دراسة

الجدوى الاقتصادية - الاجتماعية للأعمال المتعلّقة بالألغام في لبنان: مردود قيمته 4.15 دولار مقابل كل دولار يُنفق
إعداد: جان دارك أبي ياغي

برعاية وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب، وفي إطار تسليط الضوء على الجهود التي يقوم بها المركز اللبناني للأعمال المتعلّقة بالألغام في مجال العمليات الإنسانية، نظّم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP بالتعاون مع المركز المذكور، احتفالًا أُطلقت خلاله دراسة بعنوان «الجدوى الاقتصادية – الاجتماعية للأعمال المتعلّقة بالألغام في لبنان»، وذلك في الجامعة الأميركية في بيروت AUB.
حضر الاحتفال، رئيس المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام العميد الركن زياد نصر ممثلًا قائد الجيش العماد جوزاف عون، سفراء وملحقون عسكريون من الدول الداعمة والجهات المانحة، ممثلون عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP والاتحاد الأوروبي، وفد من الجامعة الأميركية في بيروت، المستشار الفرنسي التقني للمدرسة الإقليمية لنزع الألغام لأهدافٍ إنسانية في لبنان، المنظمات والجمعيات العاملة في مجال نزع الألغام، وأعضاء اللجنتين الوطنيتين للتوعية من مخاطر الألغام ومساعدة ضحايا الألغام العاملين تحت إشراف المركز المذكور، فضلًا عن ضباطه.
في البداية، تحدّث الرائد علي مكي رئيس قسمَي الإعلام والتوعية من مخاطر الألغام والتأليل في المركز، معتبرًا أنّ هذا النشاط هو خطوة إضافية في طريق طويل، بدأه المركز اللبناني للأعمال المتعلّقة بالألغام منذ نحو عشرين سنة ضمن توجيهات قيادة الجيش، وبالتعاون مع الجهات والمؤسسات المحلية والدولية للوصول إلى تحرير كامل الأراضي اللبنانية من خطر الألغام ومخلفات الحروب.
وأشارت السيدة دينا حركة المديرة التنفيذية للشبكة الوطنية لميثاق الأمم المتحدة UNGC، إلى التأثير الإيجابي لنزع الألغام في لبنان على تحقيق خطة التنمية المستدامة للعام 2030، التي وضعتها الأمم المتحدة في العام 2015.
وأضافت السيدة حركة أنّ الدراسة التي قدّمها المركز اللبناني للأعمال المتعلّقة بالألغام LMAC، تصب في خانة أهداف التنمية المستدامة، خصوصًا ما يتعلّق بترسيخ الأمن وحماية أرواح المدنيين وإعطائهم الحق في العيش بأمانٍ، هذا من الناحية الإنسانية. ومن ناحية أخرى، لا يجب أنّ نغفل أنّ مشروع نزع الألغام يُعد مشروعًا اقتصاديًا مربحًا.
وأعلنت السيدة حركة أنّه بعد التأكّد من الجدوى الاقتصادية لهذه الدراسة، أطلقت الشبكة الوطنية نداء إلى القطاع الخاص دعته إلى الاستثمار في هذه المشاريع والمشاركة في إعادة بناء هذا الوطن، والتخطيط لمستقبلٍ أفضل، وإحراز التقدّم لأهداف التنمية المستدامة.
في الختام أكدت أنّ مشروع نزع الألغام سوف يسهم في زيادة مردود السياحة التي تُعد موردًا أساسيًا في لبنان، وتمنّت على المعنيين أن يتمّ تشجير المساحات المنظّفة في بلد يتمتع بمناخٍ خلاب، وقد حان الوقت للعمل وتحقيق التزام لبنان بأجندة 2030.

 

هدفنا: صفر ضحايا
وألقى السيد Rein Nieland كلمة الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى دعم الاتحاد للبنان منذ العام 2002 للوصول إلى الهدف «لا ضحايا». وقال إنّ إطلاق هذه الدراسة اليوم في لبنان يحث المعنيين على العمل والتقدّم في هذا المجال، مشيرًا إلى أنّها عُرضت منذ بضعة أسابيع في جنيف، وقد بيّنت أنّ لبنان سيكون مثالًا يُحتذى به للدول جميعها. وأوضح أنّ الاتحاد الأوروبي استثمر منذ العام 2006، حوالى 38 مليون يورو في الأعمال الإنسانية المتعلّقة بالألغام في لبنان.
في ختام كلمته، أشار السيد نيلاند إلى أنّ هذه الدراسة هي نتيجة التعاون بين الاتحاد الأوروبي والمركز اللبناني للأعمال المتعلّقة بالألغام وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

 

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي
بعد ذلك، ألقت السيدة Celine Moyroud الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP كلمة، قالت فيها إنّ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هو شريك طويل الأمد في عمليات نزع الألغام في لبنان بالتعاون مع منظمات أخرى، وإنّ لبنان أصبح مثالًا يُحتذى به في إدارة هذه العمليات بفضل الإدارة الحكيمة للمركز اللبناني للأعمال المتعلّقة بالألغام، وعدّدت بعض الأمثلة على ذلك، منها: تطوير المعايير الوطنية للأعمال المتعلقة بالألغام، تطوير الشراكة مع دول العالم من خلال إنشاء المدرسة الإقليمية لنزع الألغام لأهدافٍ إنسانية في لبنان، بالإضافة إلى أنّ لبنان كان من الأعضاء الأُوَل في اتفاقية أوسلو لحظر استخدام القنابل العنقودية. وأوضحت أنّ برنامج UNDP جاهز لمساندة لبنان، ويؤكّد على العمل معًا من أجل الوصول إلى أهداف التنمية المستدامة 2030.

 

تنظيف نحو 70%
من المساحات الملوّثة

تناول ممثل قائد الجيش العميد الركن زياد نصر، في كلمته عمل المركز ولمحة تاريخية عن مراحل التلوث بالألغام والقنابل العنقودية والذخائر غير المنفجرة في لبنان، وتأثيرها على حياة المواطنين والإنجازات التي حقّقها الجيش اللبناني حتى نهاية العام 2018، بالتعاون مع المنظمات العاملة ضمن هذا المجال. وأوضح أنّ ما تمّ إنجازه يشمل نحو سبعين في المئة من المساحات الملوّثة المسجلة، الأمر الذي انعكس إيجابًا على حياة المواطنين، وسمح لهم باستثمار أراضيهم، مما أسهم في تطوير المستوى الاجتماعي والاقتصادي للمجتمعات المتضررة، فضلًا عن خفض عدد المصابين.

 

أبرز نتائج الدراسة
في الختام، ألقى الدكتور كنج حماده (من الجامعة الأميركية) محاضرة عن الدراسة التي أعدّها حول الجدوى الاقتصادية – الاجتماعية للأعمال المتعلّقة بالألغام في لبنان، فسلّط الضوء على الجوانب التنموية للأعمال المتعلّقة بالألغام عبر احتساب القيمة المالية لتكاليف الإجراءات المتعلّقة بالألغام والمتفجرات والفوائد الناتجة عن هذه الإجراءات، بما في ذلك التكلفة البشرية لحوادث الألغام ومخلّفات الحروب وتكلفة الحرمان من الوصول إلى الأراضي الملوّثة وقدراتها الإنتاجية. ومن أبرز نتائج الدراسة أنّ كل دولار واحد يُصرف في الأعمال المتعلّقة بالألغام يسهم في إنتاج ما يعادل 4.15 دولار. جدير بالذكر أنّ نتائج هذه الدراسة تُسهم في وضع السياسات وتحديد الأولويات في الإجراءات المتعلّقة بإزالة الألغام.