من الميدان

الجيش يواصل الضرب خلف خطوط الإرهابيين رؤوس كبيرة تتدحرج والحبل على الجرّار

تحفظ صخور الجرود أسرارًا كثيرة. وتشهد إشراقة كل شمس، كما أجنحة كل ليل، بطولات وحكايات، قد تحكى يومًا ما، غير أن الرواية لن تستطيع الإحاطة بالتفاصيل كلها.
في جرود عرسال وبعلبك، كما في مناطق أخرى، تكبر نبتات العطاء المرويّة بعرق العسكريين وبدمائهم، ويزدهر سياج الأمل والأمن مبددًا بعضًا من هموم العيش الكثيرة.
أيام، ونكون في الذكرى العاشرة لمعركة نهر البارد، دماء شهداء تلك المعركة ما زالت مدادًا يكتب به رفاقهم سطورًا من العطاء، كما كتب من قبلهم بدماء الأسلاف وتضحياتهم.
وعدَ الجيش بأنه سيواصل حربه ضد الإرهابيين وصولًا إلى استئصال جذورهم الخبيثة، مهما كلّفه ذلك من أثمان. وعد ووفى، وهذا ما كان عليه شأنه دائمًا. من عبرا إلى طرابلس وسواها، وصولًا إلى جرود الجرود في عرسال وبعلبك. غير أن الأهم والأبرز، في هذه المواجهة الطويلة مع عدو تنتشر خلاياه كمرض خبيث في مختلف أنحاء العالم، ويضرب ضرباته الموجعة، هو تلك الكفاءة العالية والخبرة المهمة التي تميّز بها جيشنا، وهو ما زال يواصل تطويرها.
فمن إحباط حلم «الإمارة الإرهابية» في لبنان ودفنه، إلى مهاجمة أوكار الإرهابيين والضرب خلف خطوطهم في عمليات نوعية بالغة الجرأة والنظافة، ومن بينها عملية الدهم التي نفّذها في عرسال (22/4/2017) وأسفرت عن مقتل أحد أمراء «داعش»، الإرهابي السوري حسن المليص، واعتقال 10 إرهابيين آخرين، من دون أي إصابة في صفوف القوة المداهمة.
سبقت هذه العملية، كما أعقبتها، وسوف تعقبها، عمليات أخرى مماثلة.
لم يتعب العسكريون، ولم توقفهم صعوبات، أو تحول دون تحقيق اهدافهم عقبات.
لن يتراجع الجيش عن الإمساك بمن تلطّخت أياديهم بدماء عسكرييه، أو بدماء مواطنين أبرياء استهدفت التفجيرات الإرهابية أحياءهم وشوارعهم.
ولن يتهاون في ملاحقة من يتحيّنون الفرص لإظهار وجوههم القبيحة من جديد.
سيتابع تسديد ضرباته في عمق أعماق أوكار الإرهابيين، ويمسك برؤوسهم واحدًا تلو الآخر.
وكما اصطاد الكثيرين منهم في الجرود وفي أماكن أخرى، سيصطاد المزيد، ومن لم يطله القصاص بعد، فسوف يطاله، وإن بعد حين.
حسين المليص الذي كان مجرد ذكر اسمه يثير الرعب في عرسال، ليس آخر السبحة. وكما سبقه كثيرون، سوف يعقبه أيضًا كثيرون.
الرصد مستمر والمتابعة حثيثة، الموقوفون كثر، والتحقيقات تقود إلى أوكار كثيرة، والحبل على الجرار...
وفي موازاة المواجهة والرصد والمتابعة، تستمر كفاءة جنودنا في التطور، وكذلك ثقتهم بقدراتهم. ومن بين مؤشرات هاتين الكفاءة والثقة، تحويل مروحيات «البوما» إلى طوافات قتالية مجهزة بصواريخ ومدافع رشاشة كانت في الأساس لطائرات «الهوكر هانتر» التي خرجت من الخدمة.
هذه الطوافات أثبتت فعاليتها في ضرب تجمّعات للإرهابيين بعد أقل من يومين على عملية عرسال.
جهد ومثابرة، كفاءة عالية، شجاعة نادرة، وتمرّس في استخدام الإمكانات ومواجهة مختلف الظروف... وأيضًا، وربما قبل كل ذلك، وفي أساسه، إيمان جيشنا برسالته.
«العوافي يا جيشنا، العوافي يا وطن».

التحرير

 

توقيف  10 إرهابيين في بلدة عرسال

أعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في 22/4/2017، أنّ قوة من الجيش نفّذت عملية دهم سريعة وخاطفة في بلدة عرسال، أسفرت عن توقيف 10 إرهابيين خطيرين كانوا قد تسلّلوا إليها في أوقات سابقة، من دون تسجيل أي إصابات في صفوف عناصر القوة المداهمة.
وفي بيان لاحق، أوضحت أنّ هذه القوة تعرّضت خلال العملية لإطلاق نار من جانب العناصر الإرهابية، فردّت بالمثل، ما أدّى إلى مقتل الأمير الشرعي لتنظيم «داعش» الإرهابي في منطقة القلمون السوري حسن المليص، وهذا الأخير كان قد شارك مع المجموعات المسلّحة في مهاجمة مراكز الجيش واقتحام مبنى قوى الأمن الداخلي وخطف عسكريين في بلدة عرسال بتاريخ 2/8/2014.
وتستمر التحقيقات مع الموقوفين وهم السوريون: فوزي محمد السحلي، علاء خليل الحلبي، أحمد حسن ميمان، عبدالله عبد الكريم حسيان، أحمد فوزي السحلي ومحمد فوزي السحلي؛ واللبنانيون: وائل ديب الفليطي، حسين ديب الفليطي، أمين محمد حميّد ومحمود ديب الفليطي.