ملف العدد

التعليم في الجيش: عملية متواصلة تواكب الحداثة
إعداد: ريما سليم ضوميط

تشكل توجيهات التعليم حجر ّتشك الزاوية في إعداد القادة وتدريب الوحدات، لتطوير المستوى الاحترافي للعسكريين، وتعزيز جهوزيتهم لتنفيذ مهماتهم على أكمل وجه. والتعليم في الجيش عملية متواصلة، فبين التحاقه وتقاعده يتابع العسكري  تتكامل ً ا طويلا ًا تعليميًمسار فيه المعارف العسكرية والعلوم العامة. أهداف التعليم في الجيش، ر أمور مديرية ّ مع مسيٍفي لقاء التعليم العقيد الركن حنا لطيف.

 

• ما هي الأهداف الكبرى والتوجهات العامة لعملية التعليم في الجيش، وكيف يمكن تحديدها وفق المستويات والمراحل؟

- تتمحور الأهداف الكبرى حول إعداد جيش قوي بجميع مكوّناته البرية والجوية والبحرية، وقادر على حماية الوطن وأبنائه ومؤسساته في مواجهة مختلف التحديات والأخطار، بالإضافة إلى صون السلم الأهلي والعيش المشترك من خلال تعزيز ثقة المواطنين بجيشهم، والتدريب الهادف والفعّال، والتزام القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني، والتعاون مع باقي الأجهزة الأمنية والمؤسسات والقوات العاملة ضمن إطار قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.

 

أما التوجهات العامة للتعليم فترتكز على إعداد الوحدات للقتال، وتعزيز القدرة على تنفيذ المهمات الحالية والمرتقبة، وفق الأخطار المحتملة وضمن الإمكانات المتوافرة، واستنادًا إلى العقيدة القتالية للجيش اللبناني، باتباع الخطوات الآتية:

١- التركيز على الاحتراف المهني من خلال:

أ- إعداد مقاتل/ تقني أو عنصر دعم قتال محترف قادر على أداء مهام متنوعة.

ب- تفعيل دور الرتيب في الجيش من خلال رفع قدراته وتعزيز كفاءاته التقنية والقتالية.

ج- رفع الكفاءة المهنية والوظيفية للضباط القادة والأعوان.

٢- تطوير الأداء القتالي الجماعي من مستوى فصيلة، سرية، لفيف فرعي، لفيف تكتي، لواء وحتى وحدات مشتركة.

٣- تطوير المناهج التعليمية والتدريبية في المعاهد والكليات والمدارس بما يتناسب مع التحديات المستجدة، ونظريات العلم العسكري الحديثة، بالإضافة إلى مواكبة التطور التكنولوجي وثورة المعلومات.

٤- إعداد طواقم للأسلحة والأعتدة المحققة والمرتقب استلامها.

٥- الاستمــرار في تعزيـز جهـوزيـة الوحـدات المتخصصـة، لا سيما أفـواج الحـدود البريـة، على صعيـد مراقبـة الحــدود وضبطها وحمايتهـا، بالإضـافة إلى تعزيـز جهوزيـة الوحـدات المنتشـرة في قطاع جنـوب الليطاني، ورفع مستـوى أدائهـا العمـلاني إلى الحـد الذي يمكّنـها من تـولّي مهمـات قوات الأمـم المتحـدة المؤقتـة في لبنـان مستقبلًا.

٦- التركيز على اللياقة البدنية للعسكريين، ومراقبة مؤشر البدانة في الوحدات.

٧- تعزيز التعـاون مـع الجامعـة اللبنانيـة ومختلـف الجامعـات الوطنية، المركز التربوي للبحوث والإنماء، مؤسسات الدولة وإداراتها، وذلك عبر تبادل الخدمات والخبرات معها في المجالات جميعًا.

٨- تعزيز دور الإناث في الجيش والعمل على تطوير قدراتهن، وفتح الباب أمامهن للتخصص فيما أمكن من المجالات المتوافرة في الجيش.

 

مستويات التعليم ومراحله

ويشير العقيد الركن لطيف إلى أنّ التعليم والتدريب هما حلقة مستمرة، متواصلة وتراكمية، لا تتوقف حتى في أحلك الظروف. فالتدريب هو الوسيلة الأساسية في تخفيف الخسائر البشرية في أثناء العمليات العسكرية التي يرتكز نجاحها على تطبيق ما تعلّمه المقاتل خلال التدريب. كما أنهما في تحديث دائم لمجاراة التطور في العلم العسكري، وخصوصًا لجهة التقنيات التكتية والقتالية الخاضعة للتغيير، نتيجة التقدم التكنولوجي المتواصل من جهة، ونتيجة العِبَر المستقاة من المعارك والحروب والأحداث الدولية من جهة أخرى. من هنا، تقوم المديرية في نهاية كل عام، بتقييم شامل لعملية التعليم والتدريب للعام المنصرم لتحديد الثغرات والنقاط الواجب تحديدها عند تحضير توجيهات التعليم للعام التالي.

ويشمل التدريب قطع الجيش ووحداته كافة، ويكون في الكليات، المعاهد والمدارس العسكرية، بالإضافة إلى مراكز التدريب المتخصصة في الوحدات. وتنطلق عملية التعليم من محورَين متلازمَين ومكملَين لبعضهما البعض، التدريب الفردي وتدريب الوحدات.

 

التدريب الفردي والذي يشكل المرحلة الأولى، يتم على مستويين:

- تدريب الضباط في الداخل والخارج (دورات عسكرية: آمر سرية، قائد كتيبة…) تمارين تكتية، تمارين على مشبهات الرمي، ورش عمل متنوعة، دورات متخصّصة بالإضافة إلى التدريب البدني الذي يشمل الرياضة السنوية والثلاثي الحديث والرماية.

- تدريب الرتباء والأفراد، وفق الاختصاص (مشاة، مدرعات، إشارة، أمانة سر، قوى جو وقوى بحر...) وتدريب على الأسلحة، التدريب البدني، والتدريب مع فرق أجنبية متخصصة.

أما المحور الثاني المتمثل بتدريب الوحدات، فهو يشكّل أساس المرحلة الثانية من التدريب التي تبدأ في منتصف كل عام، بعد إنهاء التدريب الفردي، وتشمل التمارين القتالية لمستوى حضيرة، فصيلة، سرية، لفيف فرعي، لفيف تكتي، مخيّمات، تمارين أسلحة مشتركة، وتمارين قوات مشتركة (بر، بحر، جو)، وتنتهي هذه المرحلة بمناورةٍ تكتية يُعمَل في نهايتها على تقييم القطع والوحدات وتصنيفها.

ومن التدريبات الحديثة، التدريب الخاص بالوحدات المتخصصة. إذ أنشىء في هذا الإطار مركز تدريب لأفواج الحدود البرية بدعمٍ بريطاني- أميركي، بهدف تعزيز كفاءة عناصرها واحترافهم المهني. كما أنشئت المدرسة الإقليمية لنزع الألغام لأهداف انسانية بدعم فرنسي بهدف تعزيز قدرات عناصر الهندسة التي تعمل في مجال نزع الألغام ومعالجة العبوات والذخائر غير المنفجرة، وهي مؤهلة أيضًا لاستقبال متدربين عرب وأجانب، وحتى مدنيين يعملون في هذا الحقل.

 

• ما هو حجم التعاون بين الجيش والقطاع الجامعي في لبنان والدول الصديقة؟

- يعود التعاون بين الجيش والقطاع الجامعي إلى العام ٢٠٠٤، (تاريخ توقيع أول اتفاقية تعاون مع الجامعة اللبنانية) والتي تلتها عدة اتفاقيات، تضاعفت في السنوات الثلاث الأخيرة حتى وصلت لتاريخه إلى ١٧ اتفاقية، ناهيك عن بعض الاتفاقيات المعقودة مع معاهد ومراكز وجمعيات ومنظمات محلية. والعمل جارٍ على توقيع خمس اتفاقيات جديدة بالإضافة إلى تطوير الاتفاقيات المعقودة سابقًا وتحديثها وفق التطور العلمي وحاجات الجيش على الصعيد الأكاديمي. وانطلاقًا من أهمية التعاون بين الجيش والجامعات، استحدثت قيادة الجيش في العام ٢٠١٧، قسمًا متخصصًا لهذه الغاية في أركان الجيش للعمليات - مديرية التعليم هو قسم الجامعات والمعاهد.

جديرٌ بالذكر أنّ قائد الجيش العماد عون شجّع، عند تولّيه القيادة، التعليم في الجيش من خلال عدّة خطوات من بينها تعديل أسس انتساب العسكريين إلى المؤسسات التعليمية، وتعديل آلية منح ترخيص للعسكريين طالبي التدريس في الجامعات، إذ سُمح للضباط من رتبة عقيد وما فوق ممن يستوفون الشروط، بالتدريس في الجامعات من دون بدل مادي، شرط الاستحصال على قرارٍ من وزير الدفاع بعد موافقة قيادة الجيش.

وقد ترافق تعزيز التعاون مع الجامعات في لبنان في السنوات الأخيرة، مع ازدياد عدد العسكريين الذين يتابعون الدراسات العليا بنسبة تقارب الثلاثين في المئة، فيما ارتفع عدد العسكريين الذين يتابعون دراسات جامعية مختلفة بنسبة تصل إلى أربعين في المئة، وقد أسهم في ذلك ارتفاع نسبة الجامعات المتعاقدة مع الجيش وزيادة نسبة الحسومات للعسكريين.

أما التعاون مع الدول الصديقة، والذي تعود بدايته إلى تاريخ نشأة الجيش، فقد تطور بشكلٍ كبير خلال السنوات الخمس الأخيرة، إن من حيث عدد الدول الذي بات يفوق العشرين دولة، أو لجهة طبيعة التعاون المتمثل بانتداب عسكريين لمتابعة دورات في الخارج، حضور مؤتمرات وورش عمل، أو استقدام خبراء وفرق تدريب متخصصة. وقد تم خلال هذا العام، تفعيل المشاركة في تمارين تكتية دولية، من خلال انتداب مجموعات عسكرية من الجيش اللبناني (فصيلة من مغاوير البحر وعناصر من القوات الجوية)، شاركت إلى جانب عسكريين متعددي الجنسيات في تمرين Joint Stars ٢٠١٩ في سردينيا-إيطاليا. كما انتُدب ٦٤ عنصرًا من فوجَي التدخل الخامس والسادس إلى الأردن للمشاركة في تمرين «الأسد المتأهب». إلى ذلك، شارك فريق من الوحدات الخاصة في مسابقة المحارب الدولية في الأردن، حيث حل في المرتبة الرابعة من أصل ٣٧ فريقًا.

أما في الداخل، فقد ازداد في السنوات الثلاث الأخيرة موضوع استقدام بعثات تدريب متحركة ومؤقتة (MobileTrainingTeam) وعلى درجة عالية من التخصّص والاحتراف لتنفيذ دورات تدريبية في مختلف وحدات الجيش، بالإضافة إلى التدريب المشترك والمتواصل مع مختلف وحدات قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان. كذلك، يحضر سنويًا عدد من الضباط الأجانب والأشقاء العرب لمتابعة دورات تدريبية مع الجيش لا سيما دورة الأركان.

 

• هل هناك اختصاصات معينة في التعليم الأكاديمي أو المهني يُشجّع العسكريين على متابعتها؟

- يوجد عدد من الاختصاصات التي يحتاج الجيش إليها، لا سيما بعض اختصاصات القوات البحرية والجوية، وبعض الاختصاصات الإدارية، الطبية، والتقنية.

في هذا الإطار، نقوم بإيفاد عناصر من الجيش إلى جامعات خاصة للتخصص في المجالات المذكورة ضمن الاتفاقيات المعمول بها بين الطرفَين.

 

• ما هو الجديد على صعيد التعليم في الجيش، وكيف تواكب المديرية الحداثة في التعليم؟

- المعلوم أن القيادة تسعى دائمًا إلى بناء القدرات العامة والفردية في القطع والوحدات وتطويرها. ويُترجَم هذا الأمر عمليًا من خلال سعي مديرية التعليم إلى تطوير التدريب على المستويَين الفردي والجماعي.

على الصعيد العام، يُعمَل على تحسين قدرات القوات البحرية في مجال الهيدروغرافيا، وإزالة التلوث، وضبط الحدود البحرية وحمايتها. أما على صعيد القوات البرية، فتتواصل عمليات التدريب على العتاد المستحدث بمختلف أنواعه، كما يتم العمل على تنمية مهارات العسكريين في مجال الاستطلاع الأرضي، والتعامل مع أسلحة الدمار الشامل والذخائر غير المنفجرة. في الإطار نفسه، يتم العمل بشكلٍ دائم على تطوير قدرات أفواج الحدود البرية لا سيما في مجال تقنيات المراقبة والرصد.

وفي ما يتعلق بالقوات الجوية، نسعى إلى تحقيق التكامل بين العمليات الجوية والبرية من جهة، والجوية والبحرية من جهة أخرى، وذلك من خلال عمليات تدريب مكثفة، يشارك فيها مدربون أميركيون وفرنسيون.

ويتم العمل أيضًا على تطوير مفهوم الرماية الفردية والجماعية وأسسها باستخدام دليل رمي حديث ومتطور يشدد بشكلٍ خاص على الرماية من الحركة وعلى أهداف متحركة.

 

منح دراسية وتبادل خبرات

ينشط التعاون بين الجيش والجامعات بهدف تبادل الخبرات في مختلف المجالات، ومواكبة كل جديد في جميع الإختصاصات. ويتم في هذا الإطار إقامة دورات تدريبية والمشاركة في مؤتمرات وورش عمل في مختلف الجامعات والمعاهد، ومن بينها دورات مقتضبة في مجال القانون الإنساني حول معايير تطبيق هذا القانون في النزاعات المسلحة، وذلك بهدف تنمية معارف العسكريين وتطوير قدراتهم العلمية.

وقد اتخذ التعاون بين الجيش والجامعات صفة رسمية عبر اتفاقيات وبروتوكولات شملت مختلف نواحي التعليم والتدريب، بالإضافة إلى تقديم منح وحسومات على الأقساط الجامعية للعسكريين في الخدمة الفعلية والمتقاعدين وزوجاتهم وأولادهم وعائلات العسكريين الشهداء من بين الجامعات المذكورة:

الجامعة الأميركية في بيروت (٢٠١٨)، الجامعة اللبنانية الأميركية (٢٠١٨)، الجامعة اللبنانية الدولية (٢٠١٦)، جامعة الحكمة (٢٠١٨)، الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا (٢٠١٦)، الجامعة اللبنانية الكندية (٢٠٠٩)، الجامعة الأميركية للثقافة والتعليم (٢٠١٤)، جامعة الجنان (٢٠١٧)، جامعة الآداب والعلوم والتكنولوجيا في لبنان (٢٠١٧)، الجامعة الأنطونية بعبدا (٢٠١٩)، الجامعة اللبنانية (٢٠٠٤)، جامعة القديس يوسف (٢٠٠٥)، جامعة بيروت العربية (٢٠١٤)، جامعة البلمند (٢٠٠٤ و٢٠١٤)، جامعة الروح القدس - الكسليك (٢٠١٥ و٢٠١٧)، الجامعة اللبنانية الألمانية (٢٠١٥)، معهد باسل فليحان (٢٠١٦)، الجامعة العربية المفتوحة (٢٠١٧ و٢٠١٨)، المديرية العامة للتعليم المهني والتقني (٢٠١٣ و٢٠١٨)، والمركز التربوي للبحوث والإنماء (٢٠١٨).

من المرتقب توقيع اتفاقيات تعاون جديدة مع الجامعة الإسلامية في لبنان (IUL)، الجامعة اللبنانية الدولية (LIU), جامعة القديس يوسف (USJ), جامعة البلمند (BU) وإجراء تعديلات على اتفاقيات تعاون مع عدة جامعات لإجراء أو زيادة نسبة الحسومات على الأقساط.

 

تعاون مع الجمعيات

تسهم بعض الجمعيات في مدّ المؤسسة العسكرية بالمعلومات والخبرات التطبيقية. في هذا الإطار، تعدّ جمعية Roads For Life دورات تدريبية لأطباء من ضباط الجيش اللبناني على برنامج الـATLS المتخصص في إدارة الصدمات الحادة، وأخرى للطواقم التمريضية على برنامج الـPHTLS المتخصص في دعم الأشخاص الذين تعرّضوا للصدمات المذكورة، بالإضافة إلى تدريب العناصر في الألوية والوحدات المقاتلة على برنامج الـTCCC المعد لإنقاذ الإصابات البليغة خلال المعارك والحروب.

 

تفعيل دور الإناث

من جهة أخرى، هناك سعي جاد لتفعيل دور الإناث في الجيش عبر توسيع إطار وظائفهن في مختلف القطع والوحدات. في هذا الإطار، نعمل على تدريب إناث لإلحاقهن بوحدات مساندة ودعم القتال التي تشمل التموين بالتغذية والذخيرة، الاتصالات، ومساعفة الجرحى ونقلهم. إلى ذلك، يتم تدريب ضابطَي طيران إناث تتابع إحداهما حاليًا دورة طيران في الولايات المتحدة الأميركية، وسوف تلحق بها الأخرى بعـد أن تُنهــي دورة فــي لبنــان.

والأهم، أنه وللمرة الأولى في تاريخ المؤسسة العسكرية، ستتابع إناث من بين المتطوعات في الجيش، دورة تدريبية في الكلية الحربية لمدة ثلاث سنوات أسوةً بزملائهن الذكور، يتخرجن في ختامها برتبة ملازم.

 

قفزة نوعية

في إطار مماثل، ستطبّق تعليمات نوعية وأصول تدريب الرتباء في الجيش بدءًا من مطلع العام المقبل، وهي خطوة يُتوقع لها أن تشكل قفزة نوعية في رفع مستوى هذه الفئة من العسكريين والتي تُعد العمود الفقري للجيش. وقد قمنا في هذا الإطار، بإعداد كتيب عن دور الرتيب، كما وتحديد الوظائف الأساسية التي يجب أن يخضع فيها الرتيب لدورة تؤهله في حال النجاح فيها لتوليها.

وجدير بالذكر، أنّه اعتباراً من الشهر القادم، سيباشر العمل بهيكليةٍ جديدة لكل من معهد التعليم الذي سيصبح اسمه معهد الرتباء، ومعسكر عرمان للتدريب الذي سيصبح اسمه معهد تدريب الأفراد.

 

تعزيز الاحتراف المهني

على الصعيد الفردي، هناك سعي جدّي لتعزيز مفهوم الاحتراف المهني، عن طريق التخصص الوظيفي من خلال الدورات التدريبية والتخصص الجامعي. يُضاف إلى ذلك، العمل على رفع المستوى الأكاديمي للعسكريين كافة مع التشجيع على زيادة التحصيل العلمي، لا سيما في ظل التسهيلات والحسومات المهمة التي تقدّمها الجامعات في إطار اتفاقيات التعاون بينها وبين المؤسسة العسكرية، والذي أشرنا إليه سابقًا، إضافة إلى أنّ حيازة إجازة جامعية تؤدي بشكل فوري إلى ترقية العسكري إلى رتبة أعلى. يُذكر هنا أنّ عدد المجازين في الجيش قد بلغ في الآونة الأخيرة ١٢٣٠ ضابطًا، و٢٧٥٨ رتيبًا، و١٥٠ فردًا.

وهناك تشجيع أيضًا على تعلّم اللغات الأجنبية عبر دورات مكثّفة متاحة مجانًا أمام العسكريين في مختبرات اللغات المنتشرة في القطع والوحدات، ومن بينها ٢١ مركزًا للغة الإنكليزية، و١٣ مركزًا للغة الفرنسية، بالإضافة إلى العديد من المراكز الأخرى التي يتم التعاون فيها مع المراكز الثقافية (الروسي، الإيطالي، التركي، إلخ..).

 

• كيف يتم اختيار الكادر التعليمي من بين العسكريين والمدنيين؟

- تتم عملية الاختيار بعناية فائقة جدًا وفق توجيهات العماد قائد الجيش، إذ نقوم باختيار مدرّسي العلوم العسكرية من بين المجلّين في الدورات التدريبية داخل لبنان وخارجه، ومدرّسي العلوم الأكاديمية من بين المجازين في الاختصاصات المختلفة. ونستعين عند الحاجة بمدنيين من خيرة الأساتذة الجامعيين، علمًا أنّ التنسيق مستمر بين المديرية والجامعة اللبنانية والمركز التربوي للبحوث والإنماء بهدف تطوير الأساليب المعتمدة في التعليم.

 

• هل يُستعان بمدربين أو خبراء أجانب للتدريب على طرق حديثة في التعليم؟

- تشكّل الاستعانة بالمدربين والخبراء الأجانب قيمة إضافية تُسهم في تعزيز أواصر التعاون بيننا وبين الجيوش الأخرى، وتُغني قدرات مدربينا وعناصرنا بخبرةٍ جيدة، مع الإشارة إلى أن معظم بعثات التدريب الأجنبية والخبراء الأجانب يستفيدون من تقنياتنا في التدريب والتعليم، ما يؤكد أنّ القيمة العسكرية والتكتية والثقافية لضباطنا وعناصرنا هي قيمة كبرى نعتز بها. كذلك، فإننا نفتخر بالتقارير التي تردنا عن عناصرنا المتدربين في الخارج الذين غالبًا ما يُصنّفون بين الأوائل. ويُذكر في هذا الإطار أنّ بعض الدول الصديقة، تقوم بطلب ضباط مجلّين لبنانيين للتدريب أو لإلقاء محاضرات في بعض من معاهدها وكلياتها، كالكلية الملكية البريطانية Sandhurst (كلية حربية)، ومعهد Marshall Center الموجود في ألمانيا تحت إدارة أميركية.

 

• هل شهدت نسبة المتعلمين في الجيش تطورًا في السنوات الأخيرة؟

- إنّ تطوّر المعدات والتجهيزات والتقنيات العسكرية إضافة إلى توسّع شبكة التأليل، يحتّم زيادة عدد المتعلمين في الجيش، كي يتمكنوا من القيام بالوظائف الموكلة إليهم. من هنا، فقد رفعت القيادة الشرط الأكاديمي للمدنيين الراغبين التطوع في الجيش. كما إنّ حملات التوعية والتشديد على أهمية التعلم الأكاديمي للمتطوعين القدامى، قد ساهمت في زيادة نسبة المتعلمين، ناهيك عن التسهيلات المقدمة للراغبين في تطوير مستواهم العلمي. إلى ذلك، فإنّ ارتفـاع المستوى الثقافي بين العسكريين أدى إلى زيادة نسبة النجاح في المكاتب الدراسية كما يبين الجدول التالي:

  السنة

٢٠١٦

٢٠١٧

٢٠١٨

٢٠١٩

المكتب

مكتب رقم ٢

٣٣,٠٣ ٪

 

٥٧،٦٠ ٪

 

مكتب رقم ٣

 

١٩.٠٤ ٪

 

٢٣،٦٥ ٪

مكتب رقم ٤

 

٣٢،٩٥ ٪

 

٣٣،٢٢ ٪

مكتب رقم ٥

١٤،٩ ٪

 

٢٤،٥٤ ٪

 
 

 

• كيف تُنظَّم الامتحانات والاختبارات؟

- إنّ تنظيم الامتحانات والاختبارات هو إحدى المهمات الرئيسة لمديرية التعليم، وهناك قسم خاص لهذه الغاية، إلّا أنّه ولدى وجود استحقاق في هذا المجال، يشارك معظم ضباط المديرية وعناصرها في التحضير والتنفيذ، كل ضمن اختصاصه، وبشفافيةٍ وسرية تامة.

فعند التحضير لإجراء امتحان، يتم اختيار الضباط والرتباء المجازين في الاختصاصات المطلوبة، من ذوي الكفاءة العالية والسلوك المتميز، لوضع الأسئلة بناء على توجيهات القيادة ومديرية التعليم. تجدر الإشارة إلى أنّنا نستعين أحيانًا بأساتذة جامعيين يتم اختيارهم بدقةٍ من قبل قيادة الجيش، للمساهمة في وضع الأسئلة لاختبارات تطويع ضباط الاختصاص أو اختبارات الدخول إلى الكلية الحربية. كذلك، تعمل المديرية حاليًا على تنظيم ورشة عمل بالتنسيق مع المركز التربوي للبحوث والإنماء، يهدف إلى تدريب ضباط من الجيش على أسس وأطر وضع المسابقات والإعداد للامتحانات.

أما الإجراءات التنفيذية، فتبدأ في المساء في ظل تدابير أمنية، وإجراءات شديدة للحفاظ على السريّة في العمل، حيث يُستدعى واضعو الأسئلة من دون تبليغهم مسبقًا سبب استدعائهم. ثم توضع أمامهم المراجع التي يحتاجون إليها، فيقومون بإعداد الأسئلة، ويُمنع اتصالهم بالخارج إلى حين نقل المسابقات المحفوظة داخل مغلفات مختومة بالشمع الأحمر إلى مركز الامتحان للحفاظ على شفافية الامتحانات. وجدير بالذكر، أنّ تشديد القيادة على اعتماد الشفافية في جميع الامتحانات التي تجريها مديرية التعليم في إطار التطويع، وامتحانات مكاتب الدراسة، قد لاقى أصداء إيجابية بين أوساط المدنيين.

 

• هل من خطط مستقبلية؟

- من أهم الخطط المستقبلية، تفعيل مدارس الاختصاص في الجيش وتطوير مناهج مكاتب الدراسة، بالإضافة إلى زيادة مجالات التعاون مع المؤسسات الأكاديمية المحلية. كذلك نسعى إلى تحديث المنشآت التدريبية وتطويرها، واستحداث منشآت جديدة وتطوير حقول الرمي والمناورات.

هناك أيضًا مشروع لإيجاد كلية دفاع وطني لتدريب القادة على الاستراتيجيات الكبرى، وقد شكلت لجنة لوضع الاقتراحات المناسبة في هذا الإطار.

 

التراخيص الممنوحة في السنوات الأخيرة للضباط والرتباء والأفراد لمتابعة التعليم الجامعي

السنة

الإجازة

ماجستير

دراسات عليا

دكتوراه

المجموع

٢٠١٤ – ٢٠١٥

١٣

٢٢

١٠

٩

٥٤

٢٠١٥ - ٢٠١٦

١٢٢

٢٥

٢٧

٧

١٨١

٢٠١٦ – ٢٠١٧

٣١

٣٣

١٢

١١

٨٧

٢٠١٧ – ٢٠١٨

١٥٧

٣٤

٢٠

٩

٢٢٠

٢٠١٨ – ٢٠١٩

١٤٨

٣٩

١٩

٦

٢١٢

٢٠١٩ - ٢٠٢٠

٢٤

١١

-

٤

٣٩