كبار من بلادي

التجمّع الوطني للثقافة والبيئة والتراث
إعداد: جان دارك أبي ياغي

تكريم موسى زغيب وزغلول الدامور في ساحة المتين التراثية والوزير عبود قدّم لهما درع الوزارة


لأنهما كرّما الوطن ورفعا المجد باسمه، كرّم التجمّع الوطني للثقافة والتراث شاعري الزجل اللبناني موسى زغيب وزغلول الدامور، وأعلنت خلال الإحتفال فرقة «كنار» التابعة للجمعية الأرمنية للثقافة والفنون «هاماسكائين» الفرقة الذهبية للتجمّع للعام 2011 -2012، وذلك في مهرجان الفولكلور والتراث اللبناني الذي نظّمه في ساحة المتين التراثية، في حضور وزير السياحة فادي عبود ممثلاً رئيسي الجمهورية العماد ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي، النائب يوسف خليل ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، المونسنيور ميشال عون ممثلاً البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي، ممثلين عن الفاعليات السياسية، نواب ووزراء حاليين وسابقين وعدد من رؤساء البلديات والمجالس البلدية والإختيارية والشعراء والكتّاب وممثلين عن الجمعيات الأهلية والأندية وحشد من أبناء المنطقة والجوار ووفود من مختلف المناطق.


ترحيب شعري
بعد دخول الخيّالة واستعراض الفرق الفنية المشاركة، عزفت موسيقى المتين النشيد الوطني، ثم ألقى عرّيف الإحتفال الشاعر إيلي حنا قصيدة تغنّى فيها ببلدة المتين وساحتها التراثية وبالمحتفى بهما.
رئيس بلدية المتين زهير أبي نادر ألقى كلمة ترحيبية أشار فيها إلى أن المتين كانت ولم تزل أم الزجل، ومنها انطلقت مباراة الزجل العام 1964 واستمرّت لسنين على مستوى الوطن، وهي لطالما صفّقت لزغلول الدامور وموسى زغيب. واستذكر حفلة للشاعرين في البلدة من حوالى 30 سنة، قال فيها الزغلول:
يا شمس لا تغيبي عالمتين ارجعي
في صوت بالمريخ بيقلك تعي
وصبّي شعاعك ععيون الساهرين
تيقشعوا الجوهر مثل ما بتقشعي
غنّى أبو روكز بجوقتنا سنين
وعيسى وموسى وكل من جفنو وعي
ورح ضل فاتح مدرسي للملهمين
حتى ولا شاعر عازماني بينوجد
ما يصير شاعر غير ما يغني معي
فردّ موسى زغيب:
وعي المنبر تحرر من عبيدو
جايي بالمتين يقيم عيدو
وفلت من قمقم التفكير مارد قوي
حامل دني عصحن إيدو
ما جينا نزيد ونقص مدادو
ولا رسمالنا نقوي رصيدو
ولا الزغلول ورفاقو نطارد
لكن عا متين الشعر جينا
نكون المنبر بغيبة عميدو
وألقى رئيس التجمّع أنطوان أبو جودة كلمة اعتبر فيها «ان شمس الزغلول وموسى زغيب انبلجت لتكمل رسالة لبنان الفكر والحضارة، لافتًا إلى أن «المحتفى بهما أغنيا المنابر بالفكر وبالشعر»، متمنيًا أن «يكمل الشعراء الصاعدون هذه الرسالة التي يتميز بها لبنان ليبقى منارة للفكر والثقافة».

 

درع التقدير وكلمات
بعد كلمات الترحيب، سلّم الوزير عبود الشاعرين المكرّمين درع وزارة السياحة وقال: «شرّفني فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بتمثيله في هذا الحفل، وهذه لفتة متواضعة من وزارة السياحة، علمًا أن عملاقي الشعر في لبنان زغلول الدامور وموسى زغيب يستحقان أكثر من ذلك؛ وللزجل مكانة كبيرة في قلبي وفي قلب كل لبناني، وقد يكون لبنان من البلدان القليلة التي تمتاز بهذا الفن الرفيع وهذه الموهبة التي ننحني أمامها».
وألقى ممثل سفير الجزائر في لبنان ابراهيم بن عودة عاصي الوزير المفوض لعوج الوناس كلمة تقدير لشعر الزجل اللبناني، أشار فيها إلى أن «هذا العمل هو دليل للحفاظ على الموروث الثقافي العربي لأن الشعر الزجلي تتقاسمه جل الأقطار العربية»، معتبرًا «أن الزجّال هو مرآة عاكسة لواقع المجتمع والبيئة التي ينتمي إليها وهو ذاكرة الأمم والشعوب بإبداعاته».
وأكّدت ممثلة المدير العام مطانيوس الحلبي الدكتورة نضال أميوني دكاش في كلمتها أن «الزغلــول وزغيب بنيا مجدًا للبنان وإن شعرهما ساهم في تربيتنا على حب الوطن والإنسان والتمسّك بالفضائل وآداب الكلام والتصرّف والمنافسات الشريفة والروح الرياضية»، سائلة «أين نحن اليوم من كل ذلك؟».
وتخلل الحفل لوحات فولكلورية وفنية لفرق استعراضية جاءت من عدّة مناطق لتكرّم الشاعرين على طريقتها كفرقة «الأنوار - شحيم» بقيادة الفنان عصام الحجار، وفرقة «برجا للفنون الشعبية» بقيادة الفنان إيهاب الزعرت، وفرقة « عرش الملوك «وادي شحرور بقيادة عبدو غاوي، وفرقة «غنى للتراث الشعبي» مجدليا - عاليه بقيادة الفنان أديب حيدر، وفرقة «كنار» التابعة للجمعية الأرمنية للثقافة والفنون «هاماسكائين»، وفرقة «ليالينا» جباع - الشوف بقيادة شادي حماد، وفرقة «المجد» بعلبك بقيادة خالد النابوش، وفرقة «التراث الشعبي» - المتين بقيادة الفنان جوزف الحاج.
كما تخلل المهرجان قصائد لعدد من الشعراء ألقيت على شرف المكرَّمين وهي لكل من: رئيس «جوقة المسرح الزجلية » الشاعر أنطوان سعاده، رئيس «جوقة الصخرة» الشاعر عادل خداج، الشاعر الدكتور ميشال جحا، نقيب شعراء الزجل في لبنان الشاعر جورج أبو أنطون، والشاعرالفنان وليم حسواني.
وعلى إيقاع السيف والترس من فرقة المتين التراثية، إعتلى الشاعران المسرح حيث قدّم لهما رئيس التجمّع درع الجمعية، وقدّم الفنان ميشال صقر لوحتين فينيقيتين واحدة للشاعر موسى زغيب تمثل الإله إيل ملك جبيل، والثانية لزغلول الدامور وهي عبارة عن فرمان بالأحرف الفينيقية.
 واختتم الإحتفال بقصيدتين للمحتفى بهما.

 

زغلول الدامور
يا مكرمين الموهبه بمكتوبنا
جمعتو بيادرنا وفرزتو حبوبنا
شايف حبايب بالمئات وبالإلوف
طلو متل ضو القمر عادروبنا
ورقصو المواهب بالدفوف وبالسيوف
من بقاعنا لشمالنا لجنوبنا
يا ألف أهلا وألف سهلا بالضيوف
فيكن تجو عا قلوبنا بأرض المتين
للكل نحنا مشرعين قلوبنا
ولجنة التكريم حره وغاليي
سهرت على تكريمنا وممنونها
أعمالها بأخلاقها متواليي
ومرسوم لبنان الحلو بعيونها
ويا مكرمين الشاعريي الماليي
جنة مواهبها بجمال فنونها
فن الزجل أرزه كريمي وعاليي
رفرف علمها عالشمال وعاليمين
ولون السما من اخضرار غصونها
ولا تسألوني جوهر الابداع وين
الابداع قيمه بكل قلب وكل عين
ولما المعاني بمستوى الكلمة تليق
بتعادل الميزان عين قبال عين
جوقة القلعه مجد ماضيها عريق
وجوقة الزغلول وفيت كل دين
كنا بذات المستوى وذات الفريق
موسى وخليل وأسعد وحنا وزين
أرض المتين زهورها شهد ورحيق
بتشهد منابرها عا شعر الجوقتين
مشينا سوى ولما سلكنا هالطريق
بأرض المتين كتير كرمنا الزجل
واليوم عم نتكرم بأرض المتين
ستين عام صرفتها غرّد وطير
وكنت فيها لأرزة بلادي سفير
ما تركت دوله أو مدينة أو بلاط
إلا وزرعت الورد وقطفت العبير
وكانت حياتي للمنابر احتياط
وكانو رفاقي متل نحله عالقفير
ولما الحياة نعيشها بكد
ونشاط منصير نستاهل باستحقاقها
نيشان استحقاق لبنان الكبير

 

موسى زغيب
تخمين بعدك فايقه يا متَين
  كيف كنا لحفلتك نحضَر
الزغلول وزغيب وخليل وزَين
وجمهور من زَهر المتن اكتَر
ويبدا التحدي ونعتلي جوقَيْن
ودق الدفوف يرقِّص المنبر
وكنّا أنا والزغلول نسرَيْن
ريشة جوانحنا ما تتكسَّر
وراحوا اللي راحو وبعد هالإسمَين
ولما السواد بشعْرنا تبودَر
رجعنا التقينا متل شي خَيَيْن
وسبحان مَنْ غيَّر وما تغيّر
واليوم جبنا بيرقين تنين
أبيض اللون وأحمر وأخضر
وجينا نقدِّم بإسم المتين
بيرق لقايد عسكر الأبطال
وبيرق لقايد قايد العسكر
بعصر الوديع الرقَّص ملايين
وفيروزنا شمسية التله
كانو الطرب والشعر متفقين
وكل مين من بير الألو يملِّي
ولما دخلنا العولمه من سنين
وقعنا بمشكل ما إلو حلّه
وفن الغرب ودّالنا مجانين
عميرقصو بهلّه وبلا هلّه
ونحنا خلقْنا بأرض قديسين
وعا دراج روما صار لنا طلّه
ولما الغرب بخصور عريانين
جرَّب تَقي بهالشرق ما يخلِّي
كَفرو المراقص بالصلا والدين
وبعدو زجل لبنان بيصلِّي       

 

تمثال لموسى زغيب في بلدته حراجل
كرّمت بلدة حراجل بدعوة من مجلسها البلدي تحت شعار «خمسة وخمسون عامًا من الإبداع»، الشاعر موسى زغيب في حفل حضره ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وسام بارودي، وحشد من الشخصيات السياسية والاجتماعية والفنية.
تخلل الإحتفال كلمات لكل من رئيس البلدية الشاعر أنطوان زغيب، رئيس اتحاد بلديات كسروان - الفتوح نهاد نوفل، الشاعر جوزيف الهاشم (زغلول الدامور)، والفنانة نجوى كرم، أثنت كلها على عطاءات زغيب في الشعر والزجل اللبناني.
وفي الختــام، منح رئيس الجــمـــهورية العمـاد ميشال سليمان وســام الاستحقـــاق اللبناني الفضي لزغيب الذي ألقى قصيدة بالمنــاسبة، قبل إزاحـة الستار عن تمثاله في وسط ساحة البلدة.


تحية لصانع المجد
خلال المهرجان، وجّه الشاعر إيلي حنا تحية للجيش اللبناني في عيده الـ 66، وفيها:
يا جيش موطنا يا نبع الجود
منّا التحية ل بواسلنا الجنود
منعرف قرار الجيش عا مَرّ العهود
شرف تضحية وفاء هَوْ هني الأسود

يا صانع الأمجاد بشموخ ووقار
الْضحّو بالغالي وواجهو الأشرار
هوي الخيار الصح لأرفع شعار
وتا نحافظ على مجد إستقلالنا

إلا خيار الجيش ما إلنا خيار

 

تصوير
الجندي هاني إبراهيم
نديم زغيب