مشاكل وحلول

الحاجة إلى المياه العذبة تتفاقم
إعداد: العقيد المهندس جورج رشوان -النقيب المهندس مايك الليطاني

كيف نحد من الهدر في بيوتنا؟


هل لديك فكرة عن كمية المياه التي يستهلكها منزل يقطنه أربعة أشخاص سنويًا؟ وهل تعلم أنه بالإمكان تخفيض هذه الكميّة بنسبة كبيرة؟
لأنّ استخدام المياه بشكل مدروس ليس مجرد «ترف علمي»، وإنما هو ضرورة حيوية، فلنحاول أن نعرف أكثر عن ثروتنا المائية، وعما يهدر منها، وما يمكننا توفيره، حتى كأفراد.

 

المياه في الشرق الأوسط
تتميز منطقة الشرق الأوسط ومن ضمنها لبنان بمواردها المائية الغزيرة وبمناخها المعتدل، لكنها من أكثر مناطق العالم استنزافًا للمياه العذبة. وعلى صعيد لبنان تحتاج الثروة المائية إلى معالجة مسؤولة على قاعدة تعزيز فكرة استدامة هذا المورد الحيوي وتنشيط الوعي العام لاستغلال المياه بشكل مدروس. ونتيجة لوجود ارتباط وثيق بين النمو والطاقة من جهة، والطاقة والمياه من جهة أخرى، فلا بدّ من أخذ مشاكل المياه على محمل الجدّ وإدراجها ضمن الأولويات في قرارات الحكومة وإيجاد حلول جذرية لها.

وقد اثبتت الدراسات أنه بحلول العام 2030 سيحتاج العالم إلى زيادة انتاج الغذاء والطاقة بنسبة 50% والمياه العذبة بنسبة 30%، لتأمين حاجات سكانه.

 

مصادر المياه في لبنان
يهطل في لبنان سنويًا حوالى 800 ملم من المتساقطات، أي ما يعادل 8200 مليون م3، والكمية الأكبر من هذه المتساقطات هي الثلوج التي تعتبر الخزان الأساسي للمياه الجوفية. وتقدّر كمية المياه المتجددة سنويًا بحوالى 2700 مليون م3. في المقابل يخسر لبنان سنويًا ما يعادل 950 مليون م3 من المياه (650 مليون م3 مياه سطحية و300 مليون م3 مياه جوفية)، إضافة إلى 4100 مليون م3 يخسرها من جراء التبخر، و385 مليون م3 هي ينابيع مياه عذبة في البحر.
من ناحية أخرى وبناءً لدراسات قامت بها وزارة الطاقة والمياه في العام 2010 تبين أنه هناك نقص في تأمين الحاجة الاستهلاكية من المياه بحوالى 690 مليون م3، وقد يصل إلى 1660 مليون م3 في العام 2040 بسبب ارتفاع النمو السكاني من دون تأمين مصادر إضافية للمياه.
ونتيجة الارتفاع المرتقب في درجات الحرارة لحوض البحر المتوسط (بين 2 و4 درجات مئوية) قد تنحسر فترة تساقط الأمطار من 80 إلى 90 يومًا لتصبح ما بين 50 و 60 يومًا، يضاف إلى ذلك ذوبان الثلوج على المرتفعات بسرعة، ما يحدّ من قدرة التربة على امتصاصها. ونتيجة لذلك تصبح كمية المياه المتجددة سنويًا ما بين 1850 و 2200 مليون م3 بدلًا من 2700 مليون م3.

 

الاستهلاك السنوي للمياه في لبنان
يستأثر ري المزروعات بنسبة 75% من مجمل الاستهلاك السنوي للمياه في لبنان، وثمة 25% للإستعمال المنزلي والصناعي. وفي حين كان الاستهلاك السنوي للمياه نحو 1.8 مليار م3 في العام 2010، فإنه تخطى ضعف هذه الكمية العام الماضي.
كيف نؤمن كمية المياه المطلوبة للاستهلاك؟
من أهم الحلول اللازمة لتأمين المياه المطلوبة للاستهلاك اليومي، تقليص الكمية التي تذهب إلى البحر وذلك من خلال:
• إعادة تدوير قسم من المياه المستهلكة كالمياه المبتذلة للمجالي والمغاسل لإعادة استعمالها في المراحيض.
• اعتماد أساليب الري الحديثة (بالتنقيط أو بواسطة جهاز تحكم الكتروني موصول على الشبكة) والتي قد تساهم في توفير نحو 400 مليون متر مكعب سنويًا في الهكتار الواحد.
• الاستفادة من الينابيع العذبة الموجودة في البحر، حيث يمكن اجراء مسح جيولوجي لمعرفة مسالكها الباطنية والعمل على سحبها إلى آبار ارتوازية قبل أن تصبّ في البحر.
• تحلية ميار البحار، وهذا الحلّ مكلف نسبيًا ويعتمد فقط عند تعذّر الحلول السابقة.

 

الخطة الاستراتيجية لتأمين مصادر مياه إضافية
في العام 2010 وضعت وزارة الطاقة والمياه خطة استراتيجية لتأمين حاجات لبنان من المياه حتى العام 2018، وذلك وفق الآتي:
• تخزين مياه الشتاء عبر بناء سدود على مجاري الأنهر.
• إعداد مشروع كامل لشبكة مياه الشرب مع إمكان تخصيص قطاعها.
• إعداد مشاريع تركيب شبكة تجميع المياه المبتذلة وخزنها ليصار إلى تدويرها وإعادة استعمالها (استعمال مياه المغاسل والمجاري في المراحيض – استعمال المياه المبتذلة في الري بعد تدويرها – التغذية الاصطناعية للمياه الجوفية عبر تفريغ الفائض من المياه في الآبار الارتوازية....).
 

الاستهلاك المنزلي لأربعة أشخاص
يتوزّع استهلاك المياه داخل منزل يسكنه 4 أشخاص على الشكل الآتي:
 - 32% لكرسي الحمام (بناء على دراسات أجريت من قبل مختصّين يمكن تقليصها لتصبح 15%).
 - 30% للاستحمام (يمكن تقليصها أيضًا لتصبح 15%).
 - 12% لغسل الثياب.
 - 6% للحديقة.
 - 6% لغسل الصحون.
 - 2% للطبخ.


نصائح لتوفير المياه داخل المنزل
إلى مسؤولية الحكومة والجهات المعنية بإدارة استخدام المياه، ثمة مسؤولية تقع على عاتق المواطنين كأفراد، فحسن استخدام المياه في حياتنا اليوميّة، يحدّ من استنزاف هذا المورد الحيوي بنسبة كبيرة. وفي هذا الإطار ينصح بالآتي:
• عدم ترك الحنفية مفتوحة أثناء غسل الأسنان أو الحلاقة أو غسل اليدين، وهذه العملية توفر سنويًا حوالى 75 م3.
• استعمال «دوش» ذي تدفق منخفض للاستحمام، فهذا يوفر نحو 60 م3 من المياه سنويًا.
• استعمال غسالة الثياب بحمولة كاملة وليس بنصف حمولة، وعدم غسل الملابس عشوائيًا حتى لو لم تكن متسخة.
• معالجة جميع مشاكل تسرب المياه داخل الحمام أو المطبخ, مع العلم أن اي عملية تسرب مياه داخل الحمام تهدر يوميًا حوالى 200 ليتر.
• تقليص كمية المياه المستخدمة في الاستحمام اليومي وذلك من خلال الإسراع في عملية الاستحمام.
• استعمال غسالة الصحون الكهربائية إذا كانت متوافرة بدلًا من الغسيل اليدوي.
• استعمال كرسي حمام ذي صندوق صغير أو وضع قنينة مياه مغلقة باحكام داخل الصندوق، وذلك لتقليص حجمه الداخلي، وهذه العملية توفر سنويًا نحو 30م3 من المياه.
 

...وخارجه
• تركيب عداد مياه على القسطل الأساسي الذي يغذّي المنزل والحديقة.
• زرع المزروعات الصغيرة تحت الأشجار، وذلــك لتأمـين بعض الظـلّ، ما يــؤدي إلى تقليـص نسبـة تبخّر مياه الري.
• ضبط كمية المياه المستعملة للري من خلال جهاز توقيت.
• غسل السيارة بمرشة مخصصة لذلك بغية تقليص كمية المياه المستعملة من خلال تشبيع المياه بالهواء.
• الكشف دوريًا على شبكة ري المزروعات، ومعالجة مشاكل تسرّب المياه منها، ما يقلّص الكمية المستعملة إلى 65%.
• الإبقاء على الحشيش داخل الحديقة طويل نوعًا ما، فذلك يخفف من عملية تبخّر مياه الري.