بالسيف والكلمة

الجيش لن يساوم ولن يتراجع

مواقف القيادة والوقائع الميدانية من خلال البيانات والنشرات
مطلوب العمل للتوافق الداخلي وتحقيق الوحدة الوطنية
الجيش حريص على الاخوة الفلسطينيين وقضيتهم وبندقيته ستظل موجهة نحو العدو الاسرائيلي
السياسيون مدعوون لأخذ العبرة من دماء الشهداء ومعاناة المواطنين

 

المعارك الدائرة في مخيم نهر البارد وما رافقها من أحداث، تولت البيانات الصادرة من قيادة الجيش - مديرية التوجيه تغطيتها ومتابعة وقائعها.
وقد أوضحت هذه البيانات مع نشرتين توجيهيتين وتعميم، موقف القيادة مما يحصل على الساحة.
ويمكن اختصار مواقف القيادة المشار اليها كما وردت في النشرتين والتعميم والبيانات، بما يلي:
• التأكيد على أن لا مساومات على دماء الشهداء، ودعوة القادة والمسؤولين السياسيين الى العمل من منطلق التوافق الداخلي والوحدة الوطنية، تحقيقاً لمصلحة لبنان ووفاء لتضحيات العسكريين والمواطنين.
• التأكيد على أن بندقية الجيش ستظل موجهة الى العدو الاسرائيلي.
• دعوة المسلّحين الارهابيين الى تسليم أنفسهم، والتأكيد أن الجيش لن يتراجع قبل استكمال مهمته وتحقيق العدالة.
• الحرص على حياة المدنيين وممتلكاتهم ومعاهدة الاخوة الفلسطينيين على مساعدتهم في إعادة بناء ما تهدّم، والتأكيد أن المعركة هي ضد الارهابيين الذين يشكلون خطراً على الفلسطينيين وقضيتهم بقدر ما يشكلون خطراً على لبنان واللبنانيين.
هنا قراءة في ما صدر من بيانات ونشرات عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه، منذ اندلاع المواجهات الى الأول من تموز الجاري.

 

الشرارة الأولى
اندلعت المواجهات بين الجيش و«فتح الاسلام» في العشرين من أيار الماضي، حين عمد إرهابيون من هذه المنظمة الى مهاجمة بعض مراكز الجيش في محيط مخيم نهر البارد والضواحي الشمالية لمدينة طرابلس، كما تعرضت لآليات عسكرية خلال انتقالها في منطقة القلمون، ما أدى الى وقوع إصابات بين قتيل وجريح في صفوف العسكريين.
بعد ساعات أحكمت وحدات الجيش وقوى الأمن الداخلي السيطرة على مناطق الاشتباكات في مدينة طرابلس، كما تمكّنت من توقيف عدد من المشاركين بالاعتداء على آلية عسكرية في محلة القلمون، وعدد آخر في محلتي الميناء والزاهرية، وأوقعت العديد من القتلى بين المسلحين في مختلف مناطق الاشتباكات.

 

محاولة لزعزعة استقرار الوطن والنيل من هيبة الدولة ومؤسساتها
قيادة الجيش اعتبرت أن استهداف مراكز الجيش في الشمال، «محاولة لزعزعة استقرار الوطن والنيل من هيبة الدولة ومؤسساتها»... وثمّنت «التفاف اللبنانيين والاخوة الفلسطينيين حول الجيش» واعتبرته «تأكيداً على إدانة الاعتداء ومبايعة المؤسسة العسكرية شرف المهمة التي تتولى القيام بها». وإذ أعلنت في النشرة ذاتها (23 أيار 2007) حرصها «على سلامة المدنيين وأرزاقهم من لبنانيين وفلسطينيين»، أكدت «أن الجيش كان وسيبقى ضنيناً بحياة الاشقاء الفلسطينيين.. وبصفته مجسداً للارادة الوطنية الجامعة لن يتهاون في أي حال من الاحوال مع عصابات الإرهاب» وأوضحت «أن بندقية الجيش ستظل موجهة نحو العدو الاسرائيلي».

 

الارهابيون يتمادون في اعتداءاتهم
مع تمادي المجموعات المسلحة المتمركزة داخل المخيم باستهداف قوى الجيش، قامت الوحدات العسكرية بالرد الدقيق وبالاسلحة المناسبة على مصادر النيران وظلت حريصة على أرواح المدنيين. وأعلنت القيادة أن وحدات الجيش تسهّل أعمال إغاثة الجرحى والمرضى وإدخال المواد الحياتية للقاطنين في المخيم، فيما تستمر «فتح الاسلام» بالاعتداء على قوافل المساعدات وسيارات الصليب الأحمر (بيانات التوجيه في 22 و24 أيار 2007).
ومع استخدام المسلحين داخل المخيم الأبنية العالية لممارسة أعمال القنص، مستهدفين مراكز الجيش وطريق عام طرابلس - العبدة، «رصدت وحدات الجيش بدقة مصادر النيران، وقامت بمعالجتها بالاسلحة المناسبة». وأعلنت قيادة الجيش (بيان التوجيه في 30 أيار 2007) أنها مع التزامها التام سلامة المدنيين داخل المخيم، فإن رد الجيش سيكون قاسياً تجاه أي تمادٍ بالاعتداء من قبل المسلحين».

 

القيادة تطالب الفلسطينيين بعدم توفير مأوى للمجرمين
في أول حزيران 2007، أعلنت قيادة الجيش من خلال بيان، أن «قوى الجيش استطاعت تدمير مراكز يوجد فيها المسلحون، وسيطرت عليها بالنيران، وأحبطت جميع محاولات التسلل، موقعة في صفوفهم العديد من الاصابات. في حين فرّ بعضهم وعمد الى الاختباء بين المدنيين متخذاً منهم دروعاً بشرية».
وإذ دعت المسلحين الى تسليم أنفسهم للعدالة، أكدت إصرارها على مواصلة ملاحقتهم، وطالبت «الاخوة الفلسطينيين بعدم تأمين أي ملاذ لهؤلاء المجرمين».
الموقف نفسه جددته القيادة في بيان صدر عنها في اليوم التالي، إذ توجهت الى «أهلنا في مخيم نهر البارد بأعمق مشاعر الاخوة والتضامن..»، وناشدتهم التحلي بالصبر ودعتهم الى طرد الدخلاء المجرمين من بينهم، وعاهدتهم «أن نبقى سوياً يداً بيد، نبني ما تهدم ونصلح ما تضرر معنوياً ومادياً».

 

استغلال أماكن العبادة
في اليوم ذاته أعلنت قيادة الجيش أن الارهابيين يعمدون «الى اتخاذ المساجد وبعض المؤسسات الانسانية داخل المخيم منطلقاً لشن الهجمات، وتخزين الاسلحة بداخلها وتفخيخها بالمتفجرات، اضافة الى التعرض للمدنيين.. بغرض استثارة الرأي العام في توظيف رخيص ومكشوف..».
بيان لاحق أكد ما سبق ذكره حيث رصدت وحدات الجيش بشكل متكرر أحد المسلحين التابعين لعصابة «فتح الاسلام» وهو يستهدف مراكز الجيش برمايات من على مئذنة مسجد الحاووز داخل المخيم.. لكن الوحدات العسكرية وعلى الرغم من وقوع اصابات في صفوفها، امتنعت عن الرد بالمثل على مصادر النيران، التزاماً منها احترام قدسية اماكن العبادة.
واذ واصلت وحدات الجيش تشديد الطوق بقوة على المسلحين في نهر البارد، أعلنت القيادة (بيان 5 حزيران 2007) تدمير مراكزهم على تخوم المخيم، وإجبارهم على التراجع والفرار باتجاه الاحياء الداخلية، ودعت المسلحين مجدداً الى إلقاء السلاح مؤكدة تعهدها أن ينالوا محاكمة عادلة أمام القضاء اللبناني.
إزاء عدم تجاوب الارهابيين مع الدعوات المتكررة التي أطلقتها قيادة الجيش، تابعت الوحدات العسكرية إجراءاتها الميدانية في نهر البارد، وأعلنت القيادة أنها تواصل العمل لانهاء «الحالة الشاذة التي فرضت على لبنان وحاولت النيل من وحدة الأرض والشعب والمؤسسات». وعاهدت اللبنانيين وأهالي الشهداء «أنها لن تتراجع عن إصرارها على حفظ أمانة دم الشهداء، الذي لا يوازيه عدد القتلى في صفوف الارهابيين الضالين، بل ما يعادله حقاً هو تحقيق العدالة».
وفي موازاة استكمال اجراءاتها الميدانية وتوسيع نطاق سيطرتها، عملت الوحدات على تنظيف الابنية من الافخاخ والالغام وملاحقة فلول الهاربين، واعلنت القيادة ان الواجهة البحرية للمخيم باتت تحت مرمى نيران الوحدات العسكرية. كما حذرت الارهابيين من التعدي على المراكز الدينية وتدنيسها، وخصوصاً مسجد القدس.. (بيان التوجيه في 12 حزيران 2007).

 

ضبط مخزن كبير للمتفجرات
وأعلنت قيادة الجيش (في 14 حزيران 2007) ان الوحدات العسكرية تواصل توسيع نطاق سيطرتها، وتضييق الخناق بشدة على ما تبقى من العصابة المجرمة وانها تمكنت من ضبط مخزن كبير للمتفجرات، ما يدل على أهداف هذه العصابة الارهابية ومآربها الهدّامة.
وعاهدت القيادة اللبنانيين «بذل أقصى التضحيات وتقديم الدماء من دون حساب صوناً لوحدة الوطن وسيادته وكرامة ابنائه».

 

الارهابيون فجّروا أجزاء من مسجد القدس
على الرغم من تحذير قيادة الجيش للارهابيين من استغلال الاماكن الدينية، أقدم هؤلاء على التمركز داخل مسجد القدس وحولوه الى مركز قتال، بغية استدراج الوحدات العسكرية الى استهدافه، متعمدة تفجير بعض أجزائه بهدف تأليب الرأي العام واستعطافه (بيان التوجيه في 15 حزيران 2007).
وأكدت القيادة التزامها الصارم احترام المقامات الدينية ودُور العبادة، وعاهدت المؤمنين على المساعدة لاحقاً في إعمار ما تهدم بسواعد العسكريين وبكل القدرات المتوافرة لديها».

 

إحكام السيطرة على مراكز الارهابيين
بتاريخ 22 /6 /2007 أنهت قوى الجيش في نهر البارد إحكام سيطرتها الميدانية على منشآت ومراكز القيادة والقتال والتدريب والاعلام التي كان يستخدمها تنظيم «فتح الاسلام»، وأهم هذه المراكز حسب بيان صادر عن القيادة: الخان، النورس، الوحش، تجمع مدارس الاونروا، موقع صامد، التعاونية، منزل شاكر العبسي، القدس، ناجي العلي، مجمع جنين، خط السكة الحديد، خط الغاز، والمكتب الاعلامي.
واضاف البيان: تستمر الوحدات العسكرية بأعمال نزع الالغام والافخاخ وإزالة العوائق وتدمير الانفاق في بقعة عملياتها، اضافة الى ملاحقة فلول المسلحين.

 

دماء الشهداء يجب أن تكون عبرة للقادة والسياسيين
ما حققه الجيش خلال أكثر من شهر وموقف القيادة مما يجري، تناولته النشرة التوجيهية الصادرة عن القيادة بتاريخ 22 حزيران 2007، التي اعتبر قائد الجيش من خلالها ان دماء الشهداء الابرار تسمو على أي توظيف أو طموح سياسي وتخرج من حساب المكاسب ويجب ان تشكل عبرة لجميع القادة والمسؤولين السياسيين في البلاد.
وقد جاء في النشرة الصادرة تحت عنوان: الوفاء لدماء الشهداء»:
يستمر الجيش في تنفيذ مهمته الأمنية التي بدأّها منذ أكثر من شهر في منطقة الشمال، بالتصدي لتنظيم ارهابي، حاول العبث بأمن الوطن واستقراره، واعتدى على المراكز العسكرية، وغدر بالعسكريين وهم منتقلون الى مراكز عملهم أو منازلهم، محاولاً من خلال ممارسة العنف والاجرام وإثارة الفتن، ثني الجيش عن مهمته الاساسية في الجنوب، وترويع اللبنانيين وإضعاف ثقتهم بالدولة ومؤسساتها، وبالتالي العمل على تطبيق أفكاره العبثية الهدامة البعيدة كل البعد عن قيم الشعب اللبناني وتقاليده العريقة. لكن الجيش كان بالمرصاد لهذا التنظيم فتصدى له بقوة ارادته وبما تيسر له من امكانات، محققاً سلسلة من الانجازات، حيث تمكن من القضاء على عناصره بسرعة قياسية في مدينة طرابلس وضواحيها وتوقيف العديد من الشبكات المرتبطة به في مختلف المناطق اللبنانية، وفي هذه الاثناء أنهى سيطرته على مواقعه الرئيسة، ويقوم بتشديد الخناق على ما تبقى من عناصره الفارين الى عمق المخيم.
لقد أفرزت هذه العملية الامنية وما رافقها جملة من الحقائق والمواقف يمكن ايجازها على الشكل الآتي:
- إن ضريبة الدم الجسيمة التي دفعها العسكريون والتي تأتّى قسم منها بسبب الغدر، إنما هي دليل قاطع على التزام القوى العسكرية الصارم، عدم إلحاق الأذى بالمدنيين، اللبنانيين والفلسطينيين على حد سواء. وكذلك هي دليل على استعداد أبناء مؤسسة الشرف والتضحية والوفاء لتقديم الدماء من دون حساب، دفاعاً عن سيادة الوطن وكرامة شعبه، تماماً مثلما لم يترددوا لحظة في تقديم التضحيات في مواجهة العدو الاسرائيلي جنباً الى جنب مع المقاومة قبل التحرير وفي أثناء حرب تموز التي شنّها هذا العدو على لبنان.
- لم يسبق أن أجمع اللبنانيون في تاريخهم على أمر ما، كما أجمعوا اليوم على دور الجيش الوطني، وهذا ما تجلى في التفاف المواطنين بمختلف أطيافهم وانتماءاتهم ومرجعياتهم السياسية والروحية حول الجيش، ودعمهم له في تنفيذ مهامه الوطنية، وكذلك تأييد الاخوة الفلسطينيين الذي عبر عنه جميع قادة الفصائل الفلسطينية، من خلال وقوفهم الى جانب الجيش ونبذهم هذه الظاهرة الشاذة، المسيئة الى الشعب الفلسطيني الشقيق وقضيته العادلة، بما يؤكد بشكل قاطع ان هذه العملية لن تنسحب ابداً على باقي المخيمات.
- إن الشعب اللبناني يواجه في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه، خطر الارهاب المتسلل الى صفوفه بأساليب وطرق شتى، وقد غدر بالأمس القريب بأحد ممثلي الشعب اللبناني، النائب وليد عيدو ونجله وعدد من مرافقيه ومن المواطنين الابرياء، وهذا الارهاب يتهدد الوطن في فكره ونهجه المنافي للصيغة اللبنانية الفريدة، المتلاقي مع العدو الاسرائيلي في عقيدته العنصرية المناقضة لرسالة لبنان القائمة على التنوع الحضاري والثقافي بكل أبعاده، وفي استهداف الجيش اللبناني صمام أمن وحدة الوطن واستقراره، وإن ما يقوم به الجيش حالياً هو دفاع عن سلامة الكيان بحد ذاته إرثاً وحاضراً ومستقبلاً.
تؤكد قيادة الجيش مرة أخرى أنها لن تسمح على الاطلاق بعودة عقارب الساعة الى الوراء، فدماء الشهداء الابرار، العسكريين والمدنيين، هي أمانة في أعناق هذا الجيش الذي لن يستكين قبل توقيف القتلة المجرمين وتحقيق العدالة التي باتت ملكاً للإرادة الوطنية الجامعة، ولا يمكن تحت أي ظرف كان، التنازل عنها وإخضاعها للمساومات، كونها تنبع من صلب مفاهيم السيادة الوطنية وحق المواطن اللبناني، واعتبر قائد الجيش ان هذه الدماء هي عامل توحيد للوطن وتسمو على أي توظيف أو طموح سياسي وتخرج من حساب المكاسب في سوق الغالب والمغلوب، ويجب أن تشكل عبرة لجميع القادة والمسؤولين السياسيين في البلاد، تدفعهم بأسرع وقت ممكن الى وقف الانقسام الداخلي ونبذ ثقافة التصادم، والتلاقي والحوار مجدداً من أجل إيجاد الحلول لمختلف المشاكل القائمة.
إن قيادة الجيش تتطلع بكل عزم وثقة الى إنهاء  هذه الحالة الطارئة والشاذة بأسرع وقت ممكن لعودة أهالي المخيم الى منازلهم والشروع بإعمار ما تهدم بعيداً عن هواجس التهجير والتوطين، كما للعودة بالبلاد الى وضعها الطبيعي، وبندقية الجيش الى اتجاهها الصحيح في مواجهة العدو الاسرائيلي، لا في اتجاه أي عربي أو فلسطيني أو لبناني مقاوم للاحتلال.
يتوجه قائد الجيش العماد ميشال سليمان بتعازيه الحارة الى جميع العسكريين لاستشهاد عدد من رفاقهم، وتمنياته للجرحى بالشفاء العاجل، منوهاً بأدائهم الرائع وتضحياتهم الجسام وتفانيهم في أداء الواجب العسكري، مؤكداً بأن فجر الخلاص آتٍ لا محالة، فالشعب الى جانبهم وكلمة الشعب هي الأقوى لأنها مستمدة من الله.

 

دماء الشهداء تستصرخ المرجعيات ولا يفيها حقها إلا تحقيق الوحدة والوفاق الوطني
مع استمرار التجاذب السياسي الحاد في البلاد بينما يقدم العسكريون يومياً الشهداء والجرحى فداءً للوطن، وجّه قائد الجيش العماد ميشال سليمان الى العسكريين تعميماً تناول مجريات الأمور. وقال إن دماء الشهداء تستصرخ المرجعيات وأصحاب القلم والكلمة، إدراك حجم ما بذله العسكريون وما كابده المواطنون، داعياً الى تحقيق الوحدة والتوافق الداخلي.
جاء في التعميم الصادر في الأول من تموز 2007:
في سياق التجاذب السياسي الحاد الذي تشهده البلاد حالياً، كثرت الاحاديث حول مسألة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وداخلها، مما أثار قلق المواطنين من احتمال حصول مواجهة بين الجيش وبعض التنظيمات الفلسطينية خلال المراحل اللاحقة، وكذلك كثر التساؤل عن دور الجيش إزاء الاستحقاقات والتحديات القادمة، الأمر الذي استوجب تبيان الحقائق التالية:
1- من المسلّم به أن الأحداث الجارية حالياً في نهر البارد، لم تبدأ بناءً على توقيت من الجيش، إنما بفعل إقدام تنظيم ما يسمى ب«فتح الاسلام» على الغدر بالعسكريين، ومن أبسط واجبات الجيش ملاحقة القتلة المجرمين الذين هم في الاساس مجموعة من المرتزقة الارهابيين الذين استباحوا حرمة الوطن، وارتكبوا الجرائم بحق أبنائه.
2- إن موضوع أي سلاح لبناني أو فلسطيني مقاوم، يتم البحث به ومعالجته من خلال الحوار والتوافق، إن كان بين اللبنانيين أنفسهم، أو بين اللبنانيين والاخوة الفلسطينيين المعنيين بالقضية، وبما يحفظ المصلحة المشتركة للشعبين الشقيقين، ولا يقدم خدمة مجانية يستفيد منها العدو الاسرائيلي.
3- لقد رسخت التضحيات الجسام التي قدمها الجيش في وجدان اللبنانيين، معاني السيادة والحرية والكرامة التي لا يمكن التفريط بها تحت أي شعار، كما اكدت للمتربصين شراً بالوطن، أن أي اعتداء في المستقبل على المواطنين أو على الجيش، سيواجه بمثل ما يحصل اليوم وسيكون ثمنه باهظاً عليهم، واللبنانيون اليوم مدعوون أكثر من أي وقت مضى الى مزيد من اليقظة ورص الصفوف، وإبلاغ الجيش وسائر القوى الأمنية عن كل ما يثير الشك والريبة في محيطهم.
4- إن دماء الشهداء الأبرار التي لن تدخل في معادلة الثأر والانتقام، تستصرخ المرجعيات السياسية والدينية وأصحاب القلم والكلمة، إدراك حجم ما بذله العسكريون من جهود وتضحيات وما كابده المواطنون من جراح وآلام، لا يمكن أن توفى حقها إلا من خلال الوحدة الوطنية والتوافق الداخلي بعيداً عن ثقافة التصادم والتجاذب السياسي العبثي. وإن التنازل من هنا أو هناك، ليس ضعفاً بل كبر وترفع وشعور عالٍ بالمسؤولية، سوف ينصف صاحبه التاريخ والاجيال القادمة.
فمصلحة الوطن هي وحدها التي تحفظ مصلحة الجميع.  

 

عمليتا دهم واشتباكات
الى المعارك التي خاضها الجيش في معارك نهر البارد، حصلت عدة تطورات وقام الجيش بأعمال دهم أسفرت عن القضاء على عدد من المسلحين الارهابيين.
فبتاريخ 3 /6 /2007 أقدم عناصر تابعون لمجموعة جند الشام في محلة الطوارئ المتاخمة لمخيم عين الحلوة على إطلاق رشقات نارية وبعض القذائف الصاروخية باتجاه مراكز الجيش في حي التعمير - صيدا. مما اضطر قوى الجيش للرد على مصادر النيران بالاسلحة المناسبة.
وإذ أشارت قيادة الجيش الى تمادي الاعتداءات على الجيش من قبل مجموعات مسلحة انطلاقاً من المخيمات الفلسطينية، أهابت بالفصائل الفلسطينية كافة والفعاليات اللبنانية، اتخاذ الموقف الحازم كي لا تكون هذه المخيمات مصدراً للفتنة المتنقلة الهادفة الى ضرب استقرار الوطن.
يذكر ان الحادث أسفر عن سقوط شهيدين للجيش اللبناني ومقتل اثنين من الارهابيين.

 

دهم مخزن أسلحة ومبنى في طرابلس
بتاريخ 24 /6 /2007 صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه البيان الآتي:
دهمت قوة من الجيش مخزناً للاسلحة في حي أبي سمرا - طرابلس، وضبطت بداخله كمية كبيرة من الاسلحة والاعتدة العسكرية، شملت بنادق حربية ورشاشات وقاذفات «ب 7» وقنابل يدوية متنوعة، وقذائف «إنيرغا» وذخائر مختلفة، اضافة الى جعب ومناظير وألبسة عسكرية وخيم وأجهزة هاتف لاسلكي وكمبيوتر. وقد تمت مصادرة هذه الاسلحة والاعتدة وأودعت المراجع المختصة.
ولدى قيام قوة اخرى من الجيش ليل امس بدهم مبنى يقع ضمن الحي نفسه، بعد توافر معلومات عن وجود شقة مشبوهة داخله، تعرضت هذه القوة لإطلاق نار من قبل عناصر مسلحة حاولت اعتراضها ومنعها من تنفيذ مهمتها، وقد حرصت الوحدات العسكرية على إخلاء المدنيين من المبنى قبل اقتحامه حفاظاً على ارواحهم، مما أدى الى وقوع عدد من الاصابات في صفوف العسكريين، وبعد إخلاء المبنى المذكور من سكانه، تم اقتحامه فجر اليوم، والقضاء على المسلحين كافة الذين كانوا يتحصنون بداخله، ومعظمهم من غير اللبنانيين والذين اتخذوا من قاطنيه دروعاً بشرية لهم، وقد سقط للجيش من جراء هذه الاشتباكات شهيد وعدد من الجرحى بين ضابط وعسكري، كما سقط عدد من الشهداء المدنيين نتيجة غدر هؤلاء المسلحين بهم، وقد صودرت كمية من الاسلحة والاعتدة العسكرية، ومعدات خاصة بالتفخيخ الإلكتروني.
إن قيادة الجيش إذ تؤكد مرة جديدة إصرارها على قطع دابر الارهاب أنّى وجد والى أي جهة انتمى، تنبه المواطنين الى مخاطر تسلل الارهابيين الى صفوفهم، وتدعوهم الى وجوب إبلاغ قوى الجيش بأسرع وقت ممكن عن وجود مشبوهين في أحيائهم السكنية أو في محيط قراهم وبلداتهم، حفاظاً على أمنهم وسلامتهم.

 

... ودهم في وادي دده - القلمون
صدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه بيان في 28 /6 /2007 جاء فيه:
نتيجة المتابعة والتحري عن عناصر مشبوهة، شاركوا عند بدء الاحداث بالاعتداء على قوى الجيش في محيط منطقة طرابلس بالتزامن مع قيام تنظيم ما يسمى ب«فتح الاسلام» بالتعدي الغادر على المراكز العسكرية في نهر البارد، نفذت قوة من الجيش فجر اليوم عملية دهم في وادي دده - القلمون، واشتبكت مع مجموعة من الارهابيين كانوا يتحصنون في إحدى المغاور، حيث تمكنت من القضاء على جميع عناصر المجموعة وعددهم ستة، ينتمون الى جنسيات مختلفة وضبطت بحوزتهم كمية من الاسلحة والذخائر. فيما اصيب عدد من عناصر الجيش بجروح طفيفة من جراء هذه المواجهة، والتحقيق جارٍ حالياً لتحديد هوية القتلى وجنسياتهم.
إن قيادة الجيش تؤكد مجدداً إصرارها على ملاحقة الارهابيين من دون هوادة، ولن تترك لهم أي ملاذ آمن ينطلقون منه للاعتداء على حياة المواطنين والعبث بأمن الوطن واستقراره.


شكراً...

في بيان صادر في 13 حزيران 2007 أعلنت قيادة الجيش أن قائد الجيش العماد ميشال سليمان تلقى وما يزال العديد من الرسائل وكتب التأييد من مؤسسات وجمعيات واتحادات ومنظمات وبلديات وهيئات وروابط اهلية ومراجع روحية وسياسية وأحزاب وفعاليات ونقابات ومواطنين، من الداخل والخارج، عبّرت عن الالتفاف حول الجيش وأكدت الوقوف الى جانبه.
وقال البيان:
إن قيادة الجيش التي لم تفاجأ بهذا الموقف الوطني الجامع، توجه شكرها العميق لجميع من بادر وعبّر عن مشاعره الصادقة، كما أنها تعلم علم اليقين ان جميع اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم وأطيافهم لم يتوانوا لحظة عن تقديم الغالي والنفيس في سبيل رفعة الوطن وسيادته.
وتؤكد هذه القيادة ان الجيش سيبقى سداً منيعاً أمام المؤامرات ولكل من يحاول العبث والنيل من أمن البلاد واستقرارها، كما سيبقى العين الساهرة على الحدود بوجه العدو الاسرائيلي وما يشكله من تهديد دائم للبنان في أمنه واقتصاده ووحدة مجتمعه.