تحقيق عسكري

التأليل في الجيش
إعداد: ريما سليم ضومط

الجيش اللبناني ملك أول جهاز كومبيوتر في الشرق الأوسط

أثناء الحرب العربية ­ الإسرائيلية في العام 1967, عقدت جلسة لجامعة الدول العربية جاء من بين مقرراتها ضرورة تطوير الجيوش العربية من الناحيتين التقنية والتكنولوجية, فكان أن أنشئ على جبل الباروك جهاز رادار مع كمبيوتر خاص به, كما جرى تسليم الجيش اللبناني أول كمبيوتر في الشرق الأوسط, فكانت بذلك بداية التأليل في الجيش.
في العام 1968 أنشئت مديرية التأليل, وتولت مهاماً مختلفة لصالح الجيش ومختلف أجهزة الدولة.
منذ ذلك الحين وحتى اليوم, شهدت المديرية تغييرات عدة على صعيد العمل والمهام الموكلة إليها بما يتوافق مع التطورات التي يشهدها عصرنا.
عن هذه التغييرات وعن دور المديرية ومهامها تحدث الى مجلة “الجيش” مدير التأليل العميد الإداري اسكندر متى, فكان الحوار التالي.

 

المهام والإنجازات

- ما هي المهام الأساسية المكلّفة بها مديرية التأليل؟
­ يتلخّص عمل مديرية التأليل بالنقاط التالية:
- تحضير وتطوير برامج تطبيقية في مجال المعلوماتية.
- تزويد قطع الجيش كافة بأجهزة المعلوماتية والقطع الخاصة بها من أقراص مدمجة ومحابر وآلات طباعة, الخ...
- تثقيف جميع عناصر الجيش في مجال المعلوماتية, وتدريب عناصرها المتخصصين لمواكبة التطورات في هذا الحقل.
- ما هي أبرز الإنجازات التي حققتها المديرية على صعيد المهام المذكورة؟
­- بالنسبة الى تحضير البرامج وتطويرها, قامت المديرية بإنجاز برامج عدة للجيش منها برنامج للثلاثي الحديث, وآخر للآليات وللمأذونيات, وبرامج للمكتبات ولإدارة السلفات.
أما لجهة تزويد قطع الجيش بأجهزة الكومبيوتر, فقد بلغ عدد الأجهزة الموزعة على مختلف القطع حوالى الألف جهاز. وقد وصلنا حديثاً 375 جهازاً من طراز Pentium IV مع مئتي طابعة لايزر سيتم توزيعها حيث تستدعي الحاجة.
وفي ما خص تثقيف العسكريين في مجال المعلوماتية, باشرت المديرية إفتتاح دورات تدريبية لـ”محو الأمية المعلوماتية”, تشمل البرامج التالية: Windows, Word, Excel, Powerpoint, Internet (Surfing) . تستمر كل دورة مدة ثلاثين يوماً بمعدل ست ساعات يومياً ما عدا أيام السبت والأحد, ويتابع كلاً منها في المرحلة الأولى عشرون ضابطاً من مختلف قطع الجيش ووحداته. أما في المرحلة الثانية فسوف يتم إعداد دورات مماثلة لرتباء الجيش وأفراده.
أما من ناحية ربط قطع الجيش بشبكة معلوماتية مستقلة, فقد أنجزت المرحلة الأولى من المهمة وهي إستلام الشبكات الداخلية, ومن المتوقع إنجاز المرحلة الثانية وهي إستلام الشبكة الخارجية في مطلع العام الجديد.
إضافة الى ما ذكر, تتولى المديرية عمليات تأليل لصالح الجيش بصورة مستمرة, من ضمنها تأليل الرواتب والعتاد والمحروقات والمساعدات المدرسية وبرنامج خدمة العلم, إضافة الى الكتب والتعليمات الدائمة الصادرة عن قيادة الجيش.

 

أقسام المديرية وتوزيع العمل

- ما هي أقسام المديرية وكيف يتم توزيع العمل في ما بينها؟
­ تتألف مديرية التأليل من الأقسام التالية:
- القسم الإداري, ويهتم بالشؤون الإدارية للعديد من رواتب وترقيات, كما يعنى بشأن السلفات والقيود وعروض الأسعار, إضافة الى أنه مسؤول عن المخازن ومشغل الصيانة ومكتب السير وكل ما يتعلق بالأمور الإدارية في المديرية.
- القسم التقني, ويعتبر عمله في غاية الدقة إذ يتولى دراسة البرامج وتحليلها وبرمجتها.
- قسم الإستثمار, ويتولى تنفيذ المشاريع وتعميمها في لوائح إحصائية.
- قسم التعليم, وهو المسؤول عن تدريب عناصر التأليل لمواكبة التطور التقني والتكنولوجي بصورة مستمرة.
- مدرسة المعلوماتية, ومهمتها إفتتاح دورات تدريبية في مجال المعلوماتية لمختلف عناصر الجيش.

 

مشاريع تطويرية

- هل من مشاريع مستقبلية لتطوير العمل في المديرية؟
­ تطوير العمل هو عملية متواصلة في مديرية التأليل, وفي هذا الإطار قمنا منذ حوالى الأربعة أشهر بإنشاء مشغل لتعبئة الحبرالخاص بآلات الطبع (Printers) استطعنا من خلاله توفير آلاف الدولارات خلال بضعة أشهر فقط.
حالياً, نسعى الى تطوير المشغل المذكور, كما أننا بصدد تحديث مختلف أقسام المديرية بما يتوافق مع التطور التكنولوجي. كذلك تشمل خطة عملنا الحالية تحضير برامج لإدارة العديد وللمختبرات الطبية في الجيش, كما تضم شقاً تعليمياً يتلخص بافتتاح دورات تدريبية في حقل صيانة أجهزة الكمبيوتر سيتابعها تقنيون من المديرية ومن قطع الجيش كافة.

 

كيف نشأت وتطورت؟

أنشئت مديرية التأليل في العام 1968 بإشراف المقدم القيّم حلمي شهاب تحت إسم “المركز الإلكتروني الإداري” وكان مقرها آنذاك داخل ثكنة المصالح.
بعـد عامـين مـن تأسيسها, قررت قيـادة الجيـش إنشاء مـبنى مستـقـل للتـأليـل فكـان البنـاء الذي نعرفـه اليـوم وقـد صمـم على يـد المهـندس المعـمـاري جـوزف خـوري.
في بداية العام 1972, استبدل إسم المركز فأصبح “مركز معالجة المعلومات” ليتبدل مرة أخرى في منتصف العام نفسه الى “مديرية تنظيم العمل والتأليل”.
في العام 1981, أُعطيت المديرية إسمها الحالي “مديرية التأليل”, وأصبحت مرتبطة مباشرة برئيس الأركان.
تولـت مديرية التألـيل لسنوات طوال مهاماً إضافية لصالح مختلف أجهزة الدولة, منها تأليل رواتب قوى الأمن الداخلي والأمن العام, وتأليل حركة الدخول والخروج من لبنان وإليه عبر المطارات والمرافئ, إضافة الى أعمال تأليل خاصة بشركة كهرباء لبنان ومصلحة الميكانيك, ومصلحة مياه بيروت, ومياه عين الدلبه, وسواها...