محاضرات ودراسات

التعاون بين الجيش واليونيفيل براً وبحراً في محاضرتين
إعداد: نينا عقل خليل

العميد نهرا حول واقع الحال جنوباً:لا خروقات مهمة على الخط الأزرق
العقيد متيز والمقدم سركيس عن المراقبة البحرية:العمليات تشمل الملاحقة والمواكبة والمنع


محاضرة في كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان

نوّه مساعد قوات الطوارئ الدولية «اليونيفيل» العميد باراش نهرا (هندي الجنسية) بقدرات الجيش اللبناني وبالطاقات والتضحيات التي يبذلها في سبيل الوطن، لافتاً الى تعاونه الوثيق مع اليونيفيل، في حماية المواطنين في الجنوب والحفاظ على الأمن على طول الخط الأزرق.
كلام العميد نهرا جاء في أثناء محاضرة ألقاها حول «أهمية العلاقات بين اليونيفيل والجيش اللبناني والحفاظ على الأمن في المجتمع اللبناني»، وذلك في قاعة المحاضرات في مبنى كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان، بحضور قائد الكلية العميد الركن الياس فرحات ممثلاً العماد قائد الجيش وعدد كبير من ضباط القيادة وقادة الألوية وخصوصاً المنتشرة في الجنوب.
بعد النشيد الوطني، ألقى عريف الاحتفال العقيد الركن محمد سبيتي (مدرب في الكلية) كلمة تطرق فيها الى دور اليونيفيل في الجنوب، والى التعاون الوثيق بينها وبين الجيش اللبناني في الحفاظ على الأمن والسلام، مشيداً بحرص الجيش على حماية عناصر قوات اليونيفيل، متحدثاً عن دور الكتيبة الهندية وخبراتها العديدة.
ومن ثم بدأ المحاضر العميد نهرا محاضرته التي استهلها بكلمة إعجاب بالشعب اللبناني المعطاء المحب، وبهذا البلد الجميل الذي تتوافر فيه المقومات الجمالية والسياحية، وكذلك بالجيش اللبناني الذي بذل ويبذل التضحيات، مشيراً الى المعتقد الهندي القائل إن «كل جندي يستشهد في المعارك، يدخل الجنة فوراً».
وتطرق الى فلسفة مفهوم الأمن المتعدد الأبعاد الذي يحافظ على إستمرارية الدورة الدبلوماسية والإقتصادية والعسكرية والإستعداد لحالات الطوارئ.
وقال: «إن دور الجيوش في الأمن الوطني حيوي في الحفاظ على السيادة والسلم الداخلي، وفي الإستجابة عند حالات الطوارئ والكوارث الطبيعية وكذلك الموجبات الدولية».
وتحدث نهرا عن البيئة العالمية، حيث تظهر أقطاب جديدة الى جانب الولايات المتحدة في ظل العولمة، مشيراً الى إنتقال العالم من الحرب الباردة الى حرب الإرهاب، والى التقلبات الكبيرة التي تتعرض لها الساحة الإقليمية، لا سيما قضية السيطرة على الطاقة النفطية الكبيرة في منطقة الشرق الأوسط.
وتطرق المحاضر الى غياب الديمقراطية في المنطقة والتي تحضر بقوة في لبنان، الذي يمتاز بموقعه الجغرافي والإستراتيجي، معتبراً أن تنوعه الطائفي مصدر قوة وضعف في آن. كما تطرق الى وضع الإقتصاد اللبناني الضعيف ومؤسساته المتعثرة والى واقع المؤسسات الإعلامية.
ومن ثم تناول المحاضر دور اليونيفيل ونطاق عملها الممتد من الليطاني شمالاً الى الخط الأزرق جنوباً، إضافة الى المناطق على طول الخط الأزرق ومنها مزارع شبعا وبلدة الغجر.
وأشار الى الواقع الديموغرافي في الجنوب والى ضرورة تأهيل البنى التحتية.
وقال العميد نهرا: «جاءت اليونيفيل الى لبنان بناءً على القرارين الصادرين عن مجلس الأمن 425 - 426 في 14 آذار 1978. ومن ثم توسع نطاق عملها العام 1982، وكذلك العام 2000 إثر إنسحاب الجيش الإسرائيلي.    
أما التغيير الأخير فطرأ إثر صدور القرار 1701 عن مجلس الأمن نتيجة الإعتداءات الإسرائيلية على لبنان.
وقال إن اليونيفيل نالت نصيبها من الإعتداءات وأنها ساهمت في إنقاذ مئات الأشخاص وفي معالجة الجرحى وتسهيل عمل قوى الأمن الداخلي في مرجعيون.
وأضاف: «إن مهام الجيش الأساسية تنحصر في مساعدة الجيش اللبناني في إتخاذ الإجراءات الآيلة الى إقامة منطقة خالية من المسلحين والأسلحة غير الشرعية، وضمان أمن الحدود ومنع دخول الأسلحة، بطلب من الحكومة. واتخاذ كل الخطوات الضرورية ومراقبة أية محاولة تهدف الى سوء إستخدام هذه المنطقة، وحماية المدنيين من أي ظهور يهددهم... وكذلك تساهم اليونيفيل في نزع الألغام والقنابل العنقودية التي خلفها العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان».
وتطرق المحاضر الى هيكلية قوات اليونيفيل وعديدها المؤلف من قوات فرنسية، هندية، إيطالية، بولونية، إيرلندية، كورية، نبالية، المانية، إسبانية، إماراتية وماليزية... والى مراكز انتشارها في المنطقتين الشرقية والغربية والبالغ عددها نحو 63 مركزاً. وأشار الى وجود 137 نقطة مراقبة، بالاضافة الى قوة التدخل البحرية بواسطة البوارج الألمانية التي تمّ خفض عددها منذ فترة.
وتحدث العميد نهرا عن «الإنجازات التي حققتها اليونيفيل وأهمها، إقامة الهيئة الثلاثية الأطراف بين الجيش اللبناني واليونيفيل والجيش الإسرائيلي... وهذا بالاضافة الى الإشراف على عملية إنسحاب الجيش الإسرائيلي وانتشار الجيش اللبناني، التي تمّت بسلام ومن دون أية حوادث تذكر، على الرغم من محدودية عديد اليونيفيل في حينها». كما أكد العميد نهرا أنه لم تسجل خلال عام أية خروقات هامة عبر الخط الأزرق، وأنه في حال اكتشاف تهريب أسلحة، يُعلم الجيش بذلك، وهو يتصرف بالطريقة المناسبة.
ومن المهام التي نفّذتها اليونيفيل، مراقبة الحدود البحرية اللبنانية والخط الأزرق، وإنقاذ 11 بحاراً.
وعن التعاون مع الجيش قال: «التعاون وثيق جداً بين قيادة اليونيفيل وقيادة الجيش اللبناني، والفضل يعود في ذلك الى قائده الحكيم العماد ميشال سليمان». وأضاف: «إننا نملك القدرة الكافية لمساعدة الجيش، وهكذا فإن دوريات عديدة تسيّر بالتنسيق معه، وسوف نزيد عدد هذه الدوريات عندما تصبح البيئة ملائمة لذلك».
وفي الختام شكر العميد الركن فرحات المحاضر العميد نهرا على محاضرته القيمة، وقدم له درع الكلية باسم العماد قائد الجيش. كما وقّع العميد نهرا على السجل الذهبي في الكلية.  

 

محاضرة في قاعدة جونية البحرية

في قاعة المحاضرات في قاعدة جونية البحرية ألقى العقيد ماثيوس متيز من البحرية الألمانية يعاونه المقدم الركن البحري جوزف سركيس من القوات البحرية اللبنانية، محاضرة حول «دور وأهمية العمليات البحرية في مراقبة المياه الإقليمية»، وذلك بحضور ممثل قائد الجيش العميد الركن البحري بطرس أبي نصر قائد القوات البحرية وعدد من الضباط من مختلف قطع الجيش.
بدأت المحاضرة بمداخلة العقيد ماثيوس الذي عرّف بمبدأ المراقبة عامة، والمراقبة البحرية على وجه الخصوص والتي تنفّذ بواسطة الأقمار الإصطناعية والطائرات على مختلف أنواعها، والوحدات البحرية، والغواصات، والرادارات، وهي بذلك نتيجة مجهود فريق متكامل.
وشرح العقيد ماثيوس «الصورة البحرية المعرّفة» والتي تتضمن معلومات مفصّلة عن كل باخرة أو سفينة أو وسيلة بحرية تدخل المياه الإقليمية، ومصدرها، والتقنيات والوسائل المستعملة فيها كافة.
وعن المصالح والحقوق الوطنية في المياه الإقليمية قال إنها تتضمن سلامة وأمن المنطقة وتبادل البضائع ومنظمات الإنقاذ والبحث، والصيد البحري، والتلوث البيئي والإستعمال التجاري للبحر.
وتحدث عن التحديات الأمنية البحرية والتي تتمثل في محاربة التهريب وتجارة الرقيق والقرصنة، وتجارة الأسلحة وتلويث البحر والجرائم المنظمة بواسطة البحر، والصراع على الحدود البحرية والصيد غير الشرعي.
بعدها كانت مداخلة للمقدم البحري سركيس الذي تطرق الى البيئة البحرية في لبنان، وعمليات المراقبة البحرية لمياهه الإقليمية، والتي تنفذها قوات البحرية في الجيش اللبناني خصوصاً، لافتاً الى أن حوالى 75 في المئة من تجارته الخارجية تتم عبر مرافئه البحرية ما يشكّل تحدياً كبيراً لضبط الحدود البحرية، والتي تمتد حوالى 210 كلم على طول الشاطئ.
ثم تابع العقيد ماثيوس فتحدث عن العمليات البحرية التي تنفّذها السلطات العسكرية والمدنية لتطبيق القانون وحماية المدنيين والحفاظ على المصالح الوطنية والدولية، ومنع تهديدات ومخاطر النشاطات غير القانونية في المجال البحري... وقال إن هذه العمليات تشمل المراقبة والملاحقة والمواكبة والملاحقة الوقائية، والمنع البحري، مستفيضاً في شرح مسببات هذا المنع وطرقه وتدرّجه، خصوصاً في ظل الظروف الحالية والتي تعطي اليونيفيل مهمات مراقبة وتنسيق مع القوات البحرية اللبنانية، كما قدّم لمحة إحصائية عن أعمال المراقبة التي تمت خلال سنة.   
وفي مداخلته الثانية تحدّث المقدم سركيس عن نظام مراقبة البحرية اللبنانية والسلطات التي تسهم بتنفيذه ومنها، الأمن العام والجمارك ومديرية النقل البحري والقوات البحرية في الجيش اللبناني. وفي هذا الإطار شرح وضع المراقبة في القوات البحرية والمعدات والطرق المستعملة، مع الأخذ بعين الإعتبار المبادرة الألمانية لتحسين وتطوير هذا النظام من خلال شبكة رادارية، وتقديم قاربي دورية كهبة، الى إتفاقيات لتدريب العناصر اللبنانيين من قبل البحرية الألمانية.
من جهته ختم العقيد الألماني ماثيوس المحاضرة متناولاً طريقة تنفيذ قوات اليونيفيل لمهماتها الشرعية بالتنسيق مع القوات البحرية اللبنانية، والتي تتضمن تطبيق مبدأ السيادة على المياه الإقليمية، ومنع دخول الأسلحة والمعدات العسكرية عبر البحر، ونشر القوات البحرية المطلوبة مع التنسيق وتبادل المعلومات ونتائج المراقبة من قبل الطرفين؛ كذلك إستقبال قوارب اليونيفيل في المرافئ اللبنانية عند الحاجة، وتبادل ضباط الإرتباط والتنسيق المعلومات لتغطية سلامة المياه الإقليمية اللبنانية.
وفي الختام قدم العميد الركن البحري أبي نصر الى العقيد الألماني ماثيوس متيز درعاً باسـم قائد الجيـش العمـاد ميشـال سليمـان عربون شكر.