حقائق

الحرب على الإرهاب عنوان المرحلة

الوزير غصن: ثمة خلايا إرهابية تعمل لإشعال الفتنة

كشف معلومات أمنية حساسة

أدلى وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال الأستاذ فايز غصن ببيان تضمّن جملة معطيات أمنية تتعلق بالتحقيقات الجارية مع عدد من الموقوفين على خلفية قيامهم بعمليات أمنية في عدد من المناطق اللبنانية، وجاء في البيان:
إنني كوزير للدفاع الوطني أؤكد أن ما سأقدمه ليس تحليلًا ولا تكهنات، إنما حقائق مستندة إلى تحقيقات أجرتها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وتضمنت اعترافات أدلى بها الموقوفون.
وأضاف: قد يسأل البعض عن قرارنا الإدلاء بما توصلنا إليه من معلومات خصوصًا أن المعلومات الأمنية الحساسة عادة ما تبقى بحوزة الأجهزة الأمنية، وهنا يهمني أن أؤكد أن هذا القرار جاء نتيجة الاقتناع بمدى الحاجة الآن لتسمية الأمور بمسمياتها، وذلك لوضع حد للتكهنات والفرضيات والتحليلات التي تعمد في جانب منها إلى إشاحة الأنظار عن الحقائق، وإحداث بلبلة في صفوف الرأي العام اللبناني.

 

 

لنعمل يدًا واحدة
في المعلومات كشف الوزير غصن ما يلي:
«إن مديرية المخابرات قد اعتقلت بتاريخ 27/7/2013 المدعو حسن حسين رايد الذي اعترف أنه قام وبالاشتراك مع عمر أحمد الأطرش، وآخرين بتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية وتحضير سيارات مفخخة.
 

ومن ضمن اعترافاته:

أولًا: المشاركة بتاريخ 28/5/2013 مع كل من عمر أحمد الأطرش، وسامي أحمد الأطرش، وعبيدة مصطفى الحجيري، وأحمد عبد الكريم حميّد وسامح البريدي وأربعة سوريين آخرين بقتل عدد من العسكريين على حاجز للجيش اللبناني في محلة وادي حميد.

 

ثانيًا: المشاركة بتاريخ 16/6/2013 مع كل من عمر وسامي الأطرش وأربعة سوريين آخرين بقتل أربعة أشخاص (إثنان منهم من آل جعفر وواحد من آل أمهز وآخر تركي الجنسية) في محلة وادي رافق.

 

ثالثًا: المشاركة في إعداد وتفجير العبوتين الناسفتين على طريق الهرمل بتاريخ 7/7/2013، حيث تمّ تفجير الأولى في سيارة لسيدة من آل ناصر الدين والثانية بدورية للجيش اللبناني، ما أدى إلى جرح ضابط وعدد من العسكريين.

 

رابعًا: اطلاع المدعو حسن حسين رايد على قيام كل من عمر وسامي الأطرش وزهير حسين أمون وسامح البريدي وأحمد عبد الكريم حميد، بتجهيز عدد من السيارات المفخخة لتفجيرها في الضاحية الجنوبية لبيروت وغيرها من المناطق اللبنانية».
وأضاف الوزير غصن: «تبيّن من خلال التحقيقات التي أجرتها مديرية المخابرات أن عمر الأطرش هو الرأس المدبّر لهذه المجموعة. وقد توافرت معلومات للمديرية أيضًا عن عدد من المشتبه فيهم المتورّطين في إعداد ووضع متفجّرة بئر العبد الأولى بتاريخ 9/7/2013».
وقال: «لدينا معلومات تؤكد أن السيارة التي انفجرت آنذاك في بئر العبد هي من نوع «كيا» تمّت سرقتها ليلة وقوع الانفجار من منطقة خلدة، عبر الاستيلاء عليها بقوة السلاح، وقد تمّ تجهيزها ليلًا ومن ثم وضعها في موقف السيارات حيث وقع التفجير، وقد اعتقلت مديرية المخابرات شخصًا سوري الجنسية ويدعى حسام دياب غانم أبو حلق، وتبيّن أنه على علاقة بأشخاص آخرين يشتبه في علاقتهم بمتفجّرة بئر العبد الأولى».
وكشف الوزير غصن أن «مديرية المخابرات لديها خيوط قوية في قضية إطلاق الصاروخين على الضاحية الجنوبية بتاريخ 26/5/2013 وإنها تتعقّب أحد المتورّطين.
كما أن لدى المديرية معلومات دقيقة عن محركي هؤلاء الأشخاص والرأس المدبر والمجموعات المحيطة به وانتماءاتهم وجنسياتهم أكانوا لبنانيين أو سوريين أو غير ذلك».
وقال: هذا بعض ما تمتلكه مديرية المخابرات في الجيش، ويهمني هنا كوزير للدفاع أن أؤكد للرأي العام أن «الجيش اللبناني ومديرية المخابرات هما عين الوطن الساهرة، وهذه المديرية تقوم بجهد جبار تشكر عليه، علمًا أنه كان بالإمكان للتحقيقات أن تسير بخطى متسارعة أكثر من ذلك لولا قيام البعض بتصويب سلاحه باتجاه المؤسسة العسكرية.
إننا وحرصًا منا على السلم الأهلي وإدراكًا منا لخطورة المعلومات التي بحوزة الجيش اللبناني والتي كشفنا اليوم عن جزء يسير منها، ارتأينا أنه من المفيد أن نضع أمام الرأي العام بعض هذه الحقائق، وذلك بهدف قطع دابر الفتنة خصوصًا أننا بدأنا منذ الأمس نسمع أصواتًا تروّج لانفجار آخر قد يقع في منطقة أخرى من لبنان – لا سمح الله – بهدف الإيقاع بين اللبنانيين، وإشعال فتنة ستودي بالبلد إلى الكارثة».

 

وختم الوزير غصن قائلًا:
«إنني حين تحدثت في السابق عن تسلّل عناصر إرهابيين إلى لبنان، قامت حينها الدنيا ولم تقعد، وها هي الأيام تثبت صحة ما حذرنا منه سابقًا، وأنا اليوم من موقعي أدق ناقوس الخطر لأقول أن لبنان بدأ يقع في قبضة الإرهاب، وعلى الجميع وعي دقة المرحلة، فلا يزايدنّ أحد علينا في مواقعنا الوطنية، وينغمس في التحليل بهدف تحويل اتجاه البوصلة إلى مكان آخر، ويعمد إلى التصويب علينا وتغيير كلامنا وتحويره، فالوضع لا يحتمل، وليتحمّل كل إنسان مسؤوليته الوطنية، ولترفع الحواجز السياسية عن عمل المؤسسة العسكرية.
كما أنني أدعو جميع اللبنانيين، إلى أي منطقة انتموا، للوقوف خلف المؤسسة العسكرية ودعمها وعدم إيواء هؤلاء المطلوبين والمساعدة في القبض عليهم، وعدم تأمين بيئة حاضنة لهم، لنحمي الوطن ونرسخ أمنه ونمنع استهداف المدنيين الأبرياء الذين ينتمون إلى كل الطوائف اللبنانية، بأعمال ضد الإنسانية وضد الأديان. ولنعمل يدًا واحدة لترسيخ وحدتنا الوطنية وعيشنا المشترك الذي من خلاله نحمي البلد ونجنّبه المزيد من الدماء التي تسيل في أكثر من منطقة، ونقطع دابر الفتنة التي يتمناها العدو الإسرائيلي».

 

الحرب على الإرهاب
كذلك، أدلى الوزير غصن بتصريح تناول فيه الوضع الأمني في البلاد، وقال: «إن هذا الوضع وصل إلى مرحلة دقيقة بات فيها الاكتفاء بالكلام وإطلاق المواقف غير مجديين، ولا بد في المقابل من وعي حجم المسؤوليات الملقاة على عاتق السياسيين والأجهزة الأمنية برمتها».
وأضاف: «إن الحرب على الإرهاب» باتت عنوان المرحلة، خصوصًا أن هذا الإرهاب الذي لا دين له ولا طائفة، لا يحتاج إلا لتفكك اللبنانيين وشرذمتهم ليجتاحهم ويغرز أنيابه في جسد بلدهم. ومن هنا فإن واجب كل اللبنانيين التضامن وعدم الانسياق إلى دعوات الفتنة والتحريض الطائفي، ومواكبة وتسهيل عمل الأجهزة الأمنية المستنفرة بكل جهودها وطاقاتها لحماية لبنان من هذا المرض الفتاك.
ومن هنا لا مجال لتسييس الإرهاب ولا لتغطيته، لا من خلال التشكيك بعمل الأجهزة الأمنية ولا من خلال محاولات البعض اللعب على وتر تطييف الأجهزة ومذهبتها، فهذا الأمر مضر بلبنان وباللبنانيين، والأجهزة الأمنية تعمل للجميع من دون تمييز انطلاقًا من المصلحة الوطنية العليا وليس المصالح الضيقة، خصوصًا أن هذه الأجهزة على اختلافها تعرف مدى خطر مرض الإرهاب وسرعة انتشاره».
وكشف الوزير غصن أن «الاجتماع الأخير للمجلس الأعلى للدفاع الذي ترأسه فخامة رئيس الجمهورية، وحضره رئيس الحكومة والوزراء المعنيون وقادة الأجهزة الأمنية – وإن كانت مقرّراته سرية – إلا أنه اتسم بكثير من العمق والوضوح وتسمية الأمور بمسمياتها»، لافتًا إلى أن «كل المجتمعين لا سيما رئيسي الجمهورية والحكومة، اللذين وبعد الاطلاع على ما بحوزة الأجهزة الأمنية من معطيات ومعلومات خطيرة ودقيقة، قد شددا على ضرورة إطلاق يد الأجهزة في مكافحة أي محاولات إرهابية تهدف إلى زعزعة الاستقرار والأمن اللبنانيين، وأكدا ضرورة مواكبة هذه الأجهزة وتقديم كل دعم سياسي تحتاجه للقيام بمهماتها».
في المقابل، كشف وزير الدفاع الوطني أن «المعلومات عن وجود خلايا إرهابية تعمل ليلًا ونهارًا، بهدف إشعال فتنة من خلال استهداف بعض المناطق بالتفجيرات ليست جديدة، فالجيش اللبناني يتابعها ويلاحق المتورّطين والمشتبه بتورّطهم بها منذ مدة»، مشيرًا إلى «أن الكشف عن هذه المعلومات جاء كنتيجة لسببين، الأول تحسسًا منا باقتراب الخطر، وبالتالي توعية الرأي العام على خطورة ما يحضّر للبنان، والثاني سد أي ثغرة يريد أعداء لبنان التسلل منها لإشغال الفتنة بين أبناء الوطن الواحد».
وختم الوزير غصن «بالتنويه بالجهود الجبارة التي يبذلها الجيش اللبناني، وباقي الأجهزة الأمنية داعيًا الجميع إلى مواكبة هذه الجهود ودعم الجيش والوقوف إلى جانبه»، مكررًا دعوته «عدم وضع الحواجز السياسية أمام عمل الجيش فهو يعمل لجميع اللبنانيين ولمصلحة كـل لبنان».
 

شر الفتنة والإرهاب
كذلك، أدان وزير الدفاع الوطني الأستاذ فايز غصن الجريمة الإرهابية التي استهدفت الآمنين في مدينة طرابلس، وقال «إن يد الإرهاب البغيضة قد امتدت مجددًا لتطاول منطقة آمنة بهدف إشعال فتنة بين اللبنانيين».
وأضاف الوزير غصن: «ها هو المحظور الذي كنا قد حذّرنا منه سابقًا قد وقع، فاليد التي امتدت إلى منطقة الضاحية الجنوبية هي نفسها التي ارتكبت اليوم مجزرة جديدة من خلال تفجيرين استهدفا المصلّين في مسجدين في طرابلس، والهدف الأول والأخير هو ما أعلنّاه سابقًا ونكرره اليوم، إشعال الفتنة الطائفية والمذهبية التي من شأنها أن تشعل البلد برمته».وأكد وزير الدفاع «إن ما تمتلكه الأجهزة الأمنية من معلومات ومعطيات يرسم صورة قاتمة عمّا يحضّر للبنان، وهذا الأمر سبق أن حذرنا منه مرارًا وتكرارًا، ونحن نجدد تحذيرنا بأن ما حصل في طرابلس اليوم قد يحصل في منطقة أخرى – لا سمح الله – بهدف جر اللبنانيين للتقاتل في ما بينهم، ولذلك لا بد من الوحدة والتضامن لسد الطريق أمـام الارهابيين ومنعهم من تحقيق هـدفـهـم بـإشـــعـال الـفـتـنـة في لــبنان».
واعتبر أن «الواجب الوطني يقتضي من الجميع وعي حجم المخاطر المحدقة ببلدنا وخطورة المؤامرة التي تحضر لنا»، داعيًا إلى «الابتعاد عن الخطاب الطائفي والمذهبي والتعالي عن الصغائر والمصالح الضيقة والتعاطي مع الأمور بروية وحكمة والتوقف عن إطلاق الاتهامات، فالإرهاب وكما أثبتت الأيام لا يستثني أحدًا، بل يتحرك في كل الاتجاهات ليصيب هدفه بجر اللبنانيين إلى التقاتل في ما بينهم».
وختم وزير الدفاع بتقديم التعازي لأهالي الضحايا الأبرياء الذين قضوا في مجزرة طرابلس، متمنيًا الشفاء العاجل للجرحى، وقال: «حمى الله لبنان واللبنانيين ووقى هذا البلد شر الفتنة والإرهاب».