جندي الغد

الجذور المرّة
إعداد: ريما سليم ضوميط

سليم طفلٌ في الخامسة من عمره، يذهب يوميًّا إلى المدرسة مع إخوته. وهو ولدٌ مجتهد، يحبّ الدروس والتعلّم، لكنّه يشعر أحيانًا بالضجر والتعب، وفي بعض الأحيان، لا يستطيع أن يستوعب ما تقوله المعلّمة في الصف، ويجد صعوبةً في كتابة فروضه المنزليّة.
في يومٍ من الأيام، استيقظ سليم من نومه وهو يشعر بالتعب والنعاس. وعندما ناولته أمّه ثيابه كي يستعد للمدرسة، رفض أن يرتديها، وتمسّك بوسادته الدافئة وهو يصرخ: «لا أريد الذهاب إلى المدرسة، أريد أن أنام وأرتاح!»؛ سمع والد سليم صراخه فجاء إلى غرفته وسأله عن سبب غضبه. أجاب الولد والدموع تملأ عينيه: «أنا متعبٌ يا أبي. درس البارحة كان صعبًا، ودرس اليوم سيكون أصعب. أخشى ألّا أتمكّن من فهمه». مسح الوالد دموع ابنه، وطلب منه أن يرتدي ملابسه ويلحق به إلى الحديقة. هناك، وقف الإثنان أمام شجرة التفاح، فانحنى الوالد وراح يحفر التراب بالمعول حتى وصل الى جذور الشجرة، وقطع منها جزءًا صغيرًا. ثم وقف وقطف تفاحةً من الشجرة وسأل ابنه: أيهما تفضل أن تأكل؟ ذُهل الطفل من السؤال وأجاب بكل ثقةٍ: «طبعًا أريد التفاحة، فالجذوز طعمها مرّ». هنا ابتسم الوالد وأجاب: «لولا هذه الجذور المرّة، لما حصلنا على الثمار الشهيّة والمفيدة! وكما أنّ الجذور هي مصدر الثمار اللذيذة، كذلك الدرس هو أساس الإنسان الناجح في مجتمعه وبيئته».