- En
- Fr
- عربي
أجواء رمضانية
أرسى معرض ”ليالي زمان“ مساحة فرح في قلب بيروت، وكان افتتاحه ليلة من العمر جمعت سحر الماضي وجمالية التراث الشرقي والعادات الرمضانية الفريدة، في الفوروم دو بيروت مساء ١٩ آذار، ويمتد يوميًا حتى عيد الفطر.
المعرض الذي يُعدّ أكبر حدث رمضاني لهذا العام، نظّمتـه شركـة In Action Events بالتعاون مع OMT، وهو يمتد على مساحة عشرة آلاف متر مربّع، ويستحضر أجواء التراث العربي الأصيل، من خلال فن العمارة والأشكال الهندسية المستوحاة من عبق الماضي. فمن العقد الحجري والمشربيّات إلى النوافير والزينة الرمضانية، وتجربة سحور استثنائية في سوق الأكل، فضلًا عن المنتجات الحرفية والمونة وسواها.
واحة للفرح
الهدف من هذه القرية الرمضانية المميزة «خلق واحةٍ للفرح» كما يؤكد منظما المعرض وصاحبا شركة In Action Events جو حرب وسينتيا وردة. ويقول السيد حرب: «أردنا خلق حدث على مستوى الشهر الفضيل الذي يجمع العائلات وأبناء الوطن الواحد، لذلك حرصنا أن يكون المشاركون من مختلف المحافظات اللبنانية وأوجدنا واحةً للفرح والأمل تُخرج اللبنانيين من سوداوية الواقع الاقتصادي والأزمات المختلفة التي تعصف بالبلد، وتنقلهم إلى زمان ومكان مختلفين بهدف عيش تجربة رمضانية فريدة تعكس التراث الشرقي والعادات والتقاليد اللبنانية».
بدورها تقول السيدة وردة: «أردنا لمعرض «ليالي زمان» أن يكون بمثابة خان عربي قديم يحمل سحر الشرق وتراثه، إلى جانب التنوّع الذي يتميز به المعرض من سوق الأكل والمونة التقليدية إلى الأشغال اليدوية والحرفية التي تحمل توقيع مصممين، بالإضافة إلى الجلسات المميزة للقهوة والنرجيلة بجوار نوافير المياه ضمن أجواء الزمن القديم.»
وسائل الترفيه الشعبية مثل لعب الورق وطاولة الزهر كانت حاضرة أيضًا، ومثلها الرسم بالحنّة والكثير من الألعاب التي تجذب الأولاد، فضلًا عن أجواء الإثارة والتشويق. أما في العاشرة من مساء كل ليلة، فالموعد محجوز لعروض الدراويش والحكواتي والموسيقى الشرقية.
ويؤكد منظما الحدث أن أجواء المعرض المميزة ترضي جميع الأعمار ما يجعله مكانًا مثاليًا تقصده العائلات لعيش أجواء رمضانية مختلفة.
جولة على المشاركين
في جولةٍ على المنصات المشاركة في المعرض لفتت انتباهنا بشكل خاص المنتجات اليدوية الصنع على اختلاف أنواعها من أعمالٍ زجاجية وورقية، إلى الألبسة وحقائب اليد والسيراميك، وكلها من نتاج أيدٍ لبنانية بارعة. كذلك كان لمنصات المونة البيتية حصة كبيرة، حيث عرضت خيرات الأرض اللبنانية وبراعة السيدات اللبنانيات في إنتاج المونة.
من بين المشاركين مَن كان يعرض باستمرار ويدرك أهمية هذه المعارض لإنعاش حركة البيع والشراء، ومنهم مَن كان مشاركًا للمرة الأولى على أمل أن تكسب معروضاته اللفتة التي تستحقها.
إحدى السيدات التي تعرض حقائب يدوية الصنع أكدت أنّ الأسعار في المعرض لا تختلف عن الأسعار داخل المحلات التجارية، مشيرةً إلى أنّ المشاركين (100 مشارك) يدركون صعوبة الأوضاع المعيشية، ولذلك فهم يكتفون بأرباحٍ قليلة لجذب الزبائن.
أحد المشاركين الذين يعرضون المونة أكّد أنّ المنتجات عضوية مئة في المئة، وهي نتاج القرى اللبنانية وتهدف إلى تشجيع النساء في القرى على الحفاظ على التقاليد اللبنانية في حفظ المأكولات وإعداد المربيات وغيرها.
دردشة مع الزوار
شهدت ليلة الافتتاح حضورًا شعبيًا كثيفًا، وكأن الناس اشتاقوا لأجواء الفرح والحياة. في هذا الإطار، أوضحت سيدة كانت تمسك بيد ابنتها أنّ اللبنانيين اشتاقوا لمبادراتٍ كهذه لكسر حلقة الجمود التي نعيشها جميعًا، مؤكدةً أنّها ستزور المعرض مع عائلتها باستمرار لعيش التجربة الرمضانية المميزة.
من بين المتجولين في أرجاء المعرض، كان هناك عائلة مؤلّفة من الوالدين وطفلين، وقد أشار الوالد إلى أنّ «هذا المكان هو الأنسب لقضاء سهرة رمضانية مع العائلة، فالترفيه متوافر للجميع بأسعار مقبولة، كما أنّ أجواء الفرح تعيدنا إلى أيام العز في لبنان وهو ما نحنّ إليه ونشتاقه».
في حين يثني من التقيناهم على الديكور المميز وسعة المكان وجماله، وعلى التنوع في الطعام والخدمات، يُعرب الأطفال عن مدى فرحهم وسط الأجواء الجميلة.
في «ليالي زمان» يستمر اللقاء حتى عيد الفطر حيث يتاح للعائلات والأصدقاء الاستمتاع بالعروض والأنشطة المتنوعة، وعيش التقاليد الرمضانية ضمن تجربة غنية ومتنوعة تجمع بين التراث والحداثة.