- En
- Fr
- عربي
العوافي يا وطن
تتعدّد أنواع الحروب وتختلف أسلحتها، لكن الهدف يبقى واحدًا: تدمير الخصم أو على الأقل ترويضه وتحجيمه والحدّ من قدراته وصولًا إلى رضوخه لقرارات أو مخططات معيّنة. والحروب اليوم لم تعد مجرد معارك عسكرية وسياسية واقتصادية ومعلوماتية... بل إنّها تخطّت ذلك كله إلى ميادين ومجالات أخرى، معرفية وثقافية واجتماعية وأخلاقية... لتصبح حروبًا شاملة تستخدم في الوقت نفسه عدّة أسلحة، وتستهدف المجتمع بكل ما فيه من قوى وشرائح، وفي طليعتها الشباب.
من هنا يمكن إدراك أهمية دور الجيش في مكافحة المخدرات، وإنّ معاينة وتيرة المداهمات التي يشنّها مستهدفًا أوكار مصنّعي المخدرات وتجّارها، وتوقيفه يوميًا العديد من الضالعين في قضاياها، وبينهم رؤوس كبيرة، تؤكّد عزمه على أداء دوره في حماية شبابنا من هذه الكارثة. فكم من بيت أُصيب بفاجعة فقدان شاب ربّاه أهله بدموع أعينهم وتعب عمرهم، وقضت عليه جرعة زائدة.
وكم من أولاد تشرّدوا في شوارع الرذيلة والجريمة هربًا من أب استسلم لمتاهة المخدرات.
وكم، وكم... حتى الفتيات والصغار لم يعودوا خارج دائرة الخطر.
وطننا غارق في مشكلات كبيرة، من الاقتصاد المتردّي، إلى البطالة والفساد وهجرة الأدمغة والفقر... لكنّ المخدرات قد تكون من أخطر المشكلات التي نعانيها، وبالتالي فمواجهتها ليست واجبًا فقط، بل ضرورة ملحّة لا نملك ترف تأجيلها.
الحرب على المخدرات؟ نعم فلتُعلَن هذه الحرب التي تتشابك مفاصلها وتتقاطع مع الحرب على الإرهاب والفساد.
ما من طرفٍ معفى من المشاركة وفق موقعه ودوره.
أمّا موقع الجيش في الحرب على المخدرات فمعروف وواضح، وهو يؤدّيه بإصرارٍ يبلغ حدّ الشهادة في بعض العمليات. العوافي يا وطن. والمهم أن تتكامل الأدوار والجهود فلا تبقى «رؤوس كبيرة» خارج دائرة المحاسبة.