عبارة

الحسابات الصّحيحة
إعداد: العميد علي قانصو
مدير التوجيه

في صفحة ذاكرته، وضمن توقّعاته المنتظرة، يلجأ الجندي إلى إنجاز جردة حسابات للسنة المنصرمة تحضيرًا لمقابلة السنة الآتية باطمئنان ووضوح. وهو يقوم بذلك في معظم الأحيان في الميدان، وخلف أكياس الرمل وأمام أسلاك الحواجز ونقاط التفتيش. وتتقاطع جردة الحسابات هذه مع الإجراءات الأمنية التي تعتمدها القيادة في فترة الأعياد، والجردة لا بدّ أن تتم في الفترة المذكورة، أي في الأيام الختاميّة من السنة، وهنا يتجلّى اللقاء بين الأمور كلها.
وفي المحصّلة العامة لذلك، تقفز إنجازات المؤسسة العسكرية خلال العام المنصرم، وما كانت أفراح المواطنين في الأعياد، بأيّ حال، لِتعرف الأمان من دون تلك الإنجازات، فلا يد للإرهاب عندنا اليوم، قادرة بسهولة على إلحاق الشر والضرر. وفي التوقعات تتجلّى الواجبات المعروفة على صعيد مواصلة مواجهة الإرهاب المذكور، وعلى صعيد الاستمرار في الوقوف في وجه المخططات الإسرائيلية عند الحدود. وتظهر أيضًا الاستحقاقات المنتظرة خصوصًا في ما يتعلق بالانتخابات النيابية المنتظرة في الربيع المقبل... لقد خبرت المؤسسة مثل تلك المهّمات التلقائية المعروفة، والتي يتمّ الإقبال عليها برضى واقتناع واندفاع، وما الكلام على ذلك إلاّ بداعي الرّغبة في التّحضير المسبق الذي لا بدّ منه، وما من زرع ينبت ويتجلى للقطاف والحصاد، من دون أن تُحرث أرضه وتُروى وتنال العناية الكاملة في الوقت المناسب وبالعدّة الكافية.
بذلك حقّ للجندي أن يتلقّى ابتسامة مواطن يحيّيه، وبذلك حقّ له أن يستمع بفخر إلى تصريحات مختلفة من هنا وهناك، في الدّاخل والخارج، تثني عليه، وتؤكد أهميّة دوره في حماية الوطن وفي تجسيد وحدته.