حكايات الجبهة

التدخل الأول: تقدّمنا، داهمنا وسيطرنا...
إعداد: باسكال معوّض بو مارون - ندين البلعة خيرالله

في أواخر تمّوز 2017 تلقّى فوج التدخل الأول أمرًا من القيادة يقضي بالتوجّه إلى الجرود. وبعد 48 ساعة كان الفوج يتمركز في القاع وفي رأس بعلبك، يقول قائده العميد الركن غسان فاضل. ويوضح: كانت مهمتنا الأولى تطويق مخيّمات وادي حميّد لعزلها عن الجرود، وتأمين مجنبة القوى المقاتلة إلى جرود رأس بعلبك والقاع والفاكهة.

 

يوم حاسم
بعد استطلاع المنطقة، تمّ وضع خطة تقضي بالسيطرة على سلسلة جبلية تحكم وادي حميّد، ليتمّ بالتالي عزل المخيّمات. ويضيف: بدأنا بالسيطرة على مناطق ضليل الأقرع، دوار النجاصة، وسهلات شبيب (20 كلم) التي كانت تعتبر مركز تبادل تجاري بين الإرهابيين ونازحين يقيمون في المخيّمات المجاورة. أحكمنا الطوق حول البقعة، وقمنا بعمليات دهم وتفتيش أدّت إلى القبض على عدد من الإرهابيين. بعد ذلك، انتقل الفوج بأكمله إلى وادي حميّد وأصبحت مناطق ضهور الخنزير وعنزوقة الشيخ علي، وحقاب خزعل تحت السيطرة، وكذلك تلة 1737. وكان يوم السابع من آب حاسمًا، حيث سيطرنا على شميس عجرم، فتمركزنا وفتحنا طريقًا، فسيطرنا على التلة في اليوم التالي: هذه العملية أصبحت نقطة الانطلاق للمعركة.
وتابع العميد الركن فاضل قائلًا: بدأت المعركة، اشتبكنا مع العدو، وانتشرت سرايا الفوج مطبقة على الإرهابيين الذين راحوا يطلقون النار بشكل عشوائي. أصيب عسكري من فوج الهندسة في رجله تم إسعافه وإيقاف النزيف. كان الإرهابيون يختبئون داخل مغارة، لكنهم كشفوا وقُتل العديد منهم بنيران السيسنا، ثم بنيران السرية الثالثة، وهرب الباقون، فلاحقنا فلولهم...
في هذه المرحلة زارنا العماد قائد الجيش واطّلع على الأوضاع الميدانية، وشدّ على أيادي الضباط والعسكريين وأعطاهم توجيهاته مثنيًا على ما حقّقوه من تقدّم.

 

نقاط القوة
استطعنا السيطرة على الأهداف المحددة بالكامل، يتابع العميد الركن فاضل، ووجدنا في حقاب الحمام مخزنًا للأسلحة الثقيلة (مضاد 23 ملم، B10...). لقد كنّا جاهزين للمرحلة الأخيرة، لكنّ الإرهابيين انسحبوا. سلّمنا مراكزنا لفوج الحدود البرية الثاني، وعُدنا إلى نقاط تمركزنا وثكنتنا.
أخيرًا، اعتبر قائد الفوج أنّ نقاط القوة التي ساهمت بإنهاء المعركة بأقل خسائر ممكنة، هي التدريب الجيّد، والتنسيق بين مختلف الوحدات والأسلحة، وتكامل الجهود في القتال واللوجستية والإسعاف، فضلًا عن المعنويات العالية والانضباط.