ندوات

الجيش اللبناني والوكالة الجامعية الفرنكوفونية

تعاون نحو فضاء سيبراني أكثر امانًا

حماية قواعد المعلومات تحدٍ جدّي يطرح نفسه بقوة من بين التحديات الداهمة على مستوى الأمن الوطني، وقد أُدرج الفضاء السيبراني وشبكات الاتصال وقواعد المعلومات في الدول المتطورة، من بين نقاط القوة والمكتسبات الوطنية التي ينبغي حمايتها. لقد شهدت المنشآت الإقتصادية والإدارية والمنظومات المصرفية، في العديد من الدول، اختراقات لقواعد المعلومات ومنظومات التشغيل، استوجبت التشديد على ضرورة تحقيق استراتيجية وطنية شاملة في مجال الأمن السيبراني.


الأمن السيبراني
في هذا الإطار، نظّم مركز البـحوث والدراسات الاستراتيجية في الجيش اللبناني نــدوة في مجال الأمن السيبــراني بعــنــوان: «الأمـن السيبــراني: تشكيـل فريــق الإستجابــة لطـــوارئ الإنتـرنــت والإجراءات العملانية»، بالتعاون مع الوكالة الجــامعيـــة الفرنكوفــونيــة (Agence universitaire de la Francophonie) ممثّلة بالسيدة سلوى ناكوزي مديرة مكتب الشرق الأوسط للوكـالة الجــامعيــة الفرنكوفـونيـة، ومع الجـمعـيــة اللبنــانيــة لتـكــنولــوجيــا المعلومـــات (L.I.T.A) ممثّلة بالدكتورة منى الأشقر جبور، وذلك من تاريـخ 7 لغايـــة 12/7/2014 بمشاركة عدد من الضباط في الجيش اللبناني، وقوى الامن الداخلي والأساتذة الجامعيين العاملين في مجال المعلوماتية، كما حضر الدكتور عبد اللطيف ميراوي رئيس الوكالة الجامعية الفرنكوفونية.

 

نوع جديد من التحديّات
إستُهلت الندوة بكلمة العميد الركن خالد حماده مدير مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية، الذي رحب بالحضور لمشاركتهم في هذا النشاط الهام الذي يتمحور حول نوع جديد من التحديّات التي تهدد الأمن، والتي تستوجب تعاون المركز مع القطاع العام والخاص، من خلال تفاعل متواصل لتأمين حماية المعلومات وشبكات الاتصال، وذلك باعتماد استراتيجية ترمي لإنشاء شراكة مع مختلف الإدارات والوكالات والجامعات، وطبعًا مع القطاع الخاص، تعنى بالأمن السيبراني وتسمح بإنتاج منظومة حماية على المستوى الوطني الشامل.
وأضاف: «إن التحديات التي تتعلق بأمن المعلومات التي تواجهها مختلف القطاعات الحكومية والصناعية والإقتصادية، تمتد عبر الحدود الوطنية وعبر مختلف المكونات الإقتصادية ولا يمكن بالتالي مواجهتها والتخفيف من أضرارها من قبل الجيش منفردًا، لذا فهو يعمل مع شركاء من مختلف المؤسسات العامة ومع القطاع الخاص لتبادل الآراء والأفكار وتطوير قدرات جديدة ومضاعفة الجهود الجماعية للرد على هذه التحديات.
إنّ تحقيق الوعي للتحديات التي تواجه قواعد المعلومات والمعطيات الهامة، يملي علينا إنتاج ثقافة تتمحور حول إدراك المخاطر التي تسير جنبًا إلى جنب مع التطبيقات التي تخفف من نقاط الضعف في الشبكات والأنظمة وتعزيز موثوقية البيانات. وفي هذا الإطار لا مفر من إدارة المخاطر وتوفير المعرفة الضرورية للمسؤولين لمعالجة هذا التحدي».

 

الأهداف والحاجة

أدار الندوة السيد Jacques Houngbo خبير في مجال أمن المعلوماتية، وصاحب تجربة غنية في مجال نظام المعلومات والعمليات الاستراتيجية المتعلقة بالسياسة العامة.
تمّ التركيز خلال هذه الندوة على الأهداف والحاجات، مع إظهار الأخطار التي تهدد المؤسسات والأفراد وماهية طرق الحماية اللازمة لمواجهتها وذلك من خلال دروس نظرية وعملية.
وقد تضمنت الندوة عدة فرضيات عملية، تمّ التعامل مع كل فرضية على حدة من قبل مجموعة من المشاركين، وخلُصت إلى:
- ضرورة الإستجابة الشاملة من خلال بناء فريق الإستجابة لطوارئ الإنترنت والإجراءات العملانية (CSIRT)، تــشــــارك فـيــه القطاعات الوطنية كافة.
- بناء قدرات فريق الإسـتــجــابـــــــــة (CSIRT) للتمكن من تحقيق الأمان للمستفيدين.
في الختام تمّ توزيع شهادات تدريب، موقّعة من العماد قائد الجيش والوكالة الجامعيــة للفرنكـوفونيــة، على المشتركين، كما مُنح السيد Jacques Houngbo شهادة تقديرية، مع التمني بالنجاح للجميع وباستمرار التعاون.