دراسات وأبحاث

الحروب السيبرانية والعنف الرقمي واقع عالمي جديد
إعداد: د.أحمد علّو
عميد متقاعد

يعيش العالم، منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي ثورة تكنولوجية غير مسبوقة، هي ثورة تكنولوجيا الإعلام والمعلومات والاتصال. إنّ أهم ما ترتب على هذه الثورة في ميدان الإعلام والمعلومات والاتصال، هو انتشار شبكة الإنترنت التي لم يقتصر مداها على الإفادة من تقنيات دمج الصوت والصورة والمعطى بحامل واحد، بل أنّها دفعت باقتصادات ومجتمعات مرتكزة على المواد الأولية والطاقة، إلى اقتصادات ومجتمعات مبنية على المعلومة والمعرفة والتنظيم الأفقي، والموارد البشرية العالية الكفاءة. وعلى هذا الأساس، فإن الشبكة لم تعد مجرد أداة اتصال وتواصل بين طرفين محددين، بل باتت بحكم انفتاحها ومرونة الإبحار بداخلها، «وسطًا» تعتمل في»فضائه» البوابات والمواقع والمدوّنات والحروب الإلكترونية.


وصف البعض الحروب الإلكترونية الحديثة بأنها حرب باردة جديدة، تخلق واقعًا عالميًّا جديدًا يتميز بكثير من التعقيد. وقد أصبحنا اليوم أمام مصطلحات حربية تقليدية تضاف إليها الصفة الافتراضية التخيلية، السيبرانية، أو الرقمية أو الإلكترونية، مثل: التسليح الإلكتروني، سباق التسلح الإلكتروني، ساحات الحرب الإلكترونية، الجيش الإلكتروني، الهجوم السيبري، الجهاد الإلكتروني، المحاربون أو المقاتلون الإلكترونيون، المناورات الإلكترونية، وأخيرًا الإرهاب السيبراني. وقد دفع هذا الوضع الجديد بمجموعة من الخبراء والدول المطالبة بعقد اتفاقية دولية للحد من التسلّح داخل الفضاء الإلكتروني، كتلك التي تمّت في مجال الانتشار النووي والكيماوي، بحيث يمكن لهذه الاتفاقيات أن تسهم – في حال تطبيقها – في وضع قيود على الحروب الإلكترونية، واستخدامها وتوزيعها وانتشارها وتطويرها .

 

الحرب السيبرية أو السيبرانية Cyberwarfare
بداية، ما هو السايبر؟
تُرجمت كلمة «سايبر Cyber» الإنكليزية بمعنى «تخيلي» أو «افتراضي».
والسايبر هو كلمة يجري استخدامها لوصف الفضاء الذي يضم الشبكات العنكبوتية المحوسبة، ومنظومات الاتصال والمعلومات وأنظمة التحكم عن بعد. وتختلف استخدامات السايبر وأشكاله من دولة إلى أخرى تبعًا لأولويات هذه الدول، فمنها الأمني والسياسي والاستخباراتي والمدني والمهني والمعلوماتي البحت. ويتشكل كيان السايبر في الدول كلّها بشكلٍ عام من وجود ثلاثة عناصر أساسية تضم الأجهزة الصلبة (Hardware)، والبرمجيات الرقمية الناعمة (Software )، والعامل البشري من مبرمجين ومستخدمين .

 

تعريف الحرب السيبرية
عرّف «قاموس أوكسفورد الإنكليزي» الحرب السيبرية بأنّها: «استخدام تقنيات الحاسوب لتخريب نشاطات دولة أو منظمة، وبخاصة الهجومات المحضّرة على منظومات المعلومات الخاصة، وذلك لغايات استراتيجية أو عسكرية». أمّا موقع تكوبيديا Techopedia فقد عرّفها بأنّها: «كل هجوم افتراضي يجري بدوافع سياسية على أجهزة العدو الإلكترونية وشبكات الإنترنت وأنظمة المعلومات الخاصة به، لتعطيل منظوماته المالية وأنظمته الإدارية، وذلك من خلال سرقة قواعد معلوماته السرّية أو تعديلها لتقويض الشبكات العنكبوتية والمواقع ونظام الخدمات».
وتتضمن الحرب السيبرية عمليات التخريب والتجسس:


- التخريب Sabotage: قد تتعرض حواسيب الأنظمة العسكرية والمالية لخطر التخريب بهدف تعطيل عملياتها الطبيعية وتجهيزاتها.

 

- التجسس Espionnage: تستخدم طرق غير شرعية لتعطيل عمل الشبكات العنكبوتية وحواسيبها، وأنظمتها بهدف سرقة معلومات سرّية من مؤسسات الخصم أو الأفراد ونقلها إلى الصديق السياسي، أو العسكري أو المالي.


يرى بعض المراقبين أنّ الحروب الإلكترونية أو الحرب السيبرانية، هي حرب بكل ما للكلمة من معنى، ويعرّفها الدكتور بول روزنفياغ، أستاذ القانون في جامعة جورج واشنطن، في بحث له عن قانونية هذه الحرب نُشر في العام 2012 بأنّها: «حربٌ ذكية أقوى من أي هجوم بري أو جوي، وأكثر ذكاءً وأقل تكلفة، فهي لا تحتاج إلى معدات حربية ولا جنود، لكنّها تحتاج إلى قدرات علمية عالية». وهو يعتبر أنّ «حرب السايبر هي تطوّر طبيعي في مفهوم الحروب، نقلتها إلى جيل جديد يعتمد على التحكّم والسيطرة عن بعد» .وأشار روزنفياغ إلى «أنّ لحرب السايبر تأثيرًا عالميًا مدمرًا، إذ قد تؤدي إلى تدمير بنية تحتية لدولة ما، بما في ذلك سدودها المائية ومفاعلاتها النووية».
ويرى البعض الآخر أنّ مضمون الحرب الإلكترونية يتعلق بالتطبيقات العسكرية للفضاء السيبراني، حيث تعني - في أحد تعريفاتها - قيام دولة أو فواعل من غير الدول بشنّ هجوم إلكتروني في إطار متبادل، أو من قبل طرف واحد. وعلى الرغم من انتشار اسم «الحرب الإلكترونية» إعلاميًا، فإنّه يُعتبر مصطلحًا قديمًا كان بالأساس مقتصرًا على رصد حالات التشويش على أنظمة الاتصال، والرادار، وأجهزة الإنذار، بينما يكشف الواقع الراهن في الفضاء الإلكتروني عن دخول شبكات الاتصال والمعلومات إلى بنية الاستخدامات الحربية ومجالاتها.

 

نماذج من هذه الحرب
أفاد تقرير لوكالة الاستخبارات الأميركية في كانون الثاني 2017، «أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر بحملة تأييد لمصلحة الرئيس ترامب، خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة» وأوضح «أن الروس حاولوا تقويض إيمان المواطنين بالعملية الديمقراطية الأميركية، وتشويه سمعة الوزيرة هيلاري كلينتون، والتأثير في حظوظها الانتخابية». كما كشف التقرير «أنّ عملية القرصنة على الانتخابات الأميركية تمثّل أحدث تعبير لروسيا عن رغبتها القديمة في تقويض النظام الديمقراطي الحر الذي تقوده الولايات المتحدة، وأنّ العمليات الروسية في هذا المجال باتت أكثر تصعيدًا في مباشرتها ومستوى نشاطها وسِعَة جهودها، إذا ما قورنت بعملياتها السابقة» .
وفق بعض الخبراء، شنّت الولايات المتحدة الأميركية قبيل أعوام من توصل المجتمع الدولي إلى الاتفاق النووي مع طهران (2015)، حربًا سيبرية على مشروع إيران النووي بهدف إضعاف قدراتها النووية، وإجبارها على التنازل على طاولة المفاوضات. ويقول هؤلاء: «إنّ الجيش الأميركي الإلكتروني عكف على إرسال الفيروسات الخبيثة لتخريب المنشآت النووية الإيرانية، الأمر الذي أضعف قدرتها على تخصيب اليورانيوم.
لكنّ الولايات المتحدة نفسها لم تكن بمأمن من الحرب السيبرية، ففي 23 آذار 2018 وجّهت وزارة العدل الأميركية اتهامات جنائية وفرضت عقوبات على شركة إيرانية و9 إيرانيين ناشطين في معهد «مبنا» الإيراني، لاختراقهم أنظمة مئات الجامعات والشركات وضحايا آخرين، بهدف سرقة البحوث والبيانات الأكاديمية والملكية الفكرية. ووصفت وزارة العدل الأميركية القراصنة بأنّهم عصابة تسلّل إلكتروني، حاول أفرادها اختراق مئات الجامعات حول العالم، نيابة عن الحرس الثوري الإيراني الإسلامي، وشمل تسلّلهم عشرات الشركات وقطاعات واسعة تابعة للحكومة الأميركية». ووصفت الوزارة الهجوم بأنّه إحدى كبرى الهجمات الإلكترونية التي ترعاها دولة، وقد بدأ منذ 2013 على الأقل، وبه تمّت سرقة أكثر من 31 تيرابايت من البيانات الأكاديمية وحقوق الملكية الفكرية من 144 جامعة أميركية، و176 جامعة في 21 دولة أخرى.
وفي العام 2014، كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أنّ وحدة المحاربين السيبرانيين في الجيش الصيني هي المسؤولة عن غالبيَّة الهجمات التي تعرَّضت لها الشركات الأميركية، وحتى الوزارات. ما دفع الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، إلى تحذير بكين من أنّ الهجمات السيبرية تُعد شكلًا من أشكال العدوان الحربي على بلاده، متوعّدًا الرد بالمثل.
كذلك صرّحت مجموعة من الضباط السابقين في وكالة المخابرات المركزية الأميركية، في مطلع تشرين الثاني – نوفمبر 2018 «أنّ إيران شنّت بين 2009 و2013 عمليات اختراق وقرصنة إلكترونية على شبكات وكالة المخابرات المركزية الأميركية، «السي آي إي»، وعطّلت نحو 70% من عمليات الوكالة التجسسية».
إلى ذلك، ردّت الولايات المتحدة بالانتقام من كوريا الشمالية، عندما قامت الأخيرة في العام 2014 بقرصنة شركة «سوني بيكتشرز إنترتينمنت» Sony pictures entertainment لمنع عرض فيلم «ذا إنترفيو»، The Interview الذي يسخر من رئيس كوريا الشمالية، كيم جونغ أون. وكان الانتقام من خلال قطع واشنطن الإنترنت لمدة 3 أيام عن كوريا الشمالية، وعزلها عن العالم طوال تلك الفترة.
 

الحرب السيبرانية بين الأمن والقانون الدولي
بسبب طبيعة الفضاء السيبري، كساحةٍ عالمية عابرة لحدود الدول، تمتد قضية الأمن السيبري من داخل الدولة إلى مجموعة النظام الدولي، ومع وجود مخاطر تهدّد الفاعلين جميعًا في مجتمع المعلومات العالمي تصبح القضية مرتبطة بالأمن العالمي.
وقد حصلت أول محاولة لوضع معاهدة دولية لتقنين عمل الفضاء السيبراني وما يتصل به في العام 2001، وأسهمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بصفتها مراقبًا، في نشر ما يُعرف بـ«دليل تالين للقانون الدولي المُطبَّق على الحرب الإلكترونية» (اختصارًا دليل تالين)، وهو وثيقة غير ملزمة شارك في صياغتها مجموعة من الخبراء القانونيين والعسكريين من عدة دول.
و«الحرب السيبرانية» وفق دليل تالين هي «وسائل وأساليب القتال التي تتألف من عمليات في الفضاء الإلكتروني ترقى إلى مستوى النزاع المسلّح أو تُجرى في سياقه»، ضمن المعنى المقصود في القانون الدولي الإنساني. أما «الهجوم السيبراني» فيعرّفه الدليل بالاستناد إلى القانون الدولي الإنساني، «بأنّه عملية إلكترونية سواء هجومية أو دفاعية يُتوقّع أن تتسبب في إصابة أو قتل أشخاص أو الإضرار بأعيان أو تدميرها» .

 

وحدات القتال الإلكتروني
قامت بعض دول العالم في السنوات الأخيرة بتطوير استخدام مهارات الإنترنت والحواسيب كأدوات هجوم ودفاع واستخبارات وحروب نفسية. فقد أنشأت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وكوريا الجنوبية وحدات خاصة في قوّاتها المسلحة مسؤولة عن الحرب الإلكترونية أو حرب المعلومات. وتجمع هذه الوحدات الخاصة ما بين العقل العسكري والمهارات التقنية التي تمكّنها من الدفاع وصدّ الهجمات أو إحداث خسائر. من ناحية أخرى، يتزايد استخدام الإنترنت بشكلٍ عام، ووسائل التواصل الاجتماعي بشكلٍ خاص، كأداة فعالة في الحرب التي تشنها التنظيمات المسلحة لا سيما في الشرق الأوسط. فقد وجدت هذه المجموعات في الفضاء الإلكتروني وسيلة مفيدة في صراعها، فاستخدمت وسائل التواصل الاجتماعي لتجنيد المقاتلين. كما استفادت هذه التنظيمات من الفضاء الإلكتروني كمنصّة لإطلاق الحرب النفسية ضد الخصوم بتصوير مشاهد العنف ونشرها على نطاق واسع لبثّ الرعب والذعر. كذلك، يُستخدم الإنترنت في شن هجمات إلكترونية Cyber attacks من شأنها إلحاق خسائر بالخصم، غالبًا ما تكون مالية، فيجري استهداف البنوك أو المواقع الحكومية التي تحتوي على بيانات مهمة، أو حتى استهداف منشآت صناعية، كما حدث لبرنامج إيران النووي. فوفق تقرير شركة سيمانتك العاملة في مجال الأمن الإلكتروني، فإنّ نسخة من فيروس الكمبيوتر «ستكسنت Stuxnet» استُخدمت لمهاجمة وتدمير برنامج إيران النووي في العام 2010، بالتعاون بين الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي.

 

العنف الرقمي بين المواجهة والخصوصية
يرى بعض المحلّلين «أنّ التحدي الأكبر الذي يواجه الحرب الإلكترونية هو معارضة منظمات المجتمع المدني لبعض الإجراءات التي تتّبعها بعض الدول، والتي تفضي إلى تقليص حرية الأفراد من خلال مراقبة الإنترنت ووسائل التواصل والتراسل، ما يمثل تعديًا على حرية الأفراد وسرّية معلوماتهم الشخصية وخصوصيتهم».
إنّ الطبيعة غير التقليدية لهذه الحروب تتطلب حلولًا أو معايير غير تقليدية للتعاطي معها. وهذا يعني أنّ الحلول التقليدية المتمثلة في الرقابة الصارمة وغَلق المواقع وحسابات التواصل الاجتماعي التابعة لتنظيمات وفصائل مسلحة، لن تحرز نجاحًا كبيرًا في هذا السياق. وقد اعترف العديد من خبراء الأمن الإلكتروني security Cyber بصعوبة هذا الإجراء، لأنّ مقابل كل صفحة أو موقع أو حساب يُغلق، ستنطلق عشرات المواقع. وعلى الرغم من الطبيعة الافتراضية لهذا النوع من العمليات العسكرية، فإنّ الأضرار والمعاناة الناتجة عنها لا تقتصر على العالم الافتراضي. ففي عصر يجري فيه التحكم إلكترونيًّا، بكل شيء تقريبًا، قد تستهدف بعض الهجمات الإلكترونية مؤسسات البنية التحتية، ما يسبب حرمان عدد كبير من المدنيين في المنطقة المستهدفة من الخدمات أو المواد الأساسية كالمياه أو الكهرباء أو الرعاية الطبية، وقد يترتب على ذلك معاناة كبيرة وربما فقدان البعض لحياتهم. لذا فمن المهم متابعة النقاشات الدائرة في هذا المجال، بالإضافة إلى متابعة التطورات التقنية لتقليل المعاناة الناجمة عن هذا «العنف الرقمي».

 

الأمن المعلوماتي أو السيبري وتداعياته
إنّ فهم منطق اشتغال شبكة الإنترنت، وفلسفتها العامة، لا يمكن أن يستقيم من دون استحضار وظائف محركات البحث داخل الشبكة، وكذلك أدوارها وطرق تصميمها كبوابات. وفي المقابل، من جرّاء انفتاح الشبكة ولامركزيتها القوية، فإنّها لم تستطع الدفاع عن البراءة التي لازمتها منذ نشأتها، بل تمّ اختراقها، من قبل مجرمي أو قراصنة الشبكة أو «الهاكرز» Hackers وسواهم، وأيضًا من قبل تنظيمات متطرفة في الفكر، إرهابية في الممارسة.
لذلك، فإنّ إشكالية الأمن المعلوماتي لم تعد في هذا الجانب حكرًا على الشركات أو المؤسسات صاحبة العلاقة، بغية حفظ بنوك معطياتها من أي استهداف، بل أضحت أيضًا تشكّل رهانًا قويًا وتحديًا كبيرًا بوجه الدول والحكومات. وبالتالي، فالمواجهة بين مصالح الأمن والتنظيمات المتطرفة لم تعد مقتصرة على الفضاء الواقعي الملموس، بل انتقل جزء منها ليتّخذ من الشبكة ملجأً، ومجالًا للحروب الافتراضية القادمة، والتي نسمع دويّ صداها منذ فترة، ولم يعد الاهتمام بالأمن الإلكتروني يقتصر على البعد التقني فحسب، بل تجاوزه إلى أبعاد أخرى ذات طبيعة ثقافية، اجتماعية، اقتصادية، عسكرية، وغيرها، فالاستخدام «غير السلمي» للفضاء الإلكتروني يؤثّر في الرخاء الاقتصادي، والاستقرار الاجتماعي للدول جميعها التي أصبحت بنيتها التحتية تعتمد على الفضاء الإلكتروني. كذلك، فإنّ تراجع سيادة الدولة مع تصاعد دور الفاعلين من غير الدول في العلاقات الدولية (مثل الشركات التكنولوجية العابرة للحدود، وشبكات الجريمة، والقرصنة الإلكترونية، والجماعات الإرهابية وغيرها)، فرض تحديات عديدة في الحفاظ على الأمن السيبراني العالمي. وهذا ما دفع إلى بروز اتجاهات متعددة لتحقيق هذا الأمن، وذلك عبر التنسيق بين أصحاب المصلحة من الحكومات، والمجتمع المدني، والشركات التكنولوجية، ووسائل الإعلام، وغيرها...


مراجع:
- العنف الرقمي... أحدث صيحات الحروب الجديدة.
- الإنترنت كفضاء للحروب الافتراضية القادمة.
- http://www.siyassa.org.eg
- أنماط الحرب السيبرانية - د. عادل عبد الصادق.