حوار مع متقاعد

الجندي المتقاعد معروف صعب
إعداد: باسكال معوض

تجربتي القصيرة في الجيش تركت أثراً عميقاً في حياتي

لم تكن خدمة الجندي المتقاعد معروف صعب في الجيش خدمة طويلة, لكنها مع ذلك تجربة مميزة. فالجندي صعب تطوّع في الجيش عام 1941, وخلال فترة شهدت تصاعد وتيرة النضال اللبناني في سبيل الاستقلال. ذلك النضال الذي كان أحد وجوهه التحاق مجموعات من الشباب اللبناني بـ”فرقة الشرق" التي أنشأها الحلفاء في المنطقة, بهدف التحرر من الاحتلال العثماني.

 

في تلـك الأجواء تطـوّع صعـب وخلال سنوات خدمته القليـلة, عايـش ولادة استقلال لـبنان, ومن ثم انتقال الوحدات العسكرية اللبنانية من عهدة سلطات الانتداب الى عهدة الدولة اللبنانية, وصولاً الى جلاء الجيوش الأجنبية عن لبنان وفي ما بعد حرب فلسطين التي أصيب خلالها وسرّح من الجيـش لأسباب صحية, هنا خلاصة تجربة الجندي المتـقاعد معروف صعب.
 

قال صعب:
في تشرين الأول من العام 1941 توجّهت برفقة 185 شاباً من بيت الدين وجوارها الى ثكنة مرجعيون, حيث تطوّعنا في الجيش.
بعد نحو شهرين انتقلنا الى الأونيسكو, حيث كانت منطقة بيروت في تلك الأثناء تحت إمرة الجنرال غورو.
بعـد بيـروت تنقـلت في مراكز عدة من بينها موقـع عين الصحة الذي كان بإمرة اللواء جميل لحود (كان يومها برتبة كومندان). في تلك الأثناء كانت الحرب العالمية الثانية لا تزال مستعرة وكنت على وشـك المشاركة في المعارك الدائرة في صحراء ليبيا, غير أنه تقرر في اللحظة الأخيرة عدم ارسال المجموعة التي كنت ضمنها الى هناك.
 

ويضيف قائلاً:
عايشـت أحداث الاستقلال ومن ثم انتقال الوحـدات العسكرية اللبنانية الى كنف الدولة اللبنانية, ومن بعدها الجلاء, وتلك السنوات تركت في نفسي أثراً عميقاً, إذ أتيح لي أن أكـون في عداد الرعـيل الأول من العسكريين اللبنانيين, والذين عايشوا أهم الحقبات في تاريخ الوطن.
في العام 1948 شاركت في حرب فلسطين التي كانت للجيش اللبناني خلالها مواقف بطولية. لكن العام نفسه شهد تسريحي من الجيش, فقد أصبت من جراء انفجار لغم أرضي وفقدت بصري.
لقد تقاعدت في سن مبكرة وخدمتي العسكرية لم تتجاوز مدة السبع سنوات, وتجربتي في الجيش على قصرها تركت أثراً كبيراً في حياتي وفي حياة عائلتي أيضاً, لذلك انخرط معظم أولادي في السلك العسكري.

 

 تصوير: المجند حسن عسيلي