ملف العدد

التعليم المهني والتقني الرسمي في لبنان


94 معهداً ومدرسة تغطي مختلف المناطق والاختصاصات

تعاون بين قيادة الجيش ومعهد الصنائع والفنون حيث 23 عسكرياً يدرسون اختصاص ميكانيك الطيران

نما قطاع التعليم المهني والتقني في لبنان بشكل ملحوظ في خلال السنوات الأخيرة بحيث بات عدد المعاهد والمدارس في هذا القطاع نحو 300، بينها 94 تابعة للتعليم الرسمي، تتوزع في مختلف المناطق اللبنانية وتغطي الاختصاصات المتنوعة. «الجيش» تلقي في ما يلي الضوء على واقع هذا القطاع الذي يستوعب عشرات الآلاف من الطلاب في مستويات واختصاصات مختلفة، من خلال مقابلة مع مدير عام التعليم المهني والتقني يوسف ضيا. كما تتعرف إلى معهد الصنائع والفنون الذي تأسس منذ أكثر من قرن، في مقابلة مع مدير المعهد ريمون أبو سليمان.


 

ضيا: 94 معهداً ومدرسة لمختلف الاختصاصات والمستويات

* ما هو عدد المعاهد والمدارس المهنية والتقنية في لبنان، وكيف يتم ضبط الخاص منها؟
- يوجد في لبنان اليوم حوالى 300 مـعـهـد ومدرسة مهنية وتقنية، 94 منها تابعة للقطاع الرسمي والباقي في القطاع الخاص، وهذه الأخيرة بغالبيتها مرخّص لها بحسب الأصول وموافق عليها من قبل المديرية العامة للتعليم المهني والتقني. تعمل هذه المعاهد والمدارس وفق المناهج المعتمدة من قبل المديرية. ويتم تطبيقها في مختلف الاختصاصات والمستويات، إلاّ اننا لا نستطيع كمديرية عامة، مراقبة هذه المعاهد كلها بسبب النقص في الموظفين، لذا نعتمد على غربلة الامتحانات الرسمية والتي تكوّن مرآة نفرق من خلالها المعاهد الكفوءة من تلك غير الكفوءة؛ وهذه الأخيرة سوف يتقلص الطلب عليها فتقفل أبوابها بعد فترة حكماً. وبهذه الطريقة تكون المعاهد في كل فترة قد قامت بعملية انتقاء طبيعية (من تلقاء ذاتها) بواسطة الضمان الوحيد وصمام الأمان لهذه التعددية، وهو الامتحانات الرسمية.

 

* كم يبلغ عديد الطاقم التعليمي في هذا القطاع؟
- تضم مديرية التعليم المهني والتقني حوالى 1200 أستاذ متفرغ وستة آلاف أستاذ متعاقد، وجرى الحديث منذ فترة قريبة لضم خدمات هؤلاء المتعاقدين وادخالهم في الملاك إلاّ أن هذا القانون تم رفضه. ويهمنا كمديرية تبحث عن الأفضل لطلابها، ان نتعاقد كلما دعت الحاجة مع عناصر من سوق العمل يغنوننا من خبراتهم ونختارهم في الاختصاصات التي نحتاجها وبالمواصفات التي نحددها كلما دعت الحاجة لذلك؛ خصوصاً وإننا نرافق ركب التطور في هذا الاطار، فنختار دوماً أكفأ وأمهر الأساتذة في مجال عملهم في سوق العمل. كما اننا نتعاقد مع الطلاب الذين تخرجوا من معاهدنا، والذين نجد لديهم الكفاءة اللازمة لنقل خبراتهم وتجربتهم الى طلاب جدد يبحثون عن المعرفة والعلم والخبرة.

 

مستويات التعليم والشهادات

* ما هي مستويات التعليم المهني والتقني وما هي الشهادات الممنوحة؟
- يشمل التعليم المهني والتقني مستويات ثلاثة: أولها، مستوى التأهيل المهني الذي يضم المهن والحرف ذات الطابع اليدوي والآلي البسيط والتي لا تتطلب ممن يمارسها سوى مهارات أساسية ومعارف أولية بالمهنة. ينتسب إلى هذا المستوى الذين أنهوا المرحلة الابتدائية من التعليم الأساسي. إضافة إلى المتأخرين دراسياً والمتسربين من التعليم الأساسي. يعتمد هذا المستوى على نظام الوحدات التدريبية المستقلة، ويمنح المتدرب بعد اجتيازه بنجاح كل وحدة افادة خاصة مصدقة رسمياً. وإلى جانب نظام الوحدات المجزأة، ثمة نظام آخر يتضمن مرحلتي تأهيل مهني تتطلب كل منهما سنتي دراسة. المرحلة الأولى تنتهي بشهادة الكفاءة المهنية، ويتابعها التلامذة الذين أنهوا الصف الخامس أو السادس من التعليم الأساسي. والثانية تنتهي بشهادة التكميلية المهنية ويتابعها التلامذة بعد إنهاء الصف الثاني متوسط أو السابع أساسي. المستوى الثاني في التعليم المهني والتقني هو الثانوي. تمتد هذه المرحلة على ثلاث سنوات وتتضمن شهادتين رسميتين:
- الأولى شهادة الثانوية التقنية أو البكالوريا التقنية ومدتها 3 سنوات، ويمكن للحائزين شهادة التكميلية المهنية أو الشهادة المتوسطة أو ما يعادلها الاشتراك في مباراة الدخول للإعداد لهذه الشهادة، التي بدورها تخول حاملها الاشتراك في مباراة الدخول الى الجامعات والمعاهد الفنية لمتابعة الدراسة الفنية العالية.
- أما الثانية فهي شهادة الثانوية المهنية - النظام المزدوج - البكالوريا المهنية ومدتها ثلاث سنوات أيضاً، ويشترك في مباراة الدخول إليها الحائزون الشهادة التكميلية المهنية أو الشهادة المتوسطة أو الصف الرابع متوسط، ويخضع الطــلاب في نهاية المرحــلــة الى امتــحانات رسمية.
المستوى الثالث هو المستوى الفني العالي الذي يعد الكادرات الفنية العالية للمهن ذات الطابع الفني المتطور، وهو يتضمن مرحلتين: الأولى، مرحلة الأطر الوسطى وتمتد على ثلاث سنوات يحصل الطالب في نهايتها على شهادة الامتياز الفني. والثانية هي مرحلة الأطر العليا وتمتد على سنتين تعقبان المرحلة السابقة، وتؤدي وفقاً لطبيعة الاختصاص الى نيل إحدى الشهادات التالية: الاجازة الفنية، أو الهندسة الفنية أو الاجازة التعليمية.

 

* كم عدد المعاهد والطلاب الذين ينضوون ضمن هذا القطاع التعليمي؟
- لقد بلغ عدد المدارس والمعاهد المهنية والتقنية الرسمية في جميع المحافظات في العام الدراسي 2005-2006 حوالى التسعين. إلاّ انها في العام الدراسي الحالي تزايدت مع بروز أربع مؤسسات تربوية جديدة ليصل العدد الى أربع وتسعين مدرسة ومعهداً رسمياً.
وفي العام الدراسي الماضي وصل عدد الطلاب في المعاهد الرسمية في مختلف الاختصاصات الى 30 ألف طالب؛ أما في المعاهد الخاصة فوصل عددهم الى 70 ألفاً أي، ما يوازي المئة ألف طالب في القطاعين العام والخاص، تقدم منهم للامتحانات الرسمية حوالى العشرين ألفاً (في الصفوف النهائية).

 

المناهج والصعوبات

* ما هي الإجراءات التي تتخذونها للحفاظ على المستوى التعليمي في هذا القطاع؟
- نحرص دوماً على أن تكون المناهج واضحة ومتطورة وموسعة؛ فنعمل بشكل متواصل على تحديثها بحسب ملاحظات ودراسات المختصين؛ ويتم تأليف لجان فنية متخصصة لإعادة النظر بهذه المناهج دورياً لتتوافق وتطور سوق العمل. كما ان المعاهد التقنية والمهنية كلها مؤمنة بأحدث التجهيزات الفنية التي تتلاءم مع المناهج المحدثة، لأننا كوزارة وإدارة نسعى أن نخرّج طلاباً بمؤهلات وكفاءات عالية تقدم لهم فرصة للإنخراط في سوق العمل بكل سهولة؛ خصوصاً وإن الطالب ينهي تعليمه في المعهد حاملاً خبرة وتدريباً اكتسبهما في أثناء الدراسة يتوافقان بشكل كامل ومتطلبات وحاجات الوظيفة في أية مؤسسة مهما كان مستواها. والجدير بالذكر ان مواكبة تطور الخبرة والتدريب داخل المعهد هو سيد الموقف. ولذلك فنحن كإدارة تعليمية، نتعاون مع أكثر الفعاليات والمنظمات والهيئات الاقتصادية والجمعيات الأهلية لمساعدتنا على تحديث مناهجنا وتجهيزاتنا بشكل متواصل. ومن ضمن هذا التعاون هنالك الاتفاقية بين الحكومة اللبنانية والحكومة الألمانية، وهي «مشروع النظام المزدوج GT2» الخاص بالتعليم التقني والمهني. وفي هذا الإطار قامت الحكومة الألمانية بإعادة تأهيل وترميم وتجهيز 36 معهداً ومدرسة فنية رسمية متضررة في المناطق اللبنانية كلها، باستثناء بلدتي بنت جبيل والخيام اللتين تولتهما الامارات العربية المتحدة.

 

* ما هي الصعوبات التي تواجهونها في هذا المجال التعليمي؟
- ان أحد الأهداف الأساسية للمديرية العامة للتعليم المهني والتقني هو تمكين الطلاب من اكتساب الخبرات والكفاءات والمهارات اللازمة التي تعطيهم القدرة على الانخراط في سوق العمل، وبالوظائف التي يحتاجها. وهذه المواكبة لتطور المعلومات والخبرات والتجهيزات الفنية تتطلب منا سعياً دائماً للتحسين، الأمر الذي يؤدي الى متطلبات مالية واعتمادات مفتوحة غير متوافرة حالياً بسبب السياسات المالية المفروضة منذ مدة غير قصيرة. ومنذ فترة جرى الحديث عن ادخال المديرية في مشروع البنك الدولي، لكن المشروع توقف واليوم نعمل مع الاتحاد الأوروبي، الذي قام بمشروع مشترك، لتأسيس معهد في البقاع بقيمة 5 ملايين يورو نصفها من الخبرات والنصف الآخر تجهيزات لهذا المعهد. وأضاف ضيا: نعاني أيضاً تبعثر الاختصاصات والمدارس المهنية في المناطق البعيدة والتي تضم في أحيانٍ كثيرة عدداً قليلاً من الطلاب، إلاّ إننا لا نستطيع تجاهلهم لأن رسالتنا تقضي بتشجيع ونشر هذا التعليم حيث الحاجة إليه.

 

تعاون مع قيادة الجيش

* كيف تم التنسيق مع قيادة الجيش بخصوص الطلاب العسكريين؟
- بدأ التعاون بين المديرية العامة للتعليم المهني والتقني منذ حوالى الثلاث سنوات، حيث تم تأهيل وتدريب عناصر من الجيش من مديرية الشؤون الجغرافية في اختصاص المساحة، في دورة استمرت عاماً كاملاً. وفي العام الدراسي الحالي طلبت منا قيادة الجيش وفي كتاب رسمي الى الوزارة، تدريب حوالى 23 عنصراً من القوات الجوية في اختصاص ميكانيك الطيران في مدرسة الصنائع والفنون فلبينا الطلب مرحبين، مع اعفاء الطلاب العسكريين من رسوم التسجيل. كما تمّ التعاقد بشكل خاص لهذه الدورة مع أساتذة متخصصين لتأمين تدريس المواد الضرورية ضمن موازنة المديرية الخاصة لهذه الدورة، ولمدة سنة كاملة. وختم المدير العام للتعليم المهني والتقني الأستاذ يوسف ضيا كلامه قائلاً: «إننا بتعاوننا مع هذه المؤسسة العريقة نسهم بجزء ولو كان بسيطاً من الواجبات المطلوبة منا. كما اننا نحرص دوماً على استمرار هذا التعاون المشترك.

 

أبو سليمان: في الدكوانة أكبر تجمع للتعليم المهني والتقني

عن معهد الصنائع والفنون الذي يرأس ادارته منذ حوالى الست سنوات تحدث الأستاذ ريمون أبو سليمان معرفاً بالمعهد العريق ومستوياته التعليمية والجهود التي تمّ بذلها لتحسينه وتقديم الأفضل لطلابه.
بداية تحدث الأستاذ أبو سليمان عن تاريخ التعليم المهني والتقني وعن نشأة هذا المعهد وتطوره عبر السنين فقال:
تأسست مدرسة الصنائع والفنون بأمر من الوالي العثماني العام 1905، في منطقة الحمرا. وكانت آنذاك أول مدرسة من نوعها في الشرق. وفي البداية كان التعليم فيها مقتصراً على اختصاصات محدودة، كالنجارة والحدادة وصناعة النسيج والأحذية، وكلها كانت مهناً حرفية بسيطة. في الستينيات تطوّر واقع التعليم المهني والتقني فأنشئت عدة مدارس في المحافظات الخمس. والعام  1962 نقلت المدرسة الى منطقة الدكوانة. آنذاك كانت مدرسة منفردة، الى أن أنشئت تباعاً عدة مدارس من حولها ليصبح في هذه المنطقة أكبر تجمع للتعليم المهني والتقني في الوطن.
والجدير بالذكر ان التعليم المهني والتقني أصبح اليوم منتشراً بشكل كبير، ليتخطى عدد المعاهد والمدارس الرسمية في أنحاء البلاد التسعين، بعضها ثمرة مشاريع مشتركة بين الدولة والمؤسسات الخاصة. كما تشعبت وتطورت الاختصاصات في المدارس لتشمل الى الصناعية منها أخرى باراتكنيك (غير صناعية)، وتمريضية، وفندقية، وسمعية وبصرية...

 

* ما هي الأولويات التي تلتزمونها في عملكم؟
- أول أهداف المدرسة «تنمية قدرات الطالب»؛ فطلاب المدارس يأتون من مجتمعات مختلفة بثقافات ومستويات وبيئات متباينة، ويقع على كاهل المدرسة وأفراد طاقمها، تنمية شخصية الطالب وليس قولبته بحسب متطلبات المدرسة. وتشمل تنمية شخصية الطالب تحفيز ضميره المهني وصقل سلوكه التربوي وعلاقاته الاجتماعية مع رفاقه وأساتذته؛ وكذلك مراعاة احترامه للأنظمة والقوانين في المدرسة خصوصاً وفي الوطن عموماً؛ هذه الأنظمة تطبق بشكل صارم إنما حضاري، وبروحية شفافة ومسؤولة، ونتيجة ذلك تكون إيجابية بشكل دائم ولا تتعارض مع مصلحة الطالب.
ونحن نحرص دوماً على احتضان الطالب وجعله يحرص على مدرسته ويحبها ويحافظ عليها وعلى محتوياتها، مسجلين خلو سجلات الطلاب من أية مخالفة مهما كانت بسيطة من هذه الناحية.
كما ان همنا الأول والأخير هو تعليم طلاّبنا إضافة إلى الاختصاص الذي اختاروه، كيفية حب الوطن واحترام أرضه وشعبه والذود عنه كل بطريقته الخاصة.

 

* كيف يتم التعامل مع الطلاب خصوصاً في هذه المراحل الدقيقة؟
- ان علاقتنا بأهالي الطلاب مميزة جداً ونحرص دوماً على أن تكون كذلك. فنحن على اتصال دائم بهم، ونناقش وإياهم أمور أبنائهم المدرسية والاجتماعية والسلوكية بكل مهنية وانفتاح، حرصاً منا على تحسين مستوى أداء كل طالب، وحل أية مشاكل يمكن أن تعترض تطوره العلمي والاجتماعي. إذا لوحظ وجود مشكلة لدى أحد الطلاب فإننا نستدعي أهله مهما بعدت المسافة، ونحاول وإياهم الوصول الى حل جذري للمشكلة بطريقة سلمية ومقنعة. وفي الوقت عينه نراقب التلميذ عن كثب وباستمرار ونشجعه على التحدث عما يزعجه وعن الأمور التي برأيه تقف حجر عثرة في طريق تحصيله العلمي. وأود أن أذكّر هنا بأهمية أن تكون المدرسة مكاناً يلجأ إليه الطالب بفرح دائماً، فهي ليست سجناً إنما مكان للتحصيل العلمي وللنمو الشخصي وللتواصل الاجتماعي الصحيح.

 

ثلاثة مستويات آخرها الامتياز الفني

* ما هي المراحل التعليمية والشهادات الممنوحة للاختصاصات المتوافرة في المعهد؟
- في المعهد ثلاث مراحل للتحصيل العلمي أولها: المستوى الثانوي المهني (النظام المزدوج مع المشروع الالماني - اللبناني)، ويمكن للطالب الذي رسب في شهادة البريفيه أن يلتحق بهذا النظام الذي يشمل 3 سنوات تعليمية؛ في السنة الأولى يكون النظام التعليمي مكثفاً لمدة 5 أيام في الأسبوع (24 ساعة أسبوعياً من الأعمال التطبيقية و16 ساعة أخرى نظرية). أما في السنتين الثانية والثالثة فالتعليم يشمل التدرب لمدة 3 أيام أسبوعياً في مؤسسة صناعية يحددها منسق الاختصاص، إلى يومين في داخل المدرسة لمتابعة العلوم النظرية والتطبيقية. وفي فصل الصيف يتدرب الطالب في مؤسسة صناعية باشراف المدرسة. يخضع بعدها لامتحانات رسمية ينال على أثرها شهادة الثانوية المهنية، التي تخوّله، إذا أراد، وبعد سنتين من العمل في اختصاصه، الالتحاق مجدداً بالمدرسة لنيل شهادة الماستر بدوام يتناسب مع دوام عمله الخارجي. والجدير بالذكر ان هذه الشهادة الرسمية تعادل شهادة الامتياز الفني في جميع الحقول والمراكز والوظائف.
ثانياً: مستوى البكالوريا الفنية، التي يشترط للانتساب إليها انهاء صف الرابع متوسط بنجاح أو حيازة شهادة البريفيه أو التكميلية المهنية. وبعد 3 سنوات دراسية يحصّل فيها الطالب علومه في الاختصاص الذي اختاره، يخضع لامتحان رسمي، يخوله اذا نجح متابعة دراسته مباشرة بمستوى الامتياز الفني، أو الدخول الى الجامعة لمتابعة تحصيله العلمي، مع الاشارة الى أن بعض الجامعات لا يطبّق النظام نفسه في هذا الاطار.
ثالثاً: مستوى الامتياز الفني، الذي اعتمد منذ 6 سنوات في المدرسة الاختصاصات غير الصناعية، وذلك نظراً الى كثافة المرشحين لهذا المستوى، ولإمكان استيعابهم في المدرسة من جميع النواحي. وقد جرى تدريب الطلاب وتدريسهم بشكل مباشر وهم من حملة شهادة الثانوية العامة أو البكالوريا الفنية في اختصاصات المراجعة والخبرة في المحاسبة، والمعلوماتية الادارية، والادارة والتسويق.
ويجري التحصيل العلمي في هذا المستوى بدوام مسائي وذلك لمدة ثلاث سنوات تخول الطلاب الحصول على شهادة الامتياز الفني.

 

الاختصاصات تشمل ميادين متنوعة

حول الاختصاصات المعتمدة في هذه المستويات الثلاث، شرحها الأستاذ أبو سليمان كالآتي:
- الــثانــويــة المــهـنـيـة: مـيــكانـيـك سيــارات، ميكانيك صناعي، كهرباء صناعية، تدفئة وتمديدات صحية.
- الماستر: ميكاترونيك سيارات، تقنية المعادن، والكهرباء الصناعية.
- البكالوريا الفنية: الالكترونيك، الكهرباء الصناعية، ميكانيك السيارات، الميكانيك الصناعي، ميكانيك الطيران، التدفئة والتبريد، المساحة، الرسم المعماري والتجميل الداخلي.
- الامتياز الفني: مراجعة وخبرة في المحاسبة، المعلوماتية الادارية، والادارة والتسويق.
وعن مشروع التعاون بين الجيش ومعهد الصنائع والفنون تحدث الأستاذ أبو سليمان قائلاً:
لقد تشرفت ادارة المؤسسة منذ 3 سنوات بإجراء دورة لمدة سنة واحدة لـ26 عنصراً من الجيش اللبناني بناءً على طلب من قيادة الجيش، وذلك في اختصاص المساحة. لقد كانت تجربة مثمرة للغاية، حيث توصلنا مع العسكريين المتدربين الى نتائج مرضية، اذ كانوا طلاباً مجدّين وجديين ونظاميين بشكل ملحوظ. وقد تخرّجوا في نهاية الدورة بمستوى مسّاحين رسميين يؤمنون ما يلزم لعملهم في مديرية الشؤون الجغرافية. وفي السنة الدراسية الحالية وبناءً على طلب من وزارة الدفاع، تم اعداد منهاج خاص لتدريب 23 عنصراً من الجيش من القوات الجوية، يتلاءم مع متطلبات الدورة الخاصة ومستويات الطلاب المميزين، مع إعداد أساتذة للتدريب. الدورة التي تستغرق حوالى السنة بدأت بتاريخ 11 كانون الأول الحالي، وهي تشمل دروساً نظرية وأخرى تطبيقية في اختصاص ميكانيك الطيران الضروري للعمل في القوات الجوية. يبدأ الدوام الدراسي من الثامنة صباحاً وينتهي في الثالثة من بعد الظهر، مع قيام هؤلاء العسكريين بالتدرب يومياً في القاعدة الجوية في مطار بيروت في فترة بعد الظهر.

وفي نهاية حديثه تمنى الأستاذ ريمون أبو سليمان «أن تكون هذه المبادرة من قبل قيادة الجيش، وهذه الثقة التي أولتنا إياها ناجحة على المديين القريب والبعيد. ونأمل خلال السنوات القادمة تأدية واجبنا من خلال تدريب جنود هذا الوطن على أي اختصاص متوافر في مدرستنا يمكننا تأمينه لدعمهم ومساعدتهم، على قدر ما نستطيع بإمكاناتنا المتواضعة.

 

تصوير:فادي البيطار