عبارة

الجهوزيّة الدائمة
إعداد: العميد علي قانصو
مدير التوجيه

انطلقت الخطة الأمنيّة بزخم وفعالية، برضى الجميع ولصالح الجميع، لا بل لصالح الوطن، أمنًا واستقرارًا، واستبشارًا بغد جديد.
توالت النتائج، من النّجاح في التصدي للشبكات الإرهابية وضبط السيارات المفخّخة، وحماية الحدود من أعمال التسلل والتهريب، وملاحقة العابثين بالأمن في الداخل، ومرتكبي الجرائم المنظمة لا سيّما جرائم القتل والخطف والسلب، إلى تثبيت الأجواء الهادئة للإحتفال بالأعياد، وترسيخ التلاقي بين العائلات اللبنانية في معرض هذه المناسبات الدينية المباركة، وصولاً إلى تأمين الظروف المناسبة، وتهيئة المناخ المؤاتي لمواكبة استحقاق الإنتخاب الرئاسي كما يجب وينبغي.
لم يكن هناك ما يؤخّر تطبيق الخطة الأمنية في هذه المنطقة أو تلك وفق المتطلّبات، سواء المعروف منها أو الجديد الطارىء، فالوحدات العسكرية في أتمّ الجهوزية وأكمل الاستعداد، وجنودها مستعدّون دائمًا للبذل والتضحية حتى الشهادة، أمّا توقيت المهمّات وكيفية تنفيذها فتخضع لعدّة اعتبارات، في مقدمها التثبّت من نجاح هذه المهمّات، والحفاظ على أرواح المواطنين وممتلكاتهم إلى أبعد حد ممكن.
أثبت تلازم الحكمة مع الحزم جدواه وفعاليته، فلا التعامل مع المواطنين وكأنهم غرباء، وارد أو مطروح لدى القيادة، وقد أثبتت التجارب هذا الأمر، ولا التهاون هو الآخر مبرّر، لأنّه ضدّ مصلحة هؤلاء ومصلحة الوطن بأسره.
كعادتها تبقى المؤسسة بعيدة عن السياسة بأساليبها وتحالفاتها، وما يهمّها هو احترام التقاليد الديموقراطية المعروفة في البلاد، والأصول المميّزة في ممارسة حريّة التعبير، وحريّة العمل الإجتماعي والثقافي والسياسي وما إليها.
في موازاة ذلك، تتابع القيادة جهودها في سبيل تأمين العتاد والسلاح لوحداتها، وهذا ما يحصل مؤخرًا في مؤتمر روما الخاص بدعم الجيش اللبناني، وقبله في مؤتمر باريس وفي الكثير من اللقاءات التي عقدها قائد الجيش مع قادة عدد من كبار الجيوش الشقيقة والصديقة. إن الجيوش تحرص على التزود عتادًا حديثًا وسلاحًا فعّالاً، حتى ولو كان بداعي التحضير والإحتياط، فكيف بنا نحن والمهمّات تتوزع حولنا في كل اتجاه، خصوصًا في جوار العدوّ الإسرائيلي الذي يتربّص بنا شرًا، ويتحيّن الفرص للاعتداء والتخريب، وأيضًا في ظلّ ظهور مستغرب لإرهاب خبيث يستهدف المجتمع برمّته، لو تمكّن واستطاع.
ليس للجيش مناسبة يعمل فيها، ومناسبة أخرى للاستراحة والغياب، إنّه الحاضر الدائم للقيام بالواجب وتلبية نداء الوطن مهما كانت المصاعب والتضحيات.