنا وهناك

البيت اللبناني: «من فتحة الدّرفة إلى فسحة الـشرفة»
إعداد: جان دارك أبي ياغي


في إطار أبحاثه عن تراث لبنان في مختلف معالمه وأَعماله وأَعلامه، دعا «مركز التراث اللبناني» في الجامعة اللبنانية الأَميركية (LAU) إلى لقاء حول: «زيارة البيت اللبناني من فُـتْحَـة الــدَّرفَـة إلى فُـسْحَـة الشُّـرفَـة- لـمحةٌ مـعـماريةٌ تـاريخيةٌ عن مـراحل البـيـت اللبناني».
شارك في اللقاء الذي أداره الشاعر هنري زغيب، المهندس المعماري الدكتور أَنــطوان لَـحُّـود («هذه حكايةُ بـيـتـنا- عمشيت نَـمُوذجًا») الذي أوضح «أن البيت اللبناني، حتى القرن الخامس عشر، كان بدون شخصية، مبنيًا بعناصر محيطه العمشيتي: سقفه من طين وتراب، وأخشابه من شجر التوت والزنزلخت المنـثـورة حوله.
وتابع: «مع تنامي القز والحرير، بدأت ظاهرة السفر إلى إيطاليا (توسكانا عمومًا) للتسويق والمتاجرة، ووصلت الإرساليات الأجنبية إلى لبنان فأخذ يظهر في البيت اللبناني رواق خارجي وطبقة ثانية ذات درج خارجي لبلوغها. ثم ظهر البهو الداخلي، والمندلون المزدوج رمز الرجل والمرأة معا، وعند أسفله حوض زهور كأنه دعوة إلى الطبيعة لتدخل البيت وتنشر فيه نسمات العطر عبر المندلون المزهر».
وأضاف: «من التطور أيضًا، ظهرت أمام البيت ساحة مبلطة فاصلة بين العام والخاص، وبدل الحجارة كما في الساحل الإيطالي، كانت المساحة الفسيفسائية من حصى شاطئ البحر في عمشيت. وظهرت الشرفة تطلق البيت اجتماعيًا فانفتحت بقناطرها الثلاث وخرج ساكنو البيت إلى ملاقاة جيرانهم في الحي، وكان ذلك حدثًا جديدًا لتحرر البيت والإنسان والتلاقي الاجتماعي بعدما كان أهل البيت محصورين داخله لا يخرجون منه إلا للمغادرة».
بعده كان عرض لصور فوتوغرافية عن بيوت بيروت التراثية بأبوابها ونوافذها وأدراجها وأروقتها، وهي من مجموعة المهندس المعماري بهاء رفاعي، تلتها مجموعة لوحات زيتية لبيوت بيروت التراثية بريشة الفنان مصطفى فروخ.
المداخلة الثانية، كانت للمهندس المعماري الدكتور أنطوان فشفش رئيس قسم الهندسة المعمارية في جامعة الروح القدس الكسليك، الذي تحدّث عن بيوت دوما، مشيرًا إلى أنها ثلاث فئات:
1- بيت الفلاح اللبناني التقليدي، سقفه من طين وتراب، وأخشابه من أشجار المحيط.
2- البيت ذو الإيوان: وهو فسحة داخلية لاستقبال الضيوف وتمضية الجلسات العائلية.
3- البيت ذو البهو الوسطي: وهو المعروف عادة بقناطره الثلاث.