طب وصحة

التدخين أول مسبباته
إعداد: النقيب الطبيب جورج خليل
الطبابة العسكرية

سرطان الرئة من أخطر الأمراض القاتلة، السبب الأساسي لهذا المرض هو التدخين، إذاً غني عن القول إن الوقاية هي العلاج.
أما العلاجات المعتمدة لهذا المرض
فهي لا تنجح في القضاء على المرض إلا إذا اكتشفت في مراحل مبكرة.

 

الأسباب
يعتبر التدخين، وخصوصاً تدخين السجائر، المساهم الرئيس في الإصابة بسرطان الرئة، وتشير التقديرات الى أنّ التدخين يتسبب في 87٪ من حالات سرطان الرئة (90٪ عند الرجال و85٪ عند النساء).
سرطان الرئة ثاني أكثر أمراض السرطان انتشاراً (بين النساء بعد سرطان الثدي، وبين الرجال بعد سرطان البروستات)، وعدد الوفيات التي يسببها هو الأكبر من بين جميع أمراض السرطان.
خطر الإصابة بسرطان الرئة عند الذكور المدخّنين يمثّل 17.2٪، أمّا عند الإناث المدخّنات، فالخطر هو 11.6٪ وهذا الخطر أقل من ذلك بكثير عند غير المدخّنين: 1.3٪ عند الرجال و1.4٪ عند النساء.
هناك أسباب أخرى للإصابة بسرطان الرئة منها:
• مادة الأسبستوس.
• تلوّث الهواء.
• الإشعاعات المؤينة.

 

العلامات والأعراض
تستغرق أعراض سرطان الرئة سنوات عديدة لكي تظهر، ويمكن أن يتكوّن هذا السرطان ببطء شديد، وقد لا يسبب أية أعراض حتى يصبح في مراحله الأخيرة، نتيجة لذلك يستفحل تماماً وتصبح خيارات علاجه محدودة.
من أهم عوارض المرض:
• ضيق في التنفس.
• فقدان غير معلّل للوزن.
• ألم في الصدر.
• أزيز.
• عوارض إلتهاب القضبات أو الالتهاب الرئوي.

 

التشخيص
يتم تشخيص السرطان بالأشعة السينية، ومسح «سي تي» (CT Scan)، وفحص اللعاب، وفحص عينة من ورم القصبات بواسطة المنظار إذا توافر.
هناك عدة مراحل لتشخيص سرطان الرئة:
• أخذ المعلومات من المريض عن تاريخ المرض وعلاماته، من خلال جلسة مع الطبيب المعالج. وتشمل العوارض الأساسية السُّعال، الصعوبة في التنفس، الإرهاق، فقدان الوزن، التقيُّح الدموي، آلام الصدر، وأحياناً البحّة ونتيجة لضغط على أعصاب معينة سببه الورم السرطاني).
• الفحص الجسدي الدقيق والذي قد يكشف عن علامات تساعد في تشخيص المرض مثل الهزال الشديد، الشحوب، تسرّع التنفس، وجود بحّة في الصوت، تضخم الغدد اللمفاوية، الأزيز (عند التنصت على الرئتين - وذلك لانسداد جزئي للمجاري الهوائية)، الإلتهاب الرئوي (نتيجة لانسداد المجاري الهوائية)، أو عدم سماع أصوات التنفس (عند التنصت) على جزء معين من الرئة.
• الفحوصات المخبرية، والتي قد تكشف فقر الدم الناجم عن المرض الخبيث، كريات الدم البيض يمكن أن تكون طبيعية العدد، مرتفعة (مثلاً، عند وجود إلتهاب رئوي مرافق لمرض السرطان).
- الفحوصات الشعاعية، «x-ray» و«CT scan».
- الفحص الباثولوجي، وهو يحدد التشخيص النهائي للمرض. هذا الفحص يتطلب أخذ عينة من خلايا الورم لمعاينتها تحت المجهر. هنالك عدة إمكانات للحصول على مواد للفحص الباثولوجي كفحص البلغم تحت المجهر للتحقق من وجود خلايا سرطانية.
في حالة عدم وجود خلايا كهذه، يجب إستعمال وسيلة أخرى للحصول على خلايا مثلاً:
- يتم أخذ عينة في بعض الحالات من تنظير القصبات (Bronchoscopy).
- إجراء عملية جراحية لأخذ عينة: أخذ الخزعة بهذه الطريقة يتم في غرفة العمليات، ويتم في حالات لا يمكن فيها أخذ العينة بواسطة الإبرة.

 

تصنيف المرض


• سرطـان الرئـة ذو الخـلايا غيـر الصغيـرة:
يصنّف سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة (وهو الأكثر شيوعاً) وفقاً لثلاث خواص:
- حجم الورم ومكانه.
- وجود (أو عدم وجود) خلايا سرطانية في الغدد اللمفاوية.
- وجود (أو عدم وجود) مرض إنبثاثي لأعضاء بعيدة عن مكان الورم.


• سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة:
يصنّف سرطان الرئة ذي الخلايا الصغيرة في نوعين: «مرض محدد» لجهة واحدة من القفص الصدري أو «مرض إنتشاري».
يشخص معظم مرضى سرطان الرئة ذي الخلايا الصغيرة (60 - 70٪ من المرضى) على أن مرضهم إنتشاري بينما يكون المرض في 30 أو 40٪ من الحالات محدداً.


خيارات علاج سرطان الرئة هناك ثلاثة خيارات للعلاج:


- الجراحة: وذلك إذا لم يكن السرطان قد امتد الى أعضاء أخرى.


- الكيميائي: يلي الجراحة عادة علاج بالأدوية الكيميائية للقضاء على الورم.


- المداواة بالأشعة: يبطئ هذا العلاج نمو الورم لكنه لا يقضي عليه تماماً.


في حال الإصابة بسرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة، تعتبر الجراحة العلاج الأمثل إذا كان المرض محدوداً وقابلاً للإستئصال. العملية الجراحية تشمل إستئصال الرئة كاملة، أو إستئصال فص من الرئة (الطريقة المستعملة عادة) أو إستئصال جزء من فص رئوي. أما المرضى الذين يعانون مرضاً إنبثاثياً، فنادراً ما يستفيدون من العلاج بالجراحة.
يأخذ العلاج بالأشعة دوراً مركزياً في علاج مرضى سرطان الرئة. ويستعمل هذا العلاج لأغراض الشفاء من جهة، أو لهدف التخفيف من حدة المرض وآلام المريض من جهة أخرى.
يستعمل العلاج بالأشعة في بعض الحالات (مع أو بدون علاج كيميائي) قبل العملية الجراحية بهدف تقليص حجم الورم، وجعل استئصاله الكامل أمراً ممكناً.
العلاج الكيميائي لمرضى سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة، يشمل في غالبية الأحيان عدة أدوية إحداها مادة السيسبلاتين أو الكربوبلاتين (أدوية مصنّعة على أساس مادة البلاتين). الأدوية الأخرى التي تضاف الى أحد هذه العقاقير هي: إتوبوسيد، بكليتكسل، فينوريلبين أو جمسيتابين (جمزار).
يطيل العلاج الكيميائي عُمر المرضى الذين يعانون مرضاً إنبثاثياً أو متقدماً محلياً وقد أجريت أخيراً أبحاث أظهرت أن استعمال هذا العلاج بعد الإستئصال بالجراحة، يطيل هو أيضاً عُمر المرضى (عن طريق قتل خلايا سرطانية بقيت بعد الإستئصال الجراحي).
في حال الإصابة بسرطان الرئة ذي الخلايا الصغيرة، يظهر المرض عادة في التشعبات الهوائية الرئيسة للرئة، ويكون منتشراً خارج الرئتين، لذلك لا تصلح الجراحة في هذه الحال.العلاج بالأشعة هو جزء أساسي في علاج مرضى سرطان الرئة ذي الخلايا الصغيرة الذين يعانون مرضاً محدداً يستعمل في بعض الحالات الإشعاع الوقائي للمخ، خصوصاً للمرضى الذين تجاوبوا مع العلاج الكيميائي كلياً أو بشكل شبه كلي (هذا العلاج الوقائي يعطى نظراً الى كثرة إنبثاث سرطان الرئة ذي الخلايا الصغيرة للمخ، وبهدف القضاء على خلايا سرطانية غير مرئية هناك). والعلاج بالأشعة يستعمل ايضاً لتخفيف الأوجاع: مثلاً عند مريض مصاب بسرطان رئة إنبثاثي للعضم، يعطى الإشعاع لمنطقة المرض الإنبثاثي لتخفيف أوجاع العضم.
هنالك عدة أدوية تستعمل لعلاج سرطان الرئة ذي الخلايا الصغيرة، فقد أظهرت التجارب أن مرضى سرطان الرئة «المحدد» يستفيدون من العلاج بمادة السيسبلاتين أو الكربوبلاتين، عندما تدمج مع الإتوبوسيد. الى ذلك ثمة بروتوكولات علاج أخرى لعلاج سرطان الرئة ذي الخلايا الصغيرة.

 

الوقاية
• لا تدخن، وتوقف عن التدخين إذا كنت ما زلت مدخناً. حتى المدخنون الشرهون يستطيعون أن يخفضوا خطر الإصابة بسرطان الرئة بعد 5 سنوات من الإقلاع عن التدخين.
• يجب أن يخضع المدخنون وغيرهم من الفئات المعرضة للخطر للفحص بالأشعة السينية بشكل منتظم.
• لا تذهب الى الأماكن الملوثة والمصانع التي يوجد فيها غبار ودخان خصوصاً ما ينبعث من مادة الأسبستوس.

 

التوقعات البعيدة المدى
إذا اكتشف المرض في مرحلة مبكرة، فهناك احتمال كبير للشفاء منه، لكن وعلى الرغم من المعالجة بالجراحة أو العلاج الكيميائي فالنتيجة ليست جيدة، وأقل من 20٪ من مرضى سرطان الرئة ينجون لأكثر من خمس سنوات بعد التشخيص.
وأولئك الذين يملكون خلية صغيرة يموتون عادة من السرطان خلال سنة، لهذا من الضروري التوقف عن التدخين فوراً لخفض خطر الإصابة بسرطان الرئة.