مؤتمر

الجمعية اللبنانية لطب الطوارئ تعقد مؤتمرها العلمي
إعداد: ماري الحصري

«وفاءً لشهداء الجيش اللبناني»

برعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ممثلاً بوزير الصحة محمد جواد خليفة، نظّمت الجمعية اللبنانية لطب الطوارئ، ممثلة بشخص رئيسها الدكتور ناجي صعيبي، المؤتمر العلمي الثاني بعنوان «وفاءً لشهداء الجيش اللبناني» في بيت الطبيب - بيروت.
حضر المؤتمر النائب عاصم عراجي ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، ووزير السياحة إيلي ماروني ممثلاً رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، والنائب بيار دكاش، والعميد الطبيب نديم العاكوم ممثلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي، والعميد حسن الحاج شحادة ممثلاً مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، وممثل منظمة الصحة العالمية حسين أبو زيد، ونقيب الأطباء جورج أفتيموس، وعمداء كليات الطب ونقابات المستشفيات والممرّضين والصحافة، ورئيس الصليب الأحمر وبعثات أجنبية طبية (فرنسا - سويسرا - ألمانيا) وعدد من أهالي الشهداء.


كلمة وزير الصحة
الدكتور جواد خليفة

افتتح المؤتمر بالنشيد الوطني اللبناني، ثم وجّه الوزير خليفة كلمة اعتبر فيها المؤتمر بمنزلة «تكريم لشهداء الجيش الذين استشهدوا وهم يدافعون عن الوطن، وتأكيد على أهمية طب الطوارئ الذي يعتبر من أولى الأولويات في نظامنا الصحي لأنها تعكس إيماننا بالإنسان وحقه بالحياة وبالصحة الجيدة».
كما رأى أن هذا المؤتمر يظهر الرغبة في دعم الجهود المبذولة لمواكبة التطورات العلمية الحاصلة في مجالات الطوارئ، ليحافظ لبنان على دوره كسوق صحي أساسي في هذه المنطقة من العالم.
وشدّد الوزير خليفة في كلمته على المسؤولية الجماعية في بناء سياسة صحية في مجالات الطوارئ وفي تحديد الأولويات والتوجّّه نحو اللامركزية في إدارة عمليات الإسعاف، ما يسمح للوحدات وأقسام الطوارئ في المستشفيات بالعمل في الظروف كافة.

 

الدكتور صعيبي
الدكتور ناجي صعيبي ألقى كلمة اعتبر فيها أن هذا المؤتمر هو عربون وفاء لشهداء الجيش اللبناني، وتقدير للدور الطبي للجيش.
كما أوضح أهمية هذا المؤتمر بالنسبة الى الصحة العامة، من خلال المواضيع التي يطرحها والتي تخصّ جميع العاملين في حقل طب الطوارئ والكوارث.
وطالب الدكتور صعيبي في كلمته بتفعيل دور الصليب الأحمر اللبناني عبر إنشاء جهاز طبي وتمريضي متخصّص يسانده في معالجة الحالات الطارئة الحرجة.

 

أبو زيد
ممثل منظمة الصحة العالمية حسين أبو زيد كانت له كلمة أكد فيها أن المنظمة استخلصت الدروس من حرب تموز 2006، وقامت على أثرها بتكثيف تعاونها مع وزارة الصحة العامة والشركاء الصحيين كافة لبناء القدرات في مجال الجهوزية للطوارئ.
وتحدث أبو زيد عن تجهيز غرفة خاصة لإدارة الكوارث الصحية في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، وعن تنظيم سلسلة من التدريبات المكثفة للعاملين في الإدارات والمؤسسات المعنية بالطوارئ، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة ونقابة المستشفيات.


النقيب أفتيموس
كلمة نقيب الأطباء الدكتور جورج أفتيموس استهلها بالقول:
«نهدي هذا المؤتمر الى جيشنا الباسل الذي سطّر ويسطّر كل يوم أبلغ رسائل التزام وحدة الوطن والمواطن وسلامتها».
وتطرّق الدكتور أفتيموس في كلمته الى مشروع قانون إعفاء الأطباء من غرامات التأخير.

 

محاضرات وندوات
استمرت أعمال المؤتمر ثلاثة أيام، وتناولت المحاضرات الصحية والندوات الطبية والتمريضية في مواضيع عديدة، منها: «طب الكوارث والحروب» (وضع خطة لإدارة الحالات الطارئة في الأزمات والكوارث والتدخل السريع من قبل العاملين في هذا المجال وعلى رأسهم الجيش والصليب الأحمر والدفاع المدني)، «المستجدات العلمية الجديدة في معالجة النزيف الحاد وتوقف القلب والذبحة القلبية»، «دور القطاع الصحي العام في طب الطوارئ»، «تعدد وسائل الانضباط»، «المستجدات الحديثة للاعتماد في المستشفيات وأقسام الطوارئ فيها وتصنيفها».
تخلّلت المؤتمر ورشات عمل للتدريب على التصرف السريع في حالات توقف القلب ووضع جهاز تنفسي إصطناعي وعمليات الفرز الطبي (Triage).
كما تخللت المؤتمر جلسة مفتوحة في ذكرى شهداء الجيش حيث تمّ عرض صور الشهداء الذين سقطوا ذوداً عن لبنان وعلى رأسهم اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج، الى عرض وثائقي عن عمل الجيش الطبي في الميدان في حالات الطوارئ والحروب. وكانت مداخلتان لأطباء ضباط من الجيش اللبناني حيث ألقى المقدم الصيدلي جمال مكرزل والنقيب الطبيب هيثم عبد الرحمن محاضرتين طبيتين حول «التموين والمساندة في الحالات والإخلاء» و«تنظيم الإخلاء الصحي بالجيش والطوارئ».


 
آراء في المؤتمر
على هامش المؤتمر كان لنا لقاء مع العميد الطبيب نديم العاكوم، الذي اعتبر أن هذا المؤتمر هو تكريم لشهداء الجيش اللبناني الذين استشهدوا ليبقى لبنان، منوهاً بتركيز المؤتمرين على دور الطبابة العسكرية، وإشادتهم بتنفيذها عمليات الإخلاء وخطة الطوارئ بشكل جدّي وصحيح.
بدوره قال رئيس الجمعية اللبنانية لطب الطوارئ، الدكتور ناجي صعيبي إن الفكرة ولدت بعد استشهاد اللواء الركن فرنسوا الحاج، فالمؤتمر عربون وفاء وتقدير من الجمعية للجيش اللبناني ولتضحياته الجمّة وجهوده الطبية السريعة، خصوصاً عند وقوع الإصابات في صفوفه.
وأعلن أن هدف هذا المؤتمر هو تفعيل طب الطوارئ في لبنان كونه حاجة ضرورية للمواطن، وإطلاع الناس على المستجدات الحديثة في مجال الطب عامة، وطب الطوارئ خصوصاً، ومساعدة الجيش على مواكبة التطورات الجديدة في تنظيم خطة الطوارئ وتنفيذها بسرعة.
ورأى الدكتور صعيبي أن ما يميز هذا المؤتمر هو جمعه الأطباء مع غير الأطباء، خصوصاً الممرّضين، الذين شاركوا بفاعلية في الندوات وورشات العمل. والميزة الثانية هي التداخل المباشر بين عمل الطبابة العسكرية وعمل الأطباء في المستشفيات المدنية.
كما أشاد بنوعية عمل الطبابة العسكرية وخبرة أطبائها الضباط وأدائهم في المجال الطبي وتدخّلهم السريع عند وقوع الإصابات في صفوف الجيش.
وفي الختام، أمل الدكتور صعيبي أن تكون هذه التجربة باكورة عمل دائم ووثيق بين الجمعية اللبنانية لطب الطوارئ وقسم طب الطوارئ في الجيش اللبناني، لما في ذلك من مصلحة للطرفين وللبنان، لأن «في الإتحاد قوة».